موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

اعترافات جيروم
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=31687
صفحة 1 من 1

الكاتب:  سهم النور [ الثلاثاء سبتمبر 04, 2018 1:27 pm ]
عنوان المشاركة:  اعترافات جيروم

تعد وثيقة إعتراف جيروم ، التى صاغها فى القرن الميلادى الرابع ، أهم وثيقة فى التاريخ تثبت ، بما لا يدع ‏مجالا للشك ، أن الأناجيل الحالية قد عانت من التعديل والتبديل والتحريف وسوء الترجمة بحيث لا يمكن إعتبارها بأى ‏حال من الأحوال أنها نصوص منزّلة ، فهى يقينا شديدة الإختلاف ، ولا تمت بأى صلة إلى ذلك الإنجيل الذى أشار ‏إليه القرآن الكريم بأن الله سبحانه وتعالى قد أوحاه للمسيح عليه الصلاة والسلام.‏

إن البابا داماز (366-384 ، الذى ترأس البابوية لمدة ثمانية عشر عاما) قد طلب من جيروم أن يحوّل الكتب ‏القديمة إلى كتب جديدة ، وأن يحكم على قيمة تلك الأناجيل المتناثرة فى العالم ليستبعد منها ما حاد عن النص اليونانى ‏، ـ والمعروف أن النص اليونانى ليس النص الأصلى للأناجيل ، ولا حتى نص إنجيل يسوع الذى كانت لغته الأرامية‎ ‎.‎

‎*‎خشية جيروم من إتهامه بأنه مزوّر ومدنس للمقدسات لأنه تجرأ وأضاف وغيّر وصحح فى الكتب القديمة‎ !

‎*معرفته يقينا بأن ما قام به يعد فضيحة فى نظر الأتباع ، ـ وأى فضيحة‎ !

‎* لكنه مطمئن ، لا لأن البابا شخصيا هو الذى طلب منه القيام بهذا التغيير فحسب، ولكن لمعرفته يقينا : " أن ‏الضلال لا يمكن أن يكون حقا ".. أى أن الكتب السائدة تعد ضلالا فى نظره، وهو ما تقره أيضا أقذع الألسنة ‏شراسة فى الهجوم عليه‎..

‎*‎وأن الترجمة اللاتينية السائدة بها أخطاء وإختلاف بين نصوصها‎..

‎*‎وأن من قام بالترجمة جهلاء، وبدلوا النصوص بسوء نية، وقاموا بتعديلها‎!..

‎*‎وأن نص إنجيل متّى المكتوب بالعبرية يختلف يقينا عن الذى باللاتينية نظرا لتعدد المصادر التى تمت الإستعانة بها ‏لتكوينه‎..

‎*‎وأن نصوص الأناجيل الموجودة فى شعوب مختلفة توضح مدى الأخطاء والإضافات التى بها‎..

‎*‎وأن الترجمة اللاتينية التى قام بها جيروم لا تبتعد كثيرا عن فحوى النسخ اللاتينية السابقة وأنه لم يقم إلا ‏بتصويب الأجزاء التى بدت له بعيدة عن المعنى الحقيقى ، وترك الأجزاء الأخرى فى صياغتها البدائية‎ !

‎*‎وأن الأخطاء قد تراكمت فى هذه الأناجيل ، كما وقعت أخطاء عند محاولة التوفيق بينها ، لذلك يوجد بها " خلطاً ‏شديداً " ننظرا لما أضافه الكتبة من عندهم‎ ..

ثم قام بعمل كشف بالأجزاء المتوافقة والمتشابهة فيما بين الأناجيل بين تعديلها‎!.


الكاتب:  سهم النور [ الثلاثاء سبتمبر 04, 2018 1:34 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: اعترافات جيروم

نص الوثيقة.

‎المجلد الأول من أعمال الراهب جيروم‎

بداية المقدمة

حول مراجعة نصوص الأناجيل الربعة‎


[إلى قداسة البابا داماز ، من جيروم،‎

تحثنى على أن اقوم بتحويل عمل قديم لأخرج منه بعمل جديد ، وتريد منى أن أكون حكماً على نُسخ كل تلك ‏النصوص الإنجيلية المتناثرة فى العالم ، وأن أختار منها وأقرر ما هى تلك التى حادت أو تلك التى هى أقرب حقا من ‏النص اليونانى.

إنها مهمة ورعة ، لكنها مغامرة خطرة إذ سيتعيّن علىّ تغيير أسلوب العالم القديم وإعيده إلى الطفولة. ‏

وأن أقوم بالحكم على الآخرين يعنى فى نفس الوقت أنهم سيحكمون فيه على عملى.فمن من العلماء أو حتى من ‏الجهلاء، حينما سيمسك بكتابى بين يديه ويلحظ التغيير الذى وقع فيه ، بالنسبة للنص الذى اعتاد قراءته ، لن يصيح ‏بالشتائم ضدى ويتهمنى بأننى مزور ومدنس للمقدسات ، لأننى تجرأت وأضفت ، وغيّرت، وصححت فى هذه ‏الكتب القديمة ؟‎

وحيال مثل هذه الفضيحة ، هناك شيئان يخففان من روعى ، الأمر الأول : أنك أنت الذى أمرتنى بذلك ؛ والأمر ‏الثانى : إن ما هو ضلال لا يمكن أن يكون حقاً. وهوما تقره أقذع الألسنة شراسة. وإذا كان علينا أن نضفى بعض ‏المصداقية على مخطوطات الترجمة اللاتينية ، ليقل لنا أعداؤنا إيها أصوب ، لأن هناك من الأناجيل بعدد الإختلافات ‏بين نصوصها.

ولماذا لا يروقهم أن اقوم بالتصويب إعتمادا على المصادر اليونانية لتصويب الأجزاء التى أساء فهمها ‏المترجمون الجهلاء ، أو بدلوها بسوء نية ، أو حتى قام بعض الأدعياء بتعديلها‎.

وإذا كان علينا دمج المخطوطات ، فما يمنع أن نرجع ببساطة إلى الأصول اليونانية ونبعد بذلك عن أخطاء الترجمات ‏السيئة أو التعديلات غير الموفقة من جانب الذين تصوروا أنهم علماء ، أو الإضافات التى أدخلها الكتبة النعسانين ؟

‏أننى لا أتحدث هنا عن العهد القديم والترجمة السبعينية باللغة اليونانية التى لم تصلنا إلا بعد ثلاث ترجمات متتالية من ‏العبرية إلى اليونانية ثم إلى اللاتينية.

ولا أود أن ابحث هنا ما الذى سيقوله أكويلاّ أو سيماك ، أو لماذا آثر تيودوسيان ‏إختيار موقف الوسط بين المترجمين القدامى والحداث. لذلك سأعتمد على الترجمة التى يمكن أن يكون قد عرفها ‏الحواريون‎.

وأتحدث الآن عن العهد الجديد ، المكتوب بلا شك باللغة اليونانية فيما عدا إنجيل متّى الذى كان قد استعان أولا ‏بالعبرية لنشره فى منطقة اليهودية. إن هذا الإنجيل يختلف يقيناً عن الذى بلُغتنا نظرا لتعدد المصادر التى استعانوا بها ‏لتكوينه.

وقد آثرت أن ارجع إلى نص أساسى ، فلا أود الإستعانة بترجمات المدعوان لوشيانوس أو هزيكيوس التى ‏يدافع عنها البعض بضراوة عن غير وجه حق ، واللذان لم يكن من حقهما مراجعة لا العهد القديم بعد ترجمة السبعين ، ‏لا أن يقوما بمراجعة النصوص الجديدة. فالنصوص الإنجيلية التى وصلتنا بلغات شعوب مختلفة توضح مدى الأخطاء ‏التى بها.

وإذا كنت قدقمت بذلك بالنسبة للنسخ المكتوبة بلغتنا فلا بد وأن أعترف بأننى لم أستفد منها شيئاً‎.

وهذه المقدمة المتواضعة تقترح أن يكون ترتيب الأناجيل الإسمى على النحو التالى :متّى ، مرقس ، لوقا ، ويوحنا. وقد ‏تمت مراجعتها من عدة مخطوطات يونانية قديمة.وهى لا تبعد كثيرا عن فحوى النسخ اللاتينية. فلم أقم إلا بتصويب ‏الأجزاء التى بدت بعيدة عن المعنى الحقيقى وتركت الأجزاء الأخرى كما وصلتنا فى صياغتها البدائية و وضعت ‏حرف (ب).

أما الترجمات التى قام بها يوسبيوس من القيصرية ، المقسمة إلى عشرة أجزاء ، وفقا لأمونيوس السكندرى ‏، فقد ترجمتها إلى لغتنا إلتزاما بالمعنى اليونانى فحسب.

وإن كان هناك أى فضولى يود معرفة الأجزاء المتماثلة أو المتفردة ‏أو التى تختلف تماما عن تقسيمة العشرة يمكنه معرفة ذلك. لأن الأخطاء قد تراكمت مع الوقت فى كتبنا ، وهو ما ‏يجعل إنجيل ما يتفاوت عن الآخر ، وأشرت إليه بحرف (ح‎).

لقد وقعت أخطاء عند محاولة التوفيق بينها ، لذلك ترى خلطاً شديداً فى الترجمات اللاتينية. فأحد الكتبة قد قال أكثر ‏وفى الآخر قد أضافوا إذا تصوروا أنه أقل. وأن مرقس فى أجزاء كثيرة ينقل عن لوقا ومتّى ، وأن متّى ينقل عن يوحنا ‏ومرقس ، بينما كان كل إنجيل يحتفظ بما يخصه فحسب. فكل واحد منهم قد نقل عن الإنجيل الذى وقع فى يده.

‏لذلك عند قراءة الكشف الذى أقترحه لن يكون هناك أى خلط وسيتم التعرف على المتشابه بينها وعلى ما يخص كل ‏منها بعد أن أستبعدت الخلط والأخطاء‎.

ففى الكشف الأول يوجد توافق بين الأناجيل الأربعة متّى ومرقس ولوقا ويوحنا‎. ‎وفى الثانى لا يوجد توافق إلا بين ‏متّى ومرقس ولوقا ، وفى الثالث بين متّى ولوقا ويوحنا ، وفى الرابع بين متّى ومرقس ويوحنا، وفى الخامس بين متّى ‏ولوقا ، وفى السادس بين متّى ومرقس ، وفى السابع بين متّى ويوحنا ، وفى الثامن بين لوقا ومرقس، وفى التاسع بين ‏لوقا ويوحنا. وفى العاشر ستجد كل مل هو خاص بكل إنجيل ولا يوجد فى الأناجيل الأخرى. وفى كل إنجيل على ‏حدة هناك أجزاء متفاوتة الطول كلما ابتعدنا عن التوافق‎.

الرقم سيكون باللون الأسود ، وسيتضمن رقماً آخر تحته بالأحمر، لكى يدل فى أى إنجيل يوجد ذلك الجزء المعنى. فعند ‏فتح الكتاب ومحاولة معرفة أى فصل ينتمى لهذه الترجمة أو تلك فإن ذلك سيتضح فوراً من الرقم الذى اضفته من ‏أسفل‎. ‎وعند الرجوع إلى بداية الطبعة التى توجد فيها القوائم معاً وبفضل إسم الترجمة المحدد فى بداية كل إنجيل يتم ‏العثور على رقم كاتبه مع العناوين المختلفة لكل منهم. ويوجد بجوار هذا الأخير أسماء الفقرات المماثلة. وهكذا يمكن ‏الإطلاع على الأرقام الموجودة فى نفس الفصل.

وما أن تتم معاينة هذه المعلومات يمكن التوصل إلى كل واحد مع ‏مراعاة الأرقام التى تم تحديدها يمكن معرفة الأجزاء المتشابهة أو المتماثلة (ب‎).

أرجو أن تكون بخير فى المسيح وألا تنسانى يا قداسة البابا‎.]اهـ


الكاتب:  سهم النور [ الثلاثاء سبتمبر 04, 2018 1:39 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: اعترافات جيروم

الصورة الفوتوغرافية لصفحة المقدمة -الاعتراف التي تتصدر الصياغة التي قام بها جيروم للأناجيل في القرن الرابع لطبعة الكتاب نفسه ، الموجود فى مكتبة فرانسوا ميتران بباريس.



صورة



من مقالة لـ : الدكتورة زينب عبد العزيز‎ أستاذة الحضارة الفرنسية‎.


صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/