بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
عقوبة الكذب في الآخرة
1- الكذب سبب للعذاب الأليم، والبعد عن رب العالمين:
فقد مرَّ بنا الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يُزَكِّيهم، ولهم عذاب أليم))، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم [ثلاث مرارٍ]، قال أبو ذر رضي الله عنه: خابوا وخسروا! مَن هم يا رسول الله؟ قال: ((المُسبِل، والمنان، والمُنفِّق سلعته بالحلف الكاذب)).
• وأخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم الله يوم القيامة، ولا يُزَكِّيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخٌ زانٍ، وملِك كذَّاب، وعائل مستكبر)).
• وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يُزكِّيهم، ولهم عذاب أليم: رجلٌ كان له فضلُ ماءٍ بالطريق، فمنعه من ابن السبيل، ورجلٌ بايع إمامه لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط، ورجلٌ أقام سلعته بعد العصر، فقال: والله الذي لا إله غيره، لقد أُعطيت بها كذا وكذا، فصدَّقه رجل، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾ [آل عمران: 77])).
2- الكذب سبب لدخول النار:
ودليل ذلك ما أخرجه الإمام مسلم من حديث عياض بن حِمَار المُجَاشِعيِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبة له: ((... وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال))، قال: ((وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زَبْرَ له[1] الذين هم فيكم تبعًا لا يتبعون[2] أهلاً ولا مالاً، والخائن[3] الذي لا يَخفى له طمع - وإن دق - إلا خانه، ورجل لا يُصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك - وذكر: البُخْل أو الكذب [4] - والشِّنظير[5] الفَحَّاش)).
وأخرج ابن حبان عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((عليكم بالصدق؛ فإنه مع البر، وهما في الجنة، وإياكم والكذب؛ فإنه مع الفجور، وهما في النار...))؛ (صحيح الجامع: 4072).
• وقد مرَّ بنا حديث الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم وهو في "الصحيحين":
((... وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار...)) الحديثَ.
• وأخرج البخاري ومسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خصومة بباب حُجْرته، فخرج إليهم، فقال: ((إنما أنا بشرٌ، وإنه يأتيني الخَصْمُ، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعضٍ، فأحسب أنه صادق، فأقضي له بذلك، فمَن قضيت له بحق مسلمٍ، فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها))
• ومما يدل على أن الكذب من موجبات النار ما مرَّ بنا في الحديث الذي أخرجه الترمذي وأبو داود عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ويل[6] للذي يُحَدِّثُ فيكذب ليضحك[7] به القوم، ويل له، ويل له!)).
3- الكذب سبب لحرمان صاحبه أن يدخل الجنة مع الداخلين:
ودليل ذلك ما أخرجه البزار من حديث سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ثلاثة لا يدخلون الجنة: الشيخ الزاني، والإمام الكذَّاب، والعائل[8] المزهو[9])).
تفسير بعض الكلمات التى وردت فى الأحادبث الشريفه
[1] لازَبْرَ له: أي: لا عقل له، يزبره ويمنعه مما لا ينبغي، وقيل: هو الذي لا مال له، وقيل: الذي ليس عنده ما يعتمده.
[2] لا يتبعون: مخفف ومشدد من الاتباع؛ أي: يتبعون ويتبعون، وفي بعض النسخ "يبتغون": أي: يطلبون.
[3] الخائن: الذي لا يخفي له طمع، ومعنى لا يخفي: يعني لا يظهر، وأخفيته إذا سترته وكتمته.
[4] وذكر البخل أو الكذب: (هكذا في أكثر النسخ)، وفي بعض النسخ: ذكر الكذب فقط، والأول هو المشهور.
[5] الشنظير: فسر بأنه الفحَّاش، وهو السيئ الخلق.
[6] الويل: كما قال عطاء بن يسار رضي الله عنه: هو وادٍ في جهنم لو سيرت فيه الجبال لماعت، وقيل: الويل؛ يعني: الهلاك.
[7] ليضحك: ضبطت في الروايات بفتح الياء وتسكين الضاد (ليَضْحَك).
[8] العائل: يعني: الفقير.
[9] المزهو: هو المعجب بنفسه المُتكبِّر.
منقول
|