موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الآيات التى نزلت فى اليهود بسورة البقرة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 10, 2008 8:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4134
مكان: الديار المحروسة
ما نزل في الأحبار من سيرة ابن هشام


ففي هؤلاء من أحبار يهود, والمنافقين من الأوس والخزرج, نزل صدر سورة البقرة إلى المائة منها فيما بلغني, والله اعلم؛ يقول الله سبحانه وبحمده: ((الم ذلك الكتاب لا ريب فيه)) أي: لا شك فيه.


قال ابن هشام: قال ساعدة بن جؤية الهذلي:


فقالوا: عهدنا القوم قد حصروا به ..... فلا ريب أن قد كان ثم لحيم


وهذا البيت في قصيدة له. والريب (أيضا): الريبة؛ قال خالد بن زهير الهذلي:


*كأنني أرببه بريب*


قال ابن هشام: ومنهم من يرويه:


*كأنني أريته بريب*


وهذا البيت في أبيات له, وهو ابن أخي ذؤيب الهذلي.


((هدى للمتقين)) أي: الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى, ويرجون رحمته بالتصديق بما جاءهم منه, ((الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)) أي: يقيمون الصلاة بفرضها ويؤتون الزكاة احتسابا لها, ((والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما انزل من قبلك)) أي: يصدقونك بما جئت به من الله عز وجل وما جاء به من قبلك من المرسلين لا يفرقون بينهم, ولا يجدون ما جاءوهم به من ربهم, ((وبالأخرة هم يوقنون)) أي: بالعبث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان, أي: هؤلاء الذين يزعمون أنهم آمنوا بما كان من قبلك, وبما جاءك من ربك, ((وأولئك هم المفلحون)) أي: الذين أدركوا ما طالبوا ونجوا من شر ما منه هربوا, ((إن الذين كفروا)) أي: بما أنزل إليك, وغن قالوا: إنا قد آمنا بما جاءنا قبلك: (( سواء عليهم أنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون)) أي: أنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك, وجحدوا ما أخذ عليهم الميثاق لك؛ فقد كفروا بما جاءك وبما عندهم مما جاءهم به غيرك فكيف يستمعون منك إنذارا أو تحذيرا وقد كفروا بما عنهم من علمك, (( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة)) أي: عن الهدى أن يصيبوه أبدا, يعني: بما كذبوك به من الحق الذي جاءك من ربك حتى يؤمنوا به, وإن آمنوا بكل ما كان قبلك, ((ولهم)) بما هم عليه من خلافك ((عذاب عظيم)), فهذا في الاحبار من يهود, فيما كذبوا به من الحق بعد معرفته.

ما نزل في منافقي الأوس والخزرج


((ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأخر وماهم بمؤمنين)) يعني:المنافقين من الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم , ((يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض)) أي :شك ، (( فزادهم الله مرضا)) أي : شكا ((ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)) أي : إنما نريد الإصلاح بين الفرقين من المؤمنين وأهل الكتاب ، يقول الله تعالى: (( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون وإذا قيل لهم ءامنوا كما ءامن الناس قالوا أنؤمن كما ءامن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شياطينهم)) من يهود الذين يأمرونهم بالتكذيب بالحق وخلاف ما جاء به الرسول ــ (( قالوا إنا معكم )) أي: إنا على مثل ما أنتم عليه ؛ (( إنما نحن مستهزؤن)) أي : إنما نستهزىء بالقوم ونلعب بهم ؛ يقول الله عز وجل : ((الله يستهزىء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون )).

تفسير ابن هاشم لبعض الغريب

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 10, 2008 8:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4134
مكان: الديار المحروسة
قال ابن هاشم : يعمهون : يحارون، تقول العرب : رجل عمه وعامه ، أي: حيران؛ قال رؤبة بن العجاج يصف بلداً:






أعمى الهدى بالجاهلين العمه






وهذا البيت في أرجوزة له.


فالعمه: جمع عامه، وأما عمه، فجمعه: عمهون، والمرأة عمهة وعمهاء.


(( أولـئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى)) أي:الكفر بالإيمان، (( فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين)).

قال ابن إسحاق: ثم ضرب لهم مثلا, فقال تعالى: ((مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون)) أي: لا يبصرون الحق ويقولون به حتى إذا خرجوا به من ظلمات الكفر أطفئوه بكفرهم به ونفاقهم فيه؛ فتركهم الله في ظلمة الكفر أطفئوه بكفرهم به ونفاقهم فيه؛ فتركهم اله في ظلمة الكفر؛ فهم لا يبصرون هدى, ولا يستقيمون على حق, ((صم بكم عمي فهم لا يرجعون)): أي لا يرجعون إلى الهدى, صم بكم عمي عن الخير لا يرجعون إلى خير, ولا يصيبون نجاة ماكانوا على ما هم عليه, ((أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في ءاذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين))


قال ابن هشام: الصيب: المطر, وهو من: صاب يصوب, مثل قولهم: السيد من ساد يسود, والميت من مات يموت, وجمعه: صيائب؛ قال علقممة بن عبدة, أحد بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم:


كأنهم صابت عليهم سحابة صواعقها لطيرهن دبيب


وفيها:


فلا تعدلي بيني وبين مغمر سقيتك روايا المزن حيث تصوب


وهذا البيتان في قصيدة له.


قال ابن إسحاق: أي هم من ظلمة ما هم فيه من الكفر والحذر من القتل من الذي هم عليه من الخلاف والتخوف لكم, على مثل ما وصف من الذي هو (في) ظلمة الصيب يجعل أصابعه في أذنيه من الصواعق حذر الموت؛ يقول: أي: هو منزل ذلك بهم من النقمة, أي هو محيط بالكافرين,((يكاد البرق يخطف أبصارهم)) أي: لشدة ضوء الحق, ((كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا)) أي: يعرفون الحق ويتكلمون به؛ فهم من قولهم به على استقامة, فإذا أرتكسوا منه في الكفر قاموا متحيرين, ((ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم)) أي: لما تركوا من الحق بعد معرفته, ((إن الله على كل شيء قدير)) ثم قال: ((يأيها الناس اعبدوا ربكم)) للفريقين جميعا من الكفار والمنافقين, أي: وحدوا ربكم((الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون))

تفسير ابن هشام لبعض الغريب


قال ابن هشام: جهرة, أي: ظاهرا لنا لا شيء يستره عنا؛ قال أبو الأخزر الحماني, واسمه: قتيبة.


*يجهر أجواف المياه السدم*






وهذا البيت في أرجوزة له. :)






يجهر: يقول: يظهر الماء, ويكشف عنه ما يستره من الرمل وغيره.


قال ابن إسحاق: وأخذ الصاعقة إياهم عند ذلك لغرتهم, ثم إحياءه إياهم بعد موتهم, وتظليله عليهم الغمام, وإنزاله عليهم المن والسلوى, وقوله لهم: ((وادخلو الباب سجدا وقولوا حطة)) أي: قولوا ما آمركم به, أحط به ذنوبكم عنكم, وتبدلهم ذلك من قوله استهزاء بأمره, وإقالته إياهم ذلك بعد هزئهم.

تفسير ابن هشام لبعض الغريب


قال ابن هشام: المن: شيء كان يسقط في السحر على شجرهم, فيجتنبونه حلوا مثل العسل فيشربونه ويأكلونه؛ قال اعشى بني قيس بن ثعلبة:


لو اطعموا المن والسلوى مكانهم ما أبصر الناس طعما فيهم نجعا


وهذا البيت في قصيدة له.


والسلوى: طير, واحدتها:سلواة, ويقال: إنها السماني, ويقال للعسل (يضا) : السلوى؛ وقال خالد بن زهير الهذلي:


وقاسمها بالله حقا لأنتم ألذ من السلوى إذا ما نشورها


وهذا البيت في قصيدة له. وحطة: أي حط عنا ذنوبنا.


قال ابن إسحاق: وكان من تبديلهم ذلك, كما حدثني صالح بن كيسان, عن صالح مولى التوءمة بنت أمية بن خلف, عن أبي هريرة؛ ومن لا أتهم, عن ابن عباس, عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: ((دخلوا الباب الذي أمروا أن يدخلوا منه سجدا يزحفون, وهم يقولون, حنط في شعير))


قال ابن هشام: ويروى: حنطة في شعيره.


قال ابن إسحاق: واستسقاء موسى لقومه, وأمره (إياه) أن يضرب بعصاه الحجر فانفجرت لهم منه اثنتا عشرة عينا لكل سبط عين يشربون منها, قد علم كل سبط عينه التي منها يشرب, وقولهم لموسى عليه السلام: ((لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها)).


قال ابن هشام: الفوم: الحنطة, قال امية بن أبي الصلت الثقفي:


فوق شيزى مثل الجوابي عليها قطع كالوذيل في نقي فوم




_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 10, 2008 8:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4134
مكان: الديار المحروسة
تفسير ان هشام لبعض الغريب


قال ابن هشام: الوذيل: قطع الفضة, (والفوم: القمح) واحدته:فومة, وهذا البيت في قصيدة له.


((وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم))


قال ابن إسحاق: فلم يفعلوا, ورفعه الطور فوقهم ليأخذوا ما اوتوا, والمسخ الذي كان فيهم؛ حتى بين الله لهم أمره, بعد التردد على موسى عليه السلام في صفة البقرة, وقسوة قلوبهم بعد ذلك حتى كانت كالحجارة أو أشد قسوة, ثم قال تعالى: ((وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله)) أي: وإن من الحجارة لألين من لوبكم عما تدعون غليه من الحق, ((وما الله بغافل عما تعلمون)).


ثم قال لسيدنا محمد عليه الصلاه واله و السلام ولمن معه من المؤمنين يؤيسهم منهم: ((أفتطعمون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله يحرفون من بعد ما عقلوه وهم يعلمون))


وليس قوله يسمعون التوراة: أن كلهم قد سمعها, ولكنه فريق منهم: أي خاصة.


قال ابن إسحاق: فيما بلغني عن بعض أهل العلم: قالوا لموسى: يا موسى, قد حيل بيننا وبين رؤية الله, فأسمعنا كلامه حين يكلمك, فطلب ذلك موسى عليه السلام من ربه, فقال له: نعم, مرهم, فليطهروا أو ليطهروا ثيابهم, وليصوموا, ففعلوا, ثم خرج بهم حتى أتى بهم الطور, فلما غشيهم الغمام أمرهم موسى فوقعوا سجدا, وكلمه ربه, فسمعوا كلامه تبارك وتعالى يأمرهم وينهاهم حتى عقلوا عنه ما سمعوا, ثم انصرف بهم على بني إسرائيل, فلما جاءهم حرف فريق منهم ما امرهم به, وقالوا حين قال موسى لبني إسرائيل: إن الله قد أمركم بكذا وكذا,قال ذلك الفريق الذي ذكر الله: إنما قال كذا وكذا؛ خلافا لما قال الله لهم, فهم الذين عنى الله-عز وجل لرسوله محمد, صلى الله عليه وسلم, ثم قال تعالى: (( وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وغذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون)) أي: تقرون بأنه نبي, وقد عرفتم انه قد اخذ له الميثاق عليكم باتباعه, وهو يخبركم انه النبي الذي كنا ننتظر ونجد في كتابنا , اجحدوه ولا تقروا لهم به؛ يقول الله عز وجل: ((أولا يعلمون ان الله يعلم مايسرون وما يعلنون ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني)).

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 10, 2008 8:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4134
مكان: الديار المحروسة
تفسير ابن هشام لبعض الغريب


قال ابن هشام, عن أبي عبيدة:إلا اماني:إلا قراءة,لأن الأمي: الذي يقرأ ولا يكتب, يقول: لا يعلمون الكتاب إلا (أنهم) يقرءونه.


قال ابن هشام:عن أبي عبيده ويونس؛ انهما تاولا ذلك عن العرب في قول الله عز وجل.حدثني أبو عبيده بذلك.


قال ابن هشام: وحدثني يونس بن حبيب النحويو وأبو عبيدة: أن العرب تقول: تمنى, في معنى قرأ, وفي كتاب الله تبارك وتعالى: ((وما أرسلنا من قبلك من رسول وال نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته))؛ وأنشدني أبو عبيدة النحوي:


تمنى كتاب الله أول ليله وآخره وافى حمام المقادر


وأنشدني أيضا


تمنى كتاب الله في اليل خاليا تمنى داود الزبور على رسل


وواحدة الأماني: أمنية, والأماني (أيضا): أن يتمنى الرجل المال أو غيره.


قال ابن إسحاق: ((وإن هم إلا يظنون)) أي: لا يعلمون الكتاب ولا يدرون ما فيه, وهم يجحدون نبوتك بالظن,((وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ام تقولون على الله ما لا تعلمون)).


دعوى اليهود قلة العذاب في الآخرة, ورد الله عليهم


قال ابن إسحاق: حدثني مولى لزيد بن ثابت, عن عكرمة, أو عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قالك قدم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم المدينة, واليهود تقول: إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة, وإنما يعذب الله الناس في النار بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا في النار من أيام الآخرة, وإنما هي سبعة أيام, ثم ينقطع العذاب, فأنزل الله في ذلك من قولهم: ((وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون الله مالا تعلمون بلى من كسب سيئة وأحطت به خطيئاته)) أي: من عمل بمثل أعمالكم, وكفر بمثل ما كفرتم به, حتى يحيط كفره بما له عند الله من حسنة, (( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)) أي: خلدا أبدا, ((والذين ءامنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)) أي: من آمن بما كفرتم به, وعمل بما تركتم من دينه, فلهم الجنة خالدين فيها, يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبدا, لا انقطاع.


قال ابن إسحاق: ثم قال(الله عز وجل) يؤنبهم((وإذا أخذنا ميثاق بني إسرائيل)) أي: ميثاقكم, ((لاتعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذوى القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون)) أي: تركتم ذلك كله ليس بالتنقص, ((وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم)).

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 10, 2008 8:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4134
مكان: الديار المحروسة
تفسير ابن هشام لبعض الغريب


قال ابن هشام:تسفكون: تصبون؛تقول العرب: سفك دمه, أي: صبه, وسفك الزق,أي: هراقه, قال الشاعر:


وكنا إذا ما الضيف حل بأرضنا سفكنا دماء البدن في تربة الحال


قال ابن هشام:يعني بالحال: الطين الذي يخالطه الرمل, وهو الذي تقول له العرب:السهلة؛وقد جاء في الحديث: ((أن جبريل لما قال فرعون: ((ءامنت أنه لا إله إلا الذي ءامنت به بنوا إسرائيل أخذ من حال البحر (وحمأته) فضرب به وجه فرعون)), (والحال: مثل الحمأة).


قال ابن إسحاق: ((ولاتخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون)) على أن هذا حق ميثاقي عليكم, ((ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان)) أي: أهل الشرك حتى يسفكوا دماءهم معهم, ويخرجوهم من ديارهم معهم,((وإن يأتوكم اسرى تفادوهم)) وقد عرفتم أن ذلك عليكم في دينكم, وهو محرم عليكم في كتابكم إخراجهم؛ ((أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)) ,(أي) أتفادونهم مؤمنين بذلك؟! وتخرجونهم كفارا بذلك؟! ((فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا بالأخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون)),فأنبهم الله عز وجل بذلك من فعلهم؛ وقد حرم عليهم في التوراة سفك دمائهم,وافترض عليهم فيها فداء أسراهم.فكانوا فريقين: منهم بنو قينقاع ولفهم حلفاء الخزرج, والنضير وقريظة ولفهم حلفاء الأوس؛ فكانوا إذا كانت بين الأوس والخزرج حرب.


خرجت بنو قينقاع مع الخزرج, وخرجت النضير وضريظة مع الأوس: يظاهر كل واحد من الفريقين حلفاءه على إخوانه, حتى يتسافكوا دماءهم بينهم, وبايديهم التوراة يعرفون فيها ما عليهم وما لهم, والأوس والخزرج أهل شرك يعبدون الأوثان؛ لايعرفون جنة ولا نارا, ولا بعثا ولا قيامة, ولا كتابا, ولا حلالا ولا حراما, فإذا وضعت الحرب أوزارها افتدوا أساراهم تصديقا لما في التوراة , وأخذ به بعضهم من بعض: يفتدي بنو قينقاع من كان من اسراهم في ايدي الأوس, وتفتدي النضير وقريظة ما في أيدي الخزرج منهم, ويطلبون ما اصابوا من الدماء وقتلى من قتلوا منهم فيما بينهم؛ مظاهرة لأهل الشرك عليهم؛ يقول الله تعالى لهم حين أنبهم بذلك: ((أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض))؟! أي: تفاديه بحكم التوراة, وتقتله, وفي حكم التوراة أن لاتفعل, تقتله وتخرجه من داره وتظاهر عليه من يشرك بالله, ويعبد الأوثان من دونه؛ ابتغاء عرض الدنيا؛ ففي ذلك من فعلهم مع الأوس والخزرج-فيما بلغني-نزلت هذه القصة.


ثم قال تعالى: ((ولقد ءاتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وءاتينا عيسى ابن مريم البينات)) أي: الآيات التي وضعت على يديه: من إحياء الموتى, وخلقه من الطين كهيئة الطير, ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله, وإبراء الأسقام, والخبر بكثير من الغيوب مما يدخرون في بيوتهمم, وما رد عليهم من التوراة مع الإنجيل الذي أحدث الله إليه, ثم ذكر كفرهم بذلك كله,فقال: ((أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)).


ثم قال تعالى: ((وقالوا قلوبنا غلف)) أي: في أكنة؛ يقول الله عز وجل: ((بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)).


قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة, عن أشياخ من قومه,قال: قالوا: فينا والله وفيهم نزلت هذه القصة: كنا قد علوناهم ظهرا في الجاهلية ونحن أهل شرك وهم اهل كتاب, فكانوا يقولون لنا: إن نبيا يبعث الآن نتبعه قد أظل زمانه نقتلكم معه قتل عاد وإرم, فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم من قريش فاتبعناه كفروا به؛ يقول الله تعالى: ((فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده)) أي: أن جعله في غيرهم, ((فباءو بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين)).

تفسير ابن هشام لبعض الغريب


قال ابن هشام: ((فباءو بغضب)), أي: اعترفوا به واحتملوه؛ قال أعشى بني قيس بن ثعلبة:


أصالحكم حتى تبوءوا بمثلها كصرخة حبلى يسرتها قبيلها


(قال ابن هشام: يسرتها: أجلستها لوالدة) وهذا البيت في قضيدة ل ه.






قال ابن إسحاق: فالغضب على الغضب عليهم فيما كانوا ضيعوا من التوراة, وهي معهم, وغضب بكفرهم بهذا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الذي أحدث الله إليهم.


ثم أنبهم برفع الطور عليهم, واتخاذهم العجل إلها دون ربهمح يقول الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم: ((قل إن كانت لكم الدار الأخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين)) أي: ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب عند الله, فأبوا ذلك على رسول الله ص لى الله عليه وسلم يقول الله جل ثناؤه لنبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم: ((ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم)) أي: يعلمهم بما عندهم من العلم بك, والكفر بذلك, فيقال: لو تمنوه يوم قال ذلك لهم, ما بقي على وجه الأرض يهودي إلا مات, ثم ذكر رغبتهم في الحياة الدنيا وطول العمر؛ فقال تعالى: ((ولتجدنهم احرص الناس على حياة)) اليهود, ((ومن الذين أشرموا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر)) أي: ما هو بمنجيه من العذاب؛ وذلك ان المشرك لا يرجو بعثا بعد الموت, فهو يحب طول الحياة, وأن اليهود قد عرف ماله في الآخرة من الخزي بما ضيع مما عنده من العلم, ثم قال اله تعالى: ((قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله)).

سؤال اليهود الرسول, وإجابته لهم صلى الله عليه وعلى اله وسلم:


قال ابن غسحاق: حدثني عبد الله بن (عبد) الرحمن بن أبي حسين المكي, عن شهر بن حوشب الأشعري؛ أن نفرا من احبار يهود جاءوا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقالوا: يا (سيدنا - لفظه من الناقل)محمد, أخبرنا عن أربع نسألك عنهن, فإن فعلت ذلك اتبعناك وصدقناك وآمنا بك, قال: فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم: ((عليكم بذلك عهد الله وميثاقه لئن انا أخبرتكم بذلك لتصدقنني؟!)) قالوا: نعم, قال: ((فاسألوا عما بدا لكم)) قالوا: فأخبرنا كيف يشبه الولد أمه, وإنما النطفة من الرجل؟!, قال: فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ((أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل, هل تعلمون أن نطفة الرجل بيضاء غليظة, ونطفة المرأة صفراء رقيقة, فأيتهما علت صاحبتها كان له الشبه)) قالوا: اللهم نعم, قالوا: فأخبرنا كيف نومك؟ فقال: ((أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل, هل تعلمون ان نوم الذي تزعمون أني لست به تنام عينه وقلبه يقظان؟!)) فقالوا: اللهم نعم, قال: ((فكذلك نومي: تنام عيني وقلبي يقظان)) قالوا: فأخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه, قال: ((أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل, هل تعلمون انه كان أحب الطعام والشراب إليه ألبان الإبل ولحومها, وأنه اشتكى شكوى, فعافاه الله منها, فحرم على نفسه احب الطعام والشراب إليه؛ شكرا لله فحرم على نفسه لحوم الإبل وألبانها؟!)) قالوا: اللهم نعم, قالوا: فأخبرنا عن الروح, قال: ((أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل, هل تعلمون جبريل وهو الذي ياتيني؟!)) قالوا: اللهم نعم, ولكنه يا (سيدنا - ناقل)محمد لنا عدو, وهو ملك, إنما ياتي بالشدة, وبسفك الدماء ولولا ذلك لأتبعناك؛ قال: فأنزل الله عز وجل فيهم: ((قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين)) إلى قوله تعالى: ((أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله ورآء ظهورهم كأنهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان)) أي: السحر, ((وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر)).

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 10, 2008 8:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4134
مكان: الديار المحروسة
إنكار اليهود بنوة داود عليه السلام ورد الله عليهم


قال ابن إسحاق: وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني, لما ذكر سليمان بن داود في المرسلين, قال بعض أحبارهم: ألا تعجبون من محمد؟! يزعم أن سليمان بن داود كان نبيا, والله ما كان إلا ساحرا, فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم : (( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا)) أي: باتباعهم السحر وعملهم به, ((وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد)).


قال ابن إسحاق: وحدثني بعض من لا اتهم, عن عكرمة, عن ابن عباس؛ أنه كان يقول: الذي حرم إسرائيل على نفسه زائدتا الكبد والكليتان والشحم, إلا ما كان على الظهر, فإن ذلك كان يقرب للقربان فتأكله النار.

كتابه صلى الله عليه وسلم إلى يهود خيبر


قال ابن إسحاق: وكتب رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم إلى يهود خيبر, فيما حدثني مولى لآل زيد بن ثابت, عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: ((بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم, صاحب موسى وأخيه, والمصدق لما جاء به موسى, ألا إن الله قد قال لكم يا معشر أهل التوراة, وإنكم لتجدون ذلك في كتابكم: ((محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحمآء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما)).


وإني أنشدكم بالله, وأنشدكم بما أنزل عليكم, وأنشدكم بالذي أطعم من كان قبلكم من أسباطكم المن والسلوى, وأنشدكم بالذي أيبس البحر لآبائكم حتى أنجاهم من فرعون وعمله, إلا أخبرتموني هل تجدون فيما أنزل الله عليكم أن تؤمنوا بمحمد, فإن كنتم لا تجدون ذلفك في كتابكم فلا كره عليكم قد تبين الرشد من الغي؛ فأدعوكم إلى الله وإلى نبيه)).

تفسير ابن هشام لبعض الغريب


قال ابن هشام: شطأه: فراخه, وواحدته: شطأة؛ يقول العرب: قد أشطأ الزرع, إذا أخرج فراخه, وآزره: عاونه, فصار الذي قبله مثل الأمهات؛قال امرؤ القيس بن حجر الكندي:


بمحنية قد آزر الضال نبتها مجر جيوش غانمين وخيب


وهذا البيت في قصيدة له. وقال حميد بن مالك الأرقط, أحد بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة:


*زرعا وقضبا مؤزر النبات*


وهذا البيت في أرجوزة له. وسوقه (غير مهموز): جمع ساق, لساق الشجرة.

ما نزل في أبي ياسر وأخيه


قال ابن إسحاق: وكان ممن نزل فيه القرآن, بخاصة من الأحبار وكفار يهود الذين مانوا يسألونه ويتعنتونه ليلبسوا الحق بالباطل-فيما ذكر لي عن عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله بن رئاب- أن أبا ياسر بن أخطب مر برسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو يتلو فاتحة البقرة. ((آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه)) فأتى اخاه حيي بن أخطب في رجال من يهود, فقال: تعلموا والله, لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل عليه: ((الم ذلك الكتاب)) فقالوا: أنت سمعته؟ فقال: نعم, فمشى حيي بن أخطب في أولئك النفر من يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقالوا له: يا محمد, ألم يذكر لنا أنك تتلو فيما أنزل إليك: ((الم ذلك الكتاب))؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم: ((بلى)) قالوا: أجاءك بها جبريل من عند الله؟ فقال: ((نعم)) قالوا: لقد بعث الله قبلك أنبياء, ما نعلمه بين لنبي منهم ما مدة ملكه, وما أكل أمته غيرك!! فقال حيي بن أخطب, وأقبل على من معه, فقال لهم: الألف واحدة, واللام ثلاثون, والميم أربعون؛ فهذه إحدى وسبعون سنةو أفتدخلون في دين إنما مدة ملكه وأكل امته إحدى وسبعون سنة؟! ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال: يا محمد, هل مع هذا غيره؟ قال: ((نعم)) قال: ماذا؟ قال: ((المص)) قال: هذه والله, اثقل وأطول: الألف واحدة, واللام ثلاثون, والميم أربعون, والصاد تسعون؛ فهذه إحدى وستون ومائة سنه, هل مع هذا يا محمد غيره؟ قال: ((نعم)): ((الر)) قال: هذه والله أثقل وأطول: الألف واحد, واللام ثلاثون, والميم أربعون, واراء مائتان؛ فهذه إحدى وسبعون ومائتا سنة, ثم قال: لقد لبس علينا أمرك يا محمد؛ حتى ما ندري أقليلا أعطيت أم كثيرا, ثم قاموا عنه, فقال أبو ياسر لأخيه يحيي بن اخطب ولمن معه من الأحبار: ما يدريكم لعله قد جمع هذا كله لمحمد: إحدى وسبعون, وإحدى وستون ومائة, وإحدى وثلاثون ومائتان, وإحدى وسبعون ومائتان؛ فذلك سبعمائة وأربع وثلاثون سنة فقالوا: لقد تشابه علينا أمره, فيزعمون ان هؤلاء الآيات نزلت فيهم ((منه ءايات محكمات هن ام الكتاب وأخر متشابهات)).


قال ابن إسحاق: وقد سمعت من لا اتهم من اهل العلم يذكر: أن هؤلاء الآيات إنما أنزلن في أهل نجران حين قدموا على رسول الله صلى اله عليه وعلى اله وسلم يسألونه عن عيسى ابن مريم, عليه السلام.


قال ابن إسحاق: وقد حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه قد سمع أن هؤلاء الآيات إنما أنزل في نفر من يهود, ولم يفسر ذلك لي؛ فالله أعلم أي ذلك كان.

كفر اليهود به صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعد استفتاحهم به, وما نزل في ذلك


قال ابن إسحاق: وكان فيما بلغني عن عكرمة مولى ابن عباس أو عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, أن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه, فلما بعثه الله من العرب كفروا به, زجحدوا ما كانوا يقولون فيه, فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور, اخو بني سلمة: يا معشر يهود, اتقوا الله وأسلموا, فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد, ونحن أهل شرك, وتخبروننا أنه مبعوث, وتصفونه لنا بصفته, فقال سلام بن مشكم أحد بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه, وما هو بالذي كنا نذكره لكم, فانزل الله في ذلك من قولهم: ((ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)).

ما نزل في نكران مالك بن الصيف العهد إليهم بالنبي


قال ابن إسحاق: وقال مالك بن الصيف حين بعث رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذكر لهم ما اخذ عليهم له من الميثاق وما عهد إليهم فيه- والله ما عهد إلينا في محمد عهد, وما أخذ له علينا من ميثاق فانزل الله فيه: (( أو كلما عاهدوا عهد نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون)).

ما نزل في قول أبي صلوبا: ((ما جئتنا بشيء نعرفه))


وقال أبو صلوبا الفطيوني لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم: يا محمد, ما جئتنا بشيء نعرفه, وما أنزل الله عليك من آية بينة فنتبعك لها! فأنزل الله تعالى في ذلك من قوله: ((ولقد أنزلنا إليك ءايات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون)).

ما نزل في قول ابن حريملة ووهب


وقال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم: يا محمد, ما جئتنا بشيء نعرفه, وما أنزل الله عليك من آية بينة فنتبعك لها! فأنزل الله تعالى في ذلك قولهما: ((أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل)).

تفسير ابن هشام لبعض الغريب

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 23 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط