موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: من صفات العارف بالله تعالى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 19, 2016 12:51 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت ديسمبر 21, 2013 9:44 pm
مشاركات: 1663

من صفات العارف بالله تعالى

سُئِلَ الْحسن بن عَليّ بن يزدانيار مَتى بِكَوْن الْعَارِف بمسهد الْحق
قَالَ إِذا بدا الشَّاهِد وفنى الشواهد وَذهب الْحَواس واضمحل الاخلاص
معنى بدا الشَّاهِد يعْنى شَاهد الْحق وَهُوَ أَفعاله بك مِمَّا سبق مِنْهُ أليك من بره لَك وإكرامه إياك بمعرفته وتوحيده والايمان بِهِ تفنى رُؤْيَة ذَلِك مِنْك رُؤْيَة أفعالك وبرك وطاعتك فترى كثير مَا مِنْك مُسْتَغْرقا فِي قَلِيل مَا مِنْهُ وَأَن كَانَ مَا مِنْهُ لَيْسَ بِقَلِيل وَمَا مِنْك لَيْسَ بِكَثِير
وفناء الشواهد بِسُقُوط رُؤْيَة الْخلق عَنْك بِمَعْنى الضّر والنفع والذم والمدح وَذَهَاب الْحَواس هُوَ معنى قَوْله فبى ينْطق وَبِي يبصر الحَدِيث
وَمعنى اضمحل الاخلاص أَن لَا يراك مخلصا وَمَا خلص من أفعالك إِن خلص وَلنْ يخلص أبدا إِذا رَأَيْت صِفَتك فَإِن أوصافك معلولة مثلك
سُئِلَ ذُو النُّون عَن نِهَايَة الْعَارِف فَقَالَ إِذا كَانَ كَمَا كَانَ حَيْثُ كَانَ قبل أَن يكون
مَعْنَاهُ أَن يُشَاهد الله وأفعاله دون شَاهده وأفعاله
قَالَ بَعضهم أعرف الْخلق بِاللَّه أَشَّدهم تحيرا فِيهِ
قيل لذِي النُّون مَا أول دَرَجَة يرقاها الْعَارِف
فَقَالَ التحير ثمَّ الافتقار ثمَّ الِاتِّصَال ثمَّ التحير
الْحيرَة الاولى فِي أَفعاله بِهِ ونعمه عِنْده فَلَا يرى شكره يوازى نعمه وَهُوَ يعلم أَنه مطَالب بشكرها وَإِن شكر كَانَ شكره نعْمَة يجب عَلَيْهِ شكرها وَلَا يرى أَفعاله أَهلا أَن يُقَابله بهَا استحقارا لَهَا ويراها وَاجِبَة عَلَيْهِ لَا يجوز لَهُ التَّخَلُّف عَنْهَا
وَقيل قَامَ الشبلي يَوْمًا يُصَلِّي فَبَقيَ طَويلا ثمَّ صلى فَلَمَّا انْفَتَلَ عَن صلَاته قَالَ يَا ويلاه إِن صليت جحدت وَإِن لم أصل كفرت
أَي جحدت عظم النِّعْمَة وَكَمَال الْفضل حَيْثُ قابلت ذَلِك بفعلي شكرا لَهُ مَعَ حقارته
ثمَّ أنْشد ... الْحَمد لله على أنني
كضفدع يسكن فِي اليم
إِن هِيَ فاهت مَلَأت فمها
أَو سكتت مَاتَت من الْغم ...

والحيرة الاخيرة أَن يتحير فِي متاهات التَّوْحِيد فيضل فهمه ويخنس عقله فِي عظم قدرَة الله تَعَالَى وهيبته وجلاله
وَقد قيل دون التَّوْحِيد متاهات تضل فِيهَا الافكار
سَأَلَ أَبُو السَّوْدَاء بعض الْكِبَار فَقَالَ هَل للعارف وَقت قَالَ لَا
فَقَالَ لم
قَالَ لَان الْوَقْت فُرْجَة تنفس عَن الْكُرْبَة والمعرفة أمواج تغط وترفع تحط فالعارف وقته أسود مظلم
ثمَّ قَالَ ... شَرط الْعَارِف محو الْكل مِنْك إِذا
بُد المريد بلحظ غير مطلع ...

قَالَ فَارس الْعَارِف من كَانَ علمه حَالَة وَكَانَت حركاته غَلَبَة عَلَيْهِ
سُئِلَ الْجُنَيْد عَن الْعَارِف فَقَالَ لون المَاء لون الاناء
يَعْنِي انه يكون فِي كل حَال بِمَا هُوَ أولى فيختلف أَحْوَاله وَلذَلِك قيل هُوَ ابْن وقته
سُئِلَ ذُو النُّون عَن الْعَارِف فَقَالَ كَانَ هَا هُنَا فَذهب
يعْنى أَنَّك لَا ترَاهُ فِي وَقْتَيْنِ بِحَالَة وَاحِدَة لَان مصرفه غَيره
وانشدونا لِابْنِ عَطاء ... وَلَو نطقت فِي ألسن الدَّهْر خبرت
بِأَنِّي فِي ثوب الصبابة أرفل
وَمَا إِن لَهَا علم بقدري وَمَوْضِعِي
وَمَا ذَاك موهوم لاني أنقل ...

وَقَالَ سهل بن عبد الله أول مقَام فِي الْمعرفَة أَن يعْطى العَبْد يَقِينا فِي سره تسكن بِهِ جوارحه وتوكلا فِي جوارحه يسلم بِهِ فِي دُنْيَاهُ وحياة فِي قلبه يفوز بهَا فِي عقباه
قُلْنَا الْعَارِف هُوَ الَّذِي بذل مجهوده فِيمَا لله وَتحقّق مَعْرفَته بِمَا من الله وَصَحَّ رُجُوعه من الاشياء إِلَى الله
قَالَ الله تَعَالَى {ترى أَعينهم تفيض من الدمع مِمَّا عرفُوا من الْحق}
يجوز أَن يكون مَا عرفُوا من الله من بره وإحسانه بِقَصْدِهِ إِلَيْهِم وإقباله عَلَيْهِم واختصاصه إيَّاهُم من بَين ذويهم
كَمَا قَالَ أبي بن كَعْب حِين قَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله أَمرنِي أَن أَقرَأ عَلَيْك
فَقَالَ يَا رَسُول الله أَو ذكرت هُنَاكَ
قَالَ نعم
فَبكى أبي لم ير حَالا يُقَابله بهَا وَلَا شكر يوازي نعمه وَلَا ذكرا كَمَا يسْتَحقّهُ فَانْقَطع فَبكى
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لحارثة عرفت فَالْزَمْ نسبه الى الْمعرفَة والزمه إِيَّاهَا وَلم يدله على عمل
سُئِلَ ذُو النُّون عَن الْعَارِف فَقَالَ هُوَ رجل مَعَهم باين عَنْهُم
قَالَ سهل أهل الْمعرفَة بِاللَّه كأصحاب الاعراف يعْرفُونَ كلا بِسِيمَاهُمْ أقامهم مقَاما أشرف بهم على الدَّاريْنِ وعرفهم الْملكَيْنِ
انسدونا لبَعْضهِم ... يَا لهف نَفسِي على قوم مضوا فقضوا
لم أقض مِنْهُم وَإِن طاولتهم وطرى
هم المخافيت فِي كبر الْمُلُوك إِذا
أبصرتهم قلت إِضْمَار بِلَا صور ...

الكتاب: التعرف لمذهب أهل التصوف
المؤلف: أبو بكر محمد بن أبي إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري الحنفي (المتوفى: 380هـ)

_________________
مدد ياسيدى يارسول الله
مدديااهل العباءة .. مدد يااهل بيت النبوة
اللهم ارزقنا رؤية سيدنا رسول الله فى كل لمحة ونفس


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 10 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط