[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]القصيدة الهمزية للشيخ شرف الدين البوصيري[/align]
شرف الدين البوصيري
هو محمد بن سعيد بن حماد بن " محسن بن " عبد الله بن صهناج بن ملال الصهناجي؛ كان أحد أبويه من أبو صير والآخر من دلاص، فركبت له نسبة منهما وقيل الدلاصيري، لكنه اشتهر بالبوصيري. ولد البوصيري بقرية "دلاص" إحدى قرى بني سويف من صعيد مصر، في (أول شوال 608هـ ) وتُوفِّي بالإسكندرية سنة (695 هـ) عن عمر بلغ 87 عامًا
وللبوصيري في مديح النبي صلى الله عليه وسلم قصائد طنانة منها قصيدة البردة
يقول البوصيري في قصيدة الهمزية
[poet font="Tahoma,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/17.gif" border="none,4,gray" type=0 line=350% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
كَيْفَ تَرْقَى رُقِيَّكَ الأَنْبِيَــاءُ= يَاسَمَاءً مَا طَاوَلَتْـهَا سمَــاءُ
لَمْ يُسَاوُوكَ فِي عُلاَكَ وَقَدْحَـا=لَ سَنىً مِنْكَ دُونَهُمْ وَسَنَاءُ
إِنَّمَـا مَثَّلُـــوا صِفَاتِكَ لِلنَّـــــا= سِ كَمَا مَثَّلَ النُّجُومَ الْمَـاءُ
أَنْتَ مِصْبَاحُ كُلِّ فَضْـلٍ فَمَا تَصْـ=ـدُر ُإِلاَّعَنْ ضَوْئِكَ الأَضْواءُ
لَكَ ذَاتُ الْعُلُومِ مِنْ عَالِمِ الْغَيْـ= ـبِ وَمِنْـــهََا لآدَمَ الأَسْمَـاءُ
لَمْ تَزَلْ فِي ضَـمَائِر ِالْكَوْنِ تُخْتَا= رُ لَكَ الأُمَّهَـاتُ وَالآبَـــــاءُ
مَامَضَتْ فَتْرَةٌ مَنَ الرُّسْـل إَلاَّ= بَشَّرَتْ قَوْمَــهَا بِكَ الأَنْبِيَــاءُ
تَتَبَاهَى بِكَ الْعُصُورُوَتَسْمُو= بِكَ عَلْيَـاءُ بَعْـدَهَا عَلْيَــــاءُ
وَبَدَا لِلْوُجُــودِ مِنكَ كَرِيــمٌ= مِنْ كَرِيــــمٍ آبَــــاؤُهُ كُرَمَـــاءُ
نَسَبٌ تَحْسِبُ الْعُلاَ بِحُلاَهُ= قَلَّدَتْـــهَا نُجَومَــهَا الْجَــوْزَاءُ
حَبَّذَا عِقْدُ سُؤْدَدٍ وَفَخَارٍ= أَنْتَ فِيهِ الْيَتِيمَةُ الْعَصْمََاءُ
وَمُحَيّاً كَالشَّمْـسِ مِنْكَ مُضِيءٌ= أَسْفَـرَتْ عَنْهُ لَيْلَــــةٌٌ غَـرَّاءُ
لَيْلَةُ الْمَوْلِدِ الذِي كَــانَ لِلدِّيـ= ـنِ سُرُورٌ بِيَوْمـِهِ وَازْدِهَــاءُ
وَتَوَالَتْ بُشْرَى الْهَوَاتِفِ أَنْ قَدْ= وُلِدَالْمُصْطَفَى وَحَـــقَّ الْهَنَـاءُ
وَتَدَاعَى إِيوَانُ كِسْـرَى وَلَولاَ= آيَــةٌ مِنْكَ مَـا تَدَاعَى الْبِنَاءُ
وَغَدَا كُلُّ بَيْتِ نَــارٍ وَفِيهِ = كُرْبَةٌ مِنْ خُــمُودِهَا وَبَــــلاَءُ
وَعُيُونٌ لِلْفُرْسِ غَارَتْ فَهَـلْ كَا= نَ لِنِيرَانـِـــهِمْ بِهَا إِطْفَـــاءُ
مَوْلِدٌ كَانَ مِنْهُ فِي طَالِعِ الْكُفْـ= ـرِ وَبَـالٌ عَلَيْــــــهِمُ وَوَبَــاءُ
فَهَنِيــئاً بِهِ لآمِنَــــــةَ الْفَضْـ= ـلُ الذِي شُرِّفَتْ بِهِ حَــوَّاءُ
مَنْ لِحَوَّاءَ أَنَّهَاحَمَلَتْ أَحْـ= ـمَدَ أَوْ أَنَّــــهَا بِهِ نُفَسَــاءُ
يَوْمَ نَالَتْ بِوَضْعِهِ ابْنَةُ وَهْبٍ= مِنْ فَخَـار ٍمَالَمْ تَنَلْهُ النِّسَاءُ
وَأَتَتْ قَوْمَــــهَا بِأَفْضَلَ مِمَّا= حَمَلَتْ قَبْلُ مَرْيَمُ الْعَـــذْرَاءُ
شَمَّتَتْهُ الأَمْلاَكُ إِذْ وَضَعَتْهُ= وَشَفَتْــــنَا بِقَولـــِهَا الشَّـفَّـــاءُ
رَافِعاًرَأْسَهُ وَفِي ذَلِكَ الرَّفْـ= ــــعِ إِلَى كُلِّ سُؤْدَدٍ إِيمَـــــاءُ
رَامِقاًطَرْفُهُ السَّمَاءَ وَمَرْمَى= عَيْنِ مَنْ شَأْنُهُ الْعُلُوُّ الْعَلاَءُ
وَتَدَلَّتْ زُهْــرُ النُّجُــومِ إَلَيْهِ= فَأَضَاءَتْ بِضَــوْئِهَاالأَرْجَاءُ
وَتَرَاءتْ قُصِورُ قَيْصَرَ بالرُّو= مِ يَرَاهَامَنْ دَارُهُ الْبَطْحَـــاءُ
وَبَدَتْ فِي رَضَاعِهِ مُعْجِزِاتٌ= لَيْسَ فِيهَاعَنِ الْعُيُونِ خَفَاءُ
إِذْ أَبَتْـــهُ لِيُتْمِـهِ مُرْضِعَــاتٌ= قُلْنَ مَافِي الْيَتِيمِ عَنَّا غَنَاءُ
فَأَتَتـْهُ مِنْ آلِ سَعْدٍ فَتـَاةٌ= قَدْ أَبَتْهَا لِفَقْـرِهَا الرُّضَــعَاءُ
أَرْضًَعَتْــهُ لِبــَانـــَهَا فَسَقَتْـــهَا= وَبَنِيــهَا أَلْبَانــــــهُنَّ الشَّـــــــاءُ
أَصْبَحَتْ شُوَلاًعِجَافاًوَأِمْسَتْ= مَا بِهَا شَائِـــلٌ وَلاَ عَجْــفَاءُ
أَخْصَبَ الْعَيْشُ عِنْدَهَابَعْدَمَحْلٍ= إِذْ غَدَا لِلنَّبِيِّ مِنْهَا غِــــذَاءُ
يَا لَهَامِنَّةٌ لَقَدْ ضُوعِفَ الأَجْـ= ـرُعَلَيْهَامِنْ جِنْسَهَاوَالْجَزَاءُ
وَإِذَا سَخَّرَ الإِلَــــهُ أُنَاســـاً= لَسَعِيدٍ فَإِنَّــــــهُمْ سُعَـــدَاءُ
حَبَّةٌ أَنْبَتَتْ سَنَابِلَ وَالْعَصْـ= ـفُ لَدَيْهِ يَسْتَشْرِفُ الضُّعَفَاءُ
وَأَتَتْ جَـدَّهُ وَقَـــدْ فَصَلَتْهُ= وَبِهَا مِنْ فِصَــالِهِ الْبُرَحَــــاءُ
إِذْ أَحَاطَتْ بِهِ مَلاَئِكَةُ اللـ= ـهِ فَظَنَّتْ بِأَنَّهُمْ قُرَنَــــــــاءُ
وَرَأَى وَجْدَهَابِهِ وَمِنَ الْوَجْـ= ـدِلَهِيبٌ تَصْلَى بِهِ الأُحْشَــاءُ
فَارَقَتْهُ كَــرْهاً وَكَانَ لَــــدَيْهَا= ثَــــاوِياً لاَ يُمَلُّ مَنْهُ الثَّــــــوَاءُ
شُقَّ عَنْ قَلْبِهِ وَأُخْــرَجَ مِنْهُ= مُضْغَةٌ عِنْدَ غَسْلِهِ سَـوْدَاءُ
خَتَمَتْهُ يُمْنَى الأَمِينِ وَقَدْ أُو= دِعَ مَا لُمْ تُذَعْ لَهُ أَنْبَـــاءُ
صَانَ أَسْـرَارَهُ الْخِتَامُ فَلاَ الْفَـ= ـضُّ مُلِمٌّ بِهِ وَلاَ الإِفْضَاءُ
أَلِفَ النُّسْكَ وَالْعِبَادَةَ وَالْخَلْـ= ـوَةَ طِفْلاً وَهَكَذَا النُّجَبَاءُ
وَإِذَا حَــلَّتِ الْهِدَايَةُ قَــلْباً= نَشِطَتْ لِلْعِبَادَةِ الأَعْضَاءُ
بَعَثَ اللهُ عِنْدَ مَبْعَثِهِ الشُّهْـ= ـبَ حِرَاساًوَضَاقَ عَنْهَاالْفَضَاءُ
تَطْرُدُالْجِنَّ عَنْ مَقَاعِدَللسَّمْـ= ـعِ كَمَاتَطْرُدُ الذِّئَابَ الرِّعَاءُ
فَمَحَتْ آيَةَ الْكَـــهَانَةِ آيَا= تٌ مِنَ الْوَحْيِ مَالَهـُنَّ انْمِحَاءُ
وَرَأَتْهُ خَــدِيجَةٌ وَالتُّقَى وَالـ= ـزُّهْدُ فِيهِ سَجِيَّةٌ وَالْحَيَاءُ
وَأَتَاهَا أَنَّ الْغَمَامَةَ وَالسَّرْ= حَ أَظَلَّتْهُ مِنْهُــمَا أَفْيَـــــاءُ
وَأَحَادِيثُ أَنَّ وَعْدَ رَسُولِ= اللهِ بِالْبَعْثِ حَـانَ مِنْهُ الْوَفَاءُ
فَدَعَتْهُ إِلَى الزَوَاجِ وَمَا أَحْـ= ـسَنَ مَايَبْلُغُ الْمُنَى الأَذْكِيَاءُ
وَأَتَاهُ فِي بَيْتِهَا جَبْرَئِيلُ= وَلِذِي اللُّبِّ فِي الأُمُورِ ارْتِيَاءُ
فَأَمَاطَتْ عَنْهَاالْخِمارَلِتَدْرِي= أَهُوَ الْوَحْيُ أَمْ هُوَ الإِغْمَاءُ
فَاخْتَفَى عِنْدَكَشْفِهَا الرَّأْسَ جِبْرِيـ = لُ فَمَاعَادَ أَوْ أُعِيدَ الغِطَـاءُ
فَاسْتَبَانَتْ خَدِيجَةٌ أَنَّهُ الْكَنْـ= الذِي حَاوَلَتْهُ وَالكِيمْيَاءُ
ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ يَدْعُو إِلَى اللَّه= وَفِي الْكُفْرِ نَجْـدةٌ وَإِبَاءُ
أُمَماً أُشْرِبَتْ قُلُوبُهُمُ الْكُفْـ= رِ فَدَاءُ الضّلاَلِ فِيـهِْ عَيَاءُ
وَرَأَيْنــــَا آيَاتِـــــه فَاهْتَــديْنَا= وَإِذَا الْحَقُّ جَاءَزَالَ الْمِـرَاءُ
رَبِّ إِنَّ الْهُدَى هُـدَاكَ وَآيَا= نُورٌ تَهْدِي بِهَا مـَنْ تَشَاءُ
[/poet]
[twh][align=center]يتبع بعون الله تعالى[/align][/twh]
[fot] [B]اللهم صلي على نور النور قبل الأزمنة و الدهور سيدنا محمد و على آله و سلم تسليماً كثيراُ [/B][/fot]
_________________
ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته
|