من المعلوم أن الإنسان إذا ما أراد أن يرسل رسالة يبدأ باسمه ثم اسم المرسل إليه
لكن انظر إلى سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه من رباه سيد الخلق صلى الله عيه وآله وسلم.
الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء - (2 / 294 - 299 )
وفد بني الحارث بن كعب
قال ابن إسحاق وبعث رسول الله {صلى الله عليه وسلم} خالد بن الوليد في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأول سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بنجران وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا فإن استجابوا فأقبل منهم وإن لم يفعلوا فقاتلهم
فخرج خالد بن الوليد حتى قدم عليهم فبعث الركبان يضربون في كل وجه ويدعون إلى الإسلام ويقولون أيها الناس أسلموا تسلموا فأسلم الناس ودخلوا فيما دعوا إليه فأقام فيهم خالد يعلمهم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه وبذلك كان أمره رسول الله {صلى الله عليه وسلم} إن هم أسلموا ولم يقاتلوا
ثم كتب خالد إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم}
بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد النبي رسول الله من خالد بن الوليد
السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد يا رسول الله صلى الله عليك فانك بعثتني إلى بني الحارث بن كعب وأمرتني إ ذا أتيتهم أن لا أقاتلهم ثلاثة أيام وأن أدعوهم إلى الإسلام فإن أسلموا قبلت منهم وعلمتهم معالم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه وأن لم يسلموا قاتلتهم وإني قدمت عليهم فدعوتهم إلى الإسلام ثلاثة أيام كما أمرني رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وبعثت فيهم ركبانا فقالوا يا بني الحارث أسلموا تسلموا فأسلموا ولم يقاتلوا وأنا مقيم بن أظهرهم آمرهم بما أمرهم الله به وأنهاهم عن ما نهاهم الله عنه وأعلمهم معالم الإسلام وسنة النبي {صلى الله عليه وسلم} حتى يكتب إلي رسول الله {صلى الله عليه وسلم}
والسلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته
فكتب إليه رسول الله {صلى الله عليه وسلم}
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي رسول الله إلى خالد بن الوليد
سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا اله إلا هو
أما بعد فإن كتابك جاءني مع رسولك يخبر أن بني الحارث بن كعب قد أسلموا قبل أن تقاتلهم وأجابوا إلى ما دعوتهم إليه من الإسلام وشهدوا أن لا إله إلا الله وإن محمدا عبده ورسوله وأن قد هداهم الله بهداه فبشرهم وأنذرهم واقبل وليقبل معك وفدهم والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فاللهم ارزقنا مع نبيك صلى الله عليه وآله وسلم أدباً يرضيك ويرضيه وترضى به عنا يا رب العالمين.