اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm مشاركات: 1947
|
بيان رحمة الله بعباده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا وَسْوَسَتْ، أَوْ حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ.
المعاني : (تَجَاوَزَ) : أي : عدم المؤاخدة والعقوبة . (وَسْوَسَتْ) : الوسوسة : هي حديث النفس ، والشيطان بما لا نَفْعَ فيه ، ولا خير . (مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ) : أي: بالذي حَدَّثَتْ به .
المباحث العربية : (أَوْ تَكَلَّمْ ) : أصله (تتكلم) ، وهو مَجْزُومٌ .
الشرح والبيان : وفيه ما يلي :
1- عفو الله تعالى وتجاوزه عن الأمة المحمدية . 2- بيان مايرشد إليه الحديث
(1) عفو الله تعالى وتجاوزه عن الأمة المحمدية يبين النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم رحمة الله تعالى بهذه الأمة المحمديّة بأنَّه سبحانه تجاوز لأمته ما حَدَّثَتْ به أنفسها بغير اختيار؛ لقوله تعالى : (وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) ما لم تَعْمَل بالذِّي حَدَّثَتْ به نفسها ، أو تتكلم به . والمراد بذلك أنَّ الوجود الذهنيّ لا أثر له ، وإِنَّمَا الاعتبار بالوجود القوليِّ في القوليات ، والعمليَّ في العمليات؛ لأنَّ ما حَدَّثَتْ به النفس؛ إمَّا أنْ يتحقق في الخارج باللسان ، كالغيبة ، والنميمة ، والكذب ، والقذف ، وإمَّا أنْ يتحقق في الخارج بالجوارح الأخرى كالسرقة ، والزِّنَا ، وشرب الخمر ، والقتل ، فالمرادُ بالعمل هنا هو عمل الجوارح دون حديث النفس ، فلا يُؤاخَذُ به العبد سواءً تَوَطَّن في النفس ، أم لم يتوطن فيها .
(2) ما يرشد إليه الحديث : 1- فضل الله وواسع رحمته بعدم المؤاخذة بحديث النفس. 2- عظم مكانة الأمة المحمدية ، وعطاء الله لها؛ لأجل نبيها . 3- عدم العزم على المعصية يحول دون الوقوع فيها . 4- المؤاخذة تقع على مَنْ عزم على المعصية وشرع فيها ، لا مَنْ هَمَّ بها، ولم يتصل بها القول أو العمل
_________________ اللهم افردنى لما خلقتنى له ولا تشغلنى بما تكفلت لى به ولا تحرمنى وأنا أسألك ولا تعذبنى وأنا أستغفرك
|
|