النيل الخالد كتب:
عن سيدي محيي الدين ابن العربي اتحدث...
جاء في كتابه خَتم القرآن محيي الدين ابن عربي
مايلي :
والكتاب يتحدث عن سيرته ...
إقامة الشيخ بفاس عام 593_594 ونيله مقام الختمية
وما أنا الغوث أحمي الخلق
ولا أنا بدل ولا أنا وتد
ولكنني خاتم بالعلم منفرد
لله مرتقب بالسر متحد
لا يعتريني لما قد قلت عني أذى
ولا ينهني عن بغيتي الأسد
في بداية عام 593,قدم الشيخ إلى فاس مع شقيقتيه وأهله. وزوّج شقيقتيه، وكانت شهرته في أوساط الأولياء، والعلماء والأمراء قد ظهرت، فلم يكد ينزل منزله حتى أقبلوا نحوه.
يظهر ذلك في ترجمته لأحد كبار أولياء فاس من طبقة الأوتاد الأربعة الذين يأتون في الترتيب مباشرة تحت دائرة القطب والإمامين .
لكل وتد جهة تخصه من الجهات الأربع وركن معيّن من الأركان الطبيعية الأربعة وسورة خاصة هي منزله واسم إلهي يستمد منه من الأسماء الأوتاد الأربعة التي هي : الحي العليم المريد القدير .
يقول الشيخ عن هذا الوتد الفاسي واسمه عبد الله بن جعدون الحناوي بن محمد بن زكريا، مات بفاس سنة 597,جمعت بينه وبين صاحبي عبد الله بن بدر الحبشي.
كان واحدا من الأربعة الأوتاد الذين يمسك الله العوالم بهم.
سأل الله تعالى أن يسقط حرمته من قلوب العالم، فكان إذا غاب لم يفتقد، وإذا حضر لم يستشر، وإذا جاء لا يوسع له،
وإذا تكلم بين قوم ضرب وسخف.
كان سبب اجتماعي به ما أذكره الآن :
وذلك لما وصلت مدينة فاس، فكان ذكري قدبلغ من بها، فأحب من بلغه ذلك الاجتماع بي، فكنت أفر من الدار إلى الجامع . فلا أوجد في الدار، فأطلب في الجامع، وأنا أراهم فيأتونني فيسألون عني فأقول لهم : اطلبوه حتى تجدوه . فبينما أنا قاعد وعليّ ثياب رفيعة جدا، إذا بهذا الشيخ قاعد بين يدي ولم أكن أعرفه قبل ذلك، فقال لي : السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فرددت عليه، ففتح كتاب المعرفة للمحاسبي، فقرأ منه كلمات ثم قال لي : اشرح وبيّن ما قال.
فخوطبت بأحواله ومن هو مقامه، وأنّه من الأوتاد الأربعة رضي الله عنهم، وابنه يرث مقامه .
فقلت له غرفتك فأنت فلان . فأغلق كتابه وقام واقفا وقال :
الستر الستر .إني أحبك فأحببت أن أتعرف إليك، فقد صح المقصود . ثم انصرف، فلم أكن أجالسه قط إلا إذا لم يكن معنا أحد .
وكان معقود اللسان، لا يتكلم إلا عن مشقة، فإذا تلا القرآن كان من أحسن الناس صوتا وأبدعهم مساقا.
كان كثير الأجتهاد . وكان ينخل الحناء بالأجرة، فلا تراه إلا مكحول العينين أشعث أغبر، وإنّما كان يكحل عينه من أجل غبار الحناء .
وتمنى الشيخ أن يكون كالحناوي مغمورا، فقال في إحدى غرر قصائده ....
سألتك ربيّ أن تجود لعبدكم بأن يكُ مستورا على آخر الدّهر
كمثل ابن جعدون وقد كان سيّدا إماما فلم يبرح من الله في ستر
سألتك ربّي عصمة الستر إنّه على سنة الحناوي سنّتنا تجري
مدد يا حبيبي يا سيدي محيي الدين رضي الله عنك يا وارث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عن كل من دافع عنك ومنهم سيدي الدكتور محمود صبيح رضي الله عنه
جزاك الله خيرًا الكاتب والناقل والقراء
وفائدة ونفحة عن سيدي محيي الدين إتمامًا لما ورد في هذه المشاركة عن الأسماء المتعلق بها الأوتاد فإن القطب متوجه للاسم الرب والإمامين فالأول للاسم الملك والآخر للاسم الله أو الإله والله أعلم وسر ذلك تجده في القرآن الكريم.
وفائدة أخرى عن سيدي الدكتور محمود عبد الظاهر أن سيدي محيي الدين هو خاتم الأولياء من الختم والإمضاء فهو رضي الله عنه له أثر في كل من جاء بعده من الأولياء فكأنهم ختموا بختمه الشريف فلا تجد طريقة إلا واستقت شيئا من أوراده ولو صيغة صلاة او دعاء أو حزب أو راتب ولا عالمًا إلا وأخذ شيئًا من علمه ولا تجد وليًّا إلا أقر بولايته وأنه الشيخ الأكبر فكأن الإقرار بولايته علامة على ولاية من تلاه من مشايخ وهي علامة قد يميز بها الفقير بين عارف وغير عارف
وأستغفر الله إن كان في كلامي فضول أو غلبني رأيي