موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: حقيقة السبكي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 26, 2008 10:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مايو 04, 2008 12:03 am
مشاركات: 68
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....

سأعرض لكا من يريد معرفة السبكي وزلاته ...

كون السبكي مرجعاً كبيرا لكثير من اخواننا الصوفية في كل امر ...


وساعرض بمن من الله وتوفيقه الآتي :

منهجه .

حكمه على الاحاديث بما يوافق هواه ومذهبه

حشوه الزائد في بعض كتبه

مخالفته لاهل العلم من الائمه وغيرهم .



اولا :: يقول الإمامالحافظ أبو عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الهادي
وقفت على الكتاب الذي ألفه بعض قضاة الشافعية في الرج على شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية في مسألة شد الرحال وإعمال المطي إلى القبور ، وذكر أنه كان قد سماه شن الغارة على من أنكر سفر الزيارة ثم زعم أنه اختار أن يسميه شفاء السقام في زيارة خير الأنام فوجدت كتابه مشتملاً على تصحيح الأحاديث المضعفة والموضوعة ، وتقوية الآثار الواهية والمكذوبة ، وعلى تضعيف الأحاديث الصحيحة الثابتة والآثار القوية المقبولة ، وتحريفها عن مواضعها وصرفها عن ظاهرها بالتأويلات المستنكرة المردودة .


وقبل البدء أحب ان اعرض لكم رأي اهل العلم في ابن عبد الهادي رحمه الله وثناءهم عليه


أولا من شيوخه رحمه الله : الحافظ المزي ,صاحب كتاب تهذيب الكمال
...القاضي تقي الدين سليمان
.....الحافظ الذهبي وغيرهم كثير ...

.....بعض من اثنى من اهل العلم عليه :
الحافظ المزي , الحافظ ابن كثير صاحب التفسير , الحافظ الذهبي , الحافظ ابو المحاسن , الحافظ ابن حجر , الامام السيوطي , وغيرهم ايضا كثير ,,, اختصر لعدم الاطالة..


السبكي وحكمه للحديث بما يوافق قوله ,ورد الصحيح اذا خالف قوله :

يقول ابن عبد الهادي , بعدما ذكر كتاب السبكي المتناقض :
وذكر أنه كان قد سماه شن الغارة على من أنكر سفر الزيارة ثم زعم أنه اختار أن يسميه شفاء السقام في زيارة خير الأنام فوجدت كتابه مشتملاً على تصحيح الأحاديث المضعفة والموضوعة ، وتقوية الآثار الواهية والمكذوبة ، وعلى تضعيف الأحاديث الصحيحة الثابتة والآثار القوية المقبولة ، وتحريفها عن مواضعها وصرفها عن ظاهرها بالتأويلات المستنكرة المردودة . ورأيت مؤلف هذا الكتاب المذكور رجلاً ممارياً معجباً برأيه متبعاً لهواه ذاهباً في كثير مما يعتقده إلى الأقوال الشاذة والآراء الساقطة ، صائراً في أشياء مما يعتمده إلى الشبه المخيلة والحجج الداحضة ، وربما خرق الإجماع في مواضع لم يسبق إليها ولم يوافقه أحد من الأئمة عليها .
وهو من الجملة لون عجيب وبناء غريب تارة يسلك فيما ينصره ويقويه مسلك المجتهدين فيكون مخطئاً في ذلك الاجتهاد ومرة يزعم فيما يقول ويدعيه أنه من جملة المقلدين ،فيكون من قلده مخطئاً في ذلك الاعتقاد ، نسأل الله سبحانه أن يلهمنا رشدنا ويرزقنا الهداية والسداد .
هذا ما أنه إن ذكر حديثاً مرفوعاً أو أثر موقوفاً وهو غير ثابت قبله إذا كان موافقاً لهواه ، وإن كان ثابتاً رده إما بتأويل أو غيره إذا كان مخالفاً لهواه ، وإن نقل عن بعض الأئمة الأعلام كمالك وغيره وما يوافق رأيه قبله ، وإن كان مطعوناً فيه غير صحيح عنه ، وإن كان مما يخالف رأيه رده ولم يقبله وإن كان صحيحاً ثابتاً عنه ، وإن حكى شيئاً مما يتعلق بالكلام على الحديث وأحوال الرواة عن أحد من أئمة الجرح والتعديل كالإمام أحمد بن حنبل وأبي حاتم الرازي وأبي حاتم بن حبان البستي ، وأبي جعفر العقيلي وأبي أحمد بن عدي ، وأبي عبد الله الحاكم صاحب المستدرك ، وأبي بكر البيهقي ، وغيرهم من الحفاظ ، وكان مخالفاً لما ذهب إليه ، لم يقبل قوله ورده عليه وناقشه فيه .
وإن كان ذلك الإمام قد أصاب في ذلك القول ووافقه غيره من الأئمة عليه ، وإن كان موافقاً لما صار إليه تلقاه بالقبول واحتج به واعتمد عليه ، وإن كان ذلك الإمام قد خولف في ذلك القول ولم يتابعه غيره من الأئمة عليه ، وهذا هو عين الجور والظلم وعدم القيام بالقسط ، نسأل الله التوفيق ونعوذ به من الخذلان واتباع الهوى .
هذا مع أن حملة إعجابه برأيه ، وغلبة اتباع هواه على أن نسب سوء الفهم والغلط في النقل إلى جماعة من العلماء الأعلام المعتمد عليهم في حكاية مذاهب الفقهاء وأخلاقهم وتحقيق معرفة الأحكام حتى زعم أن ما نقله الشيخ أبو زكريا النووي في شرح مسلم ، عن الشيخ أبي محمد الجويني من النهي عن شد الرحال وإعمال المطي إلى غير المساجد الثلاثة كالذهاب إلى قبور الأنبياء والصالحين وإلى المواضع الفاضلة ونحو ذلك هو مما غلط فيه الشيخ أبي محمد ، وإن ذلك وقع منه على سبيل الهوى والغفلة ، قال : ولو قاله هو - يعني الشيخ أبا محمد أو غيره - ممن يقبل كلامه الغلط لحكمنا بغلطه وأنه لم يفهم مقصود الحديث .
فالنظر إلى كلام هذا المعترض المتضمن لرد النقل الصحيح بالرأي الفاسد ، وأجمع بينه وبين ما حكاه عن شيخ الإسلام من الافتراء العظيم والإفك المبني والكذب الصراح ، وهو ما نقله عنه من أنه جعل زيارة قبل النبي صلى الله عليه وسلم وقبور سائر الأنبياء عليهم السلام معصية بالإجماع مقطوعاً بها ، هكذا ذكر هذا المعترض عن بعض قضاة الشافعية عن الشيخ أنه قال هذا القول الذي لا يشك عاقل من أصحابه وغير أصحابه أنه كذب مفترى لم يقله قط ، ولا يوجد شيء من كتبه ولا دل كلامه عليه ، بل كتبه كلها ومناسكه وفتاويه وأقواله وأفعاله تشد ببطلان هذا النقل عنه ، ومن له أدنى علم وبصيرة يقطع بأن هذا مفتعل مختلق على الشيخ وأنه لم يقله قط..
وقد قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } (الحجرات 6) .
وهذا المعترض يعلم أن ما نقله هذا القاضي المشهور بما لا أحب حكايته عنه في هذا المقام عن شيخ الإسلام من هذا الكلام كذب مفترى ، لا يرتاب في ذلك ولكنه يطفف، ويداهن ويقول بلسانه ما ليس في قلبه .
ولقد أخبرني الثقة أنه ألف هذا الكتاب لما كان بمصر قبل أن يلي القضاء بالشام بمدة كبيرة ليتقرب به إلى القاضي الذي حكى عنه هذا الكذب ويحظى لديه فخاب أمله ولم ينفق عنده ، وقد كان هذا القاضي الذي جمع المعترض كتابه هذا لأجله من أعداء الشيخ المشهورين .
وقد زعم هذا المعترض أيضاً مع هذا الأمر الفظيع الذي ارتكبه من التكذيب بالتصديق ، والتصديق بالكذب أن الفتاوى المشهورة التي أجاب بها علماء أهل بغداد موافقة للشيخ ، مختلفة موضوعة وضعها بعض الشياطين ، هكذا زعم مع علم الخاص والعام بأن هذه الفتاوى مما شاع خبره وذاع واشتهر أمرها وانتشر ، وهي صحيحة ثابتة متواترة عمن أفتى بها من العلماء .
وقد رأيت أنا وغيري خطوطهم بها ، فانظري إلى تكذيب هذا المعترض بما لم يحط به علماً ، وجراءته على إنكار ما اشتهر وتواتر وكيف يحل لمن ينتسب إلى شيء من الدين أن ينسب أمراً مقطوعاً بكذبة إلى من لم يقله ، ويقدح في أمر مشاهد مقطوع بصحته ويزعم أنه مختلق من بعض الشياطين هذه عثرة لا تقال ، وله مثلها كثيراً ، { وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } (النور 40) .
فلما وقفت على هذا الكتاب المذكور أحببت أن أنبه على بعض ما وقع فيه من الأمور المنكرة والأشياء المردودة ، وخلط الحق بالباطل لئلا يغتر بذلك بعض من يقف عليه ممن لا خبرة له بحقائق الدين ، مع أن كثيراً مما فيه من الوهم والخطأ يعرفه خلق من المبتدئين في العلم بأدنى تأمل ولله الحمد ، ولو نوقش مؤلف هذا الكتاب على جميع ما اشتمل عليه من الظلم والعدوان والخطأ والخبط والتخليط والغلو والتشنيع والتلبيس ، لطال الخطاب ولبلغ الجواب مجلدات ولكن التنبيه على القليل مرشد إلى معرفة الكثير لمن له أدنى فهم والله المستعان .



حشو السبكي الزائد في كتبه

وقد أطال مؤلف هذا الكتاب فيه بذكر الأسانيد وتكرارها منه إلى مؤلفي الكتب كالطبراني والدارقطني وغيرهما ، وحشد فيه بتعداد الطرق إليهم والرواية بالإجازات المركب بعضها على بعض والرفع في أنساب خلق من المتأخرين ، وذكر طباق السماع وأسماء السامعين ونحو ذلك مما يكبر به حجم الكتاب ، وليس إلى ذكره كبير حاجة مع اختصاره ذكر الأسانيد وحذفها في أماكن لا يليق حذفها فيها ، هذا مع سرده كلام الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة ونقل عنهم من مناسكهم وغير مناسكهم استحباب زيارة قبل النبي صلى الله عليه وسلم وزعمه أن الشيخ يخالفهم فيما قالواه ، مع العلم بأنه موافق لهم فيما نقل عنهم لا مخالف لهم ، وإنما مقصود هذا المعترض تكثير الكلام ، وجمع ما أمكن ليعظم حجم الكتاب .
ثم أنه عقد باباً للكلام في التوسل والاستغاثة وزعم أن الشيخ قال في ذلك قولاً لم يقله عالم قبله ، وصار به بين أهل الإسلام مثله ، ثم أخذ يخبر عنه بما لا استحسن ذكره في هذا الموضع .
والحاصل : أنه وقع في كلامه من التناقض وسوء الأدب والاحتجاج بما لا يصلح أن يكون حجة ما سننبه على بعضه إن شاء الله تعالى .
ثم عقد لحياة الأنبياء في قبورهم باباً ؛ وسرد الأحاديث المروية في ذلك من الجزء الذي جمعه البيهقي ومن غيره ، ووقع في كلامه من التأويلات البعيدة والاحتمالات المرجوحة ، ما يحتاج إلى نظر كثير .
ثم ذكر الأحاديث الواردة في سماع الموتى وكلامهم وإدراكهم وعود الروح إلى البدن وما يتبع ذلك ثم أشار إلى اختلاف المتكلمين وغيرهم في ماهية الروح وحقيقتها وتكلم في ذلك بكلام لا تحقيق فيه ولا حاجة إليه .
ثم ذكر أحاديث الشافعية وأنواعها وما ورد في بعض أحوال يوم القيامة وذكر جملة من كلام القاضي عياض فيما يتعلق بشرح ذلك .
ثم ختم الكتاب بجمع الألفاظ الواردة في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان قد ذكر قبل ذلك بعدة أوراق كلاماً يشير فيه إلى التشنيع على شيخ الإسلام وهو قوله :
"لا شك أن من قال : لا يزار ، أولا يسافر لزيارته أولا يستغاث به بعيد عن الأدب معه نسأل الله العافية " .
وليعلم : قبل الشروع في الكلام مع هذا المعترض أن شيخ الإسلام رحمه الله لم يحرم زيارة القبور على الوجه المشروع في شيء من كتبه ، ولم ينه عنها ، ولم يكرها بل استحبها ، وحض عليها . ومناسكه ومصنفاته طافحة بذكر استحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسائر القبور .

وهذا هو معتقد شيخ الاسلام , فليتنبه الصوفية وغيرهم ...
قال [ شيخ الإسلام ] رحمه الله تعالى في بعض مناسكه :
باب زيارة قبل النبي صلى الله عليه وسلم
إذا أشرف على مدينة النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحج ، أو بعده فليقل ما تقدم ، فإذا دخل استحب له أن يغتسل ، نص عليه الإمام أحمد ، فإذا دخل المسجد بدأ برجه اليمنى, ، وقال : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك ، ثم يأتي الروضة بين القبر والمنبر فيصلي بها ويدعو بما شاء ، ثم يأتي قبل النبي صلى الله عليه وسلم فيستقبل جدار القبر ولا يمسه ، ولا يقبله ، ويجعل القنديل الذي في القبة عند القبر على رأسه فيكون قائماً وجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقف متباعداً كما يقف ل ظهر في حياته بخشوع وسكون منكس الرأس ، غائض الطرف ، مستحضراً بقلبه جلالة موقفه ثم يقول : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه ، السلام عليك يا سيد المرسلين ، وخاتم النبيين وقائد الغر المحجلين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله وأشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وعبدت الله حتى أتاك اليقين ، فجزاك الله أفضل ما جزى نبياً ورسولاً عن أمته ، اللهم أته الوسيلة والفضيلة وابعثه الله مقاماً محموداً الذي وعدته بغبطة به الأولون والآخرون ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد..
الى ان قال رحمه الله قال ويزور قبور أهل البقيع وقبور الشهداء إن أمكن .

هذا كلام الشيخ رحمه الله بحروفه ، وكذلك سائر كتبه ذكر فيها استحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسائر القبور ، ولم ينكر زيارتها في موضع من المواضع ، ولا ذكر في ذلك خلافاً إلا نقلاً عن غريباً ذكره في بعض كتبه عن بعض التابعين .
وإنما تكلم عن مسألة شد الرحال وإعمال المطي إلى مجرد زيارة القبور ، وذكر في ذلك قولين للعلماء المتقدمين والمتأخرين .
أحدهما : القول بإباحة ذلك كما يقول بعض أصحاب الشافعي وأحمد .
والثاني : إنه منهي عنه كما نقص عليه إمام دار الهجرة مالك بن أنس ، ولم ينقل عن أحد من الأئمة الثلاثة خلاف ، وإليه ذهب جماعة من أصحاب الشافعي وأحمد .
وهكذا ذكر الشيخ الخلاف في شد الرحال وإعمال المطي إلى القبور ، ولم يذكره في الزيارة الخالية عن شد رحل وإعمال مطي ، والسفر إلى زيارة القبور مسألة ، وزيارتها من غير سفر مسألة أخرى ، ومن خلط هذه المسألة بهذه المسألة جعلها مسألة واحدة وحكم عليهما بحكم واحد وأخذ في التشنيع على من فرق بينهما وبالغ في التغيير عنه فقد حرم التوفيق ، وحاد عن سواء الطريق .
واحتج الشيخ لمن قال بمنع شد الرحال وإعمال المطي إلى القبور بالحديث المشهور المتفق على صحته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى)) ، هكذا خرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما بصيغة الخبر لا تشد الرحال ، ومعنى الخبر في هذا معنى النهي ، يبين ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى )), ، هكذا رواه مسلم بصيغة النهي ، ورواه الإمام إسحاق بن راهويه في مسنده ، بصيغة الحصر : (( إنما تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد مسجد إبراهيم ومسجد محمد ومسجد بيت المقدس )) .
وقد روي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما هذا الحديث أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة الني : (( لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد بيت المقدس )) .
هذا هو الذي فعل الشيخ : حكى الخلاف في مسألة بين العلماء واحتج لأحد القولين بحديث متفق على صحته ، فأي عتب عليه في ذلك ؟ ولكن نعوذ بالله من الحسد والبغي واتباع الهوى ، والله سبحانه المسئول أن يوفقنا وإخواننا المسلمين لما يحبه ويرضاه من العمل الصالح والقول الجميل ؛ فإنه يقول الحق وهو يهدي السبيل ، وينفعنا وسائر المسلمين بما يستعملنا به من الأقوال والأفعال ، ويجعله موافقاً لشرعته خالصاً لوجهه موصلاً إلى أفضل حال ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم .
وهذا حين الشروع في مناقشة هذا المعترض على شيخ الإسلام وبالله التوفيق قال في أول كتابه الذي جمعه :
الحمد لله من علينا برسوله ، وهدانا إلى سواء سبيله ، وأمرنا بتعظيمه وتكريمه
وتبجيله ، وفرض على كل مؤمن أن يكون أحب إليه من نفسه وأبويه وخليله ، وجعل اتباعه سبباً لمحبة الله وتفضيله ، ونصب طاعته عاصمة من كيد الشيطان وتضليله ، ويغني عن جملة القول وتفصيله ،رفع ذكره وأثنى عليه في محكم الكتاب وتنزيله صلى الله عليه وسلم صلاة دائمة بدوام طلوع النجم وأفوله .

الحديث الأول : (( من زار قبري وجبت له شفاعتي )) رواه الدارقطني ، والبيهقي وغيرهما ، ثم ذكر من طريق موسى بن هلال العبدي ، عن عبيد الله بن عمر .
وفي رواية عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من زار قبري وجبت له شفاعتي )) ثم زعم أن أقل درجات هذا الحديث أن يكون حسناً إن توزع في دعوى صحته ؛ وذكر أن الراجح كونه من رواية عبيد الله المصفر الثقة لا من رواية عبد الله المكبر المضعف ، وقال في أثناء كلامه : يحتمل أن يكون الحديث عن عبيد الله وعبد الله جميعاً ويكون موسى سمعه منهما فتارة حدث به عن هذا وتارة حدث به عن هذا ، قال في آخر كلامه : وبهذا بل بأقل منه يتبين افتراء من ادعى أن جميع الأحاديث الواردة في الزيارة موضوعة ؛ فسبحان الله أما استحي من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه المقالة التي لم يسبقه إليها عالم ولا جاهل ، لا من أهل الحديث ، ولا من غيرهم ولا ذكر أحد موسى بن هلال ولا غيره من رواة حديث هذا بالوضع ، ولا اتهمه به فيما علمنا فكيف يستجير مسلم أن يطلق على كل الأحاديث التي هو واحد منها أنها موضوعة ولم ينقل إليه ذلك عن عالم قبله ولا ظهر على هذا الحديث شيء من الأسباب المقتضية للمحدثين للحكم بالوضع ،ولا حكم متنه مما يخالف الشريعة ، فمن أي وجه يحكم بالوضع عليه لو كان ضعيفاً فكيف وهو حسن ، أو صحيح .
هذا كله كلام المعترض ، وهو متضمن للتحامل والهوى وسوء الأدب والكلام بلا علم .
والجواب أن يقال : هذا الحديث الذي ابتدأ المعترض بذكره وزعم أنه حديث حسن أو صحيح هو أمثل حديث ذكره في هذا الباب ، وهو مع هذا حديث غير صحيح ولا ثابت بل هو حديث منكر عند أئمة هذا الشأن ضعيف الإسناد عندهم لا يقوم بمثله حجة ولا يعتمد على مثله عند الاحتجاج إلا الضعفاء في هذا العلم ، وقد بين أئمة هذا العلم والراسخون فيه والمعتمد على كلامهم والمرجوع إلى أقوالهم ضعف هذا الخبر ونكارته كما سنذكر بعض ما بلغنا عنهم في ذل إن شاء الله تعالى .
وجميع الأحاديث التي ذكرها المعترض في هذا الباب وزعم إنها بضعة عشر حديثاً ليس فيها حديث صحيح ، بل كلها ضعيفة واهية ، وقد بلغ الضعف ببعضها إلى أن حكم عليه الأئمة الحفاظ بالوضع ، كما أشار إليه شيخ الإسلام .
ولو فرض أن هذا الحديث المذكور صحيح ثابت لم يكن فيه دليل على مقصود هذا المعترض ، ولا حجة على مراده كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى ، فكيف وهو حديث منكر ضعيف الإسناد واهي الطريق ، لا يصلح الاحتجاج بمثله ، ولم يصححه أحد من الحفاظ المشهورين ولا اعتمد عليه أحد من الأئمة المحققين ، بل إنما رواه مثل الدارقطني الذي يجمع في كتابه غرائب السنن ، ويكثر فيه من رواية الأحاديث الضعيفة بل والموضوعة وبين علة الحديث وسبب ضعفه وإنكاره في بعض المواضع أو رواه مثل أبي جعفر العقيلي ،وأبي أحمد بن عدي في كتابهما في الضعفاء مع بينهما لضعفه ونكارته ، أو مثل البيهقي مع بيانه أيضاً لإنكاره .
قال البيهقي في كتاب شعب الإيمان : أخبرنا أبو سعيد الماليني ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، حدثنا محمد بن موسى الحلواني ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة ، حدثنا موسى بن هلال عن عبد الله العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من زار قبري وجبت له شفاعتي )) قال البيهقي :وقيل عن موسى بن هلال العبدي عن عبد الله بن عمر ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن زنجويه القشيري ، حدثنا عبيد بن محمد بن القاسم بنأبي مريم الوراق وكان نيسابوري الأصل سكن بغداد ، حدثنا موسى بن هلال العبدي فذكره ، قال البيهقي ، وسواء قال عبيد الله ، وعبد الله فهو منكر عن نافع عن ابن عمر ، لم يأت به غيره .
وهكذا ذكر الإمام الحافظ البيهقي أن هذا الحديث منكر عن نافع عن ابن عمر سواء قال فيه موسى بن هلال عن عبيد الله أو عن عبد الله ، والصحيح أنه عن عبد الله المكبر ، كما ذكره أبو أحمد بنعدي وغيره .
وهذا الذي قاله البيهقي في هذا الحديث به عليه قوله صحيح بين وحكم جلي واضح ولا شك فيه من له أدنى اشتغال بهذا الفن ، ولا يرده إلا رجل جاهل بهذا العلم وكذلك أن تفرد مثل هذا العبدي المجهور الحال الذي لم يشتهر من أمره ما يوجب قبول أحاديثه وخبره عن عبد الله بن عمر العمري المشهور بسوء الحفظ وشدة الغفلة عن نافع عن ابن عمر بهذا الخبر من بين سائر أصحاب نافع الحفاظ الثقات الأثبات مثل يحيى بن سعيد الأنصاري ، وأيوب السختياني ، وعبد الله بن عون ، وصالح بن كيسان وإسماعيل بن أمية القرشي ، وابن جريح والأوزاعي ، وموسى بن عقبة وابن أبي ذئب ، ومالك بن أنس ، والليث بن سعد وغيرهم من العالمين بحديثه الضابطين لرواياته المعتنين بأخباره الملازمين له ، من أقوى الحجج وأبين الأدلة وأوضح البراهين على ضعف ما تفرد به وإنكاره ورده وعدم قبوله ، وهل يشك في هذا من شم رائحة الحديث أو كان عنده أدنى بصر به هذا مع أن أعرف الناس بهذا الشأن في زمنه وأثبتهم في نافع وأعملهم بأخباره وأضبطهم لحديثه وأشدهم اعتناء بما رواه ، مالك بن أنس إمام دار الهجرة قد نص على كراهية قول القائل زرت قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو كان هذا اللفظ معروفاً عنده أو مشروعاً أو مأثوراً عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكرهه ، ولو كان هذا الحديث المذكور من أحاديث نافع التي رواها عن ابن عمر لم يخف على مالك الذي هو أعرف الناس بحديث نافع ، ولرواه عن مالك بعض أصحابه الثقات ، فلما لم يروه عنه ثقة يحتج به ويعتمد عليه علم أنه ليس من حديثه ، وأنه لا أصل له ، بل هو مما أدخل بعض الضعفاء المغفلين في طريقه فرواه وحدث به .
وقد قال الحافظ أبو جعفر محمد بن عمر العقيلي في كتاب الضعفاء : موسى بن هلال البصري سكن الكوفة عن عبيد الله بن عمر . لا يصح حديثه ولا يتابع عليه .دثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا جعفر بن محمد البزوري حدثنا موسى بن هلال البصري عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من زار قبري وجبت له شفاعتي )) قال أبو جعفر العقيلي والرواية في هذا الباب فيها لين .
هذا جميع ما ذكره العقيلي في كتابه ، وقد حكم على الحديث المذكور بعدم الصحة ، وإن رواية لم يتابع عليه ، ولكن قال في روايته عن عبيد الله بالتصغير ، والصحيح عن عبد الله بالتكبير .
قال الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عدي في كتاب الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين وعلل الأحاديث : موسى بن هلال ثم ذكر هذا الحديث كما رواه البيهقي من طريقه فقال : حدثنا محمد بن موسى الحلواني .
حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة حدثنا موسى بن هلال بن عبد الله العمري عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من زار قبلي وجبت له شفاعتي )) قال ابن عدي : وقد روي غير ابن سمرة هذا الحديث عن موسى بن هلال فقال : عن عبيد الله، عن نافع ، عن ابن عمر قال ابن عدي : وعبد الله أصح ,.
قلت : وهذا الذي صححه ابن عدي هو الصحيح ، وهو أنه من رواية عبد الله بن عمر العمري الصغير المكبر المضعف ليس من رواية أخيه عبيد الله العمري الكبير المصغر الثقة الثبت ، فإن موسى بن هلال لم يلق عبيد الله فإنه مات قديماً سنة بضع وأربعين ومائة ، بخلاف عبد الله فإنه تأخر دهراً بعد أخيه وبقي إلى سنة بضع وسبعين ومائة .
ولو فرض أن الحديث من رواية عبيد الله لم يلزم أن يكون صحيحاً ، فإن تفرد موسى بن هلال به عنه دون سائر أصحابه المشهورين بملازمته وحفظ حديثه وضبطه من أدل الأشياء على أنه منكر غير محفوظ ، وأصحاب عبيد الله بن عمر المعروفين بالرواية عنه مثل يحيى بن سعيد القطان وعبد الله بن نمير ، وابي أسامة حماد بن أسامة وعبد الوهاب الثقفي ، وعبد الله بن المبارك ومعتمر بن سليمان وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ، وعلي بن مسهر ، وخالد بن الحارث وأبي ضمرة أنس بن عياض وبشر بن المفضل وأشباههم وأمثالهم من الثقات المشهورين.
فإذا كان هذا الحديث لم يروه عن عبد الله أحمد من هؤلاء الأثبات ، ولا رواه ثقة غيرهم علمنا أنه منكر غير مقبول ، وجزمنا بخطأ من حسنه ، أو صححه بغير علم .
وقد ذكر الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي في كتاب " الجرح والتعديل " أن \سى بن هلال روى عن عبد الله العمري ، ولم يذكر أنه يروي عن عبيد الله ثم قال : سألت أبي عنه فقال : مجهول .
وذكر الحافظ أبو الحسن بن القطان في كتاب " بيان الوهم والإبهام " الواقعين في كتاب " الأحكام " لعبد الحق الأشبيلي : أن هذا الحديث الذي رواه موسى بن هلال حديث لا يصح ، وأنكر على عبد الحق سكوته عن تضعيفه ، وقال : أراه تسامح فيه لأنه من الحث والترغيب على عمل ، ثم ذكر كلام أبي حاتم الرازي والعقيلي في موسى ومال إلى قولهما وقال فأما أبو أحمد بن عدي فإنه ذكر هذا الرجل بهذا الحديث ثم قال : ولموسى غير هذا ، وأرجو أنه لا بأس به وقال : وهذا من أبي أحمد قول صدر عن تصفح روايات هذا الرجل لا عن مباشرة لأحواله ، فالحق فيه أنه لم تثبت عدالته ، وإلى هذا فإن العمري قد عهد أبو محمد يعني عبد الحق يرد الأحاديث من أجله كما تقدم ذكره في هذا الباب .
وقال النسائي : في كتاب الكنى : أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر ضعيف ، وقال العقيلي : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت يحيى بن معين عن عبد الله بن عمر العمري ، فقال : ضعيف ، حدثنا عبد الله قال : سألت أبي عن عبد الله بن عمر فقال : كذا وكذا .

قلت مع هذا وبعد هذا يتبين أن هذا الحديث أن هذا الحديث الذي تفرد به موسى بن هلال لم يصححه أحد من الأئمة المعتمد على قولهم في هذا الشأن ، ولا حسنه أحد منهم ، بل تكلموا فيه وأنكروه حتى أن النووي ذكر في شرح المهذب إن إسناده ضعيف جداً..


قد تفرد هذا السبكي على شيخ الإسلام بتحسينه أو تصحيحه وأخذ في التشنيع والكلام بما لا يليق الذي بقدر آحاد الناس على مقابلته بمثله وبما هو أبلغ منه ،وجميع ما تفرد به هذا المعترض من الكلام على الحديث وغيره خطأ فاعلم ذلك والله الموفق .




وأقول قد ورد في حديث عائشة الصحيح "" السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ""

لمذ لم يقل النبي عليه السلام .. وسألي منهم الشفاعة والطلب والمدد وغيره .. وهم خير البرية من البدوي وغيره إلا ان تقولوا البدوي وغيره هم خير من أولئك , لا ضير فقد قلتم انهم خير من الانبياء , نعوذ بالله من الخذلان..

الجواب لان عليه السلام اصل التوحيد واساسه وبانيه هو بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم ,, ولم يكن ليقول لاحد اسألوا عند قبر فلان من الصالحين او اطلبوا المدد .. وحاشاه ان يقول ذلك ,, الا الصوفية ومن تبعهم من الروافض..

وإذا كانت زيارة قبور عموم المؤمنين مشروعة فزيارة قبور الأنبياء والصالحين أولى لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم له خاصة ليست لغيره من الأنبياء والصالحين وهو أنا أمرنا أن نصلي ونسلم عليه في كل صلاة ، وشرع ذلك في الصلاة وعند الأذان, وسائل الأدعية ، وأن نصلي ونسلم عليه عند دخول المسجد ومسجده وغير مسجده ، وعند الخروج منه وكل من دخل مسجده فلا بد أن يصلي فيه ويسلم عليه في الصلاة ، والسفر إلى مسجده مشروع لكن العلماء فرقوا بينه وبين غيره حتى كره مالك أن يقال : زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن المقصود الشرعي بزيارة القبور السلام عليهم والدعاء لهم ، وذلك السلام والدعاء فقد حصل على أكمل الوجوه في الصلاة في مسجده وغير مسجده وعند سماع الأذان وعند كل دعاء فشرع الصلاة عليه عند كل دعاء فإنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم .
ولهذا يسلم المصلي عليه في الصلاة قبل أن يسلم على نفسه وعلى سائر عباد الله الصالحين فيقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، ويصلي عليه فيدعو له قبل أن يدعو لنفسه ، وأما غيره فليس عنده مسجد فيستحب السفر إليه كما يستحب السفر إلى مسجده ، وإنما يشرع أن يزار قبره كما شرعت زيارة القبور ، وأما هو فيشرع السفر إلى مسجده ، وينهي عما يوهم أنه سفر إلى غير المساجد الثلاثة .
ولو سافر من بلد إلى بلد مثل أن يسافر إلى دمشق من مصر لأجل مسجدها ، أو بالعكس ، أو يسافر إلى مسجد قباء من بلد بعيد لم يكن هذا مشروعاً باتفاق الأئمة الأربعة وغيرهم ، ولو نذر ذلك لم يف بنذره باتفاق الأئمة الأربعة وغيرهم إلا خلاف شاذ عن الليث بن سعد في المساجد .

فإن الصحابة في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وبعدهم إلى انقراض عصرهم لم يسافر أحد منهم إلى قبر نبي ولا رجل صالح ، وقبر الخليل عليه السلام بالشام لم يسافر إليه أحد منهم من الصاحبة وكانوا يأتون بيت المقدس ويصلون فيه ولا يذهبون إلى قبل الخليل ولم يكن ظاهراً ، بل كان في البناء الذي بناه سليمان عليه السلام ؛ ولا كان قبر يوسف يعرف ، ولكن أظهر ذلك بعد أكثر من ثلاثمائة سنة من الهجرة ، ولهذا وقع فيه نزاع فكثير من أهل العلم ينكره ، ونقل ذلك عن مالك وغيره ، لأن الصحابة لم يكونوا يزورنه فيعرف ، ولما استولى النصارى على الشام نقبوا البناء الذي كان على الخليل واتخذوا المكان كنيسة ، ثم لما فتح المسلمون البلد بقي مفتوحاً .
وأما على عهد الصحابة فكان قبر الخليل عليه السلام مثل قبر نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن أحد من الصحابة يسافر إلى المدينة لأجل قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كانوا يأتون فيصلون في مسجده ويسلمون عليه في الصلاة ويسلم من يسلم عند دخول المسجد والخروج منه وهو مدفون في حجرة عائشة فلا يدخلون الحجرة ولا يقفون خارجاً عنها في المسجد عند السور, ، وكان يقدم في خلافة أبي بكر وعمر امتداد اليمن الذين فتحوا الشام والعراق،
ويصلون في مسجده كما ذكرنا ، ولم يكن أحد يذهب إلى القبر ولا يدخل الحجرة ولا يقوم خارجها في المسجد ، بل السلام عليه من خارج الحجرة..

قلت وماذا لو رأى الرآي أو المسلم .. ما يفعله بعض المصريين من الطواف بقبر البدوي الذين اختلف فيه اهل العلم هل صلى لله صلاة أو لم يصلي .. ويتبركون به ويعظمونه وينذرون له وغيره من الشركيات اسأل الله ان يعافيني والمسلمين من ذلك ..
فأئمة المسلمين فرقوا بين ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما نهى عنه في هذا وغيره ؛ فما أمر به هو عبادة وطاعة وقربة ، وما نهى عنه بخلاف ذلك ، بل قد يكون شركاً كما يفعله أهل الضلال من المشركين وأهل الكتاب من ضاهاهم حيث يتخذون المساجد على قبور الأنبياء والصالحين ويصلون إليها وينذرون لها ويحجون إليها ، بل قد يجعلون الحج إلى بيت المخلوق أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام ، ويسمونه ذلك الحج الأكبر ، وصنف لهم شيوخهم في ذلك مصنفات كما صنف المفيد بن النعمان كتاباً في مناسك المشاهد سماه مناسك حج المشاهد ، وشبه بيت المخلوق ببيت الخالق ...

ويا سبحان الله لو شاهد المسلم ما يفعله بعض الصوفية في مصر واليمن وسوريا من السجود للأولياء وقبور الصالحين زعما منهم انه سجود لله .. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا...وقد جاء في الصحيحين عن ابن مسعود قال: قلت يا رسول الله : أي الذنب أعظم ؟ قال : ((أن تجعل لله نداً ، وهو خلقك )) قلت : ثم أي ؟ قال : (( أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك )) قلت : ثم أي ؟ قال : (( أن تزني بحليلة جارك ))

فلهذا فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين زيارة أهل التوحيد وبين زيارة أهل الشرك : فزيارة أهل التوحيد لقبور المسلمين تتضمن السلام عليهم والدعاء لهم وهو مثل الصلاة على جنائزهم ، وزيارة أهل الشرك تتضمن أنهم يشبهون المخلوق بالخالق : ينذرون له ويسجدون له ويدعونه ويحبونه مثل ما يحبون الخالق فيكونون قد جعلوه لله نداً وسووه برب العالمين .
والحمد لله رب العالمين..








أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 27, 2008 2:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
مسكين الأخ " فتى الصحابة " ما زال واقعا تحت تأثير الفكر الوهابي بدرجة شديدة .

مع أنه من المفترض عليه كطالب للعلم أن يوسع دائرة بحثه واستقصائه عن الحقائق بدرجة أكبر تخرجه من أسر الوهابية ، ليرى ما خفي عليه طوال تلك السنين .

ومنعا للإطالة وطلبا للإيجاز إليك ردا على هذه المشاركة ينقسم إلى :

1- تنبيه هام
2- ترجمة مفصلة للإمام السبكي جمعت فيها ما تيسر لي من أقوال الأئمة الأعلام عن الإمام السبكي، حتى تقارن بينها وبين الهراء الذي سقته من كلام ابن عبد الهادي.

1- تنبيه هام

- قال المحدث السيد عبد العزيز الغماري في كتابه [ التهاني في التعقيب على موضوعات الصغاني ] :

[وابن عبد الهادي سلك في ذلك الكتاب مسلك الإفراط الخارج عن قواعد أهل الحديث ، فيجب الحذر منه . زيادة على سوء الأدب في التعبير مع التقي السبكي الحافظ الثقة ، وإتيانه في حقه بما لا يليق بأهل العلم سلوكه ]اهـ

- للإمام السمنودي رد على ابن عبد الهادي باسم نصرة الإمام السبكي برد الصارم المنكي فبرجاء مراجعته لعلك تستفيد منه شيئا

- برجاء مراجعة الرابط التالي لتعلم حقيقة موقف الأمة قاطبة من موضوع الزيارة وحديث لا تشد الرحال بعيدا عن شذوذ ابن تيمية ومن لف لفه ، حتى تعلم أن الحق مع الإمام السبكي ، وكيف لا وقد سار في ذلك مع إجماع الأمة .

http://msobieh.com/akhtaa/viewtopic.php?t=2767

2- ترجمة مفصلة للإمام السبكي جمعت فيها ما تيسر لي من أقوال الأئمة الأعلام عن الإمام السبكي ، حتى تقارن بينها وبين الهراء الذي سقته من كلام ابن عبد الهادي.

- ترجمة الإمام السبكي من الدرر الكامنة للحافظ بن حجر العسقلاني :

[علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن سوار بن سليم السبكي تقي الدين أبو الحسن الشافعي ولد بسبك العبيد أول يوم من صفر سنة 683 وتفقه على والده ودخل القاهرة واشتغل على ابن الرفعة وأخذ الأصلين عن الباجي والخلاف عن السيف البغدادي والنحو عن أبي حيان والتفسير عن العلم العراقي والقراءات عن التقي الصائغ والحديث عن الدمياطي والتصوف عن ابن عطاء الله والفرائض عن الشيخ عبد الله الغماري وطلب الحديث بنفسه ورحل فيه إلى الشام والإسكندرية والحجاز فأخذ عن ابن الموازيني وابن مشرف وعن يحيى بن الصوف وابن القيم والرضي الطبري وآخرين يجمعهم معجمه الذي خرجه له أبو الحسن بن أيبك وولي بالقاهرة تدريس المنصورية وجامع الحاكم والكهارية وغيرها وكان كريم الدين الكبير والجاي الدوادار وجنكلي بن البابا والجاولي وغيرهم من أكابر الدولة الناصرية يعظمونه ويقضون بشفاعته الأشغال ولما توفي القاضي جلال الدين القزويني بدمشق طلبه الناصر في جماعة ليختار منهم من يقرره مكانه فوقع الاختيار على الشيخ تقي الدين فوليها على ما قرأت بخطه في تاسع عشر جمادى الآخرة سنة 739 وتوجه إليها مع نائبها تنكز فباشر القضاء بهمة وصرامة وعفة وديانة وأضيفت إليه الخطابة بالجامع الأموي فباشرها مدة في سنة 742 ثم أعيدت لابن الجلال القزويني وولي التدريس بدار الحديث الأشرفية بعد وفاة المزي وتدريس الشامية البرانية بعد موت ابن النقيب في أوائل سنة 46 وكان طلب في جمادى الأولى إلى القاهرة بالبريد ليقرر في قضائها فتوجه إليها وأقام قليلا ولم يتم الأمر وأعيد على وظائفه بدمشق ووقع الطاعون العام في سنة 749 فما حفظ عنه في التركات ولا في الوظائف ما يعاب عليه وكان متقشفا في أموره متقللا في الملابس حتى كانت ثيابه في غير الموكب تقوم بدون الثلاثين درهما وكان لا يستكثر على أحد شيئا حتى إنه لما مات وجدوا عليه اثنين وثلاثين ألف درهم دينا فالتزم ولداه تاج الدين وبهاء الدين بوفائها وكان لا يقع له مسألة مستغربة أو مشكلة إلا ويعمل فيها تصنيفا يجمع فيه شتاتها طال أو قصر وذلك يبين في تصانيفه وقد جمع ولده فتاويه ورتبها في أربع مجلدات قال الصفدي لم ير أحدا من نواب الشام ولا من غيرهم تعرض له فافلح بل يقع له إما عزل وإما موت جربنا هذا وشاع وذاع حتى قلت له يوما في قضية يا سيدي دع أمر هذه القرية فإنك قد اتلفت فيها عددا وملك الأمراء وغيره في ناحية وأنت وحدك في ناحية وأخشى أن يترتب على ذلك شر كثير فما كان جوابه إلا أنشد قوله:

وليت الذي بيني وبينك عامر ... وبيني وبين العالمين خراب

قلت رأيت بخطه عدة مقاطيع ينظمها في ذلك كأنه يتوسل بها إلى الله فإذا انقضت حاجته طمس اسم الذي كان دعا عليه فمما رأيت من ذلك وقرأته من تحت الطمس قوله:

رب اكفني قراجا ... وأوله اعوجاجا
ضيق عليه سبلا ... ورجه ارتجاجا

وكتب إنه نظمها في ربيع الآخر سنة 705 وقراجا كان دويدار بعض نواب الشام إذ ذاك وقرأت بخطه:

الهي ارغون تظاهر جاهدا ... ليؤذيني مع طيبغا بمطالعه
فيا رب أهلكه وحل دون قصده ... ليخشى ويجري عن قريب مشارعه

وبخطه سافر طيبغا بالمطالعة في العشر الأخيرة من رمضان سنة 52 فوجدت لطف الله فيما قلت وقد تقدم في ترجمة ارغون أنه لم تطل مدته في نيابة دمشق وحكم بالقاهرة عن الناصر أحمد بن الناصر محمد في شيء واحد وذلك أن الفخري لما سار بالعساكر التي أطاعته بسبب الناصر أحمد ليلقى الناصر أحمد من الكرك وجد الناصر سبقهم إلى القاهرة فحثوا السير واجتمعوا بالسلطان وكان من جملة ما اتفق قضية حسام الدين الغوري فرفع بعض الناس فيها قضايا منكسرة ففوض السلطان الحكم فيه للقاضي تقي الدين السبكي فحكم بعزله فنفذ القاضي عز الدين ابن جماعة حكمه وسفر الغوري من يومه على البريد إلى بلاده وذلك في شوال سنة 742 وقد استوعب ولده عدة تصانيفه في ترجمته التي أفردوها وأفرد مسائلها التي انفرد بتصحيحها أو باختيارها في كتابه التوشيح قرأت بخط الشيخ تقي الدين السبكي كتب إلى أبو الفتح يعني قرابته ورقة بسبب شخص أن أكتب إلى شخص في حاجة له وذلك قبل ولاية الشام بسنة فأجبته ووقفت على ما أشرت إليه والذي تقوله صحيح وهو الذي يتعين على العاقل ولكني ما أجد طباعي تنقاد إلى هذا بل تأبى منه أشد الإباء والله خلق الخلق على طبائع مختلفة وتكلف ما ليس في الطبع صعب إلى أن قال وأنا من عمري كله لم أجد ما يخرجني عن هذه الطريقة فإني نشأت غير مكلف بشيء من جهة والدي وكنت في الريف قريبا من عشرين سنة وكان الوالد يتكلف لي ولا أتكلف له ولا أعرف من الناس فيه غير الاشتغال ثم ولي والدي نيابة الحكم بغير سؤال فصرت أتكلم الكلام بسببه وأما في حق نفسي فلا أكاد أقدم على سؤال أحد إلا نادرا بطريق التعريض اللطيف فإن حصل المقصود وإلا رجعت على الفور وفي نفسي ما لا يعلمه إلا الله وأما في حق غيري من الأجانب فكانوا يلحون إلي فأتكلف فاقضي من حوائجهم ما يقدر الله ولم أزل يكن معي عشرة أوراق أو أكثر ولا أتحدث فيها مع المطلوبة منه إلا معرفا وشغلت بذلك عن مصلحتي ومصلحة أولادي لأن اجتماعي بهم كان قليلا يروح في حوائج الناس ولا ينقضي بها حاجة حتى يزيد نفور نفسي عن الحديث فيها وكان آخر ذلك أن طلبت حاجة تقي الدين الاقفهسي فأجابني المطلوب منه بجواب لا يرضاه فحلفت لا أسأله حاجة بعدها فمات بعد نحو نصف سنة وحصلت لي الراحة بترك السؤال ولكن استمر الوالد في نيابة المحلة فعرض من الجلال وولده ما يقتضي أن خاطري يغريه فحصل لي ضجر فقدر الله وفاة الوالد وماتت الوالدة بعده بأربعين يوما فعزفت نفسي عن الدنيا وأنا الآن ابن اثنين وخمسين سنة وقد تعبت نفسي من حوائج الناس مدة فأريد أن أريح نفسي فيما بقي وأيضا فلي نحو عشر سنين لا أتحرك حركة في الدنيا فأحمدها فأخاف إذا تحدثت لغيري أن لا ينجح فأندم ويتعب قلبي فالعزلة أصلح إلى أن قال وليعلم أن الإنسان إنما يفعل ذلك إما لطبع فطري أو مكتسب وهما مفقودان عندي أو لحامل عليه من إيجاب شرعي وليس من صورة المسألة أو غرض دنيوي وأرجو أن لا يكون عندي أو اكتساب أجر بأن يكون مندوبا ومثل هذا الظاهر إن تركه هو المندوب ثم لو سلم فالنفس لا تنقاد إليه في أكثر الأحوال كما يترك الإنسان المندوب الطبع أو ضعف باعث والمندوب إن قل أن يصل إلى المخالطة على جميعها وذلك بحسب قوة الباعث وضعفه والسلام انتهى ملخصا وقرأت بخط الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ الحنفي على جزء من تفسير الشيخ تقي الدين ما نصه يقول:

أتيت لنا من الدرر النظيم ... سلوكا للصراط المستقيم
جمعت به العلوم فيا لفرد ... حوى تصنيفه جمع العلوم

وكان ينظم كثيرا وشعره وسط فمنه ما وصى به ولده محمدا قال:

ابني لا تهمل نصيحتي التي ... أوصيك واسمع من مقالي ترشد
احفظ كتاب الله والسنن التي ... صحت وفقه الشافعي محمد
وتعلم النحو الذي يدني الفتى ... من كل فهم في القرآن مسدد
واعلم أصول الفقه علما محكما ... يهديك للبحث الصحيح الأيد
واسلك سبيل الشافعي ومالك ... وأبي حنيفة في العلوم وأحمد

ومنها قوله أيضا:

واقطع عن الأسباب قلبك واصطبر ... واشكر لمن أولاك خيرا واحمد

ومنها قوله أيضا:

وخذ العلوم بهمة وتيقظ ... وقريحة سمحاء ذات توقد

ومنها قوله أيضا:

واقف الكتاب ولا تمل عنه وقف ... متأدبا مع كل حبرا وحد

ومنها قوله أيضا:

وطريقة الشيخ الجنيد وصحبه ... والسالكين سبيلهم بهم اقتد
واقصد بعلمك وجه ربك خالصا ... تظفر سبيل الصالحين وتهتد

يقول في آخرها:

هذي وصيتي التي أوصيكها ... أكرم بها من والد متودد

وعدتها نحو العشرين هذا مختارها.

وله أيضا:

إن الولاية ليس فيها راحة ... إلا ثلاث يبتغيها العاقل
حكم بحق أو إزالة باطل ... أو نفع محتاج سواها باطل

له أيضا في الألغاز: مثال عم وخال بقول بنى بأخت أخيه.لأمه لأبيه وذاك لا بأس فيه.في قول كل فقيه فيحله وهو داع. بذاك لا شك فيه حكى الصفدي أنه نظم في سنة تسع وثلاثين فكأنه عند ما ولي القضاء بيتا واحدا هو: قوله:

لعمرك إن لي نفسا تسامى ... إلى ما ينل دارا ابن دارا

قال وتركته إلى أن أضفت إليه آخر في سنة 747 وهو:

فمن هذا أرى الدنيا هباء ... ولا أرضى سوى الفردوس دارا

ثم رأيته بخطه أنه نظم الأول في سنة 19 والثاني في جمادى الأولى سنة 47 وقال إن لكل منها إشارة وقرأت بخطه من نظمه:

إذا أتتك يد من غير ذي مقة ... وجفوة من صديق كنت تأمله
خذها من الله تنبيها وموعظة ... بأن ما شاء لا ما شئت يفعله

وقد كان نزل عن منصب القضاء لولده تاج الدين بعد أن مرض فلما استقر تاج الدين وباشر توجه الشيخ تقي الدين إلى القاهرة وأقام بها قليلا في دار على شط النيل وهو موعوك إلى أن مات في ثالث جمادى الآخرة سنة 756 فكانت إقامته بالقاهرة نحو العشرين يوما وكان وصول التقليد لتاج الدين في ثالث عشر شهر ربيع الأول ولبس الخلعة في النصف منه وباشر ثم عوفي أبوه وركب وحضر معه بعض الدروس وحكم بحضرته وسربه وتوجه إلى القاهرة في سادس عشري شهر ربيع الآخر من السنة ولما دخلها شاع بعض الناس إن ولده بهاء الدين سعى له في قضاء الديار المصرية ثم لما مات سعى ولده أن يدفن عند الإمام الشافعي داخل القبة فامتنع شيخو من إجابة سؤاله فدفنه بسعيد السعداء قال الإسنوي في الطبقات كان انظر من رأيناه من أهل العلم ومن أجمعهم للعلوم وأحسنهم كلاما في الأشياء الدقيقة وأجلهم على ذلك وكان في غاية الإنصاف والرجوع إلى الحق في المباحث ولو على لسان آحاد الطلبة مواظبا على وظائف العبادات مراعيا لأرباب الفنون محافظا على ترتيب الأيتام في وظائف آبائهم وقال شيخنا العراقي طلب الحديث في سنة 703 ثم انتصب للإقراء وتفقه به جماعة من الأئمة وانتشر صيته وتواليفه ولم يخلف بعده مثله ومن مجرياته أنه بحث مع ابن الكناني فنقل عن الشيخ أبي إسحاق شيئا في الأصول فلما رجع بعث إليه قاصدا يقول له المسألة التي ذكرها ما هي في اللمع فكتب إليه:

سمعت بإنكار ما قلته عن الشيخ إذ لم يكن في اللمع
ونقلي لذلك من شرحه ... وخير خصال الفقيه الورع

لو وقفت على شرح اللمع ما أنكرت النقل فانظر فيه فإنه كتاب مفيد فلما وقف ابن الكناني على الجواب تألم تألما كثيرا وكان أسن من السبكي بكثير لكن تقدم السبكي واشتهر واستمر هو على حالة واحدة ولذا كان ابن عدلان وابن الأنصاري يمتعضان من السبكي لكونهما أسن منه وتقدم عليهما. ]اهـ

- ترجمة الإمام السبكي من الوافي بالوفيات للصلاح الصفدي

[قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن مسوار بن سوار بن سليم الشيخ الإمام العالم العلامة العامل الورع الناسك الفريد البارع المحقق المدقق المفنن المفسر المقرئ المحدث الأصولي الفقيه المنطقي الخلافي النحوي اللغوي الأديب الحافظ، أوحد المجتهدين، سيف المناظرين، فريد المتكلمين، شيخ الإسلام حبر الأمة، قدوة الأئمة، حجة الفضلاء، قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن الأنصاري الخزرجي المصري السبكي الشافعي الأشعري، الحاكم بالشام.
أما التفسير فيا إمساك ابن عطية ووقوع الرازي معه في رزية.
وأما القراءات فيا بعد الداني وبخل السخاوي بإتقان السبع المثاني.
وأما الحديث فيا هزيمة ابن عساكر وعي الخطيب لما أن يذاكر.
وأما الأصول فيا كلال حد السيف وعظمة فخر الدين كيف تحيفها الحيف.
وأما الفقه فيا وقوع الجويني في أول مهلك من نهاية المطلب، وجر الرافعي إلى الكسر بعد انتصاب علمه المذهب. وأما المنطق فيا إدبار دبيران وقذى عينيه وانبهار الأبهري وغطاء كشفه بيمينه.
وأما الخلاف فيا نسف جبال النسفي وعمى العميدي، فإن إرشاده خفي.
وأما النحو فالفارسي ترجل يطلب إعظامه، والزجاجي تكسر جمعه وما فاز بالسلامة.
وأما اللغة فالجوهري ما لصحاحه قيمة، والأزهري أظلمت لياليه البهيمة.
وأما الأديب فصاحب الذخيرة استعطى، وواضع اليتيمة تركها وذهب إلى أهله يتمطى.
وأما الحفظ فما سد السلفي خلة ثغره، وكسر قلب الجوزي لما أكل الحزن لبه، وخرج من قشره هذا إلى إتقان فنون يطول سردها، ويشهد الامتحان أنه في المجموع فردها، وإطلاع على معارف أخر وفوائد متى تكلم فيها قلت: بحر زخر، إذا مشى الناس في رقراق علم كان هو خائض اللجة. وإذا خبط الأنام عشواء سار هو في بياض المحبة: من الكامل
عمل الزمان حساب كل فضيلة ... جماعة كانت لتلك محركه
فرآهم متفرقين على المدى ... في كل فن واحد قد أدركه
فأتى به من بعدهم فأتى بما ... جاؤوا به جمعاً فكان الفذلكه
وتصانيفه تشهد لي بما ادعيت وتؤيد ما أتيت به ورويت. فدونك وإياها ورشف كؤوس حمياها، وتناول نجومها إن وصلت إلى ثرياها.
ولد أول يوم من صفر سنة ثلاث وثمانين وست مائة، وقرأ القرآن العظيم بالسبع. واشتغل بالتفسير والحديث والفقه والأصلين والنحو والمنطق والخلاف العميدي، والفرائض، وشيء من الجبر والمقابلة. ونظر في الحكمة وشيء من الهندسة والهيئة، وشيء يسير من الطب. وتلقى كل ما أخذه من ذلك عن أكثر أهله، ممن أدركه من العلماء الأفاضل. فمن مشاهير شيوخه في القراءات: تقي الدين الصائغ، وفي التفسير علم الدين العراقي، وفي الحديث الحافظ شرف الدين الدمياطي، وبه تخرج في الحديث. وأخذ باقي العلوم عن جماعة غيرهم، فالفقه أخذه عن الإمام نجم الدين ابن الرفعة. والأصول أخذها عن علاء الدين الباجي، والنحو عن العلامة أثير الدين أبي حيان، وغير ذلك عن غيرهم.
ورحل في طلب الحديث إلى الإسكندرية والشام، فمن مشاهير أشياخه في الرواية: ابن الصواف وابن جماعة والدمياطي وابن القيم وابن عبد المنعم وزينب. هؤلاء بمصر والإسكندرية، والذين بالشام: ابن الموازيني وابن مشرف والمطعم وغيرهم. والذين بالحجاز: رضي الدين إمام المقام وغيره. وصنف كثيراً إلى الغاية، من ذلك: الدّر النظيم في تفسير القرآن العظيم، عمل منه مجلدين ونصفاً، وتكملة المجموع في شرح المهذب، ولم يكمل. والابتهاج في شرح المنهاج في الفقه، بلغ فيه يؤمئذ.
والتحقيق في مسألة التعليق، رداً على العلامة تقي الدين ابن تيمية في الطلاق. وكان الناس قد عملوا عليه ردوداً ووقف عليها، فما أثنى على شيءٍ منها غير هذا، وقال: هذا رد فقيه.
وكتاب شفاء السقام في زيارة خير الأنام رداً عليه أيضاً في إنكاره سفر الزيارة، وقرأته عليه بالقاهرة سنة سبع وثلاثين وسبع مائة من أوله إلى آخره، وكتبت عليه طبقةً جاء مما فيها نظماً: من المتقارب
لقول ابن تيمية زخرف ... أتى في زيارة خير الأنام
فجاءت نفوس الورى تشتكي ... إلى خير حبر وأزكى إمام
فصنف هذا وداواهم ... فكان يقيناً شفاء السقام
ورفع الشقاق في مسألة الطلاق، والرياض الأنيقة في قسمة الحديقة، ومنبه الباحث في حكم دين الوارث، ولمعة الإشراق في أمثلة الاشتقاق. وإبراز الحكم من حديث رفع القلم. وإحياء النفوس في حكمة وضع الدروس، وكشف القناع في إفادة لو للامتناع. وضوء المصابيح في صلاة التراويح، ومسألة كل وما عليه تدل، ومسألة ضع وتعجل، لما وقف عليها الفاضل سراج الدين عبد اللطيف ابن الكويك كتب عليها، ونقلته من خطه: من الكامل
لله در مسائل هذبتها ... ونفيت خلفاً عد خلفاً نقله
وحللت إذ قيدت بالشرطين ما ... أعيى على العلماء قبلك حله
فعلا على الشرطين قدرك صاعداً ... أوج العلوم وفوق ذاك محله
والرسالة العلائية، والتحبير المذهب، في تحرير المذهب، والقول الموعب في القضاء بالموجب، ومناسك أولى ومناسك أخرى. وبيع المرهون في غيبة الديون، وبيان الربط في اعتراض الشرط على الشرط. ونور الربيع من كتاب الربيع، والرقم الأبريزي في شرح التبريزي. وعقود الجمان في عقود الرهن والضمان، وطليعة الفتح والنصر في صلاة الخوف والقصر. والسيف المسلول على من سب الرسول، والسهم الصائب في بيع دين الغائب، وفصل المقال في هدايا العمال. والدلالة على عموم الرسالة، والتهدي إلى معنى التعدي. والنقول البديعة في أحكام الوديعة.
وكشف الغمة في ميراث أهل الذمة، والطوالع المشرقة في الوقوف على طبقة بعد طبقة، وحسن الصنيعة في حكم الوديعة، وأجوبة أهل طرابلس، وتلخيص التلخيض وتاليه، والإبهاج في شرح المنهاج في الأصول، ورفع الحاجب في شرح ابن الحاجب في الأصول.
والقراءة خلف الإمام، والرد على الشيخ زين الدين ابن الكتاني. وكشف اللبس في المسائل الخمس، ومنتخب طبقات الفقهاء. وقطف النور في دراية الدور. والغيث المغدق في ميراث ابن المعتق. وتسريح الناظر، في انعزال الناظر، والملتقط في النظر المشترك، وغير ذلك.
ومن مسموعاته الحديثية: الكتب الستة والسيرة النبوية، وسنن الدارقطني ومعجم الطبراني، وحلية الأولياء ومسند الطيالسي، ومسند الحارث بن أسامة، ومسند الدارمي ومسند عبد ومسند العدني، ومسند الشافعي، وسنن الشافعي، واختلاف الحديث للشافعي، ورسالة الشافعي، ومعجم ابن المقرئ، ومختصر مسلم، ومسند أبي يعلى، والشفاء للقاضي عياض، ورسالة القشيري، ومعجم الإسماعيلي، والسيرة للدمياطي، وموطأ يحيى بن يحيى، وموطأ القعنبي، وموطأ ابن بكير، والناسخ والمنسوخ للحازمي، وأسباب النزول للواحدي، وأكثر مسند أحمد، ومن الأجزاء شيء كثير. ولقد شاهدت منه أموراً ما أكاد أقضي العجب منها من تدقيق وتحقيق ومشاحة في ألفاظ المصنفين، وما ينظر فيه من أقوال الفقهاء وغيرهم.
والذي أقول فيه: إنه أي مسألة أخذها وأراد أن يملي فيها منصنفاً فعل. ولم أر من اجتمعت فيه شروط الاجتهاد غيره، نعم والعلامة ابن تيمية. إلا أن هذا أدق نظراً وأكثر تحقيقاً، وأقعد بطريق كل فن تكلم فيه، وما في أشياخه مثله.
وكان الأمير سيف الدين الجابي الدوادار لا يكاد يفارقه، ويبيت عنده في القلعة ليالي، ويقيم أياماً. ولما توفي قاضي القضاة جلال الدين القزويني بالشام، جاء الخبر ونحن بالقاهرة في خدمة الأمير سيف الدين تنكز سنة تسع وثلاثين، فطلب السلطان الملك الناصر محمد قاضي القضاة عز الدين ابن جماعة وطلبه، وطلب الشيخ شمس الدين ابن عدلان، فلما حضروا قال له: يا شيخ تقي الدين، قد وليتك قضاء القضاة بالشام. وألبس تشريفه وخرج صحبة نائب الشام، وكنت في خدمته في الطريق، فالتقطت الفوائد وجمعت الفرائد وسهلت بسؤاله ما كان عندي من الغوامض الشدائد، ووددت أن النوى لم تلق لها عصا، وأن اليعملات في كل هاجرة تنفي يداها الحصى. من البسيط
يود أن ظلام الليل دام له ... وزيد فيه سواد القلب والبصر
وباشر القضاء بصلف زاد، ومشى ما حال عن جادة الحق ولا حاد. منزه النفس عن الحطام، منقاداً إلى الزهد بخطام، مقبلاً على شأنه في العلم والعمل، منصرفاً إلى تحصيل السعادة الأبدية، فما له في غيرها أمل. ناهيك به من قاض، حكمه في هذا الإقليم متصرف الأوامر، وحديثه في العفة عن الأموال علالة السامر.
ليس في بابه من يقول لخصم: هات، ولا من يجمجم الحق أو يموه بالترهاب. ومات الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله وهو يعظمه ويختار أكبر الجوهر للثناء عليه وينظمه: من البسيط
أثنى عليك بأني لم أخف أحداً ... يلحى عليك وماذا يزعم اللاحي
مهذب تشرق الدنيا بطلعته ... عن أبيض مثل نصل السيف وضاح
طلبت منه ذكر شيء من حاله ومولده وتصانيفه لأستعين بذلك على هذه الترجمة، فكتب مسموعاته وأشياخه ومصنفاته، ولم يكتب شيئاً من نظمه، فكتبت إليه: من السريع
مولاي يا قاضي القضاة الذي ... أبوابه من دهرنا حرز
أفدتني ترجمة لم تزل ... بحسن أقمار الدجى تهزو
لبست منها حلة وشيها ... أعوزه من نظمك الطرز
فكتب الجواب: من السريع
لله مولى فضله باهر ... من كل علم عنده كنز
يا واحد الدهر قد علا ... منه على هام الورى الغرز
تسألني النظم ومن لي به ... وعندي التقصير والعجز
قبل الداعي طرساً ... قد سما نوراً ونفسا
جمع أفانين العلوم في شبه الوشي المرقوم، ما بين خط إذا رمقته العيون قالت: هذا خط ابن مقلة، ونظم لا يطيق حبيب أن ينكر فضله، ونثر يرى عبد الرحيم عليه طوله.
صدر عمن توقل ذروة البلاغة وسنامها، وامتطى غاربها، وملك زمانها، وكملها من كل علمٍ بأكمل نصيب، ضارباً فيه بالسهم المصيب، مشمراً فيه عن ساق الجد والاجتهاد، متوقداً ذكاءً، مع ارتياض وارتياد إلى من هو عن ذلك كله بمعزل.
ومن قعد به قصوره إلى حضيض منزل يطلب منه شيئاً مما نظم. ولعمري، لقد استسمن ذا ورم.
ومن أين لي النظم والرسائل إلا بنغبة من المسائل، على تبلد خاطر وكلال قريحة، وتقسم فكر بين أمور سقيمة وصحيحة، فأبى لمثلي شعر ولا شعور، أو يكون لي منظوم ومنثور!!؟
غير أني مضت لي أوقات استخفني فيها: إما محبة التشبه بأهل الأدب، وإما ذهول عما يحذره العقلاء من العطب، وإما حالة تعرض للنفس فتنضح بما فيها وأقول: دعها تبلغ من أمانيها. فنظمت ما يستحى من ذكره ويستحق أن يبالغ في ستره. ولكنك أنت الحبيب الذي لا يستر عنه معيب، أذكر لك منه حسب ما أمرت نبذاً، وأقطع لك منه فلذاً، فمن ذلك في سنة ست وسبع مائة: من البسيط
ترى الصاب وزمان اللهو يرجع لي ... أم هل يداوى عليل الأعين النجل
أم هل يجود بوصل من يضن به ... على معنى صريع الهدب ومقل
ومن ذلك سنة أربع عشرة يرثي الباجي من أبيات: من الطويل
فلا تعزليه أن يبوح بوجده ... على عالم أودى بلحد مقدس
تعطل منه كل درس ومجمع ... وأقفر منه كل ناد ومجلس
ومات به إذ مات كل فضيلة ... وبحث وتحقيق وتصفيد مبلس
وإعلاء دين الله إن يبد زائغ ... فيخزيه أو يهدي بعلم مؤسس
ومن ذلك في سنة عشر: من الكامل
أبني لا تهمل نصيحتي التي ... أوصيك واسمع من مقالي ترشد
احفظ كتاب الله والسنن التي ... صحت وفقه الشافعي محمد
وتعلم النحو الذي يدني الفتى ... من كل فهم في القران مسدد
واعلم أصول الفقه علماً محكماً ... يهديك للبحث الصحيح الأيد
واسلك سبيل الشافعي ومالك ... وأبي حنيفة في العلوم وأحمد
وارفع إلى الرحمن كل ملمة ... بضراعة وتمسكن وتعبد
واقطع عن الأسباب قلبك واصطبر ... واشكر لمن أولاك خيراً واحمد
ومن ذلك في سنة ثمان عشرة حين رد على ابن تيمية في الطلاق، وقد أكثر ابن تيمية من الاحتجاج بيمين ليلى: من البسيط
في كل واد بليلى واله شغف ... ما إن يزال به من مسها نصب
ففي بني عامر من حبها دنف ... ولابن تيمية من عهدها شغب
ومنه في معنى قول امرئ القيس:
وما ذرفت عيناك. . . البيت.
من الكامل المجزوء
قلبي ملكت فما به ... مرمى لواش أو رقيب
قد حزت من أعشاره ... سهم المعلى والرقيب
يحييه قربك إن مننت به ولو مقدار قيب
يا متلفي ببعاده ... عني أما خفت الرقيب؟
قلت: ليس لهذه القوافي خامس فيما أظن.
وتلطف في القافية الثالثة حتى تركبت معه، وامتزجت من كلمتين: وقيب، لغة في قاب، وفيها معنى أدبي مما يمتحن به الأدباء في قول امرئ القيس: وما ذرفت عيناك. . . البيت لأن الأصمعي قال فيه: ما هو باد لكل أحد، وهو أن عينيها سهمان ضربت بهما في قلبه المقتل الذي هو أعشار، أي مكسر من قولهم: برمة أعشار إذا كانت كذلك. وأما ابن كيسان فقال: ما هو أدق من هذا المعنى فقال: ضربت بسهميك اللذين هما من سهام الميسر لتملكي أعشار القلب، وهي جميع ما يخص الميسر من القداح. فالمعلى له سبعة أسهم، والرقيب له ثلاثة أسهم، فيستغرق السهمان جميع الأعشار. وهذا وإن كان دقيقاً، وفيه غوص، ففيه تعسف وتأويل فيه بعد. وأما هذا الذي نظمه قاضي القضاة، فهو صريح في هذا المعنى.
ونقلت من خطه قال: أحضر لي كتاب لابن تيمية في الرد على ابن مطهر الحلي في تصنيفه في الرفض، فقلت فيه وقد صرح ابن تيمية بحوادث لا أول لها بذات الباري تعالى: من البسيط
إن الروافض قوم لا خلاق لهم ... من أجهل الخلق في علم وأكذبه
والناس في غنية عن رد كذبهم ... لهجنة الرفض واستقباح مذهبه
وابن المطهر لم تطهر خلائقه ... داع إلى الرفض غال في تعصيه
لقد تقول في الصحب الكرام ولم ... يستحي مما افتراه غير منجبه
ولابن تيمية رد عليه وفى ... بمقصد الرد واستيفاء أضربه
لكنه خلط الحق المبين بما ... يشوبه كدراً في صفو مشربه
يحاول الحشو أنى كان فهو له ... حثيث سير بشرق أو بمغربه
يرى حوادث لا مبدا لها ولها ... في الله سبحانه عما يظن به
لو كان حياً يرى قولي ويفهمه ... رددت ما قال أقفو إثر سبسبه
كما رددت عليه في الطلاق وفي ... ترك الزيارة رداً غير مشتبه
وبعده لا أرى للرد فائدةً ... هذا وجوهره مما أظن به
والرد يحسن في حالين: واحدة ... لقطع خصم قوي في تغلبه
وحالة لانتفاع الناس حيث به ... هدىً وربح لديهم في تكسبه
وليس الناس في علم الكلام هدىً ... بل بدعةً وضلال في تطلبه
ولي يد فيه لولا ضعف سامعه ... جعلت نظم بسيطي في مهذبه
ونقلت منه ما نظمه في رجب سنة ثلاث وأربعين وسبع مائة: من الكامل
إن الولاية ليس فيها راحةً ... إلا ثلاث يبتغيها العاقل
حكم بحق أو إزالة باطل ... أو نفع محتاج سواها باطل
ونقلت منه له: من المجتث
مثال عم وخال ... بقول صدق وجيه
بنى بأخت أخيه ... لأمه لأبيه
وذاك لا بأس فيه ... في قول كل فقيه
فيحله هو داع ... بذاك لا شك فيه
ونقلت منه له: من البسيط
يا من يشبه بالكمون مرتجياً ... وعوده كل يوم في غد أهب
غنمت قلباً عليلاً تاركاً خمساً ... خذه صحيحاً فما تخميسه يجب
جئنا بقلب صحيح سالم ولكم ... من صحة الأصل جود دونه السحب
قلبه العليل: نومك، والصحيح: نؤمك، مهموزاً من الأم وهو القصد. وصحة أصل الكمون يجيء: كم مؤن، وركبت أنا مغلطةً من مغالطات المنطق، ونظمتها شعراً وكتبت بها إليه، وهي: من الوافر
أيا قاضي القضاة بقيت ذخراً ... لتشفي ما يعالجه الضمير
فأنت إمامنا في كل فن ... ومثلك لا تجيء به الدهور
كأنك للغوامض قطب فهم ... عليك غدت دقائقها تدور
بلغت بالاجتهاد إلى مدى ... لا يخونك في معارفه فتور
وبابك عاصم من كل جور ... وعلمك نافع ولنا كثير
وقلنا: أنت شمس علاً وعلمٍ ... فكيف بنوك كلهم بدور
إليك المشتكى من فهم سوء ... يعسر إذ يسير له اليسير
بليت بفكرة قد أتعبتني ... تخور إلي كسلى إذ تخور
مقدمتان سلمتا يقيناً ... ولكن أنتجا ما لا يصير
تقول البدر في فلك صغير ... وذلك في كبير يستدير
فيلزم أن بدر التم ثاو ... بجانحة الكبير وذاك زور
فأوضح ما تقاعس عنه فهمي ... فأنت بحله طب خبير
وعلمك للأنام هدى ونور
فكتب الجواب في ليلته وفرع عليه ثلاثة أجوبة: من الوافر
سؤالك أيا الحبر الكبير ... سمت في حسن هالته البدور
وهمتك العلية قد تعالت ... فدون طلابها الفلك الأثير
ونظمك فوق كل النظم عالٍ ... على هذا الزمان له وفور
فلو سمحت بك الأيام قدماً ... لقدمك الجحاجحة الصدور
سألت وأنت أذكى الناس قلباً ... وعندك كل ذي عسر يسير
وقلت: المشتكى من سوء فهم ... وحاشى أن فهمك مستطير
وفكرتك الصحيحة لن تجارى ... ولم أرها تحور ولا تخور
ولا كسل بها كلاً وأنى ... ودون نشاط أولها السعير
فهاك جاب ما قد سلت عنه ... وأنت بما تضمنه خبير
مقدمتان شرطهما اتحاد ... بأوسط إن يفت فات السرور
وهذا منه فالإنتاج عقم ... وأعقبه عن التصديق زور
وذلك أن قولك في صغير ... هو المحمول ليس هو الصغير
وفي الكبرى هو الموضوع فاعلم ... فمن ذياك للشرط الثبور
وإن رمت التوصل باجتلابٍ ... مقدمة بها يقع العثور
على تحقيق مظروف وظرف ... فمشترك عن المعنى قصير
فمن البدر في فلك صغيرٍ ... يخالف ما تصمنه الكسير
فلم يحصل لشرطهما وجود ... لذلك أنتجا ما لا يصير
وفي التحقيق لا إنتاج لكن ... لأجلك قلت: قولك: يا عزير
وأما إن أردت عموم كونٍ ... وذلك فيهما معنى شهير
فينتج آمناً من كل شكٍ ... وليس عليه إيراد يضير
فأنت البدر حسناً وانتقالاً ... بأفلاك مضاعفةً تسير
لحامله السريع وتالييه ... دليل أن خالقه قدير
يرى ذو الهيئة النحرير فيها ... عجائب ليس يحويها الضمير
فسبحان الذي أنشاه بر ... رحيم قاهر رب غفور
وصلى الله رب على نبي ... هو الهادي به قد تم نور
وأنشدني من لفظه ما كمل به الأبيات القديمة المشهورة: من الوافر
فقال: اذهب إذاً فاقبض زكاتي ... برأي الشافعي من الوالي
فقلت له: فديتك من فقيه ... أيطلب بالوفاء سوى الملي
نصاب الحسن عندك ذو امتناع ... بلحظك والقوام السمهري
فإن أعطيتنا طوعاً وإلا ... أخذناه بقول الشافعي
وقال لي: نظمت بيتاً مفرداً من ثمان عشرة سنة، وزدت عليه الآن في هذه السنة، وكانت سنة سبع وأربعين وسبع مائة. وأنشدنيهما من لفظه، وهما: من الوافر
لعمرك إن لي نفساً تسامى ... إلى ما لم ينل دارا بن دارا
فمن هذا أرى الدنيا هباء ... ولا أرضى سوى الفردوس دارا
فأعجباني وقلت: في مادتهما دون مدتهما، إلا أن بيتيه أحسن وأصنع من قولي: من الوافر
لعمرك إن للباقي التفاتي ... وما لي نحو ما يفنى طريقه
أرى الدنيا وما فيها مجازاً ... وما عندي سوى الأخرى حقيقة ]اهـ

- ترجمة الإمام السبكي من طبقات الشافعية الكبرى للإمام تاج الدين السبكي

[علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام ابن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مسوار بن سوار ابن سليم السبكي
الشيخ الإمام الفقيه المحدث الحافظ المفسر المقرئ الأصولي المتكلم النحوي
اللغوي الأديب الحكيم المنطقي الجدلي الخلافي النظار
شيخ الإسلام قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن
( إمام الناس جامع كل علم ... فريد الدهر أسمى من تسامى )
( له التفسير للقرآن ألقت ... إليه معادن العلم الزماما )
( وفي فن الحديث إليه تنضى ... ركائب من به طلب القياما )
( وفي فن الأصول له سمو ... وفي نوع الفروع غدا الهماما )
( وفي العربية الأمثال سارت ... بها في الخافقين له دواما )
( حوى لغة وتصريفا ونحوا ... وأبياتا به تسمو نظاما )
( وأنسابا وتاريخا مبينا ... لأحوال الذين غدوا عظاما )
( بديع بيان أسلوب المعاني ... إذا شرح اسمها للمرء هاما )
( وفي علم العروض وفي القوافي ... والاستدلال لم يأل اهتماما )
( وفي علم الكلام وكل بحث ... غدا الحبر المقدم والإماما )
شيخ المسلمين في زمانه والداعي إلى الله في سره وإعلانه والمناضل عن الدين الحنيفي بقلمه ولسانه
أستاذ الأستاذين وأحد المجتهدين وخصم المناظرين
جامع أشتات العلوم والمبرز في المنقول منها والمفهوم والمشمر في رضا الحق وقد أضاءت النجوم
شافعي الزمان وحجة الإسلام المنصوب من طرق الجنان والمرجع إذا دجت مشكلة وغابت عن العيان
عباب لا تكدره الدلاء وسحاب تتقاصر عنه الأنواء وباب للعلم في عصره وكيف لا وهو علي الذي تمت به النعماء
( وكان من العلوم بحيث يقضى ... له من كل علم بالجميع )
وكان من الورع والدين وسلوك سبيل الأقدمين على سنن ويقين إن الله مع المتقين
صادع بالحق لا يخاف لومة لائم صادق في النية لا يختشي بطشة ظالم صابر وإن ازدحمت الضراغم
منوط به أمر المشكلات في دياجيها محطوط عن قدره السماء ودراريها مبسوط قلمه ولسانه في الأمة وفتاويها
شيخ الوقف حالا وعلما وإمام التحقيق حقيقة ورسما وعلم الأعلام فعلا واسما
( إذا تغلغل فكر المرء في طرف ... من مجده غرقت فيه خواطره )
لا يرى الدنيا إلا هباء منثورا ولا يدري كيف يجلب الدرهم فرحا والدينار
سرورا ولا ينفك يتلو القرآن قائما وقاعدا راكبا وماشيا ولو كان مريضا معذورا وكان دعواته تخترق السبع الطباق وتفترق بركاتها فتملأ الأفاق وتسترق خبر السماء وكيف لا وقد رفعت على يد ولي الله تفتح له أبوابها ذوات الإغلاق
وكانت يداه بالكرم مبسوطتين لا يقاس إلا بحاتم ولا ينشد إلا:
( على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... )
ولا يعرف إلا العطاء الجزل
( وتأتي على قدر الكرام المكارم ... )
( يد تلوح لأفواه تقبلها ... فتستقل الثريا أن تكون فما )
( وللمعاني الحسان الغر تكتبها ... بأحسن الخط لما تمسك القلما )
( وللعفاة لتوليهم عوائدها ... فلا يرى الغيث شيئا لو وفى وهمى )
( وللدعائي طول الليل يرفعها ... إلى الإله ليولين به النعما )
( أعظم بها نعما كالبحر ملتطما ... والغيث منسجما والجود منقسما )
يواظب على القرآن سرا وجهرا لا يقرن ختام ختمة إلا بالشروع في أخرى ولا يفتتح بعد الفاتحة إلا سورة تترى
مع تقشف لا يتردع معه غير ثوب العفاف ولا يتطلع إلى ما فوق مقدار الكفاف ولا يتنوع إلا في أصناف هذه الأوصاف
يقطع الليل تسبيحا وقرآنا وقياما لله لا يفارقه أحيانا وبكاء يفيض من خشية الله ألوانا
أقسم بالله أنه لفوق ما وصفته وإني لناطق بها وغالب ظني أني ما أنصفته وإن الغبي سيظن في أمرا ما تصورته
( وما علي إذا ما قلت معتقدي ... دع الحسود يظن السوء عدوانا )
( هذا الذي تعرف الأملاك سيرته ... إذا ادلهم دجى لم يبق سهرانا )
( هذا الذي يسمع الرحمن صائحه ... إذا بكى وأفاض الدمع ألوانا )
( هذا الذي يسمع الرحمن دعوته ... إذا تقارب وقت الفجر أو حانا )
( هذا الذي تعرف الغبراء جبهته ... من السجود طوال الليل عرفانا )
( هذا الذي لم يغادر سيل مدمعه ... أركان شبيبته البيضاء أحيانا )
( والله والله والله العظيم ومن ... أقامه حجة في العصر برهانا )
( وحافظا لنظام الشرع ينصره ... نصرا يلقيه من ذي العرش غفرانا )
( كل الذي قلت بعض من مناقبه ... ما زدت إلا لعلي زدت نقصانا )
وما زال في علم يرفعه وتصنيف يضعه وشتات تحقيق يجمعه إلى أن سار إلى دار القرار وما ساد أحد ناواه ولا كان ذا استبصار ولا ساء من والاه بل عمه
بالفضل المدرار ولا ساغ بسوى طريقه الاهتداء والاعتبار ولا ساح بغير ناديه نيل يخجل وابل الأمطار ولا ساخ قدم فتى قام بنصرته وقال أنصر بقية الأنصار ولا سال إلا ويداه مبسوطتان وابل كرم في هذه الديار ولا سامة أحد بسوء إلا وكانت عليه دائرة الفلك الدوار ولا ساقه الله حين قبضه إلا إلى جنة عدن أعدت لأمثاله من المتقين الأبرار
ولد في ثالث صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة
وتفقه في صغره على والده وكان من الاشتغال على جانب عظيم بحيث يستغرق غالب ليله وجميع نهاره وحكى لي أنه لم يأكل لحم الغنم إلا بعد العشرين من عمره لحدة ذهنه وأنه كان إذا شم رائحته حصل له شرى وإنما كان يخرج من البيت صلاة الصبح فيشتغل على المشايخ إلى أن يعود قريب الظهر فيجد أهل البيت قد عملوا له فروجا فيأكله ويعود إلى الاشتغال إلى المغرب فيأكل شيئا حلوا لطيفا ثم يشتغل بالليل وهكذا لا يعرف غير ذلك حتى ذكر لي أن والده قال لأمه هذا الشاب ما يطلب قط درهما ولا شيئا فلعله يرى شيئا يريد أن يأكله فضعي في منديل درهما أو درهمين فوضعت نصف درهم
قالت الجدة فاستمر نحو جمعتين وهو يعود والمنديل معه والنصف فيه إلى أن رمى به إلي وقال أيش أعمل بهذا خذوه عني
وكان الله تعالى قد أقام والده ووالدته للقيام بأمره فلا يدري شيئا من حال نفسه
ثم زوجه والده بابنة عمه وعمره خمس عشرة سنة وألزمها أن لا تحدثه في شيء من أمر نفسها وكذلك ألزمها والدها وهو عمه الشيخ صدر الدين فاستمرت معه ووالده ووالدها يقومان بأمرهما وهو لا يراها إلا وقت النوم وصحبته مدة ثم إن والدها بلغه أنها طالبته بشيء من أمر الدنيا فطلبه وحلف عليه بالطلاق ليطلقها فطلقها فانظر إلى اعتناء والده وعمه بأمره وكان ذلك خوفا منهما أن يشتغل باله بشيء غير العلم ]اهـ مختصرا

- ترجمة الإمام السبكي من طبقات الشافعية للإمام ابن قاضي شهبة

[علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام، الأنصاري، الخزرجي، الشيخ، الإمام الفقيه، المحدث، الحافظ، المفسر، المقرىء، الأصولي، المتكلم، النحوي، اللغوي، الأديب، الحكيم، المنطقي، الجدلي، الخلافي، النظار، شيخ الإسلام، قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن بن القاضي زين الدين أبي محمد السبكي. ولد في سبك من أعمال الشرقية في مستهل صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وحفظ التنبيه، وقدم القاهرة فعرضه على القاضي تقي الدين ابن بنت الأعز، وتفقه في صغره على والده، ثم على جماعة آخرهم ابن الرفعة. وأخذ التفسير عن علم الدين العراقي، وقرأ القراءات على الشيخ تقي الدين ابن الصائغ، والحديث عن الحافظ الدمياطي، وقرأ الأصلين وسائر المعقولات على علاء الدين الباجي، والمنطق والخلاف على سيف الدين البغدادس، والنحو على الشيخ أبي حيان. وصحب في التصوف الشيخ تاج الدين بن عطاء، وسمع الحديث من الجم الغفير، ورحل الكثير، وجمع معجمه العدد الكثير، وأشغل، وأفتى، وصنف، ودرس في المنصورية والهكارية والسيفية، وتفقه به جماعة من الأئمة كالإسنوي وأبي البقاء وابن النقيب وقريبه تقي الدين أبي الفتح وأولاده، وغيرهم من الأئمة الأعلام، وولي قضاء دمشق في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين، وباشر القضاء على الوجه الذي يليق به ست عشرة سنة وشهراً. وقد درس في دمشق وفي الغزالية، والعادلية الكبرى، والأتابكية، والمسرورية، والشامية البرانية وليها بعد موت ابن النقيب. قال ولده: فما حل مفرقها واقتعد بمشرقها أعلم منه، كلمة لا استثناء فيها. وولي بعد وفاة الحافظ المزي مشيخة دار الحديث الأشرفية. قال ولده: فالذي نراه أنه ما دخلها أعلم منه، ولا أحفظ من المزي، ولا أورع من النووي وابن الصلاح. وقد خطب في جامع دمشق مدة لطيفة. قال ولده: وأنشدني شيخنا الذهبي لنفسه إذ ذاك:
ليهن المنبر الأموي لما ... علاه الحاكم البحر التقي
شيوخ العصر أحفظهم جميعاً ... وأخطبهم وأقضاهم علي
وجلس للتحديث في الكلاسة، فقرأ عليه الحافظ تقي الدين أبو الفتح السبكي جميع معجمه الذي خرجه له الحافظ شهاب الدين بن أيبك الدمياطي، وسمع عليه خلائق، منهم الحافظان أبو الحجاج المزي وأبو عبد الله الذهبي. ذكره الذهبي في المعجم المختص وقال: القاضي، الإمام، العلامة، الفقيه، المحدث، الحافظ، فخر العلماء - إلى أن قال: وكان صادقاً، متثبتاً، خيراً، ديناً، متواضعاً، حسن السمت من أوعية العلم، يدري الفقه ويقرره، وعلم الحديث ويحرره، والأصول ويقرئها، والعربية ويحققها، وصنف التصانيف المتقنة، وقد بقي في زمانه الملحوظ إليه بالتحقيق والفضل، سمعت منه وسمع مني، وحكم في الشام، وحمدت أحكامه، فالله يؤيده ويسدده، سمعنا معجمه في الكلاسة. وقال الإسنوي في طبقاته: كان أنظر من رأيناه من أهل العلم، ومن أجمعهم للعلوم، وأحسنهم كلاماً في الأشياء الدقيقة، وأجلدهم على ذلك، إن هطل در المقال فهو سحابة، أو اضطرم نار الجدال فهو شهابه، وكان شاعراً، أديباً، حسن الخط، وفي غاية الإنصاف والرجوع إلى الحق في المباحث، ولو على لسان آحاد المستفيدين منه، خيراً، مواظباً على وظائف العبادات، كثير المروءة مراعياً - لأرباب البيوت، محافظاً على ترتيب الأيتام في وظائف آبائهم، ولازم الإشغال والاشغال والتصنيف والإفتاء، وتخرج عليه فضلاء عصره - انتهى.
وقال بعض المتأخرين: وقع الطاعون في سنة تسع وأربعين فما حفظ عنه في التركات ولا في الوظائف ما يعاب عليه، وكان متقشفاً في أموره، متقللاً من الملابس، وكان لا يستكثر على أحد شيئاً، ولما مات وجدوا عليه اثنين وثلاثين ألف درهم ديناً، فالتزم ولداه تاج الدين وبهاء الدين بوفائها – اهـ.
ومحاسنه ومناقبه أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر. ذكر له ولده في طبقاته الكبرى ترجمة طويلة في أكثر من أربعة كراريس، قال: وكان شيخه ابن الرفعة يعامله معاملة الأقران، ويبالغ في تعظيمه، ويعرض عليه ما يصنفه في المطلب. وقال فيه شيخه الدمياطي: إمام المحدثين. وقال ابن الرفعة: إمام الفقهاء. فلما بلغ ذلك الباجي فقال: وإمام الأصوليين. ومصنفاته تزيد على المائة والخمسين. وفي آخر عمره استعفى من القضاء، ورجع إلى مصر متضعفاً، فأقام فيها دون العشرين يوماً، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وسبعمائة، ودفن في مقابر الصوفية. ومن تصانيفه: الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم في ثلاث مجلدات لم يكمل، الابتهاج في شرح المنهاج، وصل فيه إلى الطلاق في ثمانية أجزاء، تكملة شرح المهذب كتب من ذلك أبواباً في ثلاثة مجلدات، والرقم الإبريزي في شرح مختصر التبريزي، ونور الربيع في الكلام على ما رواه الربيع، والسيف المسلول على من سب الرسول، وشفاء السقام في زيارة خير الأنام، ورفع الشقاق في مسألة الطلاق، ورد على الشيخ زين الدين ابن الكتناني في اعتراضاته على الروضة، والفتاوى في مجلدين، وفيه كثير من مصنفاته الصغار. ]اهـ

- ترجمة الإمام السبكي من طبقات الحفاظ للإمام السيوطي

[علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن سوار بن سليم.
شيخ الإسلام إمام العصر ولد في صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة.
وأخذ الفقه عن ابن الرفعة والحديث عن الشرف الدمياطي والقراءات عن التقي الصائغ والأصلين والمعقول عن العلاء الباجي والخلاف والمنطق عن السيف البغدادي والنحو عن أبي حيان والتصوف عن التاج بن عطاء.
وسمع من ابن الصواف وعدة وأقبل على التصنيف والفتيا وصنف أكثر من مائة وخمسين مصنفاً وتصانيفه تدل على تبحره في الحديث وغيره وسعة باعه في العلوم وتخرج به فضلاء العصر وولي قضاء الشام بوفاة الجلال القزويني وخرج له الحافظ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أيبك الدمياطي.
ولما توفي المزي عينت مشيخة دار الحديث الأشرفية للذهبي فقيل إن شرط واقفها أن يكون الشيخ أشعري العقيدة والذهبي متكلم فيه فوليها السبكي.
قال ولده: والذي نراه أنه ما دخلها أعلم منه ولا أحفظ من المزي ولا أروع من النووي وابن الصلاح قال: وليس بعد الذهبي والمزي أحفظ منه توفي بمصر سنة ست وخمسين وسبعمائة.]اهـ

- ترجمة الإمام السبكي من حسن المحاضرة للإمام السيوطي

[السبكي العلامة تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن تمام بن حماد ابن يحيى بن عثمان بن علي بن سوار بن سليم الأنصاري. قال ولده في الطبقات: الإمام الفقيه المحدث الحافظ المفسر الأصولي المتكلم النحوي اللغوي الأديب الجدلي الخلافي النظار، شيخ الإسلام بقية المجتهدين، المجتهد المطلق. ولد بسبك من أعمال المنوفية في صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وتفقه على ابن الرفعة، وأخذ الحديث عن الشرف الدمياطي، والتفسير عن العلم العارقي، والقراءات عن التقي بن الصائغ، والأصول والمعقول عن العلاء الباجي، والنحو عن أبي حيان. وصحب في التصوف الشيخ تاج الدين بن عطاء الله، وانتهت إليه رياسة العلم بمصر.
قال الإسنوي: كان أنظر من رأيناه من أهل العلم ومن أجمعهم للعلوم، وأحسنهم كلاما في الأشياء الدقيقة وأجلدهم على ذلك. وقال الصلاح الصفدي: الناس يقولون: ما جاء بعد الغزالي مثله، وعندي أنهم يظلمونه بهذا وما هو عندي إلا مثل سفيان الثوري، وقال ابنه في الترشيح:
قال الشيخ شهاب الدين ابن النقيب، صاحب مختصر الكفاية وغيرها من المصنفات: جلست بمكة بين طائفة من العلماء وقعدنا نقول: لو قدر الله تعالى بعد الأئمة الأربعة في هذا الزمان مجتهدا عارفا بمذاهبهم أجمعين يركب لنفسه مذهبا من الربعة، بعد اعتبار هذه المذاهب المختلفة كلها، لازدان الزمان به، وانقاد الناس، فاتفق رأينا على أن هذه الرتبة لا تعدو الشيخ تقي الدين السبكي، ولا ينتهي لها سواه.
وله من المصنفات الجليلة الفائقة التي حقها أن تكتب بماء الذهب، لما فيها من النفائس البديعة، والتدقيقات النفيسة؛ منها الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم، تكملة شرح المهذب للنووي وصل فيه إلى أثناء التفليس، الابتهاج في شرح المنهاج وصل فيه إلى الطلاق. الرقم الإبريزي شرح مختصر التبريزي، التحقيق في مسألة التعليق، رفع الشقاق في مسألة الطلاق، أحكام كل وما عليه دل، بيان حكم الربط في اعتراض الشرط، شفاء السقام في زيارة خير الأنام، السيف المسلول على من سب الرسول، التعظيم والمنة، في " لتؤمنن به ولتنصرنه " ، منية الباحث عن حكم دين الوارث، الرياض الأنيقة وقسمة الحديقة، الإقناع في إفادة " لو " للامتناع، وشيء الحلا في تأكيد النفي بلا، الاعتبار ببقاء الجنة والنار، ضرورة التقدير في تقويم الخمر والخنزير، كيف التدبير في تقويم الخمر والخنزير، السهم الصائب في قبض دين الغائب، الغيث المغدق في ميراث ابن المعتق، فصل المقال في هدايا العمال، مختصره، نور المصابيح في صلاة التراويح، ضياء المصابيح، ضوء المفاليح، تقييد التراجيح؛ ومصنفان آخران في ذلك، تكملة سبعة أجزاء، إبراز الحكم من حديث رفع القلم، الكلام على حديث: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث " ، كشف الغمة في ميراث أهل الذمة، الاتساق في بقاء وجه الاشتقاق، الطوالع المشرقة في الوقف على طبقة بعد طبقة، النقول والمباحث المشرقة، طليعة الفتح والنصر في صلاة الخوف والقصر، القول الصحيح في تعيين الذبيح، القول المحمود في تنزيه داود، قطف النور مسائل الدور، الدور في الدور؛ وله فيه مؤلف ثالث ورابع وخامس، عقود الجمان في عقود الرهن والضمان، ورد الغلل في العلل، البصر الناقد في لا كملت كل واحد، الجمع في الحضر بعذر المطر، حسن الصنيعة في ضمان الوديعة، التهدي إلى معنى التعدي، بيان المحتمل في تعدية العمل، الحكم والأناه في إعراب قوله: " غير ناظرين إناه " ، القول الجد في تبعية الجد، الإغريض في الفرق بين الكناية والتعريض، المواهب الصمدية في المواريث الصفدية، تفسير " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات " الآية، كشف الدسائس في هدم الكنائس، تنزيل السكينة على قناديل المدينة، الطريقة النافعة في المساقاة والمخابرة والمزارعة، من أقسطوا ومن غلوا في حكم من يقول لو، نيل العلا في العطف بلا، حفظ الصيام عن فوت التمام، معنى قول الإمام المطلبي: إذا صح الحديث فهو مذهبي.
القول المختطف في أدلة " كان إذا اعتكف " ، كشف اللبس عن المسائل الخمس، غيرة الإيمان الجلي لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، بيع المرهون في غيبة المديون، الاقتناص في الفرق بين الحصر والاختصاص، تسريح الناظر في انعزال الناظر، جزء في تعدد الجمعة؛ وغير ذلك. وله فتاوى كثيرة جمعها ولده في ثلاثة مجلدات.
توفي بجزيرة الفيل على شاطئ النيل، يوم الاثنين رابع جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وسبعمائة.
ورثاه شاعر العصر الأديب جمال الدين بن نباتة بقوله:
نعاه للفضل والعلياء والنسب ... ناعيه للأرض والأفلاك والشهب
ندب رأيناه وجوب الندب حين مضى ... فأي حزن وقلب فيه لم يجب!
نعم إلى الأرض ينعى والسماء علا ... فقيدكم يا سراة المجد والحسب
بالعلم والعمل المبرور قد ملئت ... أرض بكم وسماء أب فأب
مقدم ذكر ماضيكم ووارثه ... في الوقت تقديم بسم الله في الكتب
آها لمجتهد في العلم يندبه ... من بات مجتهدا في الحزن والحرب
بينا وفود العلا والعلم ينزلهم ... إذ نازلتنا الليالي فيه عن كثب
وأقبلت نوب الأيام ثائرة ... إذ كان عونا على الأيام والنوب
ففاجأتنا يد التفريق مسفرة ... عن سفرة طال فيها شجو مرتقب
وجاء من نحو مصر مبتدا خبر ... لكن به السمع منصوب على النصب
قالت دمشق بدمع النهر واخبرا ... " فزعت فيه بآمالي إلى الكذب "
" حتى إذا لم يدع لي صدقه أملا ... شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي "
وكلمتنا سيوف الكتب قائلة: ... " السيف أصدق إنباء من الكتب "
وقال موت فتى الأنصار مغتبطا ... الله أكبر كل الحسن في العرب
لقد طوى الموت من ذاك الفريد حلى ... كانت جلا الدين والأحكام والريب
وخص مغنى دمشق الحزن متصلا ... بفرقتين أبانتها على وصب
بين وموت يؤوب الغائبون ومن ... يجمع له مقسما بالله لم يؤب
كادت رياح الأسى والشجو يعكسها ... حتى الغصون بها معكوسة العذب
والجامع الرحب أضحى صدره حرجا ... والنسر ضم جناحيه من الرهب
وللمدارس هم كاد يدرسها ... لولا تدارك أبناء له نجب
من للهدى والندى لولا بنوه ومن ... للفضل يسحب أذيالا على السحب
من للفتوة والفتوى يجالسه ... في الضيعتين وللآداب والأدب
من للتواضع حيث القدر في صعد ... على النجوم وحيث الحكم في صبب
أمضى من النصل في نصر الهدى فإذا ... سلت نصال العدى أوفى من النكب
من للتصانيف فيها رتبة وهدى ... ورجم باغ فيا لله من شهب!
من للفضائل والإفضال قد جمعت ... متن السراة إلى دان بها درب
ذو همة في العلا والعلم قد بلغت ... شأو السماك وما ينفك في دأب
من للتهجد أو من للدعا بسطت ... به الوجود فينا راحتا تعب
حتى رأى العلم شفع الشافعي به ... فقال من ذا وذا أدركت مطلبي
من للمدائح فيه قد جلت وصفت ... كأنما افتر منها الطرس عن شنب
من للمدائح قد قامت خطابتها ... على معاليه في قاص ومقترب
لهفي وقد لبست حزنا لفرقته ... مدادها أسطر الأشعار والخطب
لهفي لمظلم مدح فكر أجمعهم ... بالهم لا بالذكا أمسى أبا لهب
كأن أيدي الورى تبت وقد قعدت ... من عي أقلامها حمالة الحطب
واقي الشريعة من تخليط من جهلوا ... فما يخوضون في جد ولا لعب
محجب غير ممنوع اللقا بسنا ... عليائه ومهيب غير محتجب
أضحى لسبك فخار من مناقبه ... على العراق فخار غير منتقب
لهفي لعلمين: مروي ومجتهد ... لهفي لفضلين: موروث ومكتسب
آها لمرتحل عنا وأنعمه ... مثل الحقائب والطلاب والحقب
إيمان حب على الأوطان حركه ... حتى قضى نحبه يا طول منتحب
لهفي لكل وقور من بنيه بكى ... وهو الصواب بصوب واكف السرب
وكل نادبة للحجب قلن لها ... " يا أخت خير أخ يا بنت خير أب "
إلى الحسين انتهى مسرى علي فلا ... منيت يا خارجي الهم بالغلب
يا ثاويا والثنا والمجد ينثره ... بقيت أنت وأفنتنا يد الكرب
ثم في مقام نعيم غير منقطع ... ونحن في نار حزن غير متئب
سهام حزن قسمناها عليك فإن ... تقسم برق وإن ترم الحشا تصب
ما أعجب الحال لي قلب بمصروفي ... دمشق جسم ودمع العين في حلب
من لي بمصر التي ضمتك تجمعنا ... ولو بطون الثرى فيها فيا طربي
بالرغم منا رثاء بعد مدحك لا ... يسلي ونحن مع الأيام في لجب
ما بين أكبادنا والهم فاصلة ... ولا نرى لصنيع الشعر من سبب
أما القريض فلولا نسلكم كسدت ... أسواقه وعدت مقطوعة الجلب
قاضي القضاة عزاء عن إمام تقي ... بالفضل أوصى وصاة المرء بالعقب
فأنت في رتبة عليا وما وسقت ... بحر يحدث عنه البحر بالعجب
ما غاب عنا سوى شخص لوالدكم ... وعلمه والتقى والجود لم يغب
جادت ثراك أبا السادات سحب رضا ... تزهى بذيل على مثواك منسحب
وسار نحوك منا كل شارقة ... سلام كل شجي القلب مكتئب
تحية الله نهديها ونتبعها ... فبعد فقدك ما في العيش من أرب
وخفف الحزن أنا لاحقون بمن ... مضى فامضي شباة الحارب الدرب
إن لم يسر نحونا سرنا إليه على ... أيامنا والليالي الدهم والشهب
إنا من الترب أشباح مخلقة ... فلا عجيب مآل الترب للترب
ورثاه الصلاح الصفدي بقوله:
أي طود من الشريعة مالا ... زعزعت ركنه للنون فمالا
أي ظل قد قلصته المنايا ... حين أعيا على الملوك انتقالا
أي بحر فاض بالعلم حتى ... كان منه بحر البسيطة آلآ
أي حبر مضى وقد كان بحرا ... فاض للواردين عذبا زلالا
أي شمس قد كورت في ضريح ... ثم أبقت يضي وهلالا
مات قاضي القضاة من كان يرقى ... رتب الاجتهاد حالا فحالا
مات من فضل علمه طبق الأ ... رض مسيرا وما تشكى كلالا
كان كالشمس في العلوم إذا ما ... أشرقت أصبح الأنام ذبالا
كان كل الأنام من قبل ذا العص ... ر عليه في كل علم عيالا
كان فرد الوجود في الدهر يزهى ... بمعالي أهل العلوم جمالا
فمضوا قبله وكان ختاما ... بعدهم فاعتدى الزمان وصالا
كملت ذاته بأوصاف علم ... علم البدر في الدياجي الكمالا
وأنام الأنام في مهد عدل ... شمل الخلق يمنة وشمالا
فلمن بعده نسد رحابا ... ولمن بعده نشد رحالا
وهو إن رمت مثله في علاه ... لم تجد في السؤال عنه سوى لا
أحسن الله للأنام عزاهم ... فهمو بالمصاب فيه ثكالى
ومصاب السبكي قد سبك القلب ... وأودى منا الجلود انتحالا
خزرجي الأصول لو فاخر النجوم ... علا مجده عليه وطالا
خلق كالنسيم مر على الروض ... سحيرا وعرفه قد توالى
ويد جودها يفوق الغوادي ... تلك ما أنعمت ودامت نوالا
أيها الذاهب الذي حين ولى ... صار منه عز الدموع مذالا
لو أفاد الفداء شخصا لجدنا ... بنفوس على الفدا لا تغالى
نفس طال ما تنفس عنها ... منك كرب يكظها واستحالا
أنت بلغتها المنى في أمان ... فاستفادت عزا وعزت منالا
من لنا إن درجت شجوا شكونا ... من أذاها في الدهر داء عضالا
كنت تجلو ظلامها ببيان ... حل من عقلنا الأسير عقالا
من يعيد الفتوى إلى كل قطر ... منه جاءت جوابها يتلالا
قد أصبت الصواب فيها وأهدي ... ت هداها وقد محوت الضلالا
فيقول الورى إذا ما رأوها ... هكذا هكذا وإلا فلالا
فليقل ما يشا أما جاء أن الموت ... أردى الغضنفر الرئبالا
وإذا ما خلا الجبان بأرض ... طلب الموت وحده والنزالا
قد تقضي قاضي القضاة تقي الدين ... سبحان من يزيل الجبالا
فالدراري من بعده كاسفات ... وإذا ما بدا نراها خجالى
كان طودا في علمه مشمخرا ... مد في الناس من بنيه ظلالا
فبه عزها ونعمة تاج ... فوق فرق العلاء رف اعتدالا
هو قاضي القضاة صان حماه ... من عوادي الزمان ربى تعالى
وهداه للحكم في كل يوم ... فيه يرعى الأيتام والأطفالا
وحباه الصبر الجميل ووفاه ... ثوابا يزجي سحابا ثقالا
ليفيد العدا جلادا ويعدو ... فيعيد الندى ويبدي الجدالا ]اهـ

- ترجمة الإمام السبكي من شذرات الذهب للإمام ابن العماد الحنبلي :

[وفيها : الإمام تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن يحي بن عمر بن عثمان بن علي بن مسور بن سوار بن سليم السبكي الشافعي المفسر الحافظ الأصولي اللغوي النحوي المقرئ البياني الجدلي الخلافي ، النظار البارع ، شيخ الإسلام أوحد المجتهدين .
قال السيوطي : ولد مستهل صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة وقرأ القرآن على التقي بن الصباغ ، والتفسير على العلم العراقي ، والفقه على ابن الرفعة ، والأصول على العلاء الباجي ، والنحو على أبي حيان ، والحديث على الشرف الدمياطي ، ورحل وسمع من ابن الصواف ، والموازيني ، وأجاز له الرشيد بن أبي القاسم وإسماعيل بن الطبال وخلق يجمعهم معجمه الذي خرجه له ابن أيبك .
وبرع في الفنون ، وتخرج به خلق في أنواع العلوم . وناظر وأقر له الفضلاء ، وولي قضاء الشام بعد الجلال القزويني ، فباشره بعفة ونزاهة ، غير ملتفت إلى الأكابر والملوك ، ولم يعارضه أحد من نواب الشام إلا قصمه الله تعالى .
وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية ، والشامية البرانية ، والمسرورية وغيرها .
وكان محققا ، مدققا ، نظارا ، له في الفقه وغيره الاستنباطات الجليلة والدقائق والقواعد المحررة التي لم يسبق إليها . وكان منصفا في البحث على قدم من الصلاح والعفاف .
وصنف نحو مائة وخمسين كتابا مطولا ومختصرا ، المختصر منها لابد وأن يشتمل على ما لا يوجد في غيره من تحرير وتدقيق وقاعدة واستنباط ؛ منها تفسير القرآن وشرح المنهاج في الفقه ..... و؟أنجب أولادا كراما أعلاما .]اهـ مختصرا

- ترجمة الإمام السبكي من كتاب الأعلام للزركلي :

[تقي الدين السبكي (683 - 756 ه = 1284 - 1355 م) علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري الخزرجي، أبو الحسن، تقي الدين: شيخ الإسلام في عصره، وأحد الحفاظ المفسرين المناظرين. وهو والد التاج السبكي صاحب الطبقات.
ولد في سبك (من أعمال المنوفية بمصر) وانتقل إلى القاهرة ثم إلى الشام.
وولي قضاء الشام سنة 739 ه، واعتل فعاد إلى القاهرة، فتوفي فيها، من كتبه " الدر النظيم " في التفسير، لم يكمله، و " مختصر طبقات الفقهاء " و " إحياء النفوس في صنعة إلقاء الدروس " و " الإغريض، في الحقيقة والمجاز والكنية والتعريض " و " التمهيد فيما يجب فيه
التحديد - ط " في المبايعات والمقاسمات والتمليكات وغيرها، و " السيف الصقيل - ط " رأيته بخطه في 25 ورقة في المكتبة الخالدية بالقدس، في الرد على قصيدة نونية تسمى " الكافية " في الاعتقاد، منسوبة إلى ابن القيم، و " المسائل الحلبية وأجوبتها - خ " في فقه الشافعية، و " السيف المسلول على من سب الرسول - خ " و " مجموعة فتاوى - ط " و " شفاء السقام في زيارة خير الأنام - ط " و " الابتهاج في شرح المنهاج - خ " فقه.
ورأيت " مجموعة - خ " بخطه في مجلد ضخم، تشتمل على رسائل كثيرة له، منها " الأدلة في إثبات الأهلة " و " الاعتبار ببقاء الجنة والنار " وفتاوى، وغير ذلك.
ورأيت مجموعة أخرى كلها بخطه (في الرباط 306 أوقاف) تشتمل على تسع رسائل، منها " المخاورة والنشاط، في المجاورة والرباط " و " مصمي الرماة من وقف حماة " الخ.
واستوفى ابنه " تاج الدين " أسماء كتبه، وأورد ما قاله العلماء في وصف أخلاقه وسعة علمه.]اهـ

- ترجمة الإمام السبكي من كتاب الأعلام لكحالة:

[علي السبكي (683 - 756 ه) (1284 - 1355 م) علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام الأنصاري، الخزرجي السبكي، الشافعي، (تقي الدين، أبو الحسن) عالم مشارك في الفقه والتفسير والأصلين والمنطق والقراءات والحديث والخلاف والأدب والنحو واللغة والحكمة.
ولد بسبك العبيد من أعمال المنوفية بمصر في صفر، وتفقه على والده، ودخل القاهرة، وولي قضاء الشام، وتوفي في جمادى الآخرة بظاهر القاهرة، ودفن بمقابر الصوفية.
من تصانيفه الكثيرة: الابتهاج في شرح المنهاج للنووي، الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم، الطوالع المشرقة في الوقف على طبقة بعد طبقة، المواهب الصمدية ]اهـ

- ترجمة الإمام السبكي من موسعة الأعلام من موقع دار الإفتاء المصرية

[تقي الدين السبكى على بن عبد الكافي بن على بن تمام السبكي الأنصاري الخزرجي شيخ الإسلام فى عصره وهو والد التاج السبكي صاحب الطبقات ولد فى سبك.من أعمال المنوفية بمصر وأنتقل إلى القاهرة ثم إلى الشام وولى قضاه الشام وعاد إلى القاهرة فتوفى بها. وله مختصر طبقات الفقهاء والمسائل الحلبية وأجوبتها فى فقه الشافعية. ]اهـ

- قال عنه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية :

[وفيها قدم القاضي تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي من الديار المصرية حاكما على دمشق وأعمالها، وفرح الناس به، ودخل الناس يسلمون عليه لعلمه وديانته وأمانته، ونزل بالعادلية الكبيرة على عادة من تقدمه، ودرس بالغزالية والأتابكية، واستناب ابن عمه القاضي بهاء الدين أبو البقاء، ثم استناب ابن عمه أبا الفتح، وكانت ولايته الشام بعد وفاة قاضي القضاة جلال الدين محمد بن عبد الرحيم القزويني الشافعي، على ما سيأتي بيانه في الوفيات من هذه السنة.]اهـ

وقال عنه أيضا في ذات الكتاب :

[قال البرزالي ومن خطه نقلت: وفي يوم الأحد سادس عشر شوال ذكر الدرس الإمام العلامة تقي الدين السبكي المحدث بالمدرسة الهكارية عوضا عن ابن الأنصاري أيضا ]اهـ

- قال عنه الإمام اليافعي في كتابه مرآة الزمان :

[وفي الشهر المذكور قدم الإمام العلامة تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي متولياً قضاء القضاة في البلاد الشامية، وفرح العالم به لدينه وعفته وعلومه الباهرة، وأوصافه الجميلة.]اهـ

- قال عنه الإمام أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه الجوهر المنظم :

[شيخ الإسلام وعالم الأنام المجمع على جلالته واجتهاده وصلاحه وإمامته التقى السبكي قدس الله تعالى روحه ونور ضريحه ]اهـ

- وقال عنه في كتابه الفتاوى الحديثية :

[الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبى الحسن السبكي ]اهـ[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 27, 2008 6:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مايو 04, 2008 12:03 am
مشاركات: 68
هذا انته يا سهم ؟؟


ليس لك الا النقل وجلب الثناء لشيوخك ...





"""قلة العلم وما ادراك ما قلة العلم """



واذا كانت هذه تعتبرها رداً ,,




فلا ضير استطيع ان انقل لك كلام العلماء في ائمة السلفية .. وهكذا,,,,,,




وسأرد عليك بكلامك المزعوم .. ان الشاطبي فقط هو الذي شذ في مسالة الذكر الجماعي ,, وخزعبلاتك الموسومة ,,,


وهذا من جهلك يا سهم ,, ارجوا من الله ان يشفيك من مرض الصوفية ..



فأنت لست بملوم ,,, فقد اتعبك الرقص وحلقات الذكر والطبول ..


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 28, 2008 1:46 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm
مشاركات: 5740
[center][table=width:90%;][cell=filter:;][align=right]يا أخ فتى الصحابة
لما هذا التهويل
سميت المشاركة "حقيقة السبكى" فكانت المشاركة عبارة عن
رأى شاذ لابن عبد الهادى فى الكتاب العظيم "شفاء السقام " لشيخ الاسلام تقى الدين السبكى

و اليك طائفة من أقوال العلماء فى كتاب "شفاء السقام فى زيارة خير الأنام" للعلامة الإمام شيخ الإسلام تقى الدين السبكى نفعنا الله به أمين
[/align]
[/cell][/table][/center][center][table=width:90%;][cell=filter:;][align=right]الصلاح الصفدي فى الوافي بالوفيات (6/438-439)[/align][/cell][/table][/center]

"وصنف كثيرا إلى الغاية، من ذلك:
الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم، عمل منه مجلدين ونصفا،
وتكملة المجموع في شرح المهذب، ولم يكمل.
والابتهاج في شرح المنهاج في الفقه، بلغ فيه يؤمئذ.
والتحقيق في مسألة التعليق، ردا على العلامة تقي الدين ابن تيمية في الطلاق. وكان الناس قد عملوا عليه ردودا ووقف عليها، فما أثنى على شيء منها غير هذا، وقال: هذا رد فقيه.
وكتاب شفاء السقام في زيارة خير الأنام ردا عليه أيضا في إنكاره سفر الزيارة، وقرأته عليه بالقاهرة سنة سبع وثلاثين وسبع مائة من أوله إلى آخره، وكتبت عليه طبقة جاء مما فيها نظما: من المتقارب
لقول ابن تيمية زخرف ... أتى في زيارة خير الأنام
فجاءت نفوس الورى تشتكي ... إلى خير حبر وأزكى إمام
فصنف هذا وداواهم ... فكان يقينا شفاء السقام " اهـ بإختصار

[center][table=width:90%;][cell=filter:;][align=right]الحافظ ولي الدين العراقي [/align][/cell][/table][/center]


قال الحافظ ولي الدين العراقي وهو بصدد الكلام على المسائل التي انفرد ابن تيمية بها : وما أبشع مسألتي ابن تيمية في الطلاق والزيارة وقد رد عليه فيهما معا : الشيخ تقي الدين السبكي ، وأفرد ذلك بالتصنيف فأجاد وأحسن " الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية ص 96 - 98

وقال : وللشيخ تقي الدين ابن تيمية كلام بشع يتضمن منع شد الرحل للزيارة ، وأنه ليس من القرب بل بضد ذلك ، ورد عليه الشيخ تقي الدين السبكي في ( شفاء السقام ) فشفى صدور قوم مؤمنين " طرح التثريب 6 / 43 .

[center][table=width:90%;][cell=filter:;][align=right]الإمام ابن حجر الهيتمى فى الفتاوى الحديثية [/align][/cell][/table][/center]

"ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله ، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله ، وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وبلاغه رتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي ، وولده التاج"
[center][table=width:90%;][cell=filter:;][align=right]الإمام محمد بخيت المطيعي فى تطهير الفؤاد عن دنس الاعتقاد ( ص 13 )[/align][/cell][/table][/center]

" ولما تظاهر قوم في هذا العصر بتقليد ابن تيمية في عقائده الكاسدة وتعضيد أقواله الفاسدة . . . وجدنا كتاب الإمام الجليل والمجتهد الكبير تقي الدين أبي الحسن السبكي آتيا على ما قاله ابن تيمية ، مقوضا لبنيانه، مزعزعا لأركانه ، ماحيا لآثاره ، ماحقا لأباطيله ، مظهرا لفساده ، مبينا لعناده"
[center][table=width:90%;][cell=filter:;][align=right]و العجيب أنك يا أخ فتى الصحابة استشهدت بابن عبد الهادى الذى كان يقول بالنور المحمدى و كان يتوسل بالنبى و اله و كان يقول بالتبرك بقبر شيخه الزنديق ابن تيمية و يتبرك بفضل غسله و يقول بالأقطاب, مع أن هذه الأشياء كان ينكرها ابن تيمية و يقول بكفر من يقول بها (و أيضا أنت كنت تنكرها من قبل يا فتى الصحابة)
و إن شئت إطلع على كتاب "أخطاء ابن تيمية فى حق رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم و اهل بيته" لفضيلة الدكتور محمود صبيح

و اليك هذا الرابط الذى فيه أقوال بن عبد الهادى فى التوسل و التبرك و غيره

viewtopic.php?p=22050&sid=4e479f05a323996b5586fadce0242360#22050

[/align]
[/cell][/table][/center]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 28, 2008 1:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
الأخوة الأحباب مشاركتي هذه تنقسم إلى ثلاثة أجزاء :

الجزء الأول خاص بتصحيح خطأ وقع مني في مشاركتي السابقة

حيث نقلت فيها :

ترجمة الإمام السبكي من كتاب الأعلام لكحالة .

والصواب ترجمة الإمام السبكي من كتاب معجم المؤلفين لكحالة

فالأعلام كتاب للزركلي ، وقد سبق عرض ترجمة الإمام السبكي الواردة فيه في المشاركة السابقة .

الجزء الثاني : خاص بالرد على فتى الصحابة

أما تطاولك على شخص الفقير فليس بمستبعد ولا مستغرب فهذه هي أخلاق الوهابية وخير رد على ذلك هو أن أقول لك : سلاما .... سلاما

أما ما يتعلق برد فعلك نحو ترجمة الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين السبكي فهذا هو المنتظر منك أيضا ، ومقدر تماما شعورك ، ففي أقوال هؤلاء الأئمة الأعلام صدمة كبيرة لك .

وأما عن مزاعمك عن أنك تستطيع أن تأتي بتراجم لأئمة السلفية ، فهذا شيئ رائع جدا ويا حبذا لو أتيت لنا بتراجمهم - وسأساعدك في ذلك - فمن ذا الذي لا يريد أن يقرأ تراجم وسير ساداتنا الصحابة رضي الله عنهم أو التابعين لهم بإحسان أو تراجم الأئمة الأربعة الأعلام ، أو إجمالا سير أئمة المسلمين في القرون الثلاثة خير القرون ؟!!

فهؤلاء هم السلف ولا سلف غيرهم فأعانك الله على أن تأتي لنا بتراجمهم وهي أول خطوة رائعة ستقدم عليها في هذا الموقع المبارك أعانك الله عليها .

أما عن موضوع الشاطبي ، فهذا هو العجب العجاب !!!!!

في كل موضوع أراك تدخل فيه تجعجع يمنة ويسرة عن موضوع الشاطبي .

تريد أن ترد عليه فلتذهب إلى هناك وترد في ذات الموضوع ، وليس في موضوع آخر لا يمت للسابق بأي صلة .

يمكن ردك يجعلني أرفع موضوع الشاطبي من مفاجأتي الجديدة التي أعدها لك وتحمل عنوان :

مواضيع هرب منها فتى الصحابة أو سلسلة هروب فتى الصحابة

وأترك لك حرية اختيار العنوان الذي يعجبك ، ولكن لا تتأخر في الاختيار وإلا سأضطر آسفا على أن أختار العنوان بنفسي .

الجزء الثالث خاص بالسيد الفاضل محب مولانا الحسين

سيدي الفاضل أعانك الله وبارك فيك ، ومشاركتك الأخيرة رائعة

وعلى فكرة هذه هي المرة الثانية التي تسبقني فيها في وضع مشاركة كنت سأضع مثلها تماما

فكما يقولون : القلوب عند بعضيها

ومش هقولك المرة الأولى كانت إيه وفين

وبارك الله فيك وأعانك وسدد خطاك وجميع الأخوة الأعضاء [/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 28, 2008 1:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm
مشاركات: 5740
عذرا سيدى الفاضل سهم النور, فلم أقرأ مشاركة المدعو فتى الصحابة التى تطاول فيها عليكم إلا الآن , و أقول له:

دخلنا فى قلة الأدب و الانحطاط فى الحوار

من هو الذى ليس عنده علم؟!! سهم النور الذى يخاطبك بأقوال السلف الصالح , اما الذى يتخبط فى ظلمات الجهل, و يعتمد على التشتيت و لا يستدل الا بالشذاذ

كل شبهة أثرتها رد عليك فيها الفاضل سهم النور

شبهة الكشف و المكاشفة و معرفة الغيب من كلام شيخك ابن تيمية و السلف الصالح
التصريف فى الكون من كلام شيخك ابن تيمية و السلف الصالح
وجود الأقطاب من كلام شيخك ابن تيمية و السلف الصالح
التوسل و التبرك بشهادات أئمة السلف من الأمة المحمدية و السلف الصالح
السيد أحمد البدوى من كتب تراجم السلف له رضى الله عنه
عايز ايه تانى

هذه هى عادة الوهابية

عندما لا يجد رد, يبدأ فى التطاول و الشتيمة

روح يا عم , ربنا يصلح حالنا و حالك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 28, 2008 4:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
سيدي الفاضل " محب مولانا الحسين "

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

ولكن هون عليك سيدي الفاضل

فلنصبر ولنحتمل وليكن لنا في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فقد أوذي بأكثر من ذلك فصبر

وإذا جهل علينا فتى الصحابة فلنمتثل أمر الله عز وجل ولنقل له سلاما .

فلا نعين عليه شيطانه لعل الله يشرح صدره للحق ، ويأتي منه خيرا كثيرا

ولنلتمس له العذر ، فلعل أحدنا لو كان في مثل ظروفه لفعل أكثر منه

وقد كان الفقير في يوم من الأيام قاب قوسين أو أدنى من ذلك ، ولكن تداركتني رحمة الله وعنايته

فاللهم اهده واهدنا واهد بنا واجعلنا هداة مهديين

اللهم آمين

[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 29, 2008 12:29 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
[font=Traditional Arabic]سهم النور

صدقت لقد كنا من قبل في هذا التيار ــ المتاهة ــ الدوامة ــ الحيرة ..فمن الله علينا..

سهم النور ،محب مولانا الحسين

أغاب عنكما لم كتبت (حقيقة السبكي)؟؟؟

اقرءا يا رجال ..
........................................................................

الحافظ السبكي يرد على ابن تيمية

قال الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي في فتاويه ما نصه((2/210)): "وهذا الرجل- يعني ابن تيمية- كنت رددت عليه في حياته في إنكاره السفر لزيارة المصطفى صلى الله عليه و سلم ، وفي إنكاره وقوع الطلاق إذا حلف به، ثم ظهر لي من حاله ما يقتضي أنه ليس ممن يعتمد عليه في نقل ينفرد به لمسارعته إلى النقل لفهمه كما في هذه المسألة- أي مسئلة في الميراث- ولا في بحث ينشئه لخلطه المقصود بغيره وخروجه عن الحد جدا، وهو كان مكثرا من الحفظ ولم يتهذب بشيخ ولم يرتض في العلوم بل يأخذها بذهنه مع جسارته واتساع خيال وشغب كثير،ثم بلغني من حاله ما يقتضي الإعراض عن النظر في كلامه جملة، وكان الناس في حياته ابتلوا بالكلام معه للرد عليه،وحبس بإجماع العلماء وولاة الأمور على ذلك ثم مات " اهـ.

وقال صلاح الدين الصفدي تلميذ ابن تيمية والتقي السبكي في أعيان العصر وأعوان النصر(1/66)ما نصه:
"انفرد- أي ابن تيمية- بمسائل غريبة، ورجح فيها أقوالا ضعيفة، عند الجمهور معيبة كاد منها يقع في هوّة، ويسلم منها لما عنده من النية المرجوة، والله يعلم قصده وما يترجح من الأدلة عنده، وما دمّر عليه شئ كمسئلة الزيارة، ولا شُنّ عليه مثلها إغارة، دخل منها إلى القلعة معتقلا، وجفاه صاحبه وقلا، وما خرج منها إلا على الآلة الحدباء، ولا درج منها إلا إلى البقعة الجدباء" ا.هـ. قال ذلك فيه بعد مدحه مدحا كثيرا
[/font].

................................................................................................

[font=Traditional Arabic]وهذا قليل من كثير ..
هل اتضحت الحقيقة الآن ؟

وعزة جلال الله لو غار الفتى على سيدنا رسول الله صلى الله عليه غيرته على ابن تيمية و...لعد من الأكابر ..

ولو جلس مع من يسرف وقته في انتقاصه ( بزعمه) لبال على نفسه ..

وكل واحد وقسمته والله الهادي إلى صراطه المستقيم ..

إلى جميع الأحباب

رجاء المضي قدما في موضوعاتكم المؤثرة التي كنتم بصددها من قبل أن تظهرلنا الفلول الهاربة من المواقع والمنتديات ففيروس ابن تيمية خطير فتاك أعراضه الكبر، العجب ، الزهو ، الأنا ، بطر الحق وغمط الناس ..

وألا تتشتتوا مع كل من عنده شعرة ساعة تروح وساعة تيجي

هااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

ساعة تروح وساعة تيجي

ساعة تروح وساعة تيجي

[/font]

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 08, 2008 10:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مايو 04, 2008 12:03 am
مشاركات: 68


تم التعديل بواسطة الإدارة

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 08, 2008 10:32 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23599


viewtopic.php?p=22307#22307


viewtopic.php?p=22308#22308



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 74 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط