في تفصيل كيفية النظر وهيئاته في اختلاف أحواله
إذا نظر الإنسان إلى الشيء بمجامع عينه قيل رمقه فإن نظر إليه من جانب أذنه قيل لحظه فإن نظر إليه بعجلة قيل: لمحه فإن رماه ببصره مع حدة نظر قيل: حدجه بطرفه، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم فإن نظر إليه بشدة وحدة قيل: أرشقه وأسف النظر إليه. وفي حديث الشعبي أنه كره أن يسف الرجل نظره إلى أمه وأخته وابنته فإن نظر إليه نظر المتعجب منه والكاره له والمبغض إياه قيل: شفنه وشفن إليه شفوناً وشفناً فإن أعاره لحظ العداوة قيل نظر إليه شزراً فإن نظر إليه بعين المحبة قيل: نظر إليه نظرة ذي علق فإن نظر إليه نظر المستثبت قيل: توضحه فإن نظر إليه واضعاً يده على حاجبه مستظلاً بها من الشمس ليستبين المنظور إليه قيل: استكفه واستوضحه واستشرفه فإن نشر الثوب ورفعه لينظر إلى صفاقته أو سخافته أو يرى عواراً، إن كان به، قيل استشفه فإن نظر إلى الشيء كاللمحة ثم خفي عنه قيل: لاحه لوحة، كما قال الشاعر من الطويل: وهل تنفعني لوحة لو ألوحها فإن نظر إلى جميع ما في المكان حتى يعرفه قيل: نفضه نفضاً فإن نظر في كتاب أو حساب ليهذبه أو ليستكشف صحته وسقمه قيل: تصفحه فإن فتح جميع عينيه لشدة النظر قيل: حدق فإن لألأهما قيل: برق عينيه فإن انقلب حملاق عينيه قيل: حملق فإن غاب سواد عينيه من الفزع قيل: برق بصره فإن فتح عين مفزع أو مهدد قيل: حمج فإن بالغ في فتحها وأحد النظر عند الخوف قيل: حدج وفزع فإن كسر عينه في النظر قيل: دنقس وطرفش، عن أبي عمرو فإن فتح عينيه وجعل لا يطرف، قيل شخص، وفي القرآن الكريم: " شاخصة أبصار الذين كفروا " فإن أدام النظر مع سكون قيل: أسجد، عن أبي عمرو أيضاً فإن نظر إلى أفق الهلال لليلته ليراه قيل: تبصره فإن أتبع الشيء بصره قيل: أتأره بصره.
فقه اللغة للثعالبي
_________________ مدد ياسيدى يارسول الله مدديااهل العباءة .. مدد يااهل بيت النبوة اللهم ارزقنا رؤية سيدنا رسول الله فى كل لمحة ونفس
|