1- تعريف الموت لغة وشرعا
تعريف الموت فى لسان العرب لابن منظور موت
موت : الأزهري عن الليث : الموت خلق من خلق الله تعالى . غيره : الموت والموتان ضد الحياة . والموات ، بالضم : الموت . مات يموت موتا ، ويمات ; الأخيرة طائية ، قال :
بني يا سيدة البنات عيشي ، ولا يؤمن أن تماتي وقالوا : مت تموت ، قال ابن سيده : ولا نظير لها من المعتل ، قال سيبويه : اعتلت من فعل يفعل ، ولم تحول كما يحول ، قال : ونظيرها من الصحيح فضل يفضل ، ولم يجئ على ما كثر واطرد في فعل . قال كراع : مات يموت ، والأصل فيه موت ، بالكسر ، يموت ، ونظيره : دمت تدوم ; إنما هو دوم ، والاسم من كل ذلك الميتة . ورجل : ميت وميت ، وقيل : الميت الذي مات ، والميت والمائت : الذي لم يمت بعد . وحكى الجوهري عن الفراء : يقال لمن لم يمت إنه مائت عن قليل ، وميت ، ولا يقولون لمن مات : هذا مائت . قيل : وهذا خطأ ، وإنما ميت يصلح لما قد مات ، ولما سيموت ; قال الله تعالى : إنك ميت وإنهم ميتون ، وجمع بين اللغتين عدي بن الرعلاء ، فقال :
ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء إنما الميت من يعيش شقيا كاسفا باله ، قليل الرجاء فأناس يمصصون ثمادا وأناس حلوقهم في الماء
2- آيات عن الموت في القرآن الكريم
• يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴿١٩ البقرة﴾ • فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٩٤ البقرة﴾ • أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ﴿١٣٣ البقرة﴾ • كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴿١٨٠ البقرة﴾ • أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴿٢٤٣ البقرة﴾ • وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ ﴿١٤٣ آل عمران﴾ • قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٦٨ آل عمران﴾ • كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴿١٨٥ آل عمران﴾ • فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ ﴿١٥ النساء﴾ • حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ ﴿١٨ النساء﴾ • أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴿٧٨ النساء﴾ • وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴿١٠٠ النساء﴾ • شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ﴿١٠٦ المائدة﴾ • إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ﴿١٠٦ المائدة﴾ • حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴿٦١ الأنعام﴾ • وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ﴿٩٣ الأنعام﴾ • كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ﴿٦ الأنفال﴾ • وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿٧ هود﴾ • يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ﴿١٧ ابراهيم﴾ • وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ﴿١٧ ابراهيم﴾ • كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴿٣٥ الأنبياء﴾ • حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩ المؤمنون﴾ • كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴿٥٧ العنكبوت﴾ • قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ﴿١١ السجدة﴾ • قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ ﴿١٦ الأحزاب﴾
3- من الاحاديث النبوية والاثار عن الموت
1-وجوب الاستعداد للموت [١]عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" أكثروا ذكر هادم اللذات (4) - يعني الموت - (5)) (6) (فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه الله , ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه ") (7)
[٢]عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس , اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة (1) تتبعها الرادفة (2) جاء الموت بما فيه (3) جاء الموت بما فيه " (4) [٣]عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءه رجل من الأنصار , فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: يا رسول الله, أي المؤمنين أفضل؟ , قال: " أحسنهم خلقا " قال: فأي المؤمنين أكيس (1)؟ , قال: أكثرهم للموت ذكرا , وأحسنهم لما بعده استعدادا , أولئك الأكياس " (2)
[٤]عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" لقد أعذر الله إلى عبد أحياه) (1) (حتى بلغه ستين سنة) (2) (لقد أعذر الله إليه) (3) (في العمر (4) ") (5) [٥]عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين, وأقلهم من يجوز ذلك (1) " (2)
[٦]عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " معترك المنايا بين الستين إلى السبعين " (1)
[٧]عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" أقل أمتي أبناء السبعين ") (1) وفي رواية: " أقل أمتي الذين يبلغون السبعين " (2)
2- الموت راحة للمؤمن من نصب الدنيا [٨]عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: (كنا جلوسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ طلعت جنازة) (1) (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مستريح , أو مستراح منه " , فقالوا: يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه؟ , فقال: " العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا (2) وأذاها إلى رحمة الله , والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد , والشجر والدواب (3) ") (4)
3- شدة سكرات الموت [٩]عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" قال الله تعالى للنفس: اخرجي، قالت: لا أخرج إلا كارهة) (3) (قال: اخرجي وإن كرهت ") (4)
[١٠]عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" قال الله تعالى: ما ترددت عن شيء أنا فاعله , ترددي عن) (1) (قبض) (2) (نفس) (3) (عبدي) (4) (المؤمن (5) يكره الموت (6) وأنا أكره مساءته) (7) (ولا بد له منه ") (8)
[١١]عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (إن من نعم الله علي " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي في بيتي , وفي يومي (1) وبين سحري ونحري (2)) (3) (وكان بين يديه ركوة (4) فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: " لا إله إلا الله، إن للموت سكرات ") (5) [١٢]عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يموت وعنده قدح فيه ماء , فيدخل يده في القدح , ويمسح وجهه بالماء , ثم يقول: اللهم أعني على سكرات الموت " (1)
[١٣]عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (" ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1) (وما أغبط (2) أحدا بهون موت (3)) (4) (ولا أكره شدة الموت لأحد أبدا) (5) (بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (6) ") (7)
[١٤]عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تحدثوا عن بني إسرائيل , فإنه كانت فيهم الأعاجيب، ثم أنشأ يحدث , قال: خرجت طائفة منهم , فأتوا مقبرة من مقابرهم , فقالوا: لو صلينا ركعتين , ودعونا الله يخرج لنا بعض الأموات , يخبرنا عن الموت , قال: ففعلوا , فبينما هم كذلك , إذ أطلع رجل رأسه من قبر , خلاسي (1) بين عينيه أثر السجود , فقال: يا هؤلاء , ما أردتم إلي؟ , فوالله لقد مت منذ مائة سنة، فما سكنت عني حرارة الموت حتى كان الآن، فادعوا الله أن يعيدني كما كنت " (2)
[١٥]عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: (خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار, فانتهينا إلى القبر (5) ولم يلحد بعد , " فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (6) (على شفير (7) القبر) (8) (مستقبل القبلة ") (9) (وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير (10) " وفي يده - صلى الله عليه وسلم - عود ينكت به في الأرض (11)) (12) (فبكى حتى بل الثرى (13) من دموعه) (14) (ثم رفع رأسه فقال:) (15) (" يا إخواني , لمثل هذا اليوم فأعدوا (16)) (17) (ثم قال: استعيذوا بالله من عذاب القبر , استعيذوا بالله من عذاب القبر) (18) (ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة , نزل إليه) (19) (ملائكة الرحمة) (20) (من السماء , بيض الوجوه, كأن وجوههم الشمس , معهم كفن) (21) حريرة بيضاء (22) (من أكفان الجنة , وحنوط (23) من حنوط الجنة ,حتى يجلسوا منه مد البصر , ثم يجيء ملك الموت - عليه السلام - حتى يجلس عند رأسه , فيقول:) (24) (اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة) (25) (اخرجي راضية مرضيا عنك) (26) (اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان) (27) (وأبشري بروح (28) وريحان (29) ورب غير غضبان , فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج) (30) (قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء , فيأخذها ملك الموت - عليه السلام - ويخرج منها كأطيب ريح مسك وجدت على وجه الأرض , فإذا أخذها , لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها) (31) (حتى أنه ليناول بعضهم بعضا) (32) (ثم يجعلونها في ذلك الكفن , وفي ذلك الحنوط) (33) (فيتلقاها ملكان يصعدانها) (34) (حتى ينتهوا بها إلى [باب] (35) السماء الدنيا , فيستفتحون له فيفتح لهم) (36) (فيقول أهل السماء:) (37) (ما أطيب هذه الريح) (38) (روح طيبة) (39) (جاءتكم من الأرض) (40) (من هذا؟) (41) (فيقولون: فلان بن فلان - بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا -) (42) (فيقال: مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب) (43) (صلى الله عليك , وعلى جسد كنت تعمرينه) (44) (ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان , ورب غير غضبان) (45) (ويشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها) (46) (قال: فلا يزال يقال لها ذلك) (47) (حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة) (48) (التي فيها الله - عز وجل -) (49) (فينطلق به إلى ربه - عز وجل -) (50) (فيقول الله - عز وجل -: اكتبوا كتاب عبدي في عليين , وأعيدوه إلى الأرض , فإني منها خلقتهم , وفيها أعيدهم , ومنها أخرجهم تارة أخرى , قال: فتعاد روحه في جسده) (51) (إذا وضع في قبره) (52) (وإنه (53) ليسمع قرع نعالهم (54) إذا ولوا مدبرين , فيأتيه ملكان) (55) (أسودان أزرقان (56) يقال لأحدهما: المنكر، والآخر: النكير (57)) (58) (فيجلسانه) (59) (غير فزع ولا مشعوف (60)) (61) (فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله) (62) (فيقولان له: هل رأيت الله؟ , فيقول: ما ينبغي لأحد أن يرى الله) (63) (فيقولان له: ما دينك؟ , فيقول: ديني الإسلام) (64) (فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل) (65) (الذي بعث فيكم (66)؟) (67) (فيقول: هو عبد الله ورسوله , أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله) (68) (فيقولان له: وما يدريك (69)؟ , فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به (70)) (71) (وجاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه) (72) (قال: فذلك قول الله - عز وجل -: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} (73) فينادي مناد في السماء أن: صدق عبدي , فأفرشوه من الجنة , وألبسوه من الجنة , وافتحوا له بابا إلى الجنة) (74) (فيقولان له: قد كنا نعلم أنك تقول هذا) (75) (فيفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله، ثم يفرج له قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك) (76) (فيأتيه من روحها (77) وطيبها) (78) (ويفسح له في قبره مد بصره (79)) (80) (ثم ينور له فيه (81)) (82) (ويقال له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله) (83) (ثم يقال له: نم) (84) (فيقول: دعوني) (85) (أرجع إلى أهلي) (86) (فأبشرهم (87)) (88) (فيقولان له: نم كنومة العروس (89) الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه (90) حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك) (91) (قال: وإن الكافر الرجل السوء (92) إذا احتضر أتته ملائكة العذاب) (93) (سود الوجوه , معهم المسوح (94) فيجلسون منه مد البصر , ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه , فيقول:) (95) (اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة) (96) (اخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى عذاب الله - عز وجل -) (97) (وأبشري بحميم وغساق، وآخر من شكله أزواج (98)) (99) (قال: فتفرق في جسده , فينتزعها كما ينتزع السفود (100) من الصوف المبلول) (101) (فتتقطع معها العروق والعصب) (102) (ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض , فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح) (103) (ثم يعرج بها) (104) (حتى يأتون باب الأرض) (105) (فيقول أهل السماء:) (106) (ما أنتن هذه الريح) (107) (روح خبيثة جاءت من قبل الأرض - قال أبو هريرة: فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ريطة (108) كانت عليه على أنفه هكذا -) (109) (من هذا؟) (110) (فيقولون: فلان بن فلان - بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا -) (111) (فيقال: لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذميمة، فإنها لا تفتح لك أبواب السماء) (112) (ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين} (113) فيقول الله - عز وجل -: اكتبوا كتابه في سجين (114) في الأرض السفلى , فتطرح روحه طرحا , ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء, فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} (115)) (116) (فيرسل بها من السماء , ثم تصير إلى القبر ") (117)
[١٦]عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه , ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه "، قلنا: يا رسول الله) (1) (أكراهية الموت؟) (2) (فوالله إنا لنكرهه (3)) (4) (قال: " ليس ذاك كراهية الموت , ولكن المؤمن إذا حضر، جاءه البشير من الله) (5) (برحمة الله ورضوانه وجنته) (6) (فليس شيء أحب إليه من أن يكون قد لقي الله - عز وجل - فأحب الله لقاءه , وإن الفاجر أو الكافر إذا حضر) (7) (بشر بعذاب الله وسخطه) (8) (فإذا بشر بذلك , يكره لقاء الله , والله للقائه أكره (9) ") (10)
[١٧]عن شريح بن هانئ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه " , قال شريح: فأتيت عائشة - رضي الله عنها - فقلت: يا أم المؤمنين , سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا , إن كان كذلك فقد هلكنا، فقالت: إن الهالك من هلك بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما ذاك؟ فقلت: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه " , وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت) (1) (ويفظع به) (2) (فقالت: قد قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شخص البصر (3) وحشرج الصدر (4) واقشعر الجلد (5) وتشنجت الأصابع، فعند ذلك من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه ") (6)
4- بعض العلامات الدالة على حسن أو سوء الخاتمة [١٨]عن عبد الله بن بريدة الأسلمي قال: (كان بريدة - رضي الله عنه - بخراسان , فعاد أخا له وهو مريض , فوجده بالموت) (1) (فرأى جبينه يعرق , فقال: الله أكبر , سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " المؤمن يموت بعرق الجبين (2) ") (3)
[١٩]عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " نفس المؤمن تخرج رشحا (1) ونفس الكافر تخرج من شدقه (2) كما تخرج نفس الحمار " (3) (التدوين في أخبار قزوين) , وعن سعيد بن سوقة قال: دخلنا على سلمان - رضي الله عنه - وهو مبطون (4) في مرضه الذي مات فيه، فجلسنا عنده طويلا حتى ظننا أنه قد شق عليه (5) ثم قمنا, فأخذ بثوبي فجلست، فقال: ألا أحدثك بحديث لم أحدث به أحدا, ولا أحدث به أحدا بعدك؟، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ارقبوا الميت عند وفاته، فإذا ذرفت عيناه، ورشح جبينه، وانتشر منخراه , فهو رحمة من الله نزلت به، وإذا غط (6) غطيط البكر (7) الخنق , وكمد لونه , وأزبد شفتاه، فهو عذاب من الله نزل به " , ثم قال لأهله: ما فعل المسك الذي قدمت به من بلنجر (8)؟، قالت: هو ذا، قال: بليه , ثم انفخيه حول فراشي، فإنه يدخل عليك أقوام يشمون الريح , وما يأكلون الطعام , ثم قضى - رضي الله عنه -. (9)
5- لماذا يشخص بصر الميت بعد قبض روحه [٢٠]عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ألم تروا الإنسان إذا مات شخص (1) بصره؟ " , قالوا: بلى، قال: " فذلك حين يتبع بصره نفسه (2) " (3)
[٢١]عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: " دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة - رضي الله عنه - وقد شق بصره (1) فأغمضه (2) ثم قال: إن الروح إذا قبض , تبعه البصر (3) " (4)
6- أحوال الميت في الجنازة [٢٢]عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم , فإن كانت صالحة قالت لأهلها (1): قدموني , قدموني , وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها , أين تذهبون بها (2)؟ , يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان) (3) (ولو سمعها الإنسان لصعق (4) ") (5) الشرح (6)
[٢٣]عن عبد الرحمن بن مهران قال: (لما حضر أبا هريرة - رضي الله عنه - الموت) (1) (قال: إذا مت فلا تتبعوني بنار بمجمر (2) ولا تضربوا علي فسطاطا (3) وأسرعوا بي إلى ربي , فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إذا وضع الرجل الصالح على سريره قال: قدموني , قدموني، وإذا وضع الرجل السوء على سريره) (4) (قال: يا ويلي , أين تذهبون بي؟ ") (5)
[٢٤]عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يتبع الميت (1) ثلاثة، فيرجع اثنان، ويبقى معه واحد، يتبعه أهله (2) وماله (3) وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله (4) " (5
[٢٥]عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" مثل المؤمن ومثل الموت , كمثل رجل له ثلاثة أخلاء) (1) (فأما خليل فيقول: ما أنفقت فلك، وما أمسكت فليس لك) (2) (فذلك ماله , وأما خليل فيقول:) (3) (أنا معك , أحملك وأضعك) (4) (حتى تأتي باب الملك) (5) (فإذا أتيت باب الملك , تركتك ورجعت , فذلك أهله) (6) (وولده) (7) (وعشيرته , يشيعونه حتى يأتي قبره، ثم يرجعون فيتركونه) (8) (وأما خليل فيقول: أنا معك , أدخل معك , وأخرج معك) (9) (فذلك عمله، فيقول: والله لقد كنت أهون الثلاثة علي ") (10) 7- ضمة القبر [٢٦]عن محمود بن لبيد - رضي الله عنه - (1) قال: (لما أصيب أكحل (2) سعد - رضي الله عنه - يوم الخندق فثقل , حولوه عند امرأة يقال لها: رفيدة , وكانت تداوي الجرحى، " فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا مر به يقول: كيف أمسيت؟، وإذا أصبح قال: كيف أصبحت؟ "، فيخبره) (3) (حتى كانت الليلة التي ثقل فيها , فاحتمله قومه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم , " وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل عنه كما كان يسأل " , فقالوا: قد انطلقوا به، " فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا معه، فأسرع المشي حتى تقطعت شسوع (4) نعالنا وسقطت أرديتنا (5) عن أعناقنا "، فشكا أصحابه ذلك إليه فقالوا: يا رسول الله أتعبتنا في المشي، فقال: " إني أخشى أن تسبقنا الملائكة إليه فتغسله كما غسلت حنظلة , فانتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت وهو يغسل "، وأمه تبكيه وهي تقول: ويل أم سعد سعدا براعة وجدا , بعد أياد له ومجدا، مقدم سد به مسدا , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل نائحة تكذب , إلا أم سعد) (6) (فلما أخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازة سعد " قال ناس من المنافقين: ما أخف سرير سعد أو جنازة سعد , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد بن معاذ , ما وطئوا الأرض قبل يومئذ) (7) (فلما صلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضع في قبره وسوي عليه , سبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فسبحنا طويلا , " ثم كبر " فكبرنا , فقيل: يا رسول الله لم سبحت ثم كبرت؟ , فقال: " هذا العبد الصالح) (8) (الذي تحرك له العرش , وفتحت له أبواب السماء , وشهده سبعون ألفا من الملائكة) (9) (لقد تضايق عليه قبره , ثم فرجه الله - عز وجل - عنه) (10) وفي رواية: (لقد ضم ضمة ثم فرج عنه) (11) (فلو كان أحد ينفلت من ضغطة القبر , لانفلت منها سعد بن معاذ ") (12)
[٢٧]عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن للقبر ضغطة، ولو كان أحد ناجيا منها نجا منها سعد بن معاذ" (1)
[٢٨]عن أبي أيوب - رضي الله عنه - قال: دفن صبي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لو أفلت أحد من ضمة القبر , لأفلت هذا الصبي " (1)
[٢٩]عن هانئ مولى عثمان قال: كان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته , فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي , وتبكي من هذا؟ , فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن القبر أول منزل من منازل الآخرة , فإن نجا منه (1) فما بعده (2) أيسر منه , وإن لم ينج منه , فما بعده أشد منه (3) " , قال: وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما رأيت منظرا قط , إلا والقبر أفظع منه (4) " (5)
8- سؤال القبر [٣٠]عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من دفن الميت , وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت (1) فإنه الآن يسأل " (2)
[٣١]عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: (خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار, فانتهينا إلى القبر (1) ولم يلحد بعد , " فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (2) (على شفير (3) القبر) (4) (مستقبل القبلة ") (5) (وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير (6) " وفي يده - صلى الله عليه وسلم - عود ينكت به في الأرض (7)) (8) (فبكى حتى بل الثرى (9) من دموعه) (10) (ثم رفع رأسه فقال:) (11) (" يا إخواني , لمثل هذا اليوم فأعدوا (12)) (13) (ثم قال: استعيذوا بالله من عذاب القبر , استعيذوا بالله من عذاب القبر) (14) (ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة , نزل إليه) (15) (ملائكة الرحمة) (16) (من السماء , بيض الوجوه, كأن وجوههم الشمس , معهم كفن) (17) حريرة بيضاء (18) (من أكفان الجنة , وحنوط (19) من حنوط الجنة , حتى يجلسوا منه مد البصر , ثم يجيء ملك الموت - عليه السلام - حتى يجلس عند رأسه , فيقول:) (20) (اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة) (21) (اخرجي راضية مرضيا عنك) (22) (اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان) (23) (وأبشري بروح (24) وريحان (25) ورب غير غضبان , فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج) (26) (قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء , فيأخذها ملك الموت - عليه السلام - ويخرج منها كأطيب ريح مسك وجدت على وجه الأرض , فإذا أخذها , لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها) (27) (حتى أنه ليناول بعضهم بعضا) (28) (ثم يجعلونها في ذلك الكفن , وفي ذلك الحنوط) (29) (فيتلقاها ملكان يصعدانها) (30) (حتى ينتهوا بها إلى [باب] (31) السماء الدنيا , فيستفتحون له فيفتح لهم) (32) (فيقول أهل السماء:) (33) (ما أطيب هذه الريح) (34) (روح طيبة) (35) (جاءتكم من الأرض) (36) (من هذا؟) (37) (فيقولون: فلان بن فلان - بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا -) (38) (فيقال: مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب) (39) (صلى الله عليك , وعلى جسد كنت تعمرينه) (40) (ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان , ورب غير غضبان) (41) (ويشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها) (42) (قال: فلا يزال يقال لها ذلك) (43) (حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة) (44) (التي فيها الله - عز وجل -) (45) (فينطلق به إلى ربه - عز وجل -) (46) (فيقول الله - عز وجل -: اكتبوا كتاب عبدي في عليين , وأعيدوه إلى الأرض , فإني منها خلقتهم , وفيها أعيدهم , ومنها أخرجهم تارة أخرى , قال: فتعاد روحه في جسده) (47) (إذا وضع في قبره) (48) (وإنه (49) ليسمع قرع نعالهم (50) إذا ولوا مدبرين , فيأتيه ملكان) (51) (أسودان أزرقان (52) يقال لأحدهما: المنكر، والآخر: النكير (53)) (54) (فيجلسانه) (55) (غير فزع ولا مشعوف (56)) (57) (فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله) (58) (فيقولان له: هل رأيت الله؟ , فيقول: ما ينبغي لأحد أن يرى الله) (59) (فيقولان له: ما دينك؟ , فيقول: ديني الإسلام) (60) (فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل) (61) (الذي بعث فيكم (62)؟) (63) (فيقول: هو عبد الله ورسوله , أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله) (64) (فيقولان له: وما يدريك (65)؟ , فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به (66)) (67) (وجاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه) (68) (قال: فذلك قول الله - عز وجل -: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} (69) فينادي مناد في السماء أن: صدق عبدي , فأفرشوه من الجنة , وألبسوه من الجنة , وافتحوا له بابا إلى الجنة) (70) (فيقولان له: قد كنا نعلم أنك تقول هذا) (71) (فيفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله، ثم يفرج له قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك) (72) (فيأتيه من روحها (73) وطيبها) (74) (ويفسح له في قبره مد بصره (75)) (76) (ثم ينور له فيه (77)) (78) (ويقال له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله) (79) (ثم يقال له: نم) (80) (فيقول: دعوني) (81) (أرجع إلى أهلي) (82) (فأبشرهم (83)) (84) (فيقولان له: نم كنومة العروس (85) الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه (86) حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك) (87) (قال: ويأتيه رجل حسن الوجه , حسن الثياب , طيب الريح , فيقول: أبشر بالذي يسرك , هذا يومك الذي كنت توعد , فيقول له: من أنت؟ , فوجهك الوجه يجيء بالخير , فيقول: أنا عملك الصالح , فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي) (88) وفي رواية: (فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه ماذا فعل فلان؟ , ماذا فعل فلان؟) (89) (فيقول بعضهم لبعض: أنظروا أخاكم حتى يستريح , فإنه كان في كرب , فيقبلون عليه يسألونه: ما فعل فلان؟ , ما فعلت فلانة؟ , هل تزوجت؟ , فإذا سألوا عن الرجل قد مات قبله , قال لهم: إنه قد هلك) (90) (أما أتاكم؟) (91) (قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون , ذهب به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم، وبئست المربية، قال: فيعرض عليهم أعمالهم، فإذا رأوا حسنا , فرحوا واستبشروا , وقالوا: اللهم هذه نعمتك على عبدك فأتمها، وإن رأوا سوءا قالوا: اللهم راجع بعبدك (92)) (93) (قال: وإن الكافر الرجل السوء (94) إذا احتضر أتته ملائكة العذاب) (95) (سود الوجوه , معهم المسوح (96) فيجلسون منه مد البصر , ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه , فيقول:) (97) (اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة) (98) (اخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى عذاب الله - عز وجل -) (99) (وأبشري بحميم وغساق، وآخر من شكله أزواج (100)) (101) (قال: فتفرق في جسده , فينتزعها كما ينتزع السفود (102) من الصوف المبلول) (103) (فتتقطع معها العروق والعصب) (104) (ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض , فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح) (105) (ثم يعرج بها) (106) (حتى يأتون باب الأرض) (107) (فيقول أهل السماء:) (108) (ما أنتن هذه الريح) (109) (روح خبيثة جاءت من قبل الأرض - قال أبو هريرة: فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ريطة (110) كانت عليه على أنفه هكذا -) (111) (من هذا؟) (112) (فيقولون: فلان بن فلان - بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا -) (113) (فيقال: لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذميمة، فإنها لا تفتح لك أبواب السماء) (114) (ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين} (115) فيقول الله - عز وجل -: اكتبوا كتابه في سجين (116) في الأرض السفلى , فتطرح روحه طرحا , ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء, فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} (117)) (118) (فيرسل بها من السماء , ثم تصير إلى القبر) (119) (فتعاد روحه في جسده , ويأتيه الملكان فيجلسانه) (120) (في قبره فزعا مشعوفا (121)) (122) (فيقولان له: من ربك؟ , فيقول: هاه , هاه (123) لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ , فيقول: هاه , هاه , لا أدري) (124) (فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل) (125) (الذي بعث فيكم؟ , فيقول: هاه , هاه , لا أدري) (126) (سمعت الناس يقولون [قولا] (127) فقلت مثله (128)) (129) (فيقولان له: لا دريت ولا تليت (130)) (131) (قد كنا نعلم أنك تقول ذلك) (132) (ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه , فيصيح صيحة يسمعها) (133) (الخلق) (134) (إلا الثقلين (135)) (136) (فيفرج له قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقولان له: انظر إلى ما صرف الله عنك، ثم يفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقولان له: هذا مقعدك، على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله تعالى) (137) (فينادي مناد من السماء أن كذب) (138) (انطلقوا به إلى آخر الأجل (139)) (140) (حتى تأتوا به أرواح الكفار) (141) (فافرشوا له من النار , وألبسوه من النار , وافتحوا له بابا إلى النار , فيأتيه من حرها وسمومها (142) ويضيق عليه قبره) (143) (فيقال للأرض: التئمي عليه (144) فتلتئم عليه حتى تختلف فيها أضلاعه (145) فلا يزال فيها (146) معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك) (147) (ويأتيه رجل قبيح الوجه , قبيح الثياب , منتن الريح , فيقول: أبشر بالذي يسوءك , هذا يومك الذي كنت توعد , فيقول: من أنت؟ , فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر , فيقول: أنا عملك الخبيث , فيقول: رب لا تقم الساعة) (148) وفي رواية: (ثم يقيض له (149) أعمى أبكم (150)) (151) (لا يسمع صوته فيرحمه) (152) (معه مرزبة (153) من حديد , لو ضرب بها جبل لصار ترابا , فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب , إلا الثقلين , فيصير ترابا , ثم تعاد فيه الروح ") (154) الشرح (155)
[٣٢]عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازة , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أيها الناس , إن هذه الأمة تبتلى في قبورها , فإذا الإنسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق , فأقعده فقال: ما تقول في هذا الرجل؟ , فإن كان مؤمنا قال: أشهد أن لا إله إلا الله, وأن محمدا عبده ورسوله فيقول: صدقت , ثم يفتح له باب إلى النار, فيقول: هذا كان منزلك لو كفرت بربك , فأما إذ آمنت , فهذا منزلك , فيفتح له باب إلى الجنة , فيريد أن ينهض إليه , فيقول له: اسكن , ويفسح له في قبره وإن كان كافرا أو منافقا يقول له: ما تقول في هذا الرجل؟ , فيقول: لا أدري , سمعت الناس يقولون شيئا , فيقول: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت , ثم يفتح له باب إلى الجنة , فيقول: هذا منزلك لو آمنت بربك , فأما إذ كفرت به , فإن الله أبدلك به هذا , ويفتح له باب إلى النار , ثم يقمعه قمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين " , فقال بعض القوم: يا رسول الله , ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هبل عند ذلك , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة , ويضل الله الظالمين , ويفعل الله ما يشاء} (1) " (2)
[٣٣]عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: " ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتان القبور "، فقال عمر - رضي الله عنه -: يا رسول الله , أترد علينا عقولنا؟ , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " نعم، كهيئتكم اليوم "، فقال عمر: بفيه الحجر. (1)
[٣٤]عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا دخل الميت القبر , مثلت له الشمس عند غروبها , فيجلس يمسح عينيه ويقول: دعوني أصلي " (1)
4- أقوال ومواقف الصالحين في الموت وسكراته
• عن يحيى بن سعيد الأنصاري، أنه سمع سعيد بن المسيب يذكر: أن عمر بن الخطاب كوم كومة من بطحاء، ثم ألقى عليها طرف ثوبه، ثم استلقى عليها، فرفع يديه إلى السماء؛ ثم قال: اللهم، كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي؛ فاقبضني إليك، غير مضيع ولا مفرط.حلية الأولياء(1/ 54)
• عن عبد الله بن مسعود، أنه كان يقول إذا قعد: إنكم في ممر الليل والنهار: في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة؛ فمن يزرع خيراً: يوشك أن يحصد رغبة، ومن يزرع شراً: يوشك أن يحصد ندامة؛ ولكل زارع مثل ما زرع. لا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له؛ فمن أعطى خيراً: فالله تعالى أعطاه، ومن وقي شراً: فالله تعالى وقاه؛ المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة.حلية الأولياء(1/ 133ـ134)
• عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: دخلنا على خباب بن الأرت في مرضه، فقال: إن في هذا التابوت ثمانين ألف درهم، والله، ما شددت لها من خيط، ولا منعتها من سائل؛ ثم بكى، فقلنا: ما يبكيك؟ قال: أبكي أن أصحابي مضوا ولم تنقصهم الدنيا شيئاً، وأنا بقينا بعدهم، حتى لم نجد لها موضعاً إلا التراب.حلية الأولياء(1/ 145)
• عن أبي سفيان عن أشياخه: أن سعد بن أبي وقاص دخل على سلمان يعوده، فبكى سلمان، فقال له سعد: ما يبكيك؟ تلقى أصحابك، وترد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحوض، وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنك راض؛ فقال: ما أبكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على الدنيا؛ ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلينا، فقال: «ليكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب» وهذه الأساود حولي ـ وإنما حوله مطهرة، أو انجانة ونحوها ـ فقال له سعد: أعهد إلينا عهداً نأخذ به بعدك؛ فقال له: أذكر ربك عند همك إذا هممت، وعند حكمك إذا حكمت، وعند يدك إذا قسمت.حلية الأولياء(1/ 195ـ196)
• عن أم الدرداء، أن أبا الدرداء لما احتضر، جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ ثم يقول: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110].حلية الأولياء(1/ 217)
• عن شرحبيل: أن أبا الدرداء، كان إذا رأى جنازة قال: اغدوا، فإنا رائحون ـ أو روحوا، فإنا غادون ـ موعظة بليغة، وغفلة سريعة؛ كفى بالموت واعظاً: يذهب الأول فالأول، ويبقى الآخر لا حلم له.حلية الأولياء(1/ 217)
• قال أبو الدرداء: ثلاث أحبهن، ويكرههن الناس: الفقر، والمرض، والموت.حلية الأولياء(1/ 217)
• عن عمرو بن مرة عن شيخ عن أبي الدرداء قال: أحب الموت: اشتياقاً إلى ربي، وأحب الفقر: تواضعاً لربي، وأحب المرض: تكفيراً لخطيئتي.حلية الأولياء(1/ 217)
• قال أبو الدرداء: من أكثر ذكر الموت: قل فرحه، وقل حسده.حلية الأولياء(1/ 220)
• عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنه لما حضره الموت قال: انظروا، أصبحنا؟ فأتي، فقيل: لم تصبح؛ فقال: انظروا، أصبحنا؟ فأتي، فقيل له: لم تصبح؛ حتى أتي في بعض ذلك، فقيل: قد أصبحت؛ قال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، مرحباً بالموت مرحباً، زائر مغيب، حبيب جاء على فاقة؛ اللهم، إني قد كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك؛ اللهم، إنك تعلم، أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها: لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار؛ ولكن: لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.حلية الأولياء(1/ 239)
• عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب قال: دعا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فتيانه حين حضرته الوفاة؛ فقال: اذهبوا، واحفروا، وأوسعوا، وأعمقوا؛ فجاؤا، فقالوا: قد حفرنا، وأوسعنا، وأعمقنا. فقال: والله، إنها لإحدى المنزلتين: إما ليوسعن علي قبري، حتى تكون كل زاوية منه أربعين ذراعاً، ثم ليفتحن لي باب إلى الجنة، فلأنظرن إلى أزواجي ومنازلي، وما أعد الله تعالى لي من الكرامة، ثم لأكونن أهدى إلى منزلي مني اليوم إلى بيتي، ثم ليصيبني من ريحها وروحها حتى أبعث؛ ولئن كانت الأخرى ـ ونعوذ بالله منها ـ: ليضيقن علي قبري، حتى يكون في أضيق من القناة في الزج، ثم ليفتحن لي باب من أبواب جهنم، فلأنظرن إلى سلاسلي وأغلالي وقرنائي، ثم لأكونن إلى مقعدي من جهنم أهدى مني اليوم إلى بيتي، ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتى أبعث.حلية الأولياء(1/ 262ـ263)
• عن أبي عثمان عن أبي بردة قال: لما حضر أبا موسى الوفاة، قال: يا بني، اذكروا صاحب الرغيف؛ قال: كان رجل يتعبد في صومعة ـ أراه قال: سبعين سنة ـ لا ينزل إلا في يوم واحد؛ قال: فشبه ـ أو: شب ـ الشيطان في عينه امرأة، فكان معها سبعة أيام ـ أو: سبع ليال ـ؛ قال: ثم كشف عن الرجل غطاؤه، فخرج تائباً؛ فكان كلما خطا خطوة: صلى، وسجد؛ فآواه الليل إلى دكان كان عليه اثني عشر مسكيناً، فأدركه العياء، فرمى بنفسه بين رجلين منهم؛ وكان ثم راهب يبعث إليهم كل ليلة بأرغفة، فيعطي كل إنسان رغيفاً؛ فجاء صاحب الرغيف، فأعطى كل إنسان رغيفاً، ومر على ذلك الرجل الذي خرج تائباً، فظن أنه مسكين، فأعطاه رغيفاً؛ فقال المتروك لصاحب الرغيف: مالك لم تعطني رغيفي؟ ما كان بك عنه غنى؛ فقال: أتراني أمسكته عنك؟ سل، هل أعطيت أحداً منكم رغيفين؟ قالوا: لا؛ قال: تراني أمسكته عنك؟ والله، لا أعطيك الليلة شيئاً؛ فعمد التائب إلى الرغيف الذي دفعه إليه، فدفعه إلى الرجل الذي ترك؛ فأصبح التائب ميتاً، قال: فوزنت السبعون سنة بالسبع الليالي: فرجحت السبع الليالي، ثم وزنت السبع الليالي بالرغيف: فرجح الرغيف؛ فقال أبو موسى: يا بني، اذكروا صاحب الرغيف.حلية الأولياء(1/ 263)
• قال حذيفة - رضي الله عنه - عند الموت: رب يوم لو أتاني الموت: لم أشك، فأما اليوم: فقد خالطت أشياء، لا أدري على ما أنا فيها.حلية الأولياء(1/ 278)
• عن زياد مولى ابن عباس قال: حدثني من دخل على حذيفة في مرضه الذي مات فيه؛ فقال: لولا أني أرى: أن هذا اليوم آخر يوم من الدنيا، وأول يوم من الآخرة: لم أتكلم به؛ اللهم، إنك تعلم: أني كنت أحب الفقر على الغنى، وأحب الذلة على العز، وأحب الموت على الحياة؛ حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم؛ ثم مات رضي الله عنه.حلية الأولياء(1/ 282)
• عن أبي وائل قال: لما ثقل حذيفة - رضي الله عنه - أتاه أناس من بني عبس، فأخبرني خالد بن الربيع العبسي قال: أتيناه وهو بالمدائن، حتى دخلنا عليه جوف الليل؛ فقال لنا: أي ساعة هذه؟ قلنا: جوف الليل ـ أو: آخر الليل ـ؛ فقال: أعوذ بالله من صباح إلى النار؛ ثم قال: أجئتم معكم بأكفان؟ قلنا: نعم؛ قال: فلا تغالوا بأكفاني، فإنه إن يكن لصاحبكم عند الله خير: فإنه يبدل بكسوته كسوة خيراً منها، وإلا: يسلب سلباً.حلية الأولياء(1/ 282)
• عن إسحاق، أن صلة بن زفر حدثه: أن حذيفة بعثني وأبا مسعود، فابتعنا له كفنا حلة عصب، بثلاثمائة درهم؛ فقال: أرياني ما ابتعتما لي، فأريناه؛ فقال: ما هذا لي بكفن، إنما يكفيني: ريطتان بيضاوان، ليس معهما قميص؛ فإني لا أترك إلا قليلاً: حتى أبدل خيراً منهما، أو: شراً منهما؛ فابتعنا له ريطتين بيضاوين.حلية الأولياء(1/ 283)
• عن العرباض بن سارية ـ وكان شيخاً كبيراً، من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ وكان يحب أن يقبض إليه، وكان يدعو: اللهم، كبرت سني، ووهن عظمي؛ فاقبضني إليك.حلية الأولياء(2/ 14)
• عن أبي الزاهرية قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول: إني لأرجو أن لا يخنقني الله عز وجل كما أراكم تخنقون عند الموت؛ قال: فبينما هو يصلي في جوف الليل: قبض وهو ساجد؛ فرأت ابنته أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة، فنادت أمها: أين أبي؟ قالت: في مصلاه؛ فنادته، فلم يجبها؛ فأيقظته، فوجدته ساجداً؛ فحركته، فوقع لجنبه ميتاً.حلية الأولياء(2/ 31)
• عن عبد الله بن محمد بن عقيل: أن فاطمة رضي الله عنها لما حضرتها الوفاة: أمرت علياً، فوضع لها غسلاً: فاغتسلت، وتطهرت، ودعت بثياب أكفانها؛ فأتيت بثياب غلاظ خشن، فلبستها، ومست من الحنوط؛ ثم أمرت علياً: أن لا تكشف إذا قبضت، وأن تدرج كما هي في ثيابها؛ فقلت له: هل علمت أحداً فعل ذلك؟ قال: نعم، كثير بن العباس؛ وكتب في أطراف أكفانه: يشهد كثير بن عباس: أن لا إله إلا الله.حلية الأولياء(2/ 43)
• عن إسحاق قال: سمعت سلمة الغويطي يقول: إني لمشتاق إلى الموت منذ أربعين سنة، منذ فارقت الحسن بن يحيى؛ قلت له: ولم؟ قال: لو لم يشتق العاقل إلى لقائه عز وجل، لكان ينبغي له أن يشتاق إلى الموت؛ قال: فحدثت به أبا سليمان، فقال: ويحك، لو أعلم أن الأمر كما يقول، لأحببت أن تخرج نفسي الساعة، ولكن، كيف بانقطاع الطاعة، والحبس في البرزخ؟ وإنما يلقاه بعد البعث. قال احمد: فهو في الدنيا أحرى أن يلقاه، يعني بالذكر.حلية الأولياء(9/ 277)
• عن وهب بن منبه يقول: كان ملك من ملوك الأرض أراد أن يركب إلى أرض، فدعا بثياب يلبسها، فجيء بثياب، فلم تعجبه؛ فقال: ائتوني بثياب كذا وكذا، حتى عد أصنافا من الثياب، كل ذلك لا يعجبه، حتى جيء بثياب وافقته، فلبسها؛ ثم قال: جيئوني بدابة كذا، فجيء بها، فلم تعجبه، ثم قال: جيئوني بدابة كذا، فجيء بها، فلم تعجبه، حتى جيء بدابة وافقته، فركبها؛ فلما ركبها، جاء إبليس، فنفخ في منخره نفخة، فعلاه كبراً؛ قال: وسار، وسارت الخيول معه، قال: فهو رافع رأسه، لا ينظر إلى الناس كبراً وعظماً؛ فجاءه رجل ضعيف، رث الهيئة، فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام، ولم ينظر اليه؛ فقال له: إنه لي إليك حاجة؛ فلم يسمع كلامه؛ قال: فجاء، حتى أخذ بلجام دابته؛ فقال: أرسل لجام دابتي، فقد تعاطيت مني أمراً لم يتعاطه مني أحد؛ قال: إن لي إليك حاجة، قال أنزل فتلقاني؛ قال: لا، الآن؛ قال: فقهره على لجام دابته، فلما رأى أنه قد قهره، قال: حاجتك؛ قال: إنها سر، أريد أن أسرها إليك؛ قال: فأدنى رأسه إليه، فساره، قال: أنا ملك الموت؛ قال: فانقطع، وتغير لونه، واضطرب لسانه؛ ثم قال: دعني حتى آتي أرضي هذه التي خرجت إليها، وأرجع من موكبي، ثم تمضي في التابعين؛ قال: والله لا ترى أرضك أبداً، ولا والله، لا ترجع من موكبك هذا أبداً؛ قال: دعني حتى أرجع إلى أهلي، فأقضي حاجة إن كانت؛ قال: لا والله، لا ترى أهلك وثقلك أبداً. قال: فقبض روحه مكانه، فخر كأنه خشبة؛ قال الجريري: وبلغني أيضاً: أنه لقي عبداً مؤمناً في تلك، فسلم عليه، فرد عليه السلام؛ فقال: إن لي إليك حاجة، قال: هلم فاذكر حاجتك؛ قال: إنها سر فيما بيني وبينك، قال: فأدنى إليه رأسه ليساره بحاجته، فساره، فقال: أنا ملك الموت؛ قال: مرحباً وأهلاً، مرحباً بمن طالت غيبته علي، فوالله، ما كان في الأرض غائب أحب إلي أن ألقاه منك؛ قال: فقال له ملك الموت: إقض حاجتك التي خرجت لها، قال: ما لي حاجة أكبر عندي ولا أحب إلي من لقاء الله؛ قال: فاختر على أي شيء أقبض روحك؛ قال: وتقدر على ذلك؛ قال: نعم، أمرت بذلك؛ قال: نعم إذاً، فقام وتوضأ، ثم ركع وسجد، فلما رآه ساجداً، قبض روحه.حلية الأولياء(6/ 202 - 203)
• عن الحسن البصري قال: فضح الموت الدنيا، فلم يترك فيها لذي لب فرحاً.حلية الأولياء(2/ 149)
• عن قتادة قال: كان العلاء بن زياد العدوي يقول: لينزل أحدكم نفسه، أنه قد حضره الموت، فاستقال ربه تعالى نفسه، فأقاله؛ فليعمل بطاعة الله عز وجل.حلية الأولياء(2/ 244)
• عن عبد الأعلى قال: شيئان قطعا عني لذاذة الدنيا: ذكر الموت، والوقوف بين يدي الله عز وجل.حلية الأولياء(5/ 89)
• عن عبد الله بن المفضل التميمي قال: آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز: أن صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه؛ ثم قال: أما بعد: فإن ما في أيديكم: أسلاب الهالكين، وسيتركها الباقون: كما تركها الماضون؛ ألا ترون أنكم في كل يوم وليلة: تشيعون غادياً أو رائحاً إلى الله تعالى؟ وتضعونه في صدع من الأرض، ثم في بطن الصدع، غير ممهد ولا موسد؛ قد خلع الأسلاب، وفارق الأحباب، وأسكن التراب، وواجه الحساب؛ فقير إلى ما قدم أمامه، غني عما ترك بعده.حلية الأولياء(5/ 266)
• كان سفيان الثوري إذا ذكر الموت: لا ينتفع به أياماً؛ فإذا سئل عن الشيء، قال: لا أدري، لا أدرى.حلية الأولياء(6/ 387)
5- من اشعار القصائد عن الموت 1- قصائد في الموت شعر علي بن أبي طالب عن الموت
النّفس تبكي على الدّنيا وقد علمت أن السّعادة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلّا التي كان قبل الموت بانيها فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه وإن بناها بشرٍّ خاب بانيها أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدّهر نبنيها أين الملوك التي كانت مسلطنةً حتّى سقاها بكأس الموت ساقيها فكم مدائن في الآفاق قد بُنيت أمست خراباً وأفنى الموت أهليها لا تركننّ إلى الدّنيا وما فيها فالموت لا شكّ يفنينا ويفنيها لكلّ نفس وإن كانت على وجل من المنيّة آمال تقوّيها المرء يبسطها والدّهر يقبضها والنّفس تنشرها والموت يطويها إنّما المكارم أخلاق مُطهّرة الدّين أولّها والعقل ثانيها والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضل سادسها والبرّ سابعها والشّكر ثامنها والصّبر تاسعها والّلين باقيها والنّفس تعلم أنّي لا أصادقها ولست أرشد إلا حين أعصيها واعمل لدار غداً رضوان خازنها والجار أحمد والرّحمن ناشيها قصورها ذهب والمسك طينتها والزّعفران حشيش نابت فيها أنهارها لبنٌ محمّضٌ ومن عسل والخمر يجري رحيقاً في مجاريها والطّير تجري على الأغصان عاكفةً تسبّحُ الله جهراً في مغانيها من يشتري الدّار في الفردوس يعمرها بركعةِ في ظلام الّليل يحييها 2-الشريف المرتضى أروني امراً من قبضةِ الدهرِ مارقا . . . . ومن ليس يوماً للمنيةِ ذائقاً هو الموتُ ركاضٌ إِلى كل مهجةٍ . . . . يُكلٌ مطايانا ويُعِيْيْ السوابقا فإِن هو وَلَّىْ هارباً فهو فائتٌ . . . . وإِن مان يوماً طالباً كان لاحقا يسعى الفتى وخيولُ الموتُ تطلبُهُ . . . . وإِن نوى وقفةً فالموتُ ما يقفُ 3- سفبان الثوري يا نفسُ توبي فإِن الموتَ قد حانا . . . . واعصِ الهوى فالهوى مازال فَتَّانا في كل يوم لنا مَيْتٌ نشيعهُ . . . . ننسى بمصرعهِ آثارَ مَوْتانا
_________________ مدد ياسيدى يارسول الله مدديااهل العباءة .. مدد يااهل بيت النبوة اللهم ارزقنا رؤية سيدنا رسول الله فى كل لمحة ونفس
|