موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: كرامات أولياء الله أحياء وموتى حق ثابت علما وعقلا وشرعا
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 19, 2008 6:52 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 06, 2007 11:51 pm
مشاركات: 117
[font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام علي اشرف المرسلين
وعلي اله وصحبة اجمعين


من فرائد فتاوى ولي الله العلامة المغفور له الشيخ يوسف الدجوي


من هو الولي :

الولي : هو العارف بالله وصفاته المواظب على الطاعات المجتنب للمعاصي المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات وإن كانت من المباحات ، هكذا عرفوه ولا داعي للإطالة فيه ويكفينا قول الله تعالى في بيان الأولياء : ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴾{يونس:63} أو نقول هم : ﴿ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾{فصلت:30} أو نقول هم الذين أشار إليهم قوله تعالى : ﴿ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْس ﴾{البقرة:177} .


حكم الكرامة :

أما الكرامات فهي جائزة لا شك فيها وقد تواترت في المعنى ـ وإن كانت التفاصيل آحادا ـ كرامات الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم من الصالحين ، وهي ثابتة بالكتاب العزيز والسنة الصحيحة ، كما سنقف عليه ، ولا ينكرها إلا أهل البدع ، وليس إنكارهم إياها بعجيب منهم ، فإنهم كما قال بعض العلماء لم يشاهدوا ذلك من أنفسهم ، ولم يسمعوا به من رؤسائهم ، مع اجتهاد بعضهم في العبادات غير عالمين أن المسألة مسألة قلوب لا أبدان وصفاء أرواح لا تعب أشباح ، وقوة يقين وتمكين لا شدة مجاهدات وكثرة عبادات ﴿ إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صيام ولا صلاة ، ولكن بسلامة الصدور وسخاوة الأنفس ﴾ نقول إن الكرامات منح إلهية ، يعطيها الله من يشاء ويمنعها من يشاء ، ولا فرق بين العطايا الحسية والعطايا المعنوية ، ولا بين الأرزاق الجسمانية التي قال الله فيها : ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾{الزخرف:32} ولا بين المواهب الروحية التي قال فيها : ﴿ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ﴾{البقرة:105} فسبحان من قسم الحظوظ في البابين ، ومنح ما شاء من شاء من الفريقين ، فكما أن الناس متفاوتون في الصحة الجسمية هم أيضا مفاوتون في الصحة الروحية ، ولذلك تفاوتوا في الآخرة ، كما تفاوتوا في الدنيا أو أشد ﴿ انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾{الإسراء:21} .


الفاعل هو الله :

ولنقرب لك الأمر تمام التقريب ، فقد كثر فيه القيل والقال جمودا على الرأي ، وتعصبا للهوى ، فنقول إن الفاعل هو الله لا الولي ولا النبي ولكنه تعالى يكرم من يشاء بما شاء وهو على كل شيء قدير ، فأي مانع من أن يخرق الله العادة إكراما لبعض عباده الصالحين حيا كان أو ميتا ، فيرزقه رغيفا في مفازة ، أو شربة ماء في صحراء أو يكرم زائريه ومحبيه ، مثل ما فعل بسفينة ـ وسفينة اسم لمولى من موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ حين ضل الطريق ، فتعرض له الأسد فقال له أنا سفينة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبصبص بذيله له وسار بجانبه يهديه الطريق !!

~ ومن تكن برسول الله نصرته إن تلقه الأسد في آجامها تجم

إلى آخر ما ورد عن الصحابة وغيرهم وستسمع شيئا منه إن شاء الله ، وأي قيمة لذلك بجانب ما أعطاهم الله من شرف معرفته ومحبته والقرب منه ، حتى قال في الحديث القدسي الذي رواه البخاري : ﴿ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ﴾ وقال : ﴿ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ﴾ الخ ، فانظر إلى قوله من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وإلى قوله كنت سمعه وبصره فإلى أي حد تكون منزلة ذلك الولي عند الله تعالى ؟! حتى يحارب من يعاديه وكيف يكون بصره الذي استضاء بنور معرفته عز وجل وإلى ماذا يصل سمعه وبصره الذي له ذلك الشرف الأعلى ، ولا غرو فمعاملة الله تعالى تأتي بالعجائب والغرائب .


آيات وأحاديث :

انظر إلى قوله تعالى : ﴿ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾{الأعراف:196} وقوله في الحديث القدسي : ﴿ مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ﴾ إلى آخر الحديث وقوله عز وجل في الحديث القدسي أيضا : ﴿ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ ﴾{أخرجه مسلم في باب فضل عيادة المريض} إلى آخر الحديث ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ﴿ كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ﴾{أخرجه الترمذي في باب مناقب البراء بن مالك} ولم يفرق بين شيء وشيء ، وإني ألفت نظرك إلى تلك المنزلة السامية التي كادت تخرجه من ذل العبودية وجعلته يقسم على الله قسما يستتبع الإجابة !!

وهذا يشبه قوله تعالى : ﴿ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾{الشورى:22} فهل بعد ذلك التنزيل الإلهي والعطف الرباني الذي سمعته يستبعد أن يخرق لهم العادات أو يمن عليهم بما شاء من الكرامات فلا بدع أن يكون دعاؤهم أقرب إلى الإجابة من دعائك لأن منزلتهم عنده أعظم من منزلتك .

رد شبهة :

أما قوله : ﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾{ق:16} الذي اشتبه على بعض الناس فهو وصفه لا وصفنا ، فإنه يعلم مخلوقاته كلها على السواء ، لا تفاوت بينها في علمه وإحاطته ، ولكن هناك تفاوت كبير بين منازل عباده قربا وبعدا بحسب انقيادهم له وإقبالهم عليه ومحبتهم إياه أو انصرافهم عنه وإقبالهم على غيره ، ولست في حاجة أن أعرفك أن القرب معنوي والبعد كذلك فإن الله متعال عن قرب المسافات وبعدها ، ومن ذا يستطيع أن يقول إن للفاسق من القرب وحسن المعاملة من الله ما للصالح المطيع ﴿ أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ﴾{الجاثية:21}

ولنذكر لك شيئا مما جاء في القرآن والسنة مما يفيد الوقوع فضلا عن الإمكان فنقول :

الكرامات في القرآن :

1* قصة أصحاب الكهف وبقاؤهم في النوم أحياء سالمين عن الآفات مدة ثلثمائة سنة وتسع سنين ، وأنه تعالى كان يعصمهم من حر الشمس كما قال : ﴿ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ﴾{الكهف:17} إلى أن قال : ﴿ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ﴾{الكهف:18} إلى أن قال : ﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً ﴾{الكهف:25} فهذه قصة الأولياء أحياء وموتى بكراماتهم في الحالين .

2* قصة مريم وحملها بعيسى عليه السلام من غير أب على ما قصه الله علينا في الآيات العديدة.

3* إثمار الجذع اليابس الذي أمرها الله بهزه وعرفها أنها ستجد منه ما لم يكن لها في حسبان .

4* ما قص الله علينا من أن زكريا عليه السلام كان كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله .

5* ما قص الله علينا من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار على يد الخضر الذي علمه الله من لدنه علما على ما هو مبين بالتفصيل في سورة الكهف ، وهي ثلاث كرامات ولكن نسامحك في أن تعدها واحدة ﴿ وليس الخضر نبيا على الصحيح ﴾

6* قصة آصف بن برخيا مع سليمان عليه السلام على ما قاله جمهور المفسرين في قوله تعالى : ﴿ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ﴾{النمل:40} فجاء بعرش بلقيس من اليمن قبل ارتداد الطرف .

الكرامات في السنة :

وأما السنة الصحيحة فقد جاء فيها شيء كثير من هذا .

1* قصة جريج العابد .

2* قصة الغلام الذي تكلم في المهد .

3* قصة عباد بن بشر وأسيد ابن حضير .

4* قصة أبي بكر مع أضيافه .

5* كرامة خبيب بمكة

6* كرامة عمر بن الخطاب وهو على منبر المدينة .

فهذه ستة براهين من كتب السنة الصحيحة ومثلها من القرآن العزيز ، وماذا يقول القائلون بعد الكتاب والسنة .

كرامة جريج والصبي :

أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ﴿ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً فَكَانَ فِيهَا فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ يَا جُرَيْجُ فَقَالَ يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ فَانْصَرَفَتْ فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ يَا جُرَيْجُ فَقَالَ يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ فَانْصَرَفَتْ فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ يَا جُرَيْجُ فَقَالَ أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ وَكَانَتْ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا فَقَالَتْ إِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ قَالَ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ قَالُوا زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ فَوَلَدَتْ مِنْكَ فَقَالَ أَيْنَ الصَّبِيُّ فَجَاءُوا بِهِ فَقَالَ دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ فَصَلَّى فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ وَقَالَ يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ قَالَ فُلَانٌ الرَّاعِي قَالَ فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ وَقَالُوا نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ لَا أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ فَفَعَلُوا ﴾ .

كرامة الصبي :

﴿ وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ فَقَالَتْ أُمُّهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذَا فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ قَالَ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فِي فَمِهِ فَجَعَلَ يَمُصُّهَا قَالَ وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ وَهِيَ تَقُولُ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَقَالَتْ أُمُّهُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ فَقَالَتْ حَلْقَى مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ فَقُلْتَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ وَمَرُّوا بِهَذِهِ الْأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا فَقُلْتَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا قَالَ إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارًا فَقُلْتُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْتِ وَلَمْ تَزْنِ وَسَرَقْتِ وَلَمْ تَسْرِقْ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا﴾{واللفظ لمسلم باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها} .

كرامة أسيد وعباد رضي الله عنهما :

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي وأبو نعيم وابن سعد وهو في البخاري من غير تسمية الرجلين : ﴿ أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر رضي الله عنهما كانا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة حتى ذهب من الليل ساعة ، وهي ليلة شديدة الظلمة ، خرجا وبيد كل واحد منهما عصا فأضاءت لهما عصا أحدهما ، فمشيا في ضوئها ، حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه حتى بلغ أهله ﴾ .

كرامة خبيب رضي الله عنه :

وأخرج البخاري : ﴿ أن خبيبا كان أسيرا عند بني الحارث بمكة ﴾ في قصة طويلة منها : ﴿ أَنَّ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ فَأَخَذَ ابْنًا لِي وَأَنَا غَافِلَةٌ حِينَ أَتَاهُ قَالَتْ فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فِي وَجْهِي فَقَالَ تَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ فِي يَدِهِ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنْ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا ﴾ .

كرامة أبي بكر رضي الله عنه :

وأخرج البخاري أيضا : ﴿ أن أبا بكر كان عنده أضياف فقدم لهم الطعام ، فكلما أكلوا منه ربا ـ أي يزاد ـ من أسفله حتى إذا شبعوا ، قال لامرأته يا أخت بني فراس ، ما هذا قالت وقرة عيني لهي ـ تعني القصعة ـ أكثر منها قبل أن يأكلوا ﴾ إلى آخر القصة .

كرامة عمر رضي الله عنه :

وقد صح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان له جيش بنهاوند من بلاد العجم ، وكان سارية رضي الله عنه أميرا عليهم وكان للعدو كمين في أصل الجبل ، لا يعلم به جيش المسلمين ، فنادى عمر وهو على المنبر يخطب الناس يوم الجمعة ، يا سارية الجبل الجبل فسمعوا صوته بنهاوند ونجاهم الله تعالى ببركته وفي ذلك كرامتان : الكشف عن حالة الجيش وحال العدو ، ووصول صوته من المدينة إلى نهاوند .

من كرامات الموتى :

وأخرج الترمذي أن بعض الصحابة ضرب خباءه على قبر ، ولم يكن يعلم أنه قبر ، فسمع من داخل القبر رجلا يقرأ سورة تبارك الملك فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك ، فقال هي المانعة ، هي المنجية من عذاب القبر إلى غير ذلك وهو كثير .

الحي والميت :

وقبل الختام لا بد أن نقول أنه لا فرق عندنا بين الحي والميت حيث أن الله هو الفاعل لا الحي ولا الميت ولا فرق في فعله تعالى بين أن يتولاه هو إكراما لوليه من غير أن يكون للولي دخل فيه أو علم به وبين أن يجريه الله على يديه أو يقوى روحه حتى تفعل ما لا يستطيع غيرها كما يقوى بعض الأجسام فيكون له من الأثر ما ليس لغيره ولا فرق في التحقيق بين أن يفعل لك أو يفعل بك فإنه الفاعل على كل حال على أن الأرواح بينها من التفاوت ما لا يعلمه إلا الله تعالى فلا يصح انتقاض الروح الضعيفة على الروح النذلة ولكل مرتبة من مراتب الأرواح خصائص تناسب تلك المرتبة وللأرواح من القوانين ما يباين قوانين الأجسام ولذلك ترى الحاسد يؤثر في المحسود من بعد مع أن القوانين المادية تقضي بعدم التأثير إلا إذا حصلت مجاورة أو مماسة ثم تقول إن الأرواح إذا صفت صح أن تطلع على الغيب لأنها من عالم الملكوت .

فأي مستحيل بعد هذا فيما ينسب للكاملين من أولياء الله المقربين الذين أرواحهم أكمل الأرواح وأقوى ولهم من عناية الله وفيضه ما ليس لغيرهم .

الولاية المزورة :

وقبل إلقاء القلم لا بد أن نقول إن كثيرا من الناس كاذبون في دعوة الولاية مفترون على الله فيها ، ولكن هذا لا يضر الموضوع شيئا فكل طائفة فيها الصادق والكاذب سنة الله ولن تجد لسنته تبديلا وقد عرفنا لك الولي بصفاته الجميلة ونعوته الجليلة أما التطبيق فنوكله إليك ونلقي تبعته عليك والله أعلم .

اهـ. عن مجلة المسلم سنة 1374هـ بتصرف . (منقول)[font=Arial] [/font][size=24]
[/size][/font]

_________________
http://www.soufia.org

http://www.almijhar.org


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كرامات أولياء الله أحياء وموتى حق ثابت علما وعقلا وشرعا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 01, 2016 4:19 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
يرفع للفائدة

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كرامات أولياء الله أحياء وموتى حق ثابت علما وعقلا وشرعا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 01, 2016 5:55 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
جمع المقال في إثبات كرامات الأولياء في الحياة وبعد الانتقال: عشر رسائل تراثية لكبار العلماء

ــــــــــــــــــــــــــ
جمع وتحقيق: أحمد فريد المزيدي
تقريظ: أحمد بن الشيخ محمد مصطفى القادري & جودة محمد أبو اليزيد المهدي
الناشر: دار الآثار الإسلامية - بربلى سريلانكا
الطبعة: 2006
482 صفحة

جمع المحقق في الكتاب عشر رسائل تراثية نادرة في مسألة الكرامات بجميع بحوثها وموضوعاتها، تقدم دلائل على حدوثها ووجوب التصديق والإيمان بها، وتسعى أساسا للبرهنة على كرامة الأولياء بعد انتقالهم، ورد شبه المخالفين والمعترضين على ذلك، فضلا عن المقدمة التي سعى فيها المحقق إلى تبيان مفهوم الولاية ومفهوم الكرامة أن كرامة الولي في حياته وبعد مماته حادثة وواقعة. وهذه الرسائل العشر هي:
- رسالة رياض السادات للرومي.
- رسالة تنبيه الأذكياء لابن منصور الجندي.
- رسالة نفحات القرب والاتصال لابن الحموي.
- رسالة فيض العلي للجواهري.
- رسالة السهم القوي للسجاعي.
- رسالة السيوف الصقال للمقدسي.
- رسالة في كرامات الأولياء للعجمي.
- فتاوى شرعية للعلماء: محمد بخيث المطيعي، ويوسف الدجوي، وإبراهيم السمنودي.


_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 32 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط