موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: ***( إئنسوا بالوحشة )***
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 12, 2007 11:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 14, 2004 9:28 pm
مشاركات: 174
مكان: ***( حضن سيدنا النبي)***
[font=Arial]
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/align]

الحمد لله الذي آنسنا بقربه من وحشة خلقه، ومَنَّ علينا من مزيد جوده وفضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله الأطهار الطيبين سفن النجاة، وصحابته الغر الميامين، ولاسيما أسيادنا أبا بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلى، رضى الله عنهم وعن الصحابة أجمعين؛ ثم أما بعد:

حكم سيدي ابن عطاء الله السكندري فيها من الكنوز الكثير، قرأت بعضها كثيراً وكل مرة يظهر معي معنى لم يظهر من قبل، فهي كلمات حق منتظمة كعقد فريد من النضار والله كلمات تنبثق من القراءن والسنة ككلام العارفين :

[align=center]وكلهم من رسول الله ملتمس *** غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم[/align]

واليوم يا أحباب أصابني ضيق شديد ووحشة غريبة من الخلق، وعزمت على القراءة في حكم سيدي ابن عطاء الله السكندري عله يخفف بحكمة عن قلبي ونفسي ما ألم بها من أسي ووحشة وضيق، فأخذت أقرأ واستوقفتني حكمة يقول فيها سيدي ابن عطاء الله: "إنما أجرى الأذى على أيديهم – يعني أهل الدنيا – كيلا تكون ساكناً إليهم، أراد أن يزعجك عن كل شيء حتى لايشغلك عنه شيء".

الحقيقة حيرتني هذه الحكمة طوال اليوم، فلم تقعدني ولم توقفني وظللت أفكر فيها وأبحث عن شرح لها. فوجدت بين حروفها أسرار ومعاني كبيرة جداً، وسبحان الله مرت على بعض الأقوال التي تكشف هذه المعاني وتجليها لتظهر وتطيب قلبي وصدري وتشرحهما فيسر الله لي التعرف على شرحها فأحببت أن تشاركوني المعني...

يا أحباب إنه مما يروى عن أبينا آدم -عليه السلام- أنه كان يبكي حزنا وأسى بين وقت وأخر حتى بعدما تاب الله عليه .. كان يبكي شوقاً .. شوقاً للوطن .. "الجنة" !!.


لقد كان سيدنا آدم يا أحباب يدرك بأن الأرض ليست بوطن .. ولا هي بدار إقامة وعدن ..


بل هي دار اختباره الممهدة لدار قراره .. ولذا فإننا نجد الكثير من الناس .. أعني الكثير من أبناء آدم "البني آدمين"، يعانون من مثل هذا الضيق بين وقت وآخر .. إنها الفطرة يا أحباب .. ( فطرة الله التي فطر الناس عليها).


فطرنا عليها ليبقى فينا الزاعج واللاعج .. والحنين والشوق نحو الوطن .. نحو الجنة .. لا لما فيها من الحور والقصور وكؤوس اللذة التي تدور .. بل هو الأنس بالقرب من رب غفور .. رب يفرح بتوبة عبده الآبق الذي طالما بارزه بالمعاصي، فرحاً أشد من فرح من وجد النجاة من بعد ما أيقن الهلاك كما جاء في الحديث الشريف عن حضرة الحبيب المصطفي صلَّى الله عليه وآله وسلم .. ولأنه يفرح بتوبتنا وأوبتنا إليه .. برغم احتياجنا نحن إليه .. خلقنا في كبد – يعني في شدة وضيق- قال تعالى: ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) ..


خلقنا في كبد ودار ضيق وشدة، وسلط علينا من يؤذينا حتى لا نركن لهذا المتاع السخيف الفان .. ونغفل به عن الرب الرحيم الرحمن.


وهذا هو السر الذي تجلي في كلام سيدي ابن عطاء الله عندما قال في حكمتة الخامسة والثلاثون بعد المائتين والتي استوقفتني كثيراً كما قلت: "إنما أجرى الأذى على أيديهم كيلا تكون ساكناً إليهم، أراد أن يزعجك عن كل شيء حتى لايشغلك عنه شيء".

وسبحان الله لعل هذه الحكمة جاءت لي في وقتها .. لذلك توقفت لأتأملها كثيراً، محاولاً فهمها، واستشعارها، لعل الله يمنَّ على بها، فلله المنة والفضل.


فلا تجزعوا يا أحباب من الوحشة إذا اعترتكم .. ولا من الضيق إذا ضيق عليكم .. فلعله علامة نظر الله إليك .. وإرادته أن يبدل ما اعتدت عليه من الأنس بالفانيات .. إلى الأنس بالباقيات الصالحات، وهذا ما يذهب بنا إلي تأمل حكمة أخري من حكم سيدي ابن عطاء الله وهي الحكمة الثامنة والتسعون والتي ترتبط بشكل وثيق بالحكمة السابقة ويقول فيها: "متى أوحشك من خلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به" .


آنسنا الله بطاعته ... وأوحشنا من معصيته ... آمين


وصدق من قال:


[align=center]كن من جميع الخلق مستوحشاً


مــــستأنساً بالواحـــــد الحــــق


و اصـبر فبالصـبر تنـال المــــــنى


و ارض بــــــما يجـــري من الرزق
[/align]


فاللهم لكَ الحمد .. يا رب أشرق على قلبي من أنوار حكم سيدي ابن عطاء الله، واجزه عنا خير الجزاء، نقى قلوبنا وصدورنا يا رب العالمين.


والحمد لله في بدأ وفي ختمِ
[/font]

_________________
بئس الانام ثلاثة و إمامهم ذاك الخبيث الأحمق الحراني
تلميذه ابن القيم النزِق الذي ذم الكرام بقوله البهتــان
وخليفة الاثنين ناشر كفرهم ذَنَّبٌ يسمى ناصر الألبانــي


***(اللهم اجعلني من المهتدين واجعلني سببًا لمن إهتدى )***


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: خلف الظلال و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط