حكى ان يهودياً دخل على امير المؤمنين على ابن ابى طالب كرم الله وجهه فقال له لولا ثلاث آيات فى القرآن لدخلت فى دينكم فقال على رضى الله عنه وماهى قال احديهن قوله تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله،كيف يكون طاعة من يأكل ويشرب بمثابة طاعة الخالق الذى لايأكل ولايشرب،والثانية قوله تعالى كل يوم هو فى شأن ولو كان رباً لما كان فى شأن،والثالثة انه هو اضحك وابكى وليس الاضحاك والابكاء من صفة الحكماء،فقال له امير المؤمنين على رضى الله عنه وكرم الله وجهه هل انت مؤمن بالله ورسوله عليه السلام ان احللت لك هذه الشبه قال نعم،قال اما قوله تعالى من يطع الله فإنما جعل الله تعالى طاعة رسوله كطاعته لأنه ليس كمثله شىء فأناب طاعة رسوله مناب طاعته وجعل واسطة بينه وبين عباده لأنه كان من جنسهم والوصول من الجنس مما لايتعذر فأما الوصول الى من ليس بذى جنس اصعب فجعل الله تعالى للواصل الى رسوله ثواب الواصل اليه وهذه اعظم كرامة من الله تعالى لعباده.
واما قوله تعالى كل يوم هو فى شأن ،ان يخرج ثلاث عساكر من ثلاثة مواضع الى ثلاثة مواطن فيخرج عسكرا من اصلاب الآباء إلى ارحام الأمهات،ويخرج عسكار من بطون الأمهات الى وجه الأرض،ويرد عسكرا من وجه الأرض الى بطون الأرض،وهو مع ذلك لا يشغله شأن عن شأن.
واما قوله تعالى وانه هو اضحك وابكى،فمعناه اضحك الأرض بالأشجار والأشجار بالثمار وابكى السحاب بالأمطار
فقال اليهودى صدقت يا امير المؤمنين،وانا اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله.
برجاء ذكر المصدر : مع تحياتي / حمزة.