كثيراً ما كان يعيب المتمسلفة علينا قولنا على المشائخ وأهل الله : "قدس الله سره أو قدس الله روحه"
وها هنا ننقل عن إمام من الأئمة - الصالحي الشامي - هذا القول:
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد - (11 / 22 - 28)
فائدة: قال الشيخ تقي الدين السبكي - قدس الله روحه ونور ضريحه -في الكلام على حديث " كنت نبيا، وآدم بين الروح والجسد " فإن قلت النبوة وصف، لا بد أن يكون الموصوف به موجودا وإنما تكون بعد أربعين سنة أيضا فكيف يوصف قبل وجوده وقبل إرساله ؟ قلت: قد جاء أن الله تعالى خلق الارواح قبل الاجساد، فقد تكون الاشارة بقوله: " كنت نبيا " إلى روحه الشريفة وإلى حقيقة والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها، وإنما يعلمها خالقها، ومن أمده الله تعالى بنور إلهى.
ثم إن تلك الحقائق يؤتي الله تعالى كل حقيقة منها ما يشاء في الوقت الذي يشاء، فحقيقة النبي صلى الله عليه وسلم قد تكون من (قبل) خلق آدم صلى الله عليه وسلم أتاها الله ذلك الوصف بأن يكون خلقها متهيئة لذلك، وأفاضه عليها من ذلك الوقت فصار نبيا انتهى.
وصل اللهم وسلم وبارك على أول خلق الله وأفضل خلق الله وأجمل خلق الله وأكمل خلق الله صلى الله عليه وآله وسلم.