موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 07, 2021 10:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
اللهم صل على سيدنا محمد نور الأنوار وسر الأسرار وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا دائما ابدا

بارك الله فيكى ياحليمة وحفظك وجزاكى الله كل خير


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 09, 2021 10:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
وجزاك الله كل خير الغالية المهاجرة وسلمت واحبابك من كل شر

واسعدني مرورك العطر الكريم

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 09, 2021 10:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
حرف الجيم

«الجامع»

«الجبّار» صلى الله عليه وآله وسلم:قال: «ياد» : سماه الله تعالى به في كتاب داود فقال: تقلّد سيفك أيها الجبار فإن ناموسك وشرائعك مقرونة وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك.
ومعناه في حق الله تعالى: المصلح للشيء، أو المصلح له بضرب من القهر، أو العلي العظيم الشأن وقيل المتكبّر.
ومعناه في حقه صلى الله عليه وسلم: إما لإصلاحه الأمة بالهداية والتعليم، أو القهر لأعدائه أو لعلوّ منزلته على البشر وعظم خطره، ونفى عنه تعالى جبرية التكبر التي لا تليق به فقال تعالى: وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ انتهى.
وفي الصّحاح الجبر: أن تغني الرجل من فقر أو تصلح عظمه من الكسر، وأجبرته على الأمر أكرهته، وقال ابن دريد: الجبّار العظيم الخلق، والجبار المسلّط على الناس، وبه فسر ابن عباس: «وما أنت عليهم بجبار» أي بمسلّط. قال: وهو منسوخ بآية القتال. قال الشيخ رحمه الله تعالى: فيكون حينئذ جباراً بمعنى المسلّط بعد أمره بالقتال، وهو الذي يناسب سياق الزّبور. وقال في الشرح: أو المراد ما أنت بمكره لهم على الإيمان إنما أنت داع وهاد.

«الجد» صلى الله عليه وآله وسلم:بفتح الجيم وضمهاصلى الله عليه وآله وسلم: العظيم الحظّ الجليل القدر، أو بكسرها وفتحها أيضاً بمعنى الحظ والحظوة. أي صاحب الحظ العظيم عند الخلق والحظوة عند الحق. أو بكسرها فقط بمعنى الاجتهاد في الأمر أي ذو الاجتهاد في العبادة ودأب النفس في طلب السيادة

«الجليل» صلى الله عليه وآله وسلم:صفة مشبهة أي العظيم. وقيل هو من كملت صفاته. والعظيم: من جلّت صفاته وكبرت ذاته، وفرق بين الجلال والجمال بأنه صفة سلبية والجمال صفة ثبوتية وهو من أسمائه تعالى، ومعناه المنعوت بنعوت الجلال فهو راجع إلى كمال الصّفات، كما أن الكبير راجع إلى كمال الذات والعظيم راجع إلى كمالهما قاله ابن الأثير.
قال الكرماني: فإن قيل: ما الفرق بين الجلال والعظمة والكبرياء؟ قيل: هي مرادفة.
وقيل نقيض الكبير الصغير ونقيض الجليل الدقيق. ونقيض العظيم الحقير- وبضدها تتبيّن الأشياء.وإذا أطلقت على البارئ تعالى فالمراد لوازمها بحسب ما يليق به. وقيل: الكبرياء ترجع إلى كمال الذات، والعظمة إلى كمالها. انتهى. والمراد بكمال الصفات الثبوتية: عدم ثبوت نقيضه، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً- كالجهل والفناء وغيرهما

«الجهضم» صلى الله عليه وآله وسلم:بالجيم والمعجمة الساقطة كجعفر: العظيم الهامة المستدير الوجه الرّحب الجبين الواسع الصّدر، وهذه الأوصاف مجتمعة فيه صلى الله عليه وسلم

«الجواد» صلى الله عليه وآله وسلم:بالتشديد مبالغة في الجواد بالتخفيف. قال القشيري رحمه الله تعالى:
حقيقة الجواد أن لا يصعب عليه البذل. وأول مراتب الكرم: السخاء، ثم الجود، ثم الإيثار.
فمن أعطى البعض وأبقى البعض فهو السخيّ، ومن بذل الأكثر وأبقى شيئاً فهو الجواد، ومن قاسى الضر وآثر غيره فهو المؤثر. ولهذا مزيد بيان في باب كرمه وجوده صلى الله عليه وسلم
«الجواد» صلى الله عليه وآله وسلم:بالتخفيف: الكريم السخي الطائع المليّ صفة مشبهة من الجود وهو سعة الكرم أو الطاعة.

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 10, 2021 7:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

حرف الحاء المهملة

«الحاتم»صلى الله عليه وآله وسلم:قال: «يا» هو من أسمائه في الكتب السالفة. حكاه كعب الأحبار. قال ثعلب: ومعناه أحسن الأنبياء خلقاً. قال في الشرح: هو بفتح المثناة الفوقية كما رأيته مضبوطا بالقلم في نسخة معتمدة من الشفاء ورأيته في الصّحاح بالكسر. لكن قال: هو القاضي.
قلت: لم يذكر في الصحاح أنه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وإنما قال: الحاتم القاضي. وكذا ذكره في الديوان في فاعل بكسر العين. والله تعالى أعلم

«الحاشر» صلى الله عليه وآله وسلم :ذكر في الأحاديث السابقة في الباب الثاني بلفظ
«أنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي»
وفي لفظ «على قدمي» وبلفظ:
«أنا الحاشر الذي يحشر الناس معي على قدمي»
قال القاضي: واختلف في معنى: «على قدمي» فقيل: على زماني وعهدي، إذ ليس بعده نبي. وقيل: يحشر الناس بمشاهدتي كما قال تعالى: وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وقال الخطّابي وابن دحية رحمهما الله: معناه على أثري أي أنه يقدمهم وهم خلفه، لأنه أول من تنشق عنه الأرض، ثم يحي كل نفس فيتبعونه.
قال الخطابي: ويدل على هذا المعنى رواية : «على عقبي» وقال العزفي: القدم عبارة عن الأثر لأنه منه، وقيل: المعنى على أثري، لأن الساعة على أثره أي قريبة من مبعثه. كما
قال صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهاتين»
. قال الحافظ: ويحتمل أن يكون المراد بالقدم
الزمان أي وقت قيامي على قدمي تظهر علامات الحشر، إشارة إلى أنه ليس بعده نبي ولا شريعة. ويرجح هذا ما وقع
في رواية نافع بن جبير: «وأنا الحاشر بعثت مع الساعة»
وقيل:
على مشاهدتي قائما لله على الأمم. واستشكل التفسير بأنه يقتضي أنه محشور، فكيف يفسر به حاشر وهو اسم فاعل؟ وأجيب بأن إسناد الفعل إلى الفاعل إضافة والإضافة تصح بأدنى ملابسة، فلما كان لا أمة بعد أمته، لأنه لا نبي بعده نسب الحشر إليه لأنه يقع بعده.
وقوله «على عقبي» بكسر الموحدة على الإفراد، ولبعضهم بالتثنية والموحدة مفتوحة وكذلك قوله: «على قدمي» روي بالإفراد والتثنية.

تنبيه:
قد وصف الله تعالى نفسه بالحشر في قوله: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَحَشَرْناهُمْ فيكون هذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه.

«حاط حاط» :
قال «ع» : هو اسمه في الزبور

«الحافظ» :
وهو من أسمائه تعالى. ومعناه في حقه تعالى: صيانة جميع الموجودات عن العدم وصيانة المضادات بعضها من بعض. قال الغزالي رحمه الله تعالى: والحافظ من العباد: من يحفظ جوارحه وقلبه ويحفظ دينه عن سطوة الغضب وصلابة الشهوة وخداع النفس وغرور الشيطان، وهو اسم فاعل من احفظ، وسمي به لأنه الحافظ للوحي والأمة، ولا يقدح في وصفه بالحفظ وقوع النسيان منه صلى الله عليه وسلم، كما
روى مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع قراءة رجل في المسجد فقال: «رحمه الله تعالى لقد أذكرني آية كذا كنت نسيتها»
لندرة ذلك منه، والحكم إنما هو للأغلب، ولهذا مزيد بيان يأتي في أبواب عصمته صلى الله عليه وسلم

«الحاكم» صلى الله عليه وآله وسلم :
أخذه «د» من قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ

«الحامد» صلى الله عليه وآله وسلم :اسم فاعل من الحمد، وهو الثناء على الله تعالى بما هو أهله. قال «د» :
ذكره كعب. وذكر ابن إسحاق رحمه الله تعالى قال: رأت أمه صلى الله عليه وسلم في منامها قائلاً يقول:
إنك حملت بخير البرية وسيد العالمين فإذا ولدتيه فسميه محمداً فإن اسمه في التوراة حامد [ (1) ] وفي الإنجيل أحمد.
حامل لواء الحمد:
روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر»
وسئل الشيخ رحمه الله تعالى عن لواء الحمد هل هو لواء حقيقي أو معنوي؟ فأجاب بأنه معنوي وهو الحمد، لأن حقيقة اللواء الراية ولا يمسكها إلا صاحب الجيش، فالمراد من الحديث أنه سيّد الناس وإمامهم يوم القيامة. وأنه يشهر بالحمد إذ ذاك.
وقد ذكر ابن الأثير رحمه الله نظير هذا في الحديث: «لكل غادر لواء» أي علامة يشهر بها في الناس لأن موضوع اللواء شهرة مكان الرئيس. ولهذا مزيد بيان في أبواب حشره صلّى الله عليه وسلم

«الحامي» صلى الله عليه وآله وسلم:بالمهملة: المانع لأمته من العدى والحافظ لها من الردى. أو حامي البيت والحرم ومبعده من أيدي ذي الجرم. أو سمي بذلك لأنه صلى الله عليه وسلم كان له أن يحمي لنفسه وإن لم يقع ذلك منه

«الحائد لأمته من النار» :
اسم فاعل من حاد يحيد، أي يميل أمته عن النار
«حبيب الله» صلى الله عليه وآله وسلم:هو فعيل من المحبة بمعنى مفعول أو بمعنى فاعل. ورد ذكره في عدة أحاديث. قال القاضي: وأصلها الميل إلى ما يوافق المحب، ولكن هو في الحق من يصح منه الميل والانتفاع بالرفق وهي درجة المخلوق، فأما الخالق تعالى فمنزه عن الأعراض فمحبته لعبده تمكّنه من سعادته وعصمته وتوفيقه وتهيئة أسباب القرب له، وإضافة رحمته عليه، وقصواها كشف الحجب عن قلبه حتى يراه بقلبه وينظر إليه ببصيرته ولسانه فيكون كما في الحديث. «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به» .
وقال في الاصطفاء: وقد يقال كما في شرح المواقف إن محبتنا له تعالى كيفية روحانية مترتبة على تصور الكمال المطلق له تعالى على الاستمرار ومقتضية للتوجه التام إلى حضرة قدسه بلا فتور وقرار، ومحبتنا لغيره كيفية تترتب على تخيّل كمال فيه من لذة أو شفقة أو مشاكلة كمحبة العاشق لمعشوقه والمنعم عليه للمنعم، والوالد للولد، ثم هي عندنا كالرضى والإرادة مع ترك الاعتراض كما مر، وقيل الإرادة فقط فيترتب على ذلك كما في «الإرشاد» أنه تعالى لا يتعلق به محبة على الحقيقة لأنها إرادة، والإرادة لا تتعلق إلا بمتجدد، وهو سبحانه لا أول له لأن المريد إنما يريد ما ليس بكائن أو إعدام ما يجوز عدمه وما ثبت قدمه واستحال عدمه لا تتعلق به إرادة. والفرق بينه وبين الخليل أن الخليل من امتحنه ثم أحبه والحبيب الذي أحبه بلا محنة. انتهى.
واختلف في مقام المحبة والخلّة أيهما أرفع؟ فقيل: هما سواء، فلا يكون الخليل إلا حبيباً ولا الحبيب إلا خليلاً. وقيل: درجة المحبة أرفع. ونقله القاضي عن الأكثر، لأن درجة الحبيب نبينا صلى الله عليه وسلم أرفع من درجة الخليل صلى الله عليهما وسلم.
وقيل إن درجة الخلّة أرفع، لحديث:
«لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً»
فلم يتخذه وقد أطلق المحبة لفاطمة وابنيها وأسامة وغيرهم. وسيأتي في الخليل أن المحققين على ذلك.
وذكر أهل الإشارات في تفضيل المحبة كلاماً حسناً فقالوا: الخليل اتصل بواسطة وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ والحبيب بدونها فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى والخليل مغفرته في حد الطمع: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ والحبيب مغفرته في حد اليقين: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ والخليل قال في المحنة «حسبي الله» والحبيب قيل له: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ والخليل قال: وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ والحبيب قيل له وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ فأعطى بلا سؤال. والخليل قال وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ والحبيب قيل له: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً وحاصل ما ذكره القاضي يقتضي تفضيل ذات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على ذات سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم لا يقال باعتبار ثبوت وصف الخلّة له فيلزم ذلك، لأنا نقول: كلّ منهما ثابت له وصف الخلة والمحبة، إذ لا يسلب عن إبراهيم وصف المحبة لا سيما والخلّة أخص من المحبة، ولا يسلب عن نبينا صلى الله عليه وسلم وصف الخلّة لا سيّما وقد ثبت في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قوله تعالى له ليلة المعراج:
قد اتخذتُك خَليلًا.
وقد قام الإجماع على فضل نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء، بل هو أفضل خلق الله مطلقاً.
وقوله إن الخليل اتصل بالواسطة لا يفيد غرضا في هذا المقام الذي هو بصدده وليس المراد به قطعاً إلا الوصول إلى المعرفة، إذ الوصول الحسّي يمتنع على الله تعالى. وأما قوله:
والحبيب يصل إليه. فالوصول إلى الله تعالى لا يكون إلا به حبيباً كان أو خليلاً وأما قوله:
«الخليل هو الذي يكون مغفرته في حد الطمع» إلى آخره فإنه لا يصلح أن يكون على وجه التفسير للخليل ولا تعلّق له بمعناه. وقصارى ما ذكره يعطي تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم في حد ذاته من غير نظر إلى ما جعله علة معنوية في ذلك من وصف المحبة والخلّة.

«حبيب الرحمن» صلى الله عليه وآله وسلم:ورد في حديث المعراج عن أبي هريرة رضي الله عنه. رواه البزّار وغيره «حبنطى» :
قال «ع» هو من أسمائه في الإنجيل وتفسيره: يفرق بين الحق والباطل

«الحجازي» :
نسبة إلى الحجاز وهو مكة واليمامة وقراهما وسمّي حجازاً لأنه حجز بين تهامة ونجد

«حجة الله على الخلائق» صلى الله عليه وآله وسلم:في الفردوس بلا إسناد: «وأنا حجة الله» وهو بمعنى البرهان

«الحجة البالغة» صلى الله عليه وآله وسلم:الحجة: الدلالة المبينة للمحجّة أي القصد المستقيم. والبالغة:
الكاملة التي لا نقصان فيها

«حرز الأميين» صلى الله عليه وآله وسلم:أي حافظهم ومانعهم من السوء.
روى البخاري وغيره عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «أجل والله إِنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزا للأميين»
الحديث.
والحرز: المنع والأميون: العرب أي يمنعهم من العذاب والذل.
فإن قيل: هو صلى الله عليه وسلم حرز للعرب ولغيرهم من الخلق، فلم خصّهم بالذكر؟
أجيب: بأنه لما كان عليه الصلاة والسلام منهم قصد بتخصيصهم بالذكر التنصيص عليهم زيادة في الاعتناء بهم وبشأنهم وتنبيهاً لبني إسرائيل على عظم شأنهم ورفعتهم بهذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي يخرج منهم وأن غيرهم كالتابع لهم

«الحرميّ» صلى الله عليه وآله وسلم:نسبة إلى الحرم المكي وقد تقدم بيانه

«الحريص» :
فعيل بمعنى فاعل من الحرص وهو شدة الإرادة للمطلوب. قال تعالى:
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ أي على إيمانكم وهدايتكم

«الحريص على الإيمان»صلى الله عليه وآله وسلم :وقد تقدم معناه في الذي قبله

«حزب الله» :
الحزب: الطائفة من الناس. وقيل: جماعة فيها غلظ. وحزب الله: عبيده المتقون وأنصار دينه

«الحسيب»صلى الله عليه وآله وسلم :فعيل: بمعنى مفعل من أحسبني الشيء: إذا كفاني. ومنه عَطاءً حِساباً أو الشريف الكريم من الحسب محركاً وهو ما يعدّ من مفاخر الآباء أو الدين أو الكرم، أو الشرف في الفعل أو الآباء والحسب كالكرم قد يكون لمن لا آباء له شرفاء، والشرف كالمجد لا يكون إلا بهم، يقال حسب حسابةً كخطب خطابةً وحسباً محركاً فهو حسيب من حسباء.وهو بمعنى المحاسب أو المكافي من أسمائه تعالى. قال الغزالي رحمه الله تعالى:
وليس للعبد مدخل في هذا الوصف إلا بنوع من المجاز بأن يكون كافياً لطفله بتعهده أو لتلميذه بتعليمه حتى لا يفتقر إلى غيره. انتهى.
وهذا المعنى صحيح في حقه صلى الله عليه وسلم لأنه كافٍ لأمته جميع ما تحتاج إليه من أمور الدنيا والآخرة بحيث لا يحتاجون إلى غيره صلى الله عليه وسلم

«الحفيظ»صلى الله عليه وآله وسلم :فعيل من الحفظ وهو صون الشيء عن الزوال فإن كان في الذهن فضده النسيان، أو في الخارج فضده التضييع.
وهو من أسمائه تعالى، وكلا المعنيين يصح إطلاقه عليه تعالى، لأن الأشياء محفوظة في علمه لا يطرأ عليه نسيان ويحفظ الموجودات من الزوال. وقيل: معناه الذي يحفظ سرّك من الأغيار ويصّون ظاهرك عن مرافقة الفجّار.
وأما قوله تعالى: وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ فمعناه: لست أحفظ أعمالكم وأجازيكم عليها. وقوله تعالى: فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً أي لتحفظهم حتى لا يقعوا في الكفر والمعاصي أو لتحصي مساوئهم وذنوبهم فتحاسبهم عليها.
وقد ذكر أن هذه الآية منسوخة بآية القتال فهو صلى الله عليه وسلم بعد الأمر به حفيظ بالمعنى الأول بمعنى أن يردّهم عنه ويقاتلهم عليه. وبالمعنى الثاني لأنه يشهد عليهم يوم القيامة وهو أبلغ من الحافظ

«الحفي»صلى الله عليه وآله وسلم:البرّ اللطيف. يقال: حفيت بفلان وتحفّيت به إذا اعتنيت بكرامته

«الحق»صلى الله عليه وآله وسلم :الثابت، وأصله المطابقة للواقع أو المحقّ أو المظهر للحق قال تعالى:
جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ على أحد القولين أن الحق هنا هو النبي صلى الله عليه وسلم وقيل هو القرآن قال تعالى:
وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وفي حديث الشفاعة «ومحمدٌ حق» وهو الثابت وهذا الاسم من أسمائه تعالى ومعناه الموجود المتحقق أمره وألوهيته، أو الموجد للشيء حسب ما تقتضيه حكمته تعالى، وفي حقه صلى الله عليه وسلم المتحقق صدقه ونبوته

فائدة:
فرّق الإمام فخر الدين رحمه الله تعالى بين الصدق والحق، بأن الصدق نسبة الشيء إلى الواقع، والحق نسبة ما في الواقع إلى الشيء.

«الحكم»صلى الله عليه وآله وسلم :بفتح أوله وثانيه: الحاكم أو المانع، وهو من أسمائه تعالى، ومعناه الحاكم الذي لا رادّ لحكمه ولا معقّب لقضائه، قال تعالى: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً أي مانعاً

«الحكيم»صلى الله عليه وآله وسلم :قال «ع» لأنه علم وعمل وأذعن لربه. قال الشيخ رحمه الله تعالى: وهو فعيل من الحكمة. قال تعالى: يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ والمتصف بالحكمة علماً وتعليماً حكيم. واختلف في المراد بالحكمة في قوله تعالى: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ الآية. فقيل: النبوة. وقيل: المعرفة بالقرآن والفهم فيه. وقيل: الإصابة في القول وقيل: العلم المؤدي إلى العمل. وقيل: السنة. وقيل: خشية الله.
لحديث:
«رأس الحكمة مخافة الله» . رواه ابن مردويه.
وقال الإمام مالك: إنه ليقع في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله تعالى وأمر يدخله الله تعالى في القلوب من رحمته وفضله. ومما يبين ذلك أنك تجد الرجل عاقلاً في أمر الدنيا إذا نظر فيها، وتجد آخر ضعيفا في أمر دنياه عالماً بأمر دينه بصيراً به يؤتيه الله إياه ويحرمه هذا. انتهى إلى هنا.
وهو صلى الله عليه وسلم حكيم بالمعاني المذكورة كلها.
قال في الشرح: هو المتقن للأمور. وفعيل بمعنى مفعل من الإحكام وهو الإتقان، أو بمعنى فاعل من الحكم وهو المنع للإصلاح، وهو أعم من الحكمة، وكل حكمة حكم ولا عكس، لأن الحكم أن نقضي على شيء بشيء إيجاباً أو سلباً. أو ذو الحكمة وهي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم وإصابة الحق بالعلم والعقل. والمراد بها في حقه تعالى معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام. وفي حق الإنسان: معرفة الموجودات وفعل الخيرات

«الحليم»صلى الله عليه وآله وسلم :قال «د» هو موصوف به بالتوراة، وهو اسم فاعل للمبالغة من حلم بالضم ككريم من كرم، يقال حلم فهو حليم إذا صار الحلم طبعاً له وسجيّة من سجاياه. قال أبو طالب يمدحه صلى الله عليه وسلم:
حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غير طائش ... يوالي إلهاً ليس عنه بغافل
والحلم بكسر المهملة وسكون اللام: الأناة في الأمور وهي بفتح الهمزة مقصورة كقناة: اسم للتأنّي وهو التثبت وترك العجلة، وأما عطفها عليه في قوله صلى الله عليه وسلم كما رواه مسلم عن ابن عباس للأشج: أشجّ عبد القيس، واسمه المنذر بن عائذ بن الحارث العصري- بمهملات على الأصح: «إنّ فيك لخصلتين يحبّهما الله تعالى ورسوله: الحلم والأناة» فعطف تفسير. والمراد به في الخبر: العقل خاصة. وقال القاضي: هو حالة تأنّ وثبات عند الأسباب والمحرّكات. قال غيره: هو ضبط النفس والطبع عند هيجان الغضب. قال القاضي:
والاحتمال: حبس النفس عند الآلام والمؤذيات، ومثله الصبر. قال غيره: وجمعه أحلام. قال الله تعالى: أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أي عقولهم. وسمّي العقل حلماً لكونه سبباً عنه. قال ابن عطية: هو العقل إذا انضاف إليه أناة واحتمال.
وقد كان صلى الله عليه وسلم أحلم الناس، وكل حليم قد عرفت منه زلّة وحفظت منه هفوة، وهو صلى الله عليه وسلم لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبراً، وعلى إشراف الجاهلية إلا حلماً.
ولهذا مزيد بيان في بيان حلمه صلى الله عليه وسلم.
وهذا الاسم من أسمائه تعالى. ومعناه في حقه تعالى: الذي لا يعجل بالعقوبة. والفرق بينه وبين الحقود: أنه الذي يؤخر الانتقام لانتهاز الفرصة. والحليم يؤخره لانتظار التوبة.
وسيأتي الفرق بينه وبين العفو وبينه وبين الصبر في تفسيرهما

«الحلاحل»صلى الله عليه وآله وسلم :بمهملتين الأولى مضمومة والثانية مكسورة: السيد الشجاع، أو كثير المروءة، والرئيس الرزين، كأنه مأخوذ من الحلول والاستقرار، لأن القلق وقلة الثبات في مجلس ليس من عادات السادات. قال بعضهم يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:
وعربة أرضٍ ما يحلّ حلالها ... من الناس إلا اللوذعيّ [ (1) ] الحلاحل
أراد بها مكة المشرفة، وأشار إلى
قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله حبس عن مكة الفيل وسلّط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي» الحديث رواه الشيخان
.
والعربة- بمهملتين محركة: ناحية قرب المدينة أقامت بها قريش فنسبت العرب إليها وسكّن الشاعر راءها للضرورة، وهي باحة دار أبي الفصاحة دار إسماعيل صلى الله عليه وسلم، والباحة بالموحدة والمهملة: قال في الصحاح: الساحة

«الحمّاد»صلى الله عليه وآله وسلم:بتشديد الميم صيغة مبالغة من الحمد أي الحامد الكثير الحمد

«حمّطايا» صلى الله عليه وآله وسلم:
روى أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمّى في الكتب القديمة: أحمد ومحمد والماحي والمقفّي ونبيّ الملاحم وحمّطايا وفارقليطا وماذماذ.
قال أبو عمر الزاهد: سألت بعض من أسلم من اليهود فقال: معناه يحمي الحرم ويمنع الحرام.
قال شيخ الإسلام التقي الشّمنّي: وهو بفتح الحاء والميم المشددة وبالطاء المهملة بعدها ألف فمثناة تحتية. وقال الهرويّ في الغريب: هو بكسر الحاء وسكون الميم وتقديم الياء وألف بعدها طاء مهملة وألف. فعنده حمياطا. وفسّره بحامي الحرم. قال ابن دحية: ومعناه: أنه حمى الحرم مما كان فيه من النّصب التي تعبد من دون الله، والزنا والفجور

الحمد «الحميد» صلى الله عليه وآله وسلم:فعيل بمعنى حامد أو محمود: صيغة مبالغة من الحمد وهو الثناء أي الذي حمدت أخلاقه ورضيت أفعاله، أو الحامد لله تعالى بما لم يحمده به حامد، أو الكثير المحامد، وهو من أسمائه تعالى، ومعناه الذي حمد نفسه أزلاً وحمده عباده أبداً، أو المستحق للحمد لأنه الموصوف بكل كمال ومولٍ لكل نوال

«حم. عسق» صلى الله عليه وآله وسلم:ذكرهما «د» في أسمائه صلى الله عليه وسلم ونقله الماوردي عن جعفر بن محمد، ونقل عن ابن عباس أنهما من أسماء الله تعالى

«الحنان» صلى الله عليه وآله وسلم:بالتخفيف: الرحمة

«الحنيف»صلى الله عليه وآله وسلم :المائل إلى دين الإسلام الثابت عليه، من الحنف محركاً، أو المائل عما عليه العامة إلى طريق الحق والاستقامة، أو المستقيم. قال تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً جوّز بعضهم جعل حَنِيفاً حالاً من الضمير العائد عليه صلى الله عليه وسلم، وهو الطاهر. قال في النهاية: حديث «خلقت عبادي حنفاء» أي طاهرين من المعاصي لا أنهم كلهم مسلمون لقوله تعالى: فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ولهذا مزيد بيان في الكلام على الفطرة في شرح غريب قصة الإسراء

«الحيي» صلى الله عليه وآله وسلم:بمهملة وتحتيتين: الكثير الحياء وهو انقباض النفس وانكفافها عن القبائح.
روى الدارمي عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيياً لا يسأل شيئاً إلا أعطى» ولهذا مزيد بيان في باب حيائه صلى الله عليه وسلم

«الحيّ»صلى الله عليه وآله وسلم:الباقي المتلذذ المتنعم في قبره. ولهذا مزيد بيان في باب حياته في قبره صلى الله عليه وسلم.


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ( 1 /444-445-446-447-448-449-450-451-452)


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 13, 2021 6:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

حرف الخاء المعجمة

«الخاتم»صلى الله عليه وآله وسلم:بكسر التاء المثناة فوق
«الخاتم»
بفتحها: ذكرهما «د» ونقل ذلك عن ضبط ثعلب وكذا في المهمات لابن عساكر قال: وأما الخاتم بالفتح فمعناه أنه أحسن الأنبياء خلقاً وخلقاً، ولأنه صلى الله عليه وسلم جمال الأنبياء صلى الله عليه وسلم كالخاتم الذي يتجمّل به.
وقيل: لما انقبضت النبوة وتمت كان كالخاتم الذي يختم به الكتاب عند الفراغ. وأما الخاتم بالكسر فمعناه آخر الأنبياء فهو اسم فاعل من قولك ختمت الشيء أي أتممته وبلغت آخره.
خاتم النبيين: قال تعالى: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وتقدم في حديث نافع بن جبير في الباب الثاني.
وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأكمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين»
.
وسيأتي الكلام على هذا الحديث في باب: مثله ومثل الأنبياء من قبله في أبواب بعثته وفي الخصائص.
وذكر العلماء في حكمة كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين أوجهاً:
منها: أن يكون الختم بالرحمة.
ومنها: أن الله تعالى أراد أن لا يطول مكث أمته تحت الأرض إكراماً له.
ومنها: أنّا اطلعنا على أحوال الأمم الماضية، فجعلت أمته آخر الأمم لئلا يطلع أحد على أحوالهم تكريماً له.
ومنها: إنه لو كان بعده نبي لكان ناسخاً لشريعته. ومن شرفه أن تكون شريعته ناسخة لكل الشرائع غير منسوخة. ولهذا إذا نزل عيسى صلى الله عليه وسلم فإنما يحكم بشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم لا بشريعته، لأنها قد نسخت كما سيأتي بيان ذلك في الخصائص.
ومن هنا يعلم أن معنى كونه لا نبي بعده أي لا نبيّ يبعث أو ينبأ أو يخلق وإن كان عيسى موجوداً بعده

«الخازن لمال الله»صلى الله عليه وآله وسلم:أخذه «د» من
حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله ما آتيكم من شيء ولا أمنعكم منه إن أنا إلا خازن أضع حيث أمرت» .
رواه الإمام أحمد وغيره.
قال النووي: معناه: خازن ما عندي أقسم ما أمرت بقسمته على حسب ما أمرت به والأمور كلها بمشيئة الله تعالى

«الخاشع»صلى الله عليه وآله وسلم :والخشوع في اللغة: السكون. قال الأزهري: التخشع: التذلل، وفي المحكم: خشع الرجل: رمى ببصره إلى الأرض، وعرّفه أهل التصوف بأنه الانقياد للحق. وقال بعضهم: هو قيام القلب بين يدي الرب بهمٍّ مجموع. وقال الحسن: الخشوع: الخوف الدائم الملازم للقلب. وقال الجنيد: هو تذلل القلوب لعلاّم الغيوب. وقال محمد بن علي الترمذي:
الخاشع: من خمدت نيران شهواته وسكن دخان صدره وأشرق نور التعظيم من قلبه، فماتت شهواته وحيي قلبه فخشعت جوارحه. قال القشيري: واتفقوا على أن محل الخشوع القلب.
وهو قريب من التواضع

«الخاضع» صلى الله عليه وآله وسلم:في الصحاح: الخضوع: التطامن والتواضع. وقال الأزهري: الخضوع قريب من الخشوع، إلا أن الخشوع في البدن والصوت والبصر، والخضوع في الأعناق

«الخافض»صلى الله عليه وآله وسلم :أي خافض الجناح، اسم فاعل من الخفض وهو التواضع ولين الجانب.
قال تعالى: وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أي تواضع لضعفائهم وفقرائهم وطب نفساً عن أغنيائهم.
أو الذي يخفض الجبابرة بسطوته ويكسر الأكاسرة ببأسه.
وهو من أسمائه تعالى. ومعناه: دافع البلايا ورافع الرزايا، أو الذي يخفض الأشقياء بالإبعاد ويرفع الأتقياء بالإسعاد

«الخالص» صلى الله عليه وآله وسلم:النقيّ من الدنس

«الخبير» صلى الله عليه وآله وسلم:أخذه «ياد» من قوله تعالى: فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً قال القاضي بكر بن العلاء: المأمور بالسؤال غير النبي صلى الله عليه وسلم. والمسؤول الخبير: هو النبي صلى الله عليه وسلّم وسلم. قال: وهو مما سماه الله تعالى به من أسمائه، ومعناه في حقه تعالى: المطّلع بكنه الشيء، العالم بحقيقته.
وقيل المخبر. والنبي صلى الله عليه وسلم خبير بالوجهين، لأنه عالم غاية من العلم بما علمه الله تعالى من مكنون علمه وعظيم معرفته، ولأنه مخبر لأمته بما أذن الله له في إعلامهم به. والفرق بينه وبين العليم والشهيد يأتي في تعريف الشهيد

«خطيب النبيين»صلى الله عليه وآله وسلم:في حديث الشفاعة: «كنت إمام النبيين وخطيبهم»
أي مقدّمهم وصاحب الكلام دونهم والخطيب الحسن الخطبة، وهي الكلام المنثور المسجع الذي يلقى على المنبر واشتقاقها من الخطب وهو الشأن، لأن العرب إذا دهمهم أمر اجتمعوا له وخطبت ألسنتهم فيه، أو من المخاطبة لأنه يخاطب فيه بالأمر والنهي، أو من الأخطب وهو ذو الألوان من كل شيء لأنها تشتمل على فنون الكلام «خطيب الأمم» :

«خطيب الوافدين على الله تعالى» صلى الله عليه وآله وسلم:ذكرهما «ط» والأمم جمع أمة والوافدين جمع وافد

«الخليل»

«خليل الرحمن» صلى الله عليه وآله وسلم:
ذكرهما «خا» ويأتي الكلام على معنى الخلّة قريباً

«خليل الله»صلى الله عليه وآله وسلم :
روى أحمد وغيره عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلاً وإن صاحبكم خليل الله»
والخليل: فعيل بمعنى فاعل، وهو من الخلة وهي الصداقة والمحبة التي تخلّلت القلب فصارت خلاله. قال بعضهم:
قد تخلّلت مسلك الرّوح منّي ... ولذا سمّي الخليل خليلا
فإذا ما نطقت كنت حديثي ... وإذا ما سكتُّ كنت العليلا
وهذا صحيح بالنسبة إلى ما في قلب النبي صلى الله عليه وسلم من حب الله تعالى. وأما إطلاقه في حق البارئ تعالى فعلى سبيل المقابلة. وقيل: الخلّة أصلها الاصطفاء وسمي بذلك لأنه يوالي ويعادي في الله تعالى. وخلة الله تعالى له نصره وجعله خير خلقه وقيل هو مشتق من الخلّة بفتح المعجمة وهي الحاجة وسمي بذلك لانقطاعه إلى ربه وقصر حاجته عليه.
قال الإمام الواحدي: والقول الأول هو المختار، لأن الله تعالى خليل محمد ومحمد خليل الله، ولا يجوز أن يقال: الله تعالى خليل محمد من الخلّة التي هي الحاجة.

تنبيه:
الخلّة: أعلى وأفضل من المحبة. قال ابن القيم: وأما ما يظنه بعض الغالطين من أن المحبة أكمل من الخلّة، وأن إبراهيم خليل الله، ومحمد حبيب الله، فمن جهله بأن المحبة عامة والخلّة خاصة، وهي نهاية المحبة. قال: وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى اتّخذه خليلاً، ونفى أن يكون له خليل غير ربّه، مع إخباره بحبّه لعائشة ولأبيها ولعمر بن الخطاب وغيرهم.
وأيضاً: فإن الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الصابرين، وخلته خاصة بالخليلين. وبسط الكلام على ذلك. ثم قال: وإنما هي من قلّة العلم والفهم عن الله تعالى ورسوله.
وقال الزركشي في شرح البردة: زعم بعضهم أن المحبة أفضل من الخلّة، وقال محمد حبيب الله وإبراهيم خليل الله. وضعف بأن الخلة خاصة، وهي توحيد المحب والمحبة عامة، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ قال وقد صح أن الله تعالى اتّخذ نبينا خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا

«الخليفة» صلى الله عليه وآله وسلم:
أي الذي يخلف غيره وينوب عنه والهاء فيه للمبالغة وسمي بذلك. وكذا آدم وغيره لأن الله تعالى استخلفه على عمارة الأرض وسياسة الناس وتكميل نفوسهم وتنفيذ أوامره فيهم، لا لحاجة منه تعالى إلى ذلك بل لقصور المستخلف عليهم عن قبول فيضه وتلقي أمره بغير واسطة

«خليفة الله» صلى الله عليه وآله وسلم:
ذكره «د» في أحاديث الإسراء فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء وحيّاه الله من أخ ومن خليفة.
وقد ورد إطلاق الخليفة على الله تعالى في حديث: «اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل» فهو مما سماه الله تعالى به من أسمائه. قال «د» ومعناه يرجع إلى معنى الوكيل والباقي والآخر، لأن الخلافة عمل بعد ذهاب المستخلف، والبارئ تعالى أخير بعد كل أحد بدوام الوجود.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: ومعناه في حقه صلى الله عليه وسلم: أنه خليفة الله في الأرض في تنفيذ أحكامه فيما بين خلقه، فهو قريب من معنى الوكيل، ويصح أن يكون بمعنى الباقي دينه وشرعه لأنه خلف الأديان كلها ولا ينسخ، بمعنى الآخر لأنه خاتم الأنبياء

«الخير»صلى الله عليه وآله وسلم :
بالمثناة التحتية الفضل والنفع، وسمي به لأنه حصل بوجوده لأمته خير كثير، أو الفاضل يقال رجل خير كعدل وخير ككيس أي فاضل ويجوز أن يكون وامرأة خيرة وخيرة الناس بالهاء إن أريد الوصف، فإن أريد التفضيل عكس ذلك فيقال كما في القاموس: فلان خيرة الناس وفلانة خيرهم بتركها.
قال الشيخ عبد الباسط رحمه الله تعالى وقد ألغزت في ذلك فقلت:
أيا خير الأنام بقيت ما اسمٌ ... يؤنّث إن أتى وصف المذكّر
وإن هو للمؤنّث جاء وصفاً ... يذكر مثل ما في العدّ يذكر
ثم أجبت عنه لما لم يجب عنه فقلت:
لقد أبدعت في ترصيف لغزٍ ... رقيق النّظم موزونٍ محرّر
وهاك جوابه إن رمت وصفاً ... بأفعل من بناء الخير يذكر
فقل يا صاح خير الناس هندٌ ... وأحمد خيرةٌ والعكس منكر
أو هو ذو الخير، أي صاحب الفضل والإحسان، قال تعالى: أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ بتنوين أذن ورفع خير على أنه صفة أذن، أو خبر بعد خبر، كما قرأ به مجاهد وزيد بن علي وأبو بكر عن عاصم.
وحكى الإمام الخطّابي عن بعض مشايخه أنه كان يفرق بينه وبين الفضل بأن باب الخيرية متعدّ وبأن الأفضلية قاصر كما يقال: الحرّ الهاشمي أفضل من العبد الحبشي مثلاً. وقد يكون العبد الحبشي خيراً منه لكثرة طاعته ومنفعته للناس

«خير الأنبياء» صلى الله عليه وآله وسلم:
أي أفضلهم قال الجوهري: يقال رجل خير أي فاضل. ولا يقال أخير لأن فيه معنى التفضيل حذفت منه الهمزة، كما حذفت من أشرّ غالباً لكثرة الاستعمال ورفضوا أخير وأشرّ إلا فيما ندر كقوله:
بلال خير الناس وابن الأخير

خيرة الله:صلى الله عليه وآله وسلم
بكسر الخاء وسكون التحتية وبوزن عنبة المختار قال الجوهري: يقال محمد خيرة الله في خلقه وخيرة الله بالتسكين أي مختاره ومصطفاه، أو بفتح الخاء مع سكون التحتية ومعناه أفضل الناس وأكثرهم خيراً.

«خير البرية» صلى الله عليه وآله وسلم:وهي الخلق.

«خير الناس» صلى الله عليه وآله وسلم.
ذكرهما «خا» .

«خير العاملين» صلى الله عليه وآله وسلم.

«خير خلق الله» صلى الله عليه وآله وسلم.
ذكرهما «د» وذلك معلوم من الأحاديث والآثار المشهورة ومعناهما واحد ولهذا مزيد بيان في الخصائص.
والخلق مصدر في الأصل بمعنى المخلوق وهو المبتدع المخترع، بفتح الدال والراء ويتناول غيرهم.
«خير هذه الأمة» صلى الله عليه وآله وسلم:
أخذه «د» مما رواه البخاري عن سعيد بن جبير قال: قال لي ابن عباس: هل تزوجت؟ قلت لا، قال: تزوّج فخير هذه الأمة أكثرها نساءً يعني النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا مزيد بيان في أبواب نكاحه.

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1 /452-453-454-455-456-457)


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 18, 2021 4:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

حرف الدال المهملة

«دار الحكمة» صلى الله عليه وآله وسلم:
أخذه الشيخ رحمه الله تعالى من
حديث علي إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا دار الحكمة وعليّ بابها» .
رواه الحاكم في المستدرك وصححه.
وادعى ابن الجوزي رحمه الله أنه موضوع.
وتعقبه الشيخ رحمه الله تعالى في النكت وفي اللآلئ. قال الحافظان العلائي وابن حجر:
والصواب أنه حسن لا صحيح ولا موضوع. وقد بسطت الكلام عليه في كتاب «الفوائد المجموعة في بيان الأحاديث الموضوعة» .
«الداعي إلى الله» صلى الله عليه وآله وسلم:
روى الشيخان عن جابر رضي الله تعالى عنه أن الملائكة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقالوا: اضربوا له مثلاً. فقالوا: مثله كمثل رجل بنى داراً فعمل فيها مأدبة وبعث داعياً فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة فقالوا: أوّلوها له يفقهها. فقالوا: «الدار الجنة والداعي محمد، فمن أطاع محمدا فقد أطاع الله، ومن عصى محمدا فقد عصى الله» .
والمأدبة بضم الدال المهملة وفتحها أي مدعاة إلى الطعام. وفي الشرح: الداعي من الدعاء وهو النداء وهو أخص منه لأنه لا يكاد يقال إلا إذا كان معه الاسم نحو: يا فلان أي المنادي.
وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه يدعو الناس إلى طاعة الله تعالى ويحثهم عليها قال تعالى: وَداعِياً إِلَى اللَّهِ أي إلى توحيده وعبادته «بإذنه» أي بتيسيره وتسهيله، فاستعير الإذن لذلك لترتبها عليه، لأن الدخول في حق الرسول متعذر متعسر فإذا وجد الإذن سهل وتيسر. وفي ذلك إيذان بصعوبة ما حمله من التبليغ ودعاء أهل الشرك إلى التوحيد وهو أمر في غاية الصعوبة وإيماء إلى تسهيل ذلك وتيسيره عليه بمعونة الله تعالى:
أو الراغب المستغيث إلى الله تعالى فيما عنده من الخير اسم فاعل من الدعاء وهو الطلب والاستغاثة بتضرّع ورغبة.

تنبيه:
وصف الله تعالى نفسه بالدعاء في قوله تعالى: وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ فهو مما سماه به من أسمائه تعالى.

«الدامغ» صلى الله عليه وآله وسلم:
في حديث علي- رضي الله تعالى عنه- في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: «دامغ جيشات الأباطيل»
ويأتي بتمامه في أبواب الصلاة عليه.
وسمي صلى الله عليه وسلم به لأنه دمغ الباطل بالحق فإذا هو زاهق، وكسر جيوش الشرك بسيف حجته الماحق. والجيشات جمع جيشة بمعنى المرة من جاش إذا ارتفع، وهو من دمغته إذا أصبت دماغه، والدماغ مقتل إذا أصيب صاحبه هلك.

«الداني»صلى الله عليه وآله وسلم :
اسم فاعل من الدنوّ وهو القرب، قال تعالى: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى ولهذا مزيد بيان في تفسير أول سورة النجم من أبواب المعراج.

«الدعوة»صلى الله عليه وآله وسلم :
كلمة التوحيد. أي صاحب الدعوة أي قول: «لا إله إلا الله» أو الإعلام وسمي به لأنه أعلم الناس أي دلّهم على طريق الهداية، أو بمعنى المدعو به على إطلاق المصدر على اسم المفعول، وتقدم بسط ذلك في أول الكتاب.

«دعوة إبراهيم»صلى الله عليه وآله وسلم :
قال صلى الله عليه وسلم: «أنا دعوة أبي إبراهيم» .
وتقدم الكلام على ذلك.

«دعوة النبيين» صلى الله عليه وآله وسلم.

«دليل الخير» صلى الله عليه وآله وسلم:
الدليل: الهادي .

«دهتم» صلى الله عليه وآله وسلم:
بمثناة فوقية وزن جعفر: السهل الخلق والحسن الخلق.


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 357-359)


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 18, 2021 8:49 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا النبي
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا النبي
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد جمال الكمال وكمال الجمال
بارك الله فيكي السيدة حليمة

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 19, 2021 3:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
خلف الظلال كتب:
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا النبي
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا النبي
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد جمال الكمال وكمال الجمال
بارك الله فيكي السيدة حليمة

وبارك فيكِ الفاضلة العزيزة خلف الظلال .....وحفظكِ الله و أحبتك اللهم آمين
واسعدني مروركِ العطر الكريم
ـــــــــــــ
(( اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ الْأَصْلِ النُّورَانِيَّةِ وَلَمْعَةِ الْقَبْضَةِ الرَّحْمَانِيَّةِ وَأَفْضَلِ الْخَلِيقَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَأَشْرَفِ الصُّوَرِ الْجِسْمَانِيَّةِ وَمَعْدِنِ الْأَسِرَارِ الرَّبَّانِيَّةِ وَخَزَائِنِ الْعُلُومِ الْإِصْطِفَائِيَّةِ،صَاحِبِ الْقَبْضَةِ الْأَصْلِيَّةِ وَالْبَهْجَةِ السَّنِيَّةِ وَالرُّتْبَةِ الْعَلِيَّةِ مَنِ انْدَرَجَتِ النَّبِيُّونَ تَحْتَ لِوائِهِ فَهُمْ مِنْهُ وَإِلَيْهِ وَصَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ عَدَدَ مَاخَلَقْتَ وَرَزَقْتَ وَأَمَتَّ وَأَحْيَيَتَ إِلَى يَوْمِ تَبْعَثُ مَنْ أَفْنَيْتَ وَسَلِّمْ تَسْلِيمَاً كَثِيراً وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))ــــــــ

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 19, 2021 4:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

حرف الذال المعجمة

«الذاكر» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من الذكر وهو تمجيد الرّبّ تعالى وتقديسه وتسبيحه قال تعالى:
وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ.
قال الإمام الرازي: والمعنى أنه يجب أن يكون الذّكر حاصلاً في كل وقت وحين، وأن الذكر القلبيّ تجب إدامته لقوله تعالى: وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ وأنه لا ينبغي أن يغفل عن استحضار جلال الله وكبريائه لحظة واحدة حسب ما تطيقه القوى الإنسانية وتتحمّله الطاقة البشرية، ولا شك أنه عليه الصلاة والسلام آنس الخلق بذلك وأولاهم به وأحقّهم بالاختصاص بدرجات الكمال والاستغراق في مشاهدة الجلال، فلذا سمّي بذلك.

«الذخر» صلى الله عليه وآله وسلم:
بضم الذال وسكون الخاء المعجمة الذخيرة يقال ذخرت الشيء أذخره إذا أعددته للعقبى.
الذّكر- بسكون الكاف: القوي الشجاع الأبي، والثناء والشرف قال «ع د» لأنه شريف في نفسه مشرّف لغيره يخبر عنه به فاجتمعت له وجوه الذّكر الثلاثة: هو شرف هذه الأمة قال الله تعالى: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا قال جماعة: هو محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: جبريل.
فرسولاً عليهما حال أو بدل من ذكر. وقيل: القرآن. فرسولاً بدل من ذكر بتقدير مضاف، يعني: «ذكراً رسولاً» أي صاحب ذكر. أو نعت لذا المقدّر.
وقال مجاهد في قوله تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ إنه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

«الذكّار» صلى الله عليه وآله وسلم:
أخذه الشيخ- رحمه الله تعالى- من الحديث السابق في الأوّاه: «واجعلني لك ذكّاراً» وفعّالاً للمبالغة أي كثير الذكر، وكثرة ذكره لربه ودعواته في يقظته ومنامه وحركاته وسكناته وقيامه وقعوده وكل أحواله معلوم مشهور. روى ابن ماجة عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه.
«ذكر الله» صلى الله عليه وآله وسلم.

«الذّكر» صلى الله عليه وآله وسلم:
بفتحتين: الجليل الخطير. ومنه الحديث: «القرآن ذكر فذكّروه» . قال في النهاية: أي جليل خطير فأجلّوه.
ذو التاج: أي صاحبه وهو العمامة، لأنها تاج العرب، وكان له صلى الله عليه وسلم عمامة يلبسها كما سيأتي بيان ذلك في أبواب لباسه.

«ذو الجهاد» صلى الله عليه وآله وسلم:
أي صاحبه، وهو مأخوذ من الجهد بفتح الجيم يعني التعب والمشقة، وبضمها الطاقة. فالمجاهد في سبيل الله هو البالغ غاية ما يكون من إتعاب نفسه في ذات الله تعالى وإعلاء كلمته التي جعلها طريقاً إلى جنته ووراء ذلك جهاد القلب، وهو دفع الشيطان ونهي النفس عن الهوى، وجهاد اليد واللسان، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال الأستاذ أبو علي الدقاق- رحمه الله تعالى-: من زيّن ظاهره بالمجاهدة حسّن الله سرائره بالمشاهدة.
وقال القشيريّ: أصل المجاهدة وملاكها: فطم النفس عن المألوفات وحملها على خلاف هواها في سائر الأوقات.

«ذو الحطيم» صلى الله عليه وآله وسلم:
بفتح الحاء وهو الحجر المخرج من البيت على الأصح كما قاله البرماوي. وقيل: هو ما بين الرّكنين والباب. وسمي حطيماً لأن البيت رفع وترك، أو لازدحام الناس فيه وحطم بعضهم بعضاً، أو لأن العرب كانت تطرح في ما طافت به من الثياب فتبقى حتى تنحطم أي تبلى بطول الزمان، أو لأنه يحطم الذنوب أي يذهبها، سمّي بذلك صلى الله عليه وسلم كما في الكتب السالفة لأنه أنقذه من أيدي المشركين وأخرج ما كان فيه من الأصنام وجعله محلاً لعبادة الملك العلاّم.
الوقار والتأني في الحركة. وقال الصغاني: بكسر السين وتشديد الكاف وهي الرحمة. قال تعالى: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ.

«ذو الصراط المستقيم» صلى الله عليه وآله وسلم.

«ذو طيبة» صلى الله عليه وآله وسلم:أي صاحب المدينة الشريفة، سميت بذلك لطيبها لساكنيها لأمنهم ودعتهم، أو لخلوصها من الشّرك.

«ذو العزة»صلى الله عليه وآله وسلم .

«ذو العطايا»صلى الله عليه وآله وسلم:جمع عطية وهي الوهبة.

«ذو الفتوح» صلى الله عليه وآله وسلم:
جمع فتح وهو النصر على الأعداء قال تعالى: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً وهو فتح مكة أو الحديبية، وعبّر بالماضي وإن كان الفتح لم يقع بعد لأنه كان متحقّق الوقوع نزّل منزلة الواقع.

«ذو الفضل» صلى الله عليه وآله وسلم:أي الإحسان.

«ذو المدينة» صلى الله عليه وآله وسلم:وهي طيبة شرّفها الله تعالى وعظّمها.

«ذو المعجزات»صلى الله عليه وآله وسلم:وسيأتي الكلام عليها.

«ذو القضيب» صلى الله عليه وآله وسلم:أي السيف الدقيق. وجاء في الإنجيل في صفته صلى الله عليه وسلم: «معه قضيب من حديد يقاتل به» .

«ذو القوة» صلى الله عليه وآله وسلم:قال الله تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ أحد القولين، ونقله القاضي عن الجمهور: أنه محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: جبريل قال القاضي: وهو مما سماه الله تعالى به من أسمائه. ولهذا مزيد بيان في باب شجاعته صلى الله عليه وسلم.

«ذو المقام المحمود»صلى الله عليه وآله وسلم :سيأتي الكلام عليه في أبواب الشفاعة.

«ذو الميسم» صلى الله عليه وآله وسلم:بكسر الميم وسكون التحتية، وهو في الأصل المكواة والمراد به هنا العلامة أو الجمال والحسن، أي ذو حسن وجمال.

«ذو الهراوة» صلى الله عليه وآله وسلم:بكسر الهاء: العصا. وفي حديث سطيح: «وخرج صاحب الهراوة» قال ابن الأثير: أراد النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه كان يمسك القضيب كثيراً وكان يمشى بين يديه بالعصا وتركز له فيصلّي إليها. وسيأتي لهذا تتمة في صاحب الهراوة.

«ذو الوسيلة» صلى الله عليه وآله وسلم:وهي أعلى درجة في الجنة كما في صحيح مسلم، وأصل الوسيلة القرب من الله والمنزلة عنده. وسيأتي الكلام على ذلك في الخصائص وفي شفاعته صلّى الله عليه وسلّم.

فائدة:
«ذو» لا تضاف إلا إلى مظهر خلافاً للمبرد حيث جوّز إضافتها إلى ضمير المتكلم فتقول ذيّ أي صاحبي. كما تقول فيّ. قال السّهيلي: والإضافة بها أشرف من الإضافة بصاحب لأنه يضاف بها إلى التابع مثل ذو مال وصاحب تضاف بها إلى المتبوع مثل: أبو هريرة صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . ولا يقال: النبي صاحب أبي هريرة. إلا على جهة ما. ومن ثم لما كان ذكر يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في سورة الأنبياء في موضع الثناء عليه والمدح له قال تعالى: وَذَا النُّونِ فأتى ب «ذا» الدالة على التشريف وأضيفت إلى لفظ النّون الذي هو أشرف من لفظ الحوت، لأنه وإن كان بمعناه إلا أنه ذكر دونه في حروف التهجّي وأوائل السور على جهة القسم زيادة في التشريف ومبالغة في التعظيم، ولما لم يكن المقصود من ذكره في سورة (ن) ذلك قال تعالى: وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ الآية والله أعلم.

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1 / 459-462 )


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 22, 2021 10:34 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

حرف الراء المهملة
«الراجي»صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من الرجاء ضد الخوف، وهو تعلق القلب بمحبوب سيحصل.
وقيل: الثقة بالجود من الكريم الموجود. وقيل: سرور الفؤاد بحسن الميعاد، وفرّق بعضهم بينه وبين التمنّي بأنه يصاحب الكسل ولا يسلك معه طريق الجد والاجتهاد، والرجاء بخلافه، وبأن الرجاء يختص بالممكن والتمني يستعمل فيه وفي المحال لأن ماهية التمني محبّة حصول الشيء سواء كان مع انتظار وترقّب أم لا، وتختص به ليت نحو: ليت الشباب يعود.
والترجي ارتقاب ما لا يوثق بحصوله مع إمكانه، وتختص به «لعل» في المحبوب نحو لعل العدو يموت.

«الراضع» صلى الله عليه وآله وسلم:وفي ذكر مثله نظر.

«الراضي» صلى الله عليه وآله وسلم:أخذه «د» من قوله تعالى: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى وهو القانع بما أعطي، اسم فاعل من الرضا ورضا العبد عن الكرب أن لا يكره ما يجري به قضاؤه، ورضا الرب عن العبد أن يراه مؤتمراً بأوامره منتهياً عن نواهيه.
روى مسلم وغيره عن عبد الله بن عمر- رضي الله تعالى عنهما- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قوله تعالى في إبراهيم: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وقول عيسى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ الآية. فرفع يديه وقال: «اللهم أمتي أمتي، وبكى، فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك» .
قال «د» وهذا الحديث هو تفسير الآية.

«الراغب» صلى الله عليه وآله وسلم:اسم فاعل من رغب إليه كسمع رغباً محركاً ورغباً بالفتح وقد تضم ورغباء كصحراء ورغوباً ورغباناً ورغبة بالضم ويحرّك: إذا ابتهل وتضرع أو سأل وقد يعدّى بفي.
ومعناه الإرادة والحرص على الشيء. وأصل الرغبة: الاتساع، حوضٌ رغيب أي واسع والرغبة كثرة العطاء قال الله تعالى: وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ قال ابن مسعود: أي فاجعل رغبتك إليه دون من سواه. وقال ابن عباس: إذا فرغت صلاتك وتشهّدك فانصب إلى ربك وسله حاجتك.
وقال: تضرّع إليه راهباً من النار راغباً في الجنة. وقرأ ابن أبي عبلة: فرغّب من الترغيب والاسم منه الرّغب.

«الرافع» صلى الله عليه وآله وسلم:الذي رفع به قدر أمته وشرّفوا بإتباع ملته، وهو من أسمائه تعالى، ومعناه الذي يرفع المؤمنين بالإسعاد ويخفض الكافرين بالإبعاد.
«راكب البراق» صلى الله عليه وآله وسلم:ذكره «د» وسيأتي الكلام عليه في باب الإسراء.

«راكب البعير» صلى الله عليه وآله وسلم :هو من أسمائه صلى الله عليه وسلم في الكتب السالفة.

«راكب الجمل» صلى الله عليه وآله وسلم:قال «د» : ورد في كتاب نبوة شعيا وهو ذو الكفل- عليه الصلاة والسلام- أنه قال قيل لي: قم نظّاراً فانظر ما ترى فأخبر عنه. فقلت: رأيت راكبين مقبلين أحدهما على حمار والآخر على جمل، فنزل يقول أحدهما لصاحبه سقطت بابل وأصنامها.
قال فراكب الحمار عيسى وراكب الجمل محمد صلى الله عليهما وسلم، لأن ملك بابل إنما ذهب بنبوته وسيفه على يد أصحابه كما وعدهم به. قال الشيخ- رحمه الله تعالى-: ولهذا قال النجاشيّ لما جاءه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به: أشهد أن بشارة موسى براكب الحمار كبشارة عيسى براكب الجمل.
قال ابن عساكر: إن قيل لم خصّ بركوب الجمل؟ وقد كان صلى الله عليه وسلم يركب الفرس والحمار.
فالجواب: أن المعنى به أنه من العرب لا من غيرهم، لأن الجمل مركب للعرب يختص بهم لا ينسب إلى غيرهم من الأمم.

«راكب الناقة» صلى الله عليه وآله وسلم:وهو من أسمائه صلى الله عليه وسلم في الكتب السالفة.

«راكب النّجيب» صلى الله عليه وآله وسلم.

«الرّجل» صلى الله عليه وآله وسلم:بفتح الراء وكسر الجيم وفتحها أيضاً: أي رجل الشّعر أي كأنه مشيط وليس بالسّبط ولا الجعد، أي ليس بالبيّن السّبوطة ولا الجعودة، بل بينهما. ولهذا مزيد بيان في صفاته صلى الله عليه وسلم.

«الرّجيح» صلى الله عليه وآله وسلم:الزائد على غيره في الفضل، فعيل بمعنى فاعل من الرّجحان وهو الزيادة، يقال رجح الميزان يرجح بكسر الجيم وبفتحها رجحاناً إذا مالت إحدى كفتيه عن الأخرى لزيادة ما فيها.

«الرحب الكف» صلى الله عليه وآله وسلم:أي واسعة أو الكثير العطاء. قلت قد كان صلى الله عليه وسلم موصوفاً بهما.

«رحمة الأمة» صلى الله عليه وآله وسلم .

«رحمة العالمين» صلى الله عليه وآله وسلم :قال تعالى: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ فهو صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع الخلق، المؤمن بالهداية والمنافق بالأمان من القتل، والكافر بتأخير العذاب عنه.
قال أبو بكر بن طاهر رحمه الله تعالى: زيّن الله محمدا صلى الله عليه وسلم بزينة الرحمة، فكان كونه رحمة وجميع شمائله وصفاته رحمة على الخلق، وحياته رحمة ومماته رحمة، كما
قال صلى الله عليه وسلم: «حياتي خير لكم ومماتي خير لكم»
وكما قال صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله رحمة بأمة قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطاً وسلفاً.
الفرط بفتح الفاء والراء: هو الذي يتقدم الواردين فيهيئ لهم ما يحتاجون إليه.
«رحمة مهداة» صلى الله عليه وآله وسلم.روى الحاكم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا رحمة مهداة». ورواه الطبراني
بلفظ «بعثت رحمة مهداة» قال ابن دحية رحمه الله: معناه أن الله تعالى بعثني رحمةً للعباد لا يريد لها عوضاً، لأن المهدي، إذا كانت هديته عن رحمة لا يريد لها عوضا.

«الرؤوف الرحيم» صلى الله عليه وآله وسلم:قال تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ. قال الأستاذ أبو بكر بن فورك رحمه الله تعالى: أعطاه الله تعالى هذين الاسمين من أسمائه. والرأفة شدة الرحمة وأبلغها. قال ابن دحية: خاصيتها أنها لدفع المكاره والشدائد، والرحمة طلب المحابّ، ولهذا قدّمت الرأفة عليها. والرحمة في كلام العرب العطف والإشفاق والرأفة، وهو صحيح في حقه صلى الله عليه وسلم إذ هو أرحم الخلق وأعطفهم وأشفقهم وأرقّهم قلباً، وهي لهذا المعنى محال في حقه تبارك وتعالى فتؤوّل بلازمها وهو إرادة الخير لأهله، وإعطاء ما لا يستحقه العبد من المثوبة، ودفع ما يستوجبه من العقوبة «عا» والفرق بين الرأفة والرحمة أن الرأفة إحسان مبدؤه شفقة المحسن والرحمة إحسان مبدؤه فاقة المحسن إليه.
ولهذا مزيد بيان في باب شفقته صلى الله عليه وسلم.

«الرسول» صلى الله عليه وآله وسلم:يأتي الكلام عليه في أبواب بعثته صلى الله عليه وسلم.

«رسول الله» صلى الله عليه وآله وسلم.

رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم. ورد في الحديث السابق في إمام الخير ومعناه واضح لأنه أرسل للرحمة. كما تقدم.

«رسول الملاحم» صلى الله عليه وآله وسلم:
جمع ملحمة. بفتح الميم، وهو موضع القتال والحرب مأخوذة من لحمة الثوب لاشتباك الناس في الحرب واختلاطهم كاشتباك اللحمة بالسّدي. وقيل من اللحم لكثرة لحوم القتلى في المعركة وسمي بذلك لأنه أرسل بالجهاد والسيف.

«الرشيد» صلى الله عليه وآله وسلم:فعيل من الرّشد بضم الراء وسكون الشين وبفتحها أو الثاني أخص من الأول، فإنه يقال في الأمور الدنيوية والأخروية، والأوّل للأخروية فقط، وهو الاستقامة في الأمور بمعنى راشد أي المستقيم. أو بمعنى المرشد أي الهادي، قال تعالى: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ أي ترشد إلى الدين القيم، قال عمه أبو طالب:
حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غير طائش ... يوالي إلهاً ليس عنه بغافل
وهو من أسمائه تعالى، ومعناه الذي تنساق تدبيراته إلى غاياتها على سنن السّداد من غير استشارة ولا إرشاد أو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم.

«الرّضا» صلى الله عليه وآله وسلم .

«الرضوان» صلى الله عليه وآله وسلم:أي ذو الرضا أو هو رضوان الله سبحانه وتعالى على عباده.

«رضوان الله» صلى الله عليه وآله وسلم :بكسر الراء: الرضا. أي رضا الله تعالى علي عباده وقيل في قوله تعالى:
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ أي اتبع رسوله.

«الرفيق» صلى الله عليه وآله وسلم :فعيل بمعنى مفعل من الرفق وهو اللطف وكان صلى الله عليه وسلم منه بمكان.

«الرفيع الذّكر» صلى الله عليه وآله وسلم :قال الله تعالى: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ روى ابن حبان عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أتاني جبريل فقال: إن ربك يقول: تدري كيف رفعت ذكرك، قال: الله أعلم. قال: إذا ذكرت ذكرت معي.
«عا» ومعناه العليّ أو رفيع الدرجات على غيره أو رفيع الذكر بمعنى مرفوعة أو رافع هذه الأمة بالإيمان بعد انخفاضهم بذل الكفر والعصيان فهو بمعنى الرافع ومن أسمائه تعالى:
الرفيع.

«رفيع الدرجات» صلى الله عليه وآله وسلم :أخذه «ط» من قوله تعالى: وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ والمراد به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما قال مجاهد: ورفعه بما خصه به من بدائع الفضل الذي لم يؤته نبي قبله، وسيأتي بيان ذلك في الخصائص.

«الرقيب» صلى الله عليه وآله وسلم :الذي يراقب الأشياء، ويحفظها: فعيل بمعنى فاعل من المراقبة وهي الحفظ، يقال رقبت الشيء أرقبه إذا رعيته أو العالم.
قال بعض السادة: المراقبة علم العبد باطلاع الرب.
وهو من أسمائه تعالى، ومعناه المطلع على الضمائر العالم بما في السرائر.

«ركن المتواضعين» صلى الله عليه وآله وسلم:وقع في كتاب شعيا تسميته صلى الله عليه وسلم به كما تقدم في باب ذكره في التوراة والإنجيل.

«الرهّاب» صلى الله عليه وآله وسلم :يقال للمبالغة من الرّهب بضم الراء وسكون الهاء وبفتحها، وهو الخوف لا من الترهّب لأن أمثلة المبالغة لا تبنى غالباً إلا من ثلاثي مجرّد، ولنهيه صلى الله عليه وسلم عن الرهبانية فلا يصف بها نفسه، وفي الحديث:
«واجعلني لك شكّاراً لك رهّاباً» رواه ابن ماجة.

«الروح» صلى الله عليه وآله وسلم :في الأصل: ما يقوم به الجسد وسمي به صلى الله عليه وسلم والقرآن وجبريل والرحمة والوحي، لأن كل واحد فيها حياة الخلق بالهداية بعد موتهم بالضلالة وكشف العذاب عنهم كما يحيا الجسد بالروح. وقيل في تفسير قوله تعالى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ إنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل جبريل. وقيل غيره.

«روح الحق» صلى الله عليه وآله وسلم .

«روح القدس» صلى الله عليه وآله وسلم«د» : وردا في الإنجيل ومعنى روح القدس: الروح المقدسة أي الطاهرة
من الأدناس فيكون من باب إضافة الموصوف إلى الصفة. والحق إما أن يراد به الله تعالى وإضافة الروح إليه تشريف، كما سمّي عيسى روح الله. أو يراد به النبي صلى الله عليه وسلم وتكون الإضافة للبيان أي روح هو الحق.

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1 /462-467)


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 24, 2021 5:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
حرف الزاي

«الزاجر»صلى الله عليه وآله وسلم :اسم فاعل من الزّجر وهو المنع والكف، وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه ينهي عن معاصي الله تعالى ويزجر عنها، قال الله تعالى: وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ.

«الزاهر» صلى الله عليه وآله وسلم:المشرق اللون المستنير الوجه، وفي قصص الكسائي: أن الله تعالى قال لموسى صلّى الله عليه وسلم: إن محمداً هو النجم الزاهر.

«الزاهد» صلى الله عليه وآله وسلم :وهو من أسمائه في الكتب المتقدمة، والزهد خلاف الرغبة، وقيل هو ترك الحرام لأن الحلال مباح، وقيل الزهد في الحرام واجب، وفي الحلال فضيلة. وقيل غير ذلك.
روى الترمذي عن أبي ذر- رضي الله تعالى عنه- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق مما في يد الله وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب فيها لو أنها بقيت لك»
.
وسيأتي في باب زهده صلى الله عليه وسلم ما فيه كفاية.

«الزاهي» صلى الله عليه وآله وسلم :الحسن المشرق أو الظاهر أمره الواضح برهانه المرتفع بسمات الهداية والفتوة، المنزّه عما لا يليق بمنصب النبوة.

«زعيم الأنبياء» صلى الله عليه وآله وسلم:الزعيم: الكفيل المتحمل للأمور أو الضامن لأمته بالفوز يوم النشور.
روى أبو داود بسند صحيح عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنا زعيم بيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو محق»
.
الربض بفتح الراء والباء الموحدة وآخره معجمة أي أرض الجنة، تشبيه بربض المدينة وهو ما حولها.

«الزكي» صلى الله عليه وآله وسلم :قال «عا» : الطاهر المبارك من الزكاة وهي النمو والطهارة. وقال سطيح في وصفه صلى الله عليه وسلم كما تقدم في باب المنامات: «يقطعه- أي ملك ذي يزن- نبيٌّ زكيّ الوحي من قبل العليّ» .
وأخذه «د» من قوله تعالى: كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ «ط» وهو أخذ غير صحيح فإن الوصف من زكّى مزكّى لا زكيّ نعم الاسم المذكور صحيح في حقه صلى الله عليه وسلم ومعناه الطاهر يقال زكّاه أي طهّره.

«زلف» صلى الله عليه وآله وسلم:بفتح الزاي ككتف أي الزليف بإثبات المثناة التحتية بعد اللام: المتقدم القريب سمي بذلك لتقدمه على الأنبياء فضلاً وشرفاً، أو لتقربه من مولاه زلفى من الزّلف وهو القرب والتقدم.
«الزمزمي» صلى الله عليه وآله وسلم:«د» هو منسوب إلى زمزم وهي سقاية الله تعالى لجده إسماعيل صلى الله عليه وسلم فهو أولى من نسب إليها.

«الزّين» صلى الله عليه وآله وسلم :الحسن الكامل خلقاً وخلقاً، وهو في اللغة ضد الشّين.

«زين من وافى القيامة» صلى الله عليه وآله وسلم:ذكره القاضي وسيأتي في حديث الضب في المعجزات قوله: «السلام عليك يا زين من وافى القيامة» .

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1 /467 -468 )

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 25, 2021 4:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

حرف السين

«سابق العرب»صلى الله عليه وآله وسلم :
في حديث أنس مرفوعاً «السّبّاق أربعة أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبشة»
وهو اسم فاعل من السّبق وهو التقدم، وقد يستعار السبق لإحراز الفضيلة، ومنه قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ.
ومعناه المخلص الذي سارع إلى طاعة مولاه وشق الفيافي في طلب رضاه. وقيل:
الناس على ثلاثة أقسام: رجل ابتكر الخير في مبدأ أمره وداوم عليه فهو السابق. ورجل ابتكر عمره بالذنب والغفلة ثم رجع بالتوبة فهو من أصحاب اليمين ورجل ابتكر الشر من مبدأ أمره ثم لم يزل عليه حتى مات فهو من أصحاب الشمال.
أو السابق لفتح باب الجنة قبل الخلق.

«السابق بالخيرات» صلى الله عليه وآله وسلم.

«الساجد» صلى الله عليه وآله وسلم:
الخاضع المطيع أخذه «ط» من قوله تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ أي- داوم على عبادتك وخضوعك معهم.

«سبيل الله» صلى الله عليه وآله وسلم :
أخذه «د» من قوله تعالى: وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ في أحد القولين أنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله السّدي. ورواه ابن أبي حاتم، ومعنى كونه سبيل الله الطريق الموصل إليه، والسبيل الطريق الواضح. وسمّي به صلى الله عليه وسلم لأنه الموصل إلى رضا الله تعالى. قال تعالى: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أي كتموا نعت محمد صلى الله عليه وسلم.

«السَّبِط» صلى الله عليه وآله وسلم:
بفتح المهملة وكسر الموحدة أي سبط الشعر كما سيأتي في باب صفة رأسه وشعره.

«السّخيّ» صلى الله عليه وآله وسلم:
الكريم صفة مشبهة من السخاء ممدوداً وهو الكرم.

«السّديد» صلى الله عليه وآله وسلم:
بمهملات فعيل بمعنى فاعل من السداد وهو الاستقامة، أو هو بمعنى مفعّل أي المسدّد ثلم أمته بإصلاح أمورهم في الدنيا، والمرقع خللهم بالشفاعة في الآخرة.
«السراج المنير» صلى الله عليه وآله وسلم:
قال الله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً السراج الحجة أو الهادي أو المصباح أو الشمس وسمي سراجاً لإضاءة الدنيا بنوره، ومحو الكفر وظلامه بظهوره، وشبّهه بالشمس لأنه الغاية في النيرات. وقال بعضهم: سمّي سراجاً لأن دينه يضيء بين الأديان كما يضيء السراج في الليلة المظلمة. وقال غيره: لأن الله تعالى أمدّ بنور نبوّته أنوار البصائر كما أمدّ بنور السراج أنوار الأبصار. وإنما شبه صلى الله عليه وسلم بنور السراج دون غيره مما هو أضوأ منه كالشمس مثلاً لأن المراد بالسراج الشمس، أو لأنه بعث في زمان يشبه الليل من ظلمات الكفر والجهالة، فكشفه بنور اليقين والهداية.
قال القاضي أبو بكر بن العربي- رحمه الله تعالى-: قال علماؤنا سمّي سراجاً لأن السراج الواحد توقد منه السّرج الكثيرة فلا ينقص ذلك من ضوئه شيئاً، وكذلك سرج الطاعات أخذت من سراج محمد صلى الله عليه وسلم ولم ينقص ذلك من أجره شيئاً.
قال: وفي وجه التشبيه بالشمس أوجه: منها أنها لا تطلع حتى يتقدم بين يديها الفجر الأول والثاني مبشّرين بطلوعها، وكذلك لم يبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى بشّرت به الأنبياء والمرسلون ووصفته الكتب المنزلة.
ومنها: أن للشمس إحراقا وإشراقا، وكذلك كان صلى الله عليه وسلم لبعثته نور يشرق في قلوب أوليائه، ولسيفه نار تحرق قلوب أعدائه.
ومنها: أن فيها هداية ودلالة، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم هدى من الضلالة ودلّ على الرشاد.
ومنها: أنها سيّدة الأنوار الفلكية، وهو صلى الله عليه وسلّم سيد الأنبياء، وقد وصف الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالمنير ولم يصف الشمس إذ سمّاها بذلك لأنها خلقت من نوره ولأن دولتها في الدنيا فقط ودولته ونوره صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الآخرة أعظم.
والمنير مفعل من أنار ينير إنارةً وهو راجع إلى النور.

«السراط المستقيم» صلى الله عليه وآله وسلم:
يأتي في حرف الصاد.

«سرخليطس» صلى الله عليه وآله وسلم
ذكره «ع» وقال هو اسمه بالسريانية ومعناه معنى البرقليطس.

«السّريع» صلى الله عليه وآله وسلم:
السابق المبادر إلى طاعة ربه أو الشديد. ومنه قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ أي لشديدة، وإلا فسرعة العقاب تنافي صفة الحلم، إذ الحليم كما مرّ هو الذي لا يعجل بالعقوبة على من عصاه. وقيل معنى الآية: سريع العقاب إذا جاء وقت عقابه لا يردّه عند أحد سبحانه وتعالى.

«سعد الله» صلى الله عليه وآله وسلم
«خا» .

«سعد الخلائق» صلى الله عليه وآله وسلم.

«سعيد» صلى الله عليه وآله وسلم:
فعيل بمعنى فاعل من السعد، وسمي به صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى أوجب له السعادة- من القدم وحقق لأمته السيادة على سائر الأمم.

«السّلام» صلى الله عليه وآله وسلم:
أي السالم من العيب المنزّه عن الرّيب، وهو في الأصل السلامة، وسمي به صلى الله عليه وسلم لسلامة هذه الأمة بل وغيرها بوجوده من العذاب وأمنها من حلول العقاب، أو لسلامته من النقص والعيب وبراءته من الزيغ والرّيب.
وهو من أسمائه تعالى ومعناه الذي سلمت ذاته من الشّين وجلّت صفاته عن النقص والرّين. وقيل: معناه مالك تسليم العباد من المهالك، ويرجع إلى القدرة. وقيل: ذو السلام على المؤمنين في الجنة. ويرجع إلى الكلام القديم الأزلي. وحكى ذلك إمام الحرمين. وقيل:
الذي سلم خلقه من ظلمه. وقيل سلم المؤمنين من العذاب. وقيل المسلم على المصطفين لقوله تعالى: وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى.
وهو في حقه صلى الله عليه وسلم صحيح بالمعنى الأول والرابع، كما هو واضح ويصح أيضاً بالمعنى الخامس، لأنه مسلّم المؤمنين من العذاب بهدايته إياهم. وليس المعنى الثالث والسادس ببعيدين في حقه أيضاً.

«السّلطان» صلى الله عليه وآله وسلم:
الملك والحجة والبرهان. وتذكيره على معنى البرهان أشهر كما قاله ابن عطية. وهي لغة القرآن وقد يؤنث على معنى الحجة يقال قضت به عليك السلطان وفي القاموس: السلطان الحجة. وقدرة الملك- وتضم لامه- والوالي، يؤنث لأنه جمع سليط وهو الدّهن لأن به يضيء الملك أو لأنه بمعنى الحجة وقد يذكّر ذهاباً إلى معنى الرّجل.
وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه حجة الله تعالى علي عباده في الآخرة وبرهانه في الدنيا وهو ذو السلطان وهو الملك، والقوة مأخوذ من السّلاطة وهي التمكن من القهر والغلبة، ومنه قيل للفصيح سليط لاقتداره على فنون الكلام وللمرأة السّخاية سليطة لقوتها على المقال وشدة بأسها على الرجال. فسليط كما في القاموس وغيره مدح للذكر ذم للأنثى. وقد ألغز الزّيني عبد الباسط في ذلك فقال:
يا إمام الأنام أيّة وصفٍ ... إن يكن للذّكور فهو مديح
وإذا ما به الإناث نعتنا ... فهو في نعتهنّ ذمّ قبيح
«السميع» صلى الله عليه وآله وسلم:
فعيل بمعنى فاعل من السمع هو أحد الحواس الظاهرة. قال تعالى: لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قيل: الضمير عائد عليه صلى الله عليه وسلم، وسمي بذلك لما شرّف به في مسراه من سماع كلام مولاه وهو من أسمائه تعالى ومعناه: الذي يسمع السرّ وأخفى، وسمعه تعالى صفة تتعلق بالمسموعات.

«السّميّ» صلى الله عليه وآله وسلم:
السامي أي العالي من السموّ وهو العلوّ ومنه سميت السماء لعلوّها وارتفاعها.

«السنا» صلى الله عليه وآله وسلم:
مقصوراً الضوء الساطع أو النور اللامع، أو ممدوداً وهو الشرف والعلو، وسمي بذلك لأنه شرف هذه الأمة وفخرها أو هو صاحب الشرف.
السّند- صلى الله عليه وآله وسلم:
بمهملتين بينهما نون محركة: الكبير الجليل الذي يعتمد عليه ويقصد ويلجأ إليه.

«السيّد» صلى الله عليه وآله وسلم:
الرئيس الذي يتّبع وينتهي إلى قوله. وقيل: الذي يلجأ إليه ويحتاجه الناس في حوائجهم. وقيل: الذي يطيع ربه. وقيل: الفقيه العالم وقيل الذي ساد في العلم والعبادة والورع. وقيل: الذي يفوق أقرانه في كل شيء وقيل: غير ذلك. والنبي صلى الله عليه وسلّم سيد بالصفات المذكورة وهو من أسمائه تعالى. قال النحاس: ولا يطلق على غير الله تعالى ألا غير معرّف.
قال النووي رحمه الله: الأظهر جوازه باللام وغيرها للمشهور بعلم أو صلاح ويكره لغيره.
وروى الحاكم وغيره عن بريدة رضي الله تعالى عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال الرجل للفاسق يا سيّد أغضب ربه عز وجل .

تنبيه:
روى الإمام أحمد عن مطرف بن عبد الله بن الشخّير عن أبيه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنت سيّد قريش. قال: «السيد الله»
وسيأتي في اسمه صلّى الله عليه وسلم «سيد الناس» ما يجاب به عنه .

«سيد الثّقلين» صلى الله عليه وآله وسلم:
أي الإنس والجن سمّيا بذلك لأنهما كالثقل للأرض وعليها. وقيل إنهما إنما سمّيا بذلك لأنهما فضّلا بالتمييز الذي فيهما على سائر الحيوانات وكل شيء له وزن وقدر يتنافس فيه فهو ثقيل.

«سيّد الكونين» صلى الله عليه وآله وسلم .

«سيد ولد آدم» صلى الله عليه وآله وسلم:
روى عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة»
ولهذا مزيد بيان يأتي في الخصائص.

«سيد الناس» صلى الله عليه وآله وسلم:
في حديث الشفاعة: «أنا سيد الناس يوم القيامة، هل تدرون مم ذاك؟
يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد»
الحديث بطوله في مجيء الناس إليه بعد ترددهم إلى الأنبياء وكلهم يقول: نفسي نفسي.
«ع» : وإنما قيّده بيوم القيامة لأن فيه يظهر سؤدده لكل أحد ولا يبقى له منازع ولا معاند، بخلاف الدنيا فقد نازعه في ذلك ملوك الكفار وزعماؤهم.
وفي
لفظ عند الحاكم: «أنا سيد الناس» وفيه «ولا فخر»
أي ولا فخر أعظم ولا أكمل من هذا الفخر الذي أعطيته. وقيل: معناه أن هذه الفضيلة التي نلتها كرامة من الله تعالى لم أنلها من قبل نفسي ولا بلغتها بقوتي، فليس لي أن أفتخر بها.
قال النووي: وهذا قريب من قوله تعالى: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ فإنه تعالى له الملك اليوم وبعد، ولكن لما كان ثمّ من يدعيه أو يضاف إليه مجازا وانقطع كل ذلك في الآخرة وبقي الملك له وحده قاله موبّخاً لمن زعم ذلك في الدنيا.
قال النووي: وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لوجهين: أحدهما امتثالاً لقوله تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ والثاني: أنه من البيان الذي يجب أن يبلّغ لأمته ليعرفوه ويعتقدوه.
وأما
قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تفضلوني على موسى»
وفي رواية على يونس ، فقاله صلى الله عليه وسلم قبل أن يعلم أنه سيد الناس، أو أدباً أو تواضعاً، أو أراد النهي عن التفضيل الذي يؤدّي إلى تنقيص المفضول أو يؤدي إلى الخصومة أو عن التفضيل في نفس النبوّة دون التفضيل في الخصائص.
قال النووي: ولا بد من اعتقاد التفاضل بينهم فيها لقوله تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ الآية. ولهذا تتمة تأتي في الخصائص وفي أحاديث الشفاعة آخر الكتاب.

«السّيف» صلى الله عليه وآله وسلم :
روى الحاكم أن كعب بن زهير أنشد للنبي صلى الله عليه وسلم: بانت سعاد. حتى انتهى إلي قوله:
إنّ الرّسول لسيفٌ يستضاء به ... مهنّدٌ من سيوف الهند مسلول
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سيوف الله» .
السيف في الأصل معروف وأسماؤه كما قال في القاموس تزيد على ألف وجمعه أسياف وسيوف وأسيف.

«السيف» صلى الله عليه وآله وسلم :
المخدّم «عا» بمعجمتين كمعظّم القاطع الماضي وفيه استعارة مرشحة لأنه ملائم للسيف الحقيقي الذي يشبّه به صلى الله عليه وسلم تشبيهاً بليغاً. والجامع بينهما أن الله تعالى محا بكل منهما أثر كل مجالد ومجادل وأظهر دين الحق وأدحض الباطل.

«سيف الإسلام» صلى الله عليه وآله وسلم :
روى الديلمي عن عرفجة بن شريح رضي الله تعالى عنه رفعه: «أنا سيف الإسلام وأبو بكر سيف الردّة» .

«سيف الله» صلى الله عليه وآله وسلم :
تقدم الكلام عليه.


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (ا/ 468-473)


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 02, 2021 6:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
حرف الشين المعجمة
288-«الشارع» صلى الله عليه وآله وسلم :
العالم الربّاني العامل المعلّم أو المظهر المبين للدين القيّم. اسم فاعل من الشرع وهو الإظهار والتبيين، وقد اشتهر إطلاقه عليه على ألسنة العلماء، لأنه شرع الدين والأحكام، والشرع الدين، وكذلك الشريعة، وقد وصف الله تعالى نفسه بقوله تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ فهو مما سماه الله تعالى من أسمائه.
289-«الشافع» صلى الله عليه وآله وسلم :
الطالب للشفاعة.

290-«المشفّع» صلى الله عليه وآله وسلمبفتح الفاء الذي يشفع فتقبل شفاعته وهي السؤال في التجاوز عن المذنبين.

291-«الشفيع» صلى الله عليه وآله وسلم :
صيغة مبالغة ورد الأول والثالث في حديث مسلم السابق في اسمه «الأوّل» والثاني في حديث سبق في اسمه أكثر الأنبياء تابعاً وسيأتي الكلام على شفاعته صلّى الله عليه وسلم.

292- «الشافي» صلى الله عليه وآله وسلم:
المبرئ من السقم والألم. والكاشف عن أمته كل خطب ألمّ.

293-«الشاكر» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من الشكر وهو الثناء على المحسن بما أولاه من المعروف، وقيل تصور النعمة وإظهارها وقيل هو مقلوب عن الكشر وهو الكشف وقيل مأخوذ من قولهم «عين شكرى» أي ممتلئة فالشكر على هذا الامتلاء من ذكر المنعم. وقال القشيري: حقيقة الشكر:
نطق العبد وإقراره بنعمة الرب. وقيل: الاعتراف بعجزه عنه. والشكر على ثلاثة أقسام:
شكر باللسان، وهو الاعتراف بالنعمة وشكر بالأركان وهو الاتصاف بالوفاق والخدمة.
وشكر بالجنان، وهو الاعتكاف على بساط الشهود مع حفظ الحدود والحرمة.
قال القاضي: الشكر من الخلق للحق معرفة إحسانه، وشكر الحق للخلق مجازاتهم على أفعالهم، فسمي جزاء الشكر شكراً مجازاً، والعلاقة المشاكلة، كما سمي جزاء السيئة سيئة في قوله تعالى: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها وهو من أسمائه تعالى.

294-«الشكّار» صلى الله عليه وآله وسلم:
أبلغ من الشّكور الذي هو أبلغ من شاكر كما يعلم ذلك في بحث الغفور.
وفي حديث ابن ماجة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: رب اجعلني لك شكّاراً.

295-«الشّكور» صلى الله عليه وآله وسلم :
كثير الشكر صيغة مبالغة فعول بمعنى فاعل، أو الذي يثيب الكثير على القليل، وكان هذا من خصوصياته صلى الله عليه وسلم لئلا يصير لأحد عليه منه وهو من أسمائه تعالى ومعناه الذي يعطي الجزيل على العمل القليل من قولهم دابة شكور إذا أظهرت من السّمن فوق ما تعطى من العلف، أو المثني على عباده إذا أطاعوه أو المجازي على الشّكر.
روى الشيخان عن المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى حتى انتفخت قدماه، فقيل له:
أتتكلّف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبدا شكورا»
.
قيل: وهو أبلغ من الشاكر لأنه الذي يشكر على العطاء والشكور الذي يشكر على البلاء. وقيل: الشاكر الذي يشكر على الموجود والشكور الذي يشكر على المفقود.
وحكي أن شقيقاً البلخي رحمه الله تعالى أنه سأل جعفر بن محمد رضي الله تعالى عنه وعن آبائه عن الفتوة فقال: ما تقول أنت؟ فقال شقيق: إن أعطينا شكرنا وإن منعنا صبرنا. فقال جعفر: هكذا تفعل كلاب المدينة! فقال شقيق: يا بن رسول الله فما الفتوة عندكم؟ قال: إن أعطينا آثرنا وإن منعنا شكرنا.
296-«الشاهد» صلى الله عليه وآله وسلم:
العالم. أو المطّلع الحاضر اسم فاعل من الشهود وهو الحضور. قال تعالى:
إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً أي على من بعثت إليهم مقبول القول عليهم عند الله تعالى كما يقبل الشاهد العدل. ولهذا تتمة تأتي في الشهيد.

297-«الشّثن» صلى الله عليه وآله وسلم
«عا» بفتح الشين وسكون المثلثة وآخره، نون أي عظيم الكفين والقدمين.

والعرب تمدح بذلك. وقال القاضي رحمه الله: نحيفها وقيل: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر. وذلك محمود في الرجال لأنه أشدّ وأمكن للقبض.
298-«الشّديد» صلى الله عليه وآله وسلم :
واحد الأشدّاء من الصفات المشبهة وهو البيّن الشّدة بكسر الشين المعجمة والاسم الاشتداد. وهو القوة قال الله تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ وهو معنى قوله تعالى: وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وقال الحسن: بلغ من شدتهم عليهم أنهم كانوا يتحرّزون من مماسّة أبدانهم وثيابهم.
299-«الشّدقم» صلى الله عليه وآله وسلم
بفتح الشين وسكون الدال المهملة وفتح القاف البليغ المفوّه. وأصله كبير الشدق وهو جانب الفم، وميمه زائدة. روى مسلم عن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم. وسيأتي بيان ذلك في صفة فمه إن شاء الله تعالى.
300-«الشريف» صلى الله عليه وآله وسلم:
صفة مشبهة من الشرف وهو العلوّ أي العالي أو المشرّف على غيره، أي المفضّل فعيل بمعنى فاعل أو مفعول.

301-«الشفاء» صلى الله عليه وآله وسلم
بكسر الشين ممدوداً البرء من السّقم والسلامة منه. وسمي به صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى أذهب ببركته الوصب، وأزال بسماحة ملّته النصب. قال الله تعالى: قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ قيل: المراد به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

302-«الشمس» صلى الله عليه وآله وسلم
في الأصل: الكوكب النهاري. وسمي به صلى الله عليه وسلم أما لظهور شريعته أو لعلوه ورفعته لأن رتبتها أرفع من غالب الكواكب، لأنها في السماء السادسة عند المحققين من متأخري أهل الهيئة أو لكثرة الانتفاع به كما أن الانتفاع بها أكثر من غيرها لأنها تنضج الزرع وتشد الحبّ وترطب البدن أو لأنه لجلالة قدره وعظم منزلته لا يحاط بكمال صفته ولا يسع الرائي ملء عينه منه إجلالا له كما أن الشمس لكبر جرمها حتى قيل إنها قدر كرة الأرض مائة وستين مرة وقيل: وخمسين وقيل: وعشرين. لا يدركها البصر بل تكاد تكلّه وتخطفه وتعميه.
أو لأن نور الأنبياء مستمد من نوره كما قال البوصيري رحمه الله تعالى.
وكلّ آي أتى الرسل الكرام بها ... فإنّما اتصلت من نوره بهم
كما أن سائر الكواكب تستمد من نور الشمس بمعنى أن نورها لما كان مستمداً مستتراً من نور الشمس فكأنه مستمد منه وإلا فهي جوهر شفّاف لا لون لها مضيئة بذاتها أو بكواكب أخر مستتره عنا لا نشاهدها إلا القمر فإنه كمل في نفسه.

303-«الشّهاب» صلى الله عليه وآله وسلم
بكسر الشين المعجمة: السيد الماضي في الأمر أو النجم المضيء وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك كما سمي بالنجم، أو لأن الله حمى به الدين من كل معاند وجاحد كما حمى بالشّهب سماء الدنيا من كل شيطان مارد. قال كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه يمدحه صلى الله عليه وسلم.
إنّ الرسول شهابٌ ثم يتبعه ... نورٌ مضيءٌ له فضلٌ على الشّهب

304-«الشّهم» صلى الله عليه وآله وسلم :
بفتح أوله وكسر ثانيه: السيد النافذ الحكم.
305-«الشّهيد» صلى الله عليه وآله وسلم :
العليم أو العدل المزكي. قال تعالى: وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً أي معدلاً مزكّياً.
روى البخاري من حديث عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال: «أنا فرطكم وأنا شهيد عليكم»
.
وهو من أسمائه تعالى ومعناه أنه الذي لا يغيب عنه شيء.
قال ابن الأثير: وهو فعيل من أبنية المبالغة في فاعل وإذا اعتبر العلم مطلقاً فهو العليم فإذا أضيف إلى الأمور الباطنة فهو الخبير، أو إلى الظاهر فهو الشهيد. انتهى فكل شهيد وخبير عليم ولا عكس.
وقيل هو الشاهد يوم القيامة بما علم.
روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدعى نوح يوم القيامة فيقال: هل بلغت فيقول: نعم فيدعى قومه فيقال: هل بلّغكم فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد. فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته.
فذلك قوله تعالى: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً الآية. والوسط العدل. ولهذا مزيد بيان يأتي إن شاء الله تعالى في الخصائص والله تعالى أعلم.

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد(1/473-476)

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 03, 2021 9:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
حرف الصاد

306- «الصابر»صلى الله عليه وآله وسلم :
اسم فاعل من الصبر، وهو حبس النفس عن الجزع وإمساكها في الضيق والفزع. وقال في الإحياء: هو ثبات باعث الدين على مقاومة باعث الهوى. وفي رسالة الأستاذ أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى: الصبر إما على مكتسب للعبد وإما على غيره فالأول الصبر على ما أمر الله تعالى به وعما نهى عنه. والثاني: الصبر على مقاساة ما يتصل به من حكم الله لما فيه من مشقة. وقال الجنيد: هو تجرّع المرارة من غير تعبيس وقال ابن عطاء: هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب.
وقال الجريدي: ألاّ يفرق بين حال النعمة والمحنة مع سكون الخاطر فيهما. وقيل: هو ترك الشكوى إلى العباد، فلا ينافيه الشكوى إلى الله تعالى لأنه وصف أيوب بالصبر فقال: إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً مع شكواه إليه حيث قال: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
والتصبر هو السكون على البلاء، مع وجود أثقال المحنة.
وقال بعضهم: الصبر على ثلاث مقامات: أولها ترك الشكوى. وهي درجة التائبين.
ثانيها: الرضا بالمقدور، وهي درجة الزاهدين. ثالثها: المحبة لما يصنع المولى. وهي درجة الصّديقين.
وقال الخوّاص: هو الثبات على أحكام الكتاب والسّنة. وقال بعضهم: الصبر إما بدني أو نفسيّ، فإن كان عن شهوة البطن فهو العفّة، وإن كان عن مصيبة فهو الصبر وضده الجزع والهلع. وإن كان في احتمال الغني فهو ضبط النفس وضده البطر. وإن كان في القتال فهو الشجاعة وضده الجبن. وإن كان في كظم الغيظ فهو الحلم وضده السّفاهة وإن كان في إخفاء كلام فهو كتم السرّ. وإن كان عن فضول العيش فهو الزهد.
قال تعالى: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وقد كان صلى الله عليه وسلم أصبر الناس بالمعاني المذكورة كلها.
وروى ابن سعد عن إسماعيل بن عيّاش بالشين المعجمة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبر الناس على أقذار الناس.

307- «الصاحب» صلى الله عليه وآله وسلم :
«ع ح د خا» اسم فاعل من الصحبة وهي المعاشرة والملازمة قال تعالى:
ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ قال: «د» : وهو بمعنى العالم والحافظ واللطيف. وقال «ع» : سمّي بذلك لما كان عليه من اتبعه من حسن الصّحبة وجميل المعاملة وعظم المروءة والوقار والبرّ والكرامة. «د» وقد ورد إطلاق الصاحب على الله تعالى في حديث: «اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل» .
«عا» الصّحبة على ثلاثة أقسام: الأول: صحبة من فوقك وهي في الحقيقة خدمة، وآدابها ترك الاعتزال وحمل ما يصدر منه على أشد الأحوال. الثاني: صحبة من هو دونك وهي تقضي على المتبوع بالإشفاق وعلى التابع بالوقار وآدابها أن تنبّه على ما فيه من نقصان من غير تعنيف. الثالث: صحبة مع المساوي وهي صحبة الأكفاء والأقران. وتنبني على الفتوّة والإيثار وآدابها:
الالتفات عن عيوبهم وحمل ما صدر منهم على الجميل فإن لم تجد تأويلاً فاتهم نفسك.
308- «صاحب الآيات» صلى الله عليه وآله وسلم :
«خا» .

309-«صاحب المعجزات» صلى الله عليه وآله وسلم .

310- «صاحب الأزواج الطاهرات» صلى الله عليه وآله وسلم.

311- «صاحب البرهان» صلى الله عليه وآله وسلم.

312- «صاحب البيان» صلى الله عليه وآله وسلم .

313- «صاحب التاج» صلى الله عليه وآله وسلم :

وقد ذكر في الإنجيل كما تقدم في اسمه راكب الجمل «يا» المراد بالتاج العمامة، ولم تكن حينئذ إلا للعرب والعمائم تيجان العرب.

314-«صاحب التوحيد» صلى الله عليه وآله وسلم:
وهو مصدر وحّدته إذا وصفته بالوحدانية قال بعضهم: التوحيد الحكم بأن الله تعالى واحد، والعلم بذلك.

315- «صاحب الخير» صلى الله عليه وآله وسلم .

316-«صاحب الدرجة العالية الرفيعة» صلى الله عليه وآله وسلم .

317-«صاحب الرداء» صلى الله عليه وآله وسلم.

318-«صاحب السجود للرب المعبود» صلى الله عليه وآله وسلم .

319-«صاحب السّرايا» صلى الله عليه وآله وسلم.

320-«صاحب الشّرع» صلى الله عليه وآله وسلم .

321-«صاحب العطاء» صلى الله عليه وآله وسلم.

322-«صاحب العلامات الباهرات» صلى الله عليه وآله وسلم.

323-«صاحب العلو والدرجات» صلى الله عليه وآله وسلم.

324-«صاحب الفضيلة» صلى الله عليه وآله وسلم .

325-«صاحب الفرج» صلى الله عليه وآله وسلم.


326-«صاحب القدم» صلى الله عليه وآله وسلم .

327-«صاحب المغنم» صلى الله عليه وآله وسلم .

328-«صاحب الحجّة» صلى الله عليه وآله وسلم
:
قال «د» هو في أوصافه في الكتب المتقدمة، والحجة البرهان والمراد بها المعجزات التي جاء بها وسيأتي الكلام عليها في أبوابها.

329-«صاحب الحوض المورود» صلى الله عليه وآله وسلم :
وسيأتي الكلام عليه في أواخر الكتاب.

330-«صاحب الكوثر» صلى الله عليه وآله وسلم:
وسيأتي الكلام عليه.
فائدة: روى الدارقطني بسند جيد عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: «من أراد أن يسمع خرير الكوثر فليجعل إصبعيه في أذنيه» قال الحافظ جمال الدين المزّي أي من أراد أن يسمع مثل خريره ...

331-«صاحب الحطيم» صلى الله عليه وآله وسلم:
وسيأتي الكلام عليه في شرح قصة المعراج.

332-«صاحب الخاتم» صلى الله عليه وآله وسلم:
والمراد به خاتم النبوة وسيأتي الكلام عليه في أبواب صفات جسده أو الخاتم الذي كان يلبسه وسيأتي الكلام عليه في أبواب زينته.

333-«صاحب زمزم» صلى الله عليه وآله وسلم:
«د» وابن خالويه. وتقدم الكلام عليه في زمزم.
334-«صاحب السلطان» صلى الله عليه وآله وسلم :
قال «يا» : هو من أسمائه في الكتب المتقدمة وفي كتاب نبوة شعيا صلى الله عليه وسلم فيما نقله ابن ظفر: أثر سلطانه على كتفه. قال وفي رواية العبرانيين بدل هذه: على كتفه خاتم النبوة فهو المراد بالأثر والمراد بالسلطان النبوة، وتقدم الكلام على لفظ السلطان.

335-«صاحب السيف» صلى الله عليه وآله وسلم:
هو من أوصافه في الكتب المتقدمة والمعنى به أنه صاحب القتال والجهاد، وفيها ذكره بأن سيفه على عاتقه يجاهد به في سبيل الله.
روى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له»
.

لطيفة:
أنشأ الإمام العلامة جمال الدين بن نباتة مقامة في المفاخرة بين السيف والقلم ذكر فيها من خصائص السيف ومزاياه على القلم أن اليد الشريفة النبوية حملته دونه. وسيأتي الكلام على أسيافه صلى الله عليه وسلم في أبواب سلاحه.

336-«صاحب الشّفاعة العظمى» صلى الله عليه وآله وسلم :
وسيأتي الكلام على ذلك في الخصائص وفي أبواب شفاعاته.

337-«صاحب اللواء» صلى الله عليه وآله وسلم:
والمراد به لواء الحمد، وقد يحمل على اللواء الذي كان يعقده للحرب فيكون كناية عن القتال.

338-«صاحب المحشر» صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي الصحاح: المحشر بكسر الشين هو موضع الحشر وهو يوم القيامة. ومعنى كونه صاحبه أنه صاحب الكلمة فيه والشفاعة واللواء والمقام المحمود والكوثر. ويظهر له من الخصائص الجمّة ما ليس لغيره.
339-«صاحب المدرعة» صلى الله عليه وآله وسلم:
ورد في الإنجيل كما سبق في اسمه: «راكب الجمل» وفي الصحاح المدرعة والمدرع واحد وهو درع الحديد انتهى. ومعنى الاسم راجع إلى القتال والملاحم.

340-«صاحب المشعر» صلى الله عليه وآله وسلم :
ذكره ابن خالويه. والمشعر بفتح الميم وحكى الجوهري كسرها لغة. قال صاحب المطالع: يجوز الكسر ولكنه لم يرد. وقال النووي في تهذيبه: اختلف فيه.
فالمعروف في كتب التفسير والحديث والأخبار والسير أنه مزدلفة كلها. وسمي مشعراً لما فيه من الشعائر وهي معالم الدين.

341- «صاحب المعراج» صلى الله عليه وآله وسلم:
يأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.

342- «صاحب المقام المحمود» صلى الله عليه وآله وسلم:
قال «د» : وقع الإجماع على أن المقام المحمود هو الشفاعة وسيأتي الكلام على ذلك في أبواب شفاعاته وفي الخصائص أن شاء الله تعالى.

343- «صاحب المنبر» صلى الله عليه وآله وسلم :
بكسر الميم مأخوذ من النّبر وهو الارتفاع وسيأتي الكلام على ذلك في الحوادث.

344- «صاحب النّعلين» صلى الله عليه وآله وسلم :
ورد في الإنجيل كما تقدم في حرف الراء ولهذا مزيد بيان في أبواب لباسه صلى الله عليه وسلم.

345- «صاحب الهراوة» صلى الله عليه وآله وسلم:
ورد في الإنجيل كما سبق في حرف الراء. والهراوة بكسر الهاء في اللغة: العصا، وأراها والله تعالى أعلم: العصا المذكورة في حديث الحوض: «أذود الناس عنه بعصاي إلى اليمين» قال النووي: وهو ضعيف لأن المراد تعريفه بعلامة يراها الناس معه يستدلون بها على صدقه وأنه المبشّر به المذكور في الكتب السالفة فلا يصح تفسيره بعصا تكون في الآخرة. والصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يمسك القضيب بيده كثيراً، وقيل لأنه كان يمشي والعصا بين يديه وتغرز له فيصلي إليها. روى الإمام أحمد في الزهد عن أبي المثنّى الأملوكي أنه سئل عن مشي الأنبياء بالعصي فقال: ذلّ وتواضع لربهم تبارك وتعالى.
الأملوكي.: بضم الهمزة أوله واللام.

346- «صاحب لا إله إلا الله» صلى الله عليه وآله وسلم:
ومن صفته في التوراة: «ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله» .

347-«الصادع» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من صدع بالحجة إذا تكلم بها جهاراً من الصديع وهو الفجر أو من الصدع بمعنى الفصل والفرق. أخذه «ط» من قوله تعالى: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ.
أي أبن الأمر إبانةً لا تخفي كما لا يلتئم صدع الزجاجة المستعار منه ذلك التبليغ لجامع التأثير. وقيل: أظهره، أو أمضه أو افرق. ومعناه: بالقرآن أو الدعاء إلى الله تعالى وأوضح الحقّ وبيّنه من الباطل.
348-«الصادق» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من الصدق. وروى البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصّادق المصدوق فيما أخبره به جبريل عليه السلام» قال ابن دحية: «كان الصادق المصدوق علماً واضحاً له صلى الله عليه وسلم إذ يجري مجرى الأعلام» وروى الزبير بن بكّار أن أبا جهل لقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنا لا نكذّبك ولكن نكذّب ما جئت به فأنزل الله عز وجل: فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ وهو من أسمائه تعالى. قال الله تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً وورد ذكره في حديث الإسراء.
349-«صاعد المعراج» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من الصعود وهو الرقيّ. يقال صعد في الجبل أو السلم إذا رقي فيه وأصعد في الأرض إذا توجه مستقبلاً أرضاً أرفع منها. وعن أبي عمرو: ذهب أينما توجه. وسيأتي لهذا مزيد بيان في أبواب معراجه.

350-«الصالح» صلى الله عليه وآله وسلم :
في حديث الإسراء قول الأنبياء له صلى الله عليه وسلم: «مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح» . والصالح كلمة جامعة لمعاني الخير كله، قال الزجاج: الصالح الذي يؤدي إلى الله ما افترضه عليه وإلى الناس حقوقهم، وقال في المطالع: الصالح القيّم بما يلزمه من الحقوق.

351-«الصّبور» صلى الله عليه وآله وسلم:
صيغة مبالغة من الصّبر، فعول بمعنى فاعل وهو الذي لا تحمله العجلة على المؤاخذة. وكان صلى الله عليه وسلم شديد الصبر على أذى قومه له مع حلمه عليهم، حتى قيل له لما رماه عتبة بن أبي وقّاص يوم أحد فكسر رباعيته السّفلى وجرح شفته السفلى وشجّ عبد الله بن شهاب الزهري قبل إسلامه وجهه وجرح عبد الله بن القمئة وجنته فدخلت حلقتان من المغفر فيها ذلك اليوم: ادع الله عليهم.
فقال: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون»
امتثالاً لقوله تعالى المؤذن بالتسلية له: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ أي أصحاب عقد القلب على إمضاء الأمر، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلّى الله عليهم وسلم.
وهو من أسمائه تعالى، ومعناه الذي لا تحمله العجلة على مؤاخذة العصاة ولا تستعجله على معاقبة العتاة. والفرق بينه وبين الحلم أن الحلم: لا يشعر بالمعاقبة آخر الأمر والصبر يشعر بذلك.

352-«الصّبيح» صلى الله عليه وآله وسلم:
الجميل، صفة مشبهة من الصباحة وهي الحسن والجمال. يقال صبح ككرم فهو صبيح وصبّاح كفلاّح ورمّان. أي جميل، وسمي بذلك لأنه صلى الله عليه وسلم أصبح الناس وأحسنهم كما سيأتي في باب حسنه.

353-«الصّدوق» صلى الله عليه وآله وسلم :
الذي يتكرر منه الصدق وهو الإخلاص، وأول مراتبه استواء السرّ والعلانية. وقال الواسطي: الصدق صحة التوحيد مع القصد.

354-«الصّدق» صلى الله عليه وآله وسلم :
نقله الشيخ- رحمه الله تعالى- عن بعضهم أخذاً من قوله تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ.

355-«الصدّيق» صلى الله عليه وآله وسلم:
بتشديد الدال: الموقن. صيغة مبالغة من الصدق أو هو الذي يصدّق قوله بالعمل.
356-«الصراط المستقيم» صلى الله عليه وآله وسلم:
قال أبو العالية: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم. ورواه الحاكم وصححه عن ابن عباس، وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه الطريق الموصّل إليه. والصراط: الطريق. وقيل: الواضح، وقيل السّويّ، والسين لغة فيه. والمستقيم:
القيّم الواضح الذي لا عوج فيه.
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ.

357-«الصفوة» صلى الله عليه وآله وسلم:
بتثليث الصاد: الخيار والخلاصة. وفي حديث عمر عند ابن ماجة والحاكم أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «أنت نبي الله وصفوته» .

358-«الصّفوح» صلى الله عليه وآله وسلم :
هو من صفاته في التوراة «ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح» .
وفي الشمائل عن عائشة: «لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا سخّابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح» . والصّفوح صيغة مبالغة من الصفح. قال في الصحاح: وصفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه. وفي الشرح: الصفح: تحرك التثريب والإعراض والتجاوز عن المسيئين قال تعالى: فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ قيل: وهو أبلغ في العفو لأن الإنسان قد يعفو ولا يصفح. قال «عا» وعندي أن العفو أبلغ من الصفح لأنه إعراض عن المؤاخذة، والعفو محو الذنب، ومن لازم المحو الإعراض ولا عكس.

395-«الصّفيّ» صلى الله عليه وآله وسلم:
وهو الذي يختاره الكبير لنفسه من الغنيمة. فعيل بمعنى مفعول وسمّي به صلى الله عليه وسلم لأن الله اصطفاه من خير خلقه. وتقدم لهذا مزيد بيان في أبواب نسبه.

360-«الصّنديد» صلى الله عليه وآله وسلم:
بمهملات وزن عفريت: السيّد المطاع والبطل الشجاع أو الحليم أو الجواد أو الشريف.

361-«الصّيّن» صلى الله عليه وآله وسلم:
بفتح الصاد وتشديد المثناة التحتية وتخفيف النون صفة مشبّهة من الصّيانة وهي حفظ الأمور وإحرازها وسمي بذلك لأنه صان نفسه عن الدّنس وحفظ قلبه عن طوارق الشك والهوس.

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 476-482)

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 06, 2021 8:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
حرف الضاد المعجمة

362-«الضابط»صلى الله عليه وآله وسلم:
قال في الصحاح: ضبط الشيء: حفظه فهو ضابط أي حازم. فهو راجع إلى معنى الحفيظ والحافظ وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه يضبط ما يوحى إليه أي يحفظه عن التغيير والتبديل.

363-«الضارب بالحسام»صلى الله عليه وآله وسلم .

364-«الضارع» صلى الله عليه وآله وسلم:
الخاضع المتذلل المبتهل إلى الله تعالى، اسم فاعل من ضرع كفرح أو
كمنع يضرع فهو ضارع أي متذلل مبتهل. وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لكثرة تضرعه وابتهاله إلى الله تعالى وخضوعه لهيبته واستكانته لعظمته. قال تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً.

365-«الضّحّاك»صلى الله عليه وآله وسلم :
الذي يسيل دماء العدوّ في الحرب لشجاعته.

366-«الضّحوك» صلى الله عليه وآله وسلم:
روى ابن فارس عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: اسم النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة: الضحوك القتّال يركب البعير ويلبس الشّملة ويجتزئ بالكسرة وسيفه على عاتقه.
قال ابن فارس: سمي بالضحوك لأنه صلى الله عليه وسلم كان طيّب النّفس فكهاً على كثرة من ينتابه ويفد عليه من جفاة العرب وأهل البوادي، ولا يراه أحد ذا ضجر ولا قلق، ولكن لطيفاً في النطق رفيقاً في المسألة. ولهذا مزيد بيان في باب ضحكه وتبسمه.

367-«الضّمين» صلى الله عليه وآله وسلم:
فعيل بمعنى فاعل، وهو في الأصل الكفالة، والمراد به هنا الحفظ والرعاية، وسمي به صلى الله عليه وسلم بالشفاعة لأمته حفظاً لهم ورعاية لهم.
وفي البخاري عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له على الله الجنة»
أراد بما بين اللحيين اللسان وبما بين الرجلين الفرج.

368-«الضّيغم»صلى الله عليه وآله وسلم :
بفتح المعجمتين وسكون التحتية بينهما: البطل الشجاع والسيد المطاع.

369-«الضّياء»صلى الله عليه وآله وسلم:
بالمد: أشد النّور وأعظمه، وسمّي به صلى الله عليه وسلم والقرآن لأنه يهتدي بكل منهما ذوو العقول والحجى كما يهتدي بالضّوء في ظلمات الدّجى. قال عمرو بن معدي كرب رضي الله تعالى عنه يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:
حكمةٌ بعد حكمةٍ وضياء ... قد هدينا بنورها من عمانا

سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد (1 /482-483)

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 80 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط