مابين
بعثت بالسيف
وانما أنا رحمة مهداة
كتبها العبد الضعيف
بمناسبة المولد الشريف
***
اسم الله الشافى يطلب المريض
والمريض يطلب الشفاء
والهادى يطلب الضال
والضال يطلب الهداية
والرحيم يطلب الضعيف
والضعيف يطلب الرحمة
***
فاذا زاد التوجه بالأسم الشافى
من حضرة الربوبية
زاد المرض فى حضرة العبودية
واذا زاد التوجه للعبد بالاسم الرحيم
زاد الضعف فى حضرة العبودية
تسليم وتسلم
وكل على قدر تحمله
وأستعداد قوابله
لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍۢ
لَّرَأَيْتَهُۥ خَٰشِعًۭا مُّتَصَدِّعًۭا مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ
لما أبى الجبل أن يحمل الأمانة
وأشفق منها
تصدع
***
سيدنا يوسف لما تجلى الله عليه بالجمال
لم يتحمل هيكله البشرى استيعاب هذا الجمال
فلما ضعفت قابليته
ظهر آثار هذا الجمال على بشريته
فكل من رآه فُتن به
أو غار منه
فكان الجمال ليوسف
والجلال لمن رآه
فَلَمَّا رَأَيْنَهُۥٓ أَكْبَرْنَهُۥ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ
فلما علم سيدنا يوسف
أنه لا محالة مطلوب ما بقى تجلى الجمال على هيكله
طلب ستر بشريته
مع استمرار التجلى
قَالَ رَبِّ ٱلسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِىٓ إِلَيْهِ
أى أستر هذا الهيكل البشرى
بحجاب السجن
حتى لا ينقطع عنه التجلى بالجمال
لِما صدر عنه من ضعف الأستعداد
حتى لا يكون التجلى عليه فتنة لغيره
قَالَ رَبِّ ٱلسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ
من أن ينقطع عنى هذا التجلى
حتى اذا قويت البشرية
وآن أوان الظهور
طلب الجمال الظهور
قَالَ ٱجْعَلْنِى عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلْأَرْضِ
فستر الله جماله
بحجاب المُلك
بدلا عن حجاب السجن
وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى ٱلْأَرْضِ
يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ
فحجاب السجن الكثيف
حجب بشريته
وحجاب المُلك اللطيف
حجب حقيقته
***
سيدنا أيوب لما تجلى الله عليه بالاسم الرحيم
وظهر آثار هذا التجلى على هيكله
زاد ضعفه وأصبح مضرب للامثال
فى الشفقة والضعف
كل من يراه يرحمه
وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّى مَسَّنِىَ ٱلضُّرُّ
فكان الجلال لأيوب
والجمال لمن يرآه
لما زاد التجلى بالاسم الرحيم
ضعف جسمه عن تحمل هذا التجلى
فنادى
وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ
أى أرحم هذا الهيكل البشرى
أن ينقطع عنه التجلى بالرحمة
لِما صدر عنه من ضعف الأستعداد
وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ
فطلب التثبيت فى هذا المقام
باستمرار تجلى الربوبية بالرحمة
مع استقرار الهيكل فى العبودية بالقوة
وكأنه قال
قونى على التجلى
وارحمنى
فلا تقطعه عنى
فنودى
ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ
أشارة لثبات القدمين فى المقام
هَٰذَا مُغْتَسَلٌۢ بَارِدٌۭ
لظاهر الهيكل البشرى
فلا يظهر بالضعف
وَشَرَابٌۭ
لباطن الهيكل البشرى
فلا ينقطع شراب الرحمة
***
سيدنا موسى
لما تجلى الله على الجبل
جملة واحدة
بجميع الأسماء والصفات
أندك هذا الجبل للمقابلة
وصُعق سيدنا موسى للمجاورة
فلا ندرى عن معنى الدك
أو ما معنى الصعق
الا أنه خليط عجيب من تأثير
مجموع تجلى أسماء وصفات
المعبر عنه فى المقابل بالأسم
الله
ولذلك لم يجد سيدنا موسى
ما يتوسل به الى الله
فيثْبت به هيكله البشرى أمام هذا التجلى
كما طلب سيدنا يوسف الحجاب بالأسم الستار
أو كما توسل سيدنا أيوب بالأسم القوى
الا الايمان بالكل
قَالَ سُبْحَٰنَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ
من طلب هذا المقام
وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ
على الجملة
بدون تفاصيل
***
حضرة النبى قال
أنما أنا رحمة مهداة
الرحمة محمدية
والهداية ربانية
***
حضرة النبى
له الكمال فى مقام الهداية
وقلنا أن الأسم الهادى يطلب الضال
ومن هذا الباب
قال الله
وَوَجَدَكَ ضَآلًّۭا فَهَدَىٰ
فنسبة الضلال المجازية
للجسد المحمدى
تشير لكمال توجه الأسم الألهى الهادى
لحضرة النبى
لا تشير لحقيقة الضلال
لكن تشير لحقيقة كمال الهداية
لأن حضرة النبى هيكله البشرى
يتحمل تمام التجلى بالاسم الهادى
بدون ظهور آثار هذا الأسم
الذى هو الضلال
على بشريته
أبتداء
***
وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِىٓ ءَاتَيْنَٰهُ ءَايَٰتِنَا
فَٱنسَلَخَ مِنْهَا
لما ضعفت قابليته تلف
لأنه غير معصوم
***
وحضرة النبى جمال
فلما تجلى الله عليه بالجمال
أستوعب الجسد الشريف هذا الجمال
أَسَرَّهَا هيكله البشرى فِى نَفْسِهِۦ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ
فكان جمالا فى نفسه
وجمالا لمن رآه
على عكس سيدنا يوسف
***
وحضرة النبى رحمة
فلما تجلى الله عليه بتمام الرحمة
لم تظهر آثار الرحمة
على الهيكل البشرى بالضعف
كما ظهرت على سيدنا أيوب
***
فكان حضرة النبى
هداية بدون ضلال
ورحمة بدون ضعف
وجمال بدون فتنة
وسيف فى الغمد
وهكذا فى سائر الأسماء والصفات
لأن حضرة النبى لكمال أستعداده
وتمام قابليته
وثبات هيكله البشرى
مطلوب من جميع الأسماء الألهية
جملة واحدة
فحقيقته الجامعة
تطلب التجلى الجامع
***
قُوبل يوسف بالجمال
فباح هيكله
فكل من رأى يوسف
فُتن بيوسف
جمال فيه شدة
وقُوبل حضرة النبى بالجمال
فكتم هيكله الشريف
فكل من رأى محمد
أحب محمد
جمال فيه رحمة
***
وقُوبل أيوب بالرحمة
فاندك هيكله
فكل من رأى أيوب
رحم أيوب
وقُوبل حضرة النبى بالرحمة
فقبل هذا التجلى
وأفاض على غيره
فكل من رأى محمد
رُحم بمحمد
رحمة فى رحمة
فكان رحمة للعالمين
وهذا هو الفرق بين حضرة النبى
وسائر الكون
لما كان حضرة النبى أستثناء
الا رسول الله
***
مَثَلُ نُورِهِۦ
كَمِشْكَوٰةٍۢ .. ربانية
فِيهَا مِصْبَاحٌ .. محمدى
قابل لكل ألوان التجلى
لما زادت أنواره كان
سِرَاجًۭا مُّنِيرًۭا
أفاض على الأكوان فأنارت
كَأَنَّهَا كَوْكَبٌۭ دُرِّىٌّۭ
***
فاضت أنواره على الكون
فكان حال من رآه
تَرَىٰٓ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ
***
قال أيوب .. وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ
وقال يوسف .. رَبِّ ٱلسِّجْنُ
وقال موسى .. سُبْحَٰنَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ
فقال حضرة النبى
انما أنا رحمة مهداة
وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا
رَحْمَةًۭ لِّلْعَٰلَمِينَ
الا رسول الله
***
أولو العزم من الر سل
قيل أنهم من بعثوا بالسيف
ونُصروا بالسيف
مَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَن يَكُونَ لَهُۥٓ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِى ٱلْأَرْضِ
الا حضرة النبى
قال : نُصرت بالرعب
لا بالسيف
***
السيف
لو شئت قلت
ظاهره
يد وحد وغمد
ان طاش الحد انقطعت اليد
والسلامة فى الغمد
***
ولو شئت قلت
باطنه
جمال وجلال وكمال
اليد جماله محض
والحد جلاله محض
والغمد كماله أقرب للجمال
رحمتى سبقت غضبى
***
ولو شئت قلت
جماله هزيمة
وجلاله نصر
وكماله رعب
فقال
صلى الله عليه وسلم
نصرت بالرعب
ولا دماء
أى نصرت بالكمال
نصر بلا تعب لى
ولا أذى للغير
وسيف الرعب فيه الرحمة للعالمين
***
ولو شئت قلت
اسرار عبودية
الا أن يتغمدنى الله برحمته
فتحمل حضرة النبى
ولم يتحمل أيوب
وفى حضرة العبودية
الكون كله أيوب
***
ولو شئت قلت
بطون الرحمة المحمدية
فى غمد الرحمة الآلهية
ليظهر جمال
وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةًۭ لِّلْعَٰلَمِينَ
***
ولو شئت قلت
اليد للرحمة
والحد للشدة
والغمد للعفو
خُذِ ٱلْعَفْوَ
***
حد السيف
حقيقته من مشكاة
تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ
وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ
وهى حقيقة قاطعة لما سواها
ومفرقة لمن عاداها
وخطر على من والاها
وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ
***
ويد السيف
حقيقتها من مشكاة
يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
فإن كان السيف فى الغمد
كانت اليد رحمة محمدية
وان كان السيف خارج الغمد
كانت اليد رمية الهية
وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ
***
ولو شئت قلت
اسرار ربوبية
لا حول ولا قوة الا بالله
لا تظهر حقيقة السيف
الا باجتماع
جمال اليد مع جلال الحد
التى هى حقيقة
لا حول ولا قوة
فاذا عاد السيف لغمده
يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ
ٱرْجِعِىٓ إِلَىٰ رَبِّكِ
ظهر الكمال
فظهرت حقيقة
الا بالله
لا حول ولا قوة الا بالله
الا أن يتغمدنى الله
بطن الجلال فلم يظهر منه الا الجمال
***
فكان الكون قبل حضرة النبى
لا حول .. ولا قوة
فلما ظهر حضرة النبى بمقام
الا ان يتغمدنى الله
ظهر بلا حول ولا قوة الا بالله
فكانت كنز من تحت العرش
***
فالسيف فى غمده
فَبِمَا رَحْمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ
حقيقة الحقائق
ورحمة ممن خلق الخلائق
غير قاطع لا عن ضعف
وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَٱعْفُ
فكان رحمة للخصم والحكم
***
نودى أيوب
وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًۭا فَٱضْرِب بِّهِۦ
فضرب أيوب بقوة الجمال
ونودى موسى
ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ
فضرب موسى بقوة الجلال
ونودى حضرة النبى
وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلًۭا
فضرب محمد بقوة الكمال
***
شكل السيف
ودارت دورة السيف فى الكون
فظهر جلال حد السيف فى الألف
ثم ظهر جلال الحد مع جمال اليد
بالهمزة تحت الألف
ثم ظهر كمال السيف فى الغمد
بالهمزة فوق الألف
رحمة للكون
وَمُبَشِّرًۢا بِرَسُولٍۢ يَأْتِى مِنۢ بَعْدِى ٱسْمُهُۥٓ أَحْمَدُ
سيدنا عيسى بشر بسيدنا أحمد
ولم يبشر بسيدنا محمد
أَحْمَدُ
أشارة لظهور تمام الرحمة
بان عاد السيف الى غمده
***
حرف الألف حد السيف .. ا
والهمزة يد السيف .. ء
والألف تحتها الهمزة سيف مسلول .. إ
والألف فوقها الهمزة سيف فى غمده .. أ
رحمة فى رحمة
***
ظهرت الألف والهمزة فى .. ءَادَمَ
بهذا الشكل
لما أنطوت فيه ذريته من ٱلْأَنۢبِيَآءَ
فكانت الهمزة أشارة لذريته
لذلك أنفصلت عن الف ءَادَمَ
***
حضرت الألف وغابت همزة الرحمة فى أنبياء
زَكَرِيَّا .. دَاوُۥدُ
فكانوا اشارات للجلال
ولما غابت الهمزة
وغابت يد السيف
وغاب الجمال وحضر الجلال
قُتل زكريا
وقَتل داود
***
وحضرت الهمزة تحت الألف فى أنبياء
إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ
إِلْيَاسَ .. إِدْرِيسَ
فكانوا اشارات لجمال السيف
فنجا إِبْرَٰهِيمَ من الحريق
ونجا إِسْمَٰعِيلَ من الذبح
ورُفع إِلْيَاسَ
بسر الهمزة التحتيه
***
وحضرت الهمزة فوق الألف
أَيُّوبَ .. وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ
أَحْمَدُ .. رَحْمَةًۭ لِّلْعَٰلَمِينَ
فكانوا أشارات
للسيف فى الغمد
الا ان يتغمدنى الله
الذى هو مقام الرحمة
بسر الألف الفوقية
***
بالسيف
قاتل أو مقتول
ظهرت حروف السيف
ولم يظهر شكله
فى الحقيقة اليوسفية
ي و س ف
فأثرت حقيقته الباطنة فى أسمه
على من رآه
فَلَمَّا رَأَيْنَهُۥٓ أَكْبَرْنَهُۥ
والتكبير ذبح على الشريعة
وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ
للحقيقة
ومن الحب ما قتل
***
وظهر حرفين من السيف فى موسى
م و س ى
فقتل بالوكز لا بالذبح
***
وظهر حرفين من السيف فى عيسى
ع ي س ى
ولذلك حاولوا قتله
***
وظهر حرفين من السيف فى إسماعيل
إ س م ا ع ي ل
وظهرت الألف والهمزة
التى هى شكل السيف
خارج الغمد
فطُولب بالذبح
ولما فُقدت فاء السيف من أسمه
نجا من الذبح
وعوضه الله بفاء الفداء
بدلا من فاء السيف
وَفَدَيْنَٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍۢ
وَفَ دَيْنَٰهُ
فوفى ما عليه من الدين
أنا أبن الذبيحين
ولم تظهر حروف السيف
فى أسم حضرة النبى
ولكن ظهر شكل السيف فى غمده
أ ح م د
فكان رحمة للعالمين
***
ولذلك قال حضرة النبى
بعثت بالسيف كالأنبياء
لكنى لما كنت رحمة للعالمين
نُصرت بالرعب
فحقن الله بى الدماء
***
ولذلك
ظهرت همزة الرحمة
فوق الف الأسم الشريف
وظهرت الغمامة
فوق الجسد الشريف
وظهرت العمامة
فوق الرأس الشريف
وطارت الحمامة
فى الحرم الشريف
وظهرت القبة
فوق المقام الشريف
***
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله