جزاء ارتكاب محظور
س23:ما هو جزاء من ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام؟
ج:من ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام السابقة إن كان ناسياً أو جاهلاً أو مكَرهاً أو نائماً فلا شئ عليه,لا إثم ولا فدية ولا فساد نسك..
أما مَن ارتكب محظوراً عامداً أو لعذر فيختلف من محظور لآخر حسب التفصيل التالى:
1-إزالة الشعر:إن كان شعر يتأذى منه المُحرم كأن نزل فى عينه فله إزالته ولا شئ عليه.وإن حك رأسه برفق أو عند غسل رأسه أو اغتساله فسقط منه شعر بلا تعمد فلا شئ عليه أيضاً,وإن نتف أو قص ثلاث شعرات فأكثر من أى مكان فى جسده فعليه فدية,وفى إزالة الشعرة الواحدة مُد,وفى الشعرتين مُدان لإطعام مساكين الحرم.
2- تقليم الأظافر:إذا انكسر ظفر المُحرم وتأذى به فله قصه ولا شئ عليه,وفى تعمد قص الظفر مد,والظفران مدان,وفى الثلاثة فدية.
3-الطيب:إذا تعمد استعمال الطيب أو تعمد شمه فعليه فدية,أما الطيب الذى تطيب به قبل الإحرام فإنه لا يضر بقاؤه بعد الإحرام,ولا يجوز للمحرم شرب قهوة فيها زعفران أو أى شراب مخلوط بماء ورد أو استعمال صابون فيه رائحة الطيب.
4-لبس المخيط وتغطية الرأس للرجال:إذا تعمد لبس المخيط فعليه فدية,وللمحرم أن يشد الحزام على إزاره وأن يتختم ويلبس ساعة اليد والنظارة,ويجوز عقد الإزار وربطه ونحوه,وشبكه بمشبك ونحوه,وله أن يشد على وسطه الحزام(الهميأن)لحفظ نقوده.
5-لبس القفازين وتغطية الوجة للمرأة:إذا تعمدت المرأة لبس القفازين فى يديها فعليها فدية,وكذا إذا تعمدت تغطية وجهها ولبس النقاب فى غير حضرة الرجال غير المحارم ,وهذا المحظور قد تقع فيه بعض الأخوات عندما تستمر فى تغطية وجهها كعادتها وهى منفردة أو مع نسوة رفقة لها؛ولذا وجب أن يُنصحن بكشف الوجه بحضرة النساء فى حالة احرامهن وإلا وجبت عليهن فدية.
6-المباشرة بشهوة:لو تعمد الرجل المُحرم تقبيل زوجته فأنزل أو أنزلت فعليهما الفدية لكل واحد منهما. نوع الفدية فى المحظورات السابقة: الفدية فى ارتكاب أى محظور من المحظورات السابقة مُخيرة بين الصيام أو صدقة أو نسك لقوله تعالى(فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نُسك)..وعلى ذلك فالفدية هنا إما صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين أو ذبح شاة.
7-عقد النكاح:لا يجوز للمُحرم أن يعقد النكاح لنفسه أولغيره بولاية أو بوكالة,وإن عقده كان باطلا ولا أثر له لقوله صلى الله عليه وسلم (لا ينكح المُحرم ولا يُنكح ولا يَخطب) (رواه الترمذى)
8- الجماع:وللجماع فى الإحرام بالحج ثلاث حالات:
الاولى:قبل التحلل الأصغر :أى قبل أداء نسكين من ثلاث يوم النحر؛وهى رمى جمرة العقبة والحلق أو التقصير وطواف الإفاضة. والجماع فى هذه الحالة يُفسد الحج,ويجب عليهما(الزوج والزوجة) إتمام المناسك وعليهما حج من قابل ,وعليهما بَدنتان تُذبحان لفقراء الحرم,فإن عجزا فعلى كل واحد منهما صيام عشرة أيام.
الثانية:بعد التحلل الأصغر:وفى هذه الحالة عليه شاة وحجة صحيح ولا قضاء عليه.
الثالثة:الجماع بعد التحلل الأكبر:وهو أداء المناسك يوم النحر كاملة,وهنا لا شئ عليه.
9-قتل الصيد البرى:ويجب فيه ما يماثله من النعَم,ويُقدر ذلك عدلان؛ففى قتل حمامة مثلاً ففيها شاة فيُخير بين ذبحها أو تقويمها بطعام,وبين ان يصوم عن إطعام كل مسكين يوم...
وأما قطع شجر الحرم فإنه يحرمُ على المُحرم وغير المُحرم لقوله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح(إن الله حَرم مكة يوم خلق السموات والأرض؛فهى حَرَام بحرام الله إلى يوم القيامة,لم تحل لأحد قبلى,ولا تحل لأحد بعدى,ولم تحل لى قط إلا ساعة من الدهر,لا يُنفرٌ صيدها ولا يُعضد شوكها ولا يُختلى خلاها ولا تحل لُقطتها إلا لمُنشد)فقال العباس رضى الله عنه:"إلا الإذخر يا رسول الله؛فإنه لا بُد منه للقين والبيوت."فسكت ثم قال(إلا الإذخر فإنه حلال)
تكرار فعل محظور
س24:ما حكم تكرار فعل محظور من المحظورات؟
ج:تكرار محظور من محظورات الإحرام له ثلاث حالات:
الأولى : كرر قتل صيد البر,وحينئذ يتكرر الجزاء بتكرره.
الثانية:كرر محظوراً واحداً خلاف صيد البر,وحينئذ عليه كفارة واحدة للكل:كمن غطى رأسه عدة مرات.
الثالثة: كرر محظورات ولكنها من أجناس مختلفة بأن حلق وقلم أظفاره وتطيب,وحينئذ عليه لكل محظور فدية.
التلبية
س25:ما حكم التلبية؟ ومتى يقطعها المُحرم؟
ج:التلبية فى حق المحرم حج أو عمرة سُنة,وتبدأ عقب الإهلال بالعمرة أو الحج,ويستحب الإكثار منها وتتأكد إن علا نشزاً أو هبط وادياً أو سمع ملبياً وعقب المكتوبة,ويُسن رفع الصوت بها فى حق الرجال لقوله صلى الله عليه وسلم (أفضل الحج العَج والثج)..والعج:رفع الصوت بالتلبية,والثج:نحر الهدى,وفى الحديث (أتانى جبريل فأمرنى أن آمر أصحابى ان يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية) (رواه أحمد وابن ماجة وغيرهما).
أما النساء فلا يرفعن أصواتهن بالتلبية؛وإنما يُسمعن أنفسهن..
ويُسن الدعاء بعدها لما ورد عن خزيمة بن ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا فرغ من التلبية سأل الله عز وجل رضوانه والجنة واستعاذ برحمته من النار.. (رواه الشافعى والدارقطنى).
ويسن الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم بعدها لما ورد عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال:"إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شئ حتى تصلى على نبيك". (رواه الترمذى)
أما قطع التلبية فى الطواف فى حق المعتمر والمتمتع فعند الشروع فى الطواف لحديث ابن عباس رضى الله عنهما مرفوعاً:"كان يُمسك عن التلبية فى العمرة إذا استلم الحَجَر."قال الترمذى:"حسن صحيح"..وروى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبى صلى الله عليه وسلم اعتمر ثلاث عُمر ولم يزل يلبى حتى استلم الحجر.
أما مَن كان حاجاً فقط أو قارناً او متمتعاً فأحرم بالحج فإنهم يقطعون التلبية يوم النحر عند رمى جمرة العقبة. وصيغة التلبية:(لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك..إن الحمد والنعمة لك والمُلك لا شريك لك).
آداب الطواف
س26:ما هى آداب الطواف؟
ج:للطواف بأنواعه(القدوم والركن-عمرةً او حجاً-والوداع والتطوع)آداب ,وهى أقسام ثلاثة:
القسم الأول:قبل الطواف:
1-الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر.
2-ستر العورة بلباس طاهر.
3-دخول البيت من باب السلام إن تيسر ذلك,وإلا فأى باب يجوز لك أن تدخل منه. ويُستحب أن تقول عند رؤية البيت الحرام:(اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة,وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمر تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبراً) (أخرجه الشافعى)
4-الاضطباع؛وهو كشف الكتف الأيمن,وهو سنة فى حق الرجال فى الطواف الأول فقط.
القسم الثانى :أثناء الطواف:
1-أن يبدأ الطواف من مقابل الحجر الأسود وهناك خط أسود في أرض الحرم يشير إلى ذلك.
2-استلام الحجر الأسود أو الإشارة إليه,وإن استطاع تقبيله بلا مزاحمة فليفعل عند بداية كل شوط قائلاً: (اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاءً بوعدك واتباعاً لسُنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم).
3- اجعل البيت عن يسارك وطف حول الكعبة,ولا تدخل حجر اسماعيل أثناء الطواف لأنه من الكعبة,والطواف خارجها لا بداخلها,
4-الرمل؛ وهو الإسراع فى المشى مع مقاربة الخطو مع هز الكتفين فى الأشواط الثلاثة الأولى وهو خاص بالرجال. أما النساء فلا رمل ولا اضطباع عليهن,وإن نسى الطائف الرمل أو الاضطباع فلا حرج عليه ولا إعادة.
5-استلام الركن اليماني بلا تقبيل أو إشارة, ويقول بعده - أي بين الركنين-:(ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
6-التزام الخشوع والتضرع إلى الله عز وجل بكثرة الذكر والدعاء,ولك أن تدعو بما شئت من الدعاء وأفضله المأثور-والذى أوردنا بعضاً منه فى آخر المصنف-أما ما يباع من كتب فيها ذكر لكل طواف فلا أصل له.
7-عدم الكلام فى أمور الدنيا إلا لضرورة أو حاجة وترك إيذاء الطائفين والصبر عليهم,مع غض البصر عن محارم الله من الأخوات الطائفات,وعلى الطائفات أن يتجنبن الزينة والروائح الطيبة.
8-إذا حضرت الصلاة أثناء طوافك صل معهم وبعد الصلاة أكمل ما بقى عليك من أشواط غير محتسب لهذا الشوط الذى صليت فيه إذا صليت قبل الوصول إلى محاذاة الحجر الأسود,ثم ابدأ الشوط الثانى من الحجر.
9-إذا أحدث أثناء طوافه قطعه ثم توضأ,وليبن على ما سبق من الأشواط,فإن أحدث فى الشوط السادس قطعه وبعد وضوئه يبقى عليه شوطان يبدأ من الحجر وليس من المكان الذى أحدث فيه.
القسم الثالث:آداب ما بعد الطواف:
1-صلاة ركعتين سُنة الطواف خلف مقام إبراهيم إن تيسر,وإلا ففى أى مكان من البيت الحرام.
2-الشرب من ماء زمزم لقوله صلى الله عليه وسلم (ماء زمزم لمَا شرب له) قال جابر رضى الله عنه:"وهذا اشربه لعطش يوم القيامة."ثم شرب.. (أخرجه أحمد والبيهقى).
يتبع بمشيئة الله...
|