موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

البشرية المخصوصة للنبى صلى الله عليه وسلم .. عند الحليمى
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=30284
صفحة 1 من 1

الكاتب:  مريد الحق [ الخميس نوفمبر 09, 2017 12:53 am ]
عنوان المشاركة:  البشرية المخصوصة للنبى صلى الله عليه وسلم .. عند الحليمى


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله أجمعين


قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)


وقال تعالى ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا )


أليس للاصطفاء دلالة ومعنى ... بالطبع ... نعم .. أكيد


ومن كان فى عين الجلال .. وعين الكمال ... وعين الجمال ... ترى أتكون بشريته زى أى واحد

بالطبع ... لا


كلمات من الإمام الفخر الرازى ... نقلها عن الإمام الجليل أبى عبد الله الحليمى القاضى الشافعى فى خصوصية البشرية عند النبى صلى الله عليه وسلم ...


قال الفخر الرازي فى مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (8/ 199- 200) :


ذكَرَ الْحَلِيمِيُّ فِي كِتَابِ «الْمِنْهَاجِ»


أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونُوا مُخَالِفِينَ لِغَيْرِهِمْ فِي الْقُوَى الْجِسْمَانِيَّةِ .. وَالْقُوَى الرُّوحَانِيَّةِ


أَمَّا الْقُوَى الْجِسْمَانِيَّةُ ... فَهِيَ :

إِمَّا مُدْرِكَةٌ .... وَإِمَّا مُحَرِّكَةٌ.


أَمَّا الْمُدْرِكَةُ :


فَهِيَ إِمَّا الْحَوَاسُّ الظَّاهِرَةُ .... وَإِمَّا الْحَوَاسُّ الْبَاطِنَةُ


أَمَّا الْحَوَاسُّ الظَّاهِرَةُ ... فَهِيَ خَمْسَةٌ :


أَحَدُهَا : الْقُوَّةُ الْبَاصِرَةُ


وَلَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْصُوصًا بِكَمَالِ هَذِهِ الصِّفَةِ ... وَيَدُلُّ عَلَيْهِ وجهان :


الْأَوَّلُ : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « زُوِيَتْ لِيَ الْأَرْضُ فَأُرِيتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا »

وَالثَّانِي : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا .. فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي »


وَنَظِيرُ هَذِهِ الْقُوَّةِ مَا حَصَلَ لِإِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) [الْأَنْعَامِ: 75]


ذَكَرُوا فِي تَفْسِيرِهِ .. أَنَّهُ تَعَالَى قَوَّى بَصَرَهُ حَتَّى شَاهَدَ جَمِيعَ الْمَلَكُوتِ مِنَ الْأَعْلَى وَالْأَسْفَلِ


قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ :


وَهَذَا غَيْرُ مُسْتَبْعَدٍ .. لِأَنَّ الْبُصَرَاءَ يَتَفَاوَتُونَ .


فَرُوِيَ أَنَّ زَرْقَاءَ الْيَمَامَةِ كَانَتْ تُبْصِرُ الشَّيْءَ مِنْ مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ... فَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ بَصَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَى مِنْ بَصَرِهَا .


يقول الفقير مريد الحق :


بل حق لا ريب فيه .. وبصر وبصيرة .. كأكمل ما يكون عليه مخلوق .. وقد قال عنه ربه صلى الله عليه وسلم ( ما زاغ البصر وما طغى ) وقال جل ذكره ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) .


فيا ليت مولانا الحليمى ما قال هذه الجملة " فَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ بَصَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَى مِنْ بَصَرِهَا " .


نعود لكلام الإمام الحليمى الشافعى ... قال :


وَثَانِيهَا : الْقُوَّةُ السَّامِعَةُ


وَكَانَ صلى الله عليه وسلم أقوى الناس فِي هَذِهِ الْقُوَّةِ ... وَيَدُلُّ عَلَيْهِ وَجْهَانِ :


أَحَدُهُمَا : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَطَّتِ السَّمَاءُ .. وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ .. مَا فِيهَا مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلَّا وَفِيهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ لِلَّهِ تَعَالَى » ... فَسَمِعَ أَطِيطَ السَّمَاءِ .


وَالثَّانِي : أَنَّهُ سَمِعَ دَوِيًّا ... وَذَكَرَ أَنَّهُ هُوِيُّ صَخْرَةٍ قُذِفَتْ فِي جَهَنَّمَ فَلَمْ تَبْلُغْ قَعْرَهَا إِلَى الْآنِ،


يقول الفقير مريد الحق :


يقصد الحديث الذى رواه مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سَمِع وجبَة .. فقال : ( أَتَدْرُونَ ما هذا ؟ )

قلنا : الله ورسولهُ أعلم .

قال : ( هذا حجر ... رُميَ به في النار منذ سبعين خريفاً .. فهو يَهوي في النار الآن حيث انتهى إلى قعرها ) زاد في رواية: ( فسمعتم وجبَتَها ) .


الوَجْبَة : صوتُ وقعِ الشيء.


يتبع بمشيئة الله

الكاتب:  مريد الحق [ الخميس نوفمبر 09, 2017 1:06 am ]
عنوان المشاركة:  Re: البشرية المخصوصة للنبى صلى الله عليه وسلم .. عند الحليمى


قَالَ الْحَلِيمِيُّ :


وَلَا سَبِيلَ لِلْفَلَاسِفَةِ إِلَى اسْتِبْعَادِ هَذَا ... فَإِنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّ فِيثَاغُورْثَ رَاضَ نَفْسَهُ حَتَّى سَمِعَ خَفِيفَ الْفَلَكِ .



وَنَظِيرُ هَذِهِ الْقُوَّةِ لِسُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السلام في قصة النَّمْلِ ...

( قالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ )


فَاللَّهُ تَعَالَى أَسْمَعَ سُلَيْمَانَ كَلَامَ النَّمْلِ ... وَأَوْقَفَهُ عَلَى مَعْنَاهُ


وَهَذَا دَاخِلٌ أَيْضًا فِي بَابِ تَقْوِيَةِ الْفَهْمِ .



وَكَانَ ذَلِكَ حَاصِلًا لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... حِينَ تَكَلَّمَ مَعَ الذِّئْبِ .. وَمَعَ الْبَعِيرِ .



ثَالِثُهَا : تَقْوِيَةُ قُوَّةِ الشَّمِّ



كَمَا فِي حَقِّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ... فَإِنَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا أَمَرَ بِحَمْلِ قَمِيصِهِ إِلَيْهِ وَإِلْقَائِهِ عَلَى

وَجْهِهِ .. فَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ يَعْقُوبُ ( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ) ... فَأَحَسَّ بِهَا مِنْ مَسِيرَةِ أَيَّامٍ



وَرَابِعُهَا : تَقْوِيَةُ قُوَّةِ الذَّوْقِ .



كَمَا فِي حَقِّ رَسُولِنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. حِينَ قَالَ: ( إِنَّ هَذَا الذِّرَاعَ يُخْبِرُنِي أَنَّهُ مَسْمُومٌ )



وَخَامِسُهَا : تَقْوِيَةُ الْقُوَّةِ اللَّامِسَةِ


كَمَا فِي حَقِّ الْخَلِيلِ ... حَيْثُ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى النَّارَ بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَيْهِ



فَكَيْفَ يُسْتَبْعَدُ هَذَا ... وَيُشَاهَدُ مِثْلُهُ فِي السَّمَنْدَلِ وَالنَّعَامَةِ .



يقول الفقير مريد الحق :


السمندل .. حيوان .. أصغر من الثعلب ... حمراء العين .. له ذيل طويل


ينسج من وبره مناديل .. إذا اتسخت ألقيت في النار فتنصلح ولا تحترق.


ويقال .. بل هو طائر ببلاد الهند ... يبيض ويفرخ في النار .. وهو بالخاصية لا تؤثر فيه النار


ويعمل من ريشه مناديل .. إذا اتسخ بعضها، طرح في النار فتأكل النار وسخه الذي عليه .. ولا يحترق المنديل . انظر : حياة الحيوان الكبرى (2/ 46)



يتبع بمشيئة الله

الكاتب:  مريد الحق [ الخميس نوفمبر 09, 2017 1:09 am ]
عنوان المشاركة:  Re: البشرية المخصوصة للنبى صلى الله عليه وسلم .. عند الحليمى

وَأَمَّا الْحَوَاسُّ الْبَاطِنَةُ :


فَمِنْهَا قُوَّةُ الْحِفْظِ ... قَالَ تَعَالَى: ( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى ) [الْأَعْلَى: 6]


وَمِنْهَا ... قُوَّةُ الذَّكَاءِ . قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ ... وَاسْتَنْبَطْتُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ .



فَإِذَا كَانَ حَالُ الْوَلِيِّ هَكَذَا ... فَكَيْفَ حَالُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.



وَأَمَّا الْقُوَى الْمُحَرِّكَةُ :


فَمِثْلُ عُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمِعْرَاجِ

وَعُرُوجِ عِيسَى عليه السلام حَيًّا إِلَى السَّمَاءِ

وَرَفْعِ إِدْرِيسَ وَإِلْيَاسَ عَلَى مَا وَرَدَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ

وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) [النَّمْلِ: 40] .



وَأَمَّا الْقُوَى الرُّوحَانِيَّةُ الْعَقْلِيَّةُ :


فَلَا بُدَّ وَأَنْ تَكُونَ فِي غَايَةِ الْكَمَالِ ... وَنِهَايَةِ الصَّفَاءِ.



وَاعْلَمْ أَنَّ تَمَامَ الْكَلَامِ فِي هَذَا الْبَابِ ... أَنَّ النَّفْسَ الْقُدْسِيَّةَ النَّبَوِيَّةَ مُخَالِفَةٌ بِمَاهِيَّتِهَا لِسَائِرِ النُّفُوسِ

وَمِنْ لَوَازِمِ تِلْكَ النَّفْسِ .. الْكَمَالُ فِي الذَّكَاءِ .. وَالْفِطْنَةِ .. وَالْحُرِّيَّةِ .. وَالِاسْتِعْلَاءُ .. وَالتَّرَفُّعُ عَنِ الْجِسْمَانِيَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ .



فَإِذَا كَانَتِ الرُّوحُ فِي غَايَةِ الصَّفَاءِ وَالشَّرَفِ ... وَكَانَ الْبَدَنُ فِي غَايَةِ النقاء والطهارة ... كانت هذه القوى المحركة والمدركة فِي غَايَةِ الْكَمَالِ


لِأَنَّهَا جَارِيَةٌ مَجْرَى أَنْوَارٍ فَائِضَةٍ مِنْ جَوْهَرِ الرُّوحِ وَاصِلَةٌ إِلَى الْبَدَنِ ...



وَمَتَى كَانَ الْفَاعِلُ وَالْقَابِلُ فِي غَايَةِ الْكَمَالِ ... كَانَتِ الْآثَارُ فِي غَايَةِ الْقُوَّةِ وَالشَّرَفِ وَالصَّفَاءِ.



انتهى النقل ... والحمد لله رب العالمين

الكاتب:  msobieh [ الخميس نوفمبر 09, 2017 1:10 am ]
عنوان المشاركة:  Re: البشرية المخصوصة للنبى صلى الله عليه وسلم .. عند الحليمى


موضوع جميل ما شاء الله لا قوة إلا بالله

أكرمكم الله الفاضل مريد الحق .

الكاتب:  molhma [ الخميس نوفمبر 09, 2017 1:12 am ]
عنوان المشاركة:  Re: البشرية المخصوصة للنبى صلى الله عليه وسلم .. عند الحليمى

msobieh كتب:

موضوع جميل ما شاء الله لا قوة إلا بالله

أكرمكم الله الفاضل مريد الحق .

اللهم آمين ماشاء الله لا قوة إلا بالله جزاكم الله خيرا كثيرا

الكاتب:  المهاجرة [ الخميس نوفمبر 09, 2017 1:21 am ]
عنوان المشاركة:  Re: البشرية المخصوصة للنبى صلى الله عليه وسلم .. عند الحليمى

msobieh كتب:

موضوع جميل ما شاء الله لا قوة إلا بالله

أكرمكم الله الفاضل مريد الحق .

الكاتب:  مريد الحق [ الخميس نوفمبر 09, 2017 1:32 am ]
عنوان المشاركة:  Re: البشرية المخصوصة للنبى صلى الله عليه وسلم .. عند الحليمى


بل الشكر موصول لكم .. ومنكم .. وبكم .. ياسيدى الحبيب المبارك


ما نتحرمش من مدد مروركم ... ونظركم


وجزاكم الله خيرا .. إخوتى الأفاضل

الكاتب:  طلحه [ الخميس نوفمبر 09, 2017 8:18 am ]
عنوان المشاركة:  Re: البشرية المخصوصة للنبى صلى الله عليه وسلم .. عند الحليمى

اللهم صل على النور
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و سلم

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/