[font=Tahoma][align=justify] سيدي الفاضل (الحفيد)
أسأل الله عز وجل أن يسبغ عليك من نعمه الظاهرة والباطنة .. اللهم آمين .
سيدي الفاضل :
معذرة على تأخر الرد والتواصل .
فالموضوع سيدي الفاضل منذ وأن وضعته على الموقع للنقاش والحوار وهو لا يغيب عن بالي .
وكلما تصفحت الموقع أحاول جاهدا مواصلة النقاش والرد في هذا الموضوع ولكن بلا فائدة . وقرأته مرة تلو مرة تلو مرة ، وكلما حاولت الرد أو التواصل لا أستطيع لذلك وسيلة .
فيدي لا تطاوعني على الكتابة .أو بمعنى أدق يدي لم تسعفني بحل الإشكال الفكري المتدفق عليها من العقل والقلب لتصوغه وتنظمه في سلسلة مترابطة .ولا أذكر أن هذا قد حدث لي من قبل .
فلطالما كففت يدي عن الكتابة وأرغمتها على التأني والتريث ، فأحيانا كثيرة تكون يدي أسرع في الرد والكتابة من فكري وخاطري .
لذلك عند الرد على موضوع ما عودت يدي أولا وفور قراءة الموضوع على إغلاق مصدر هذا الموضوع ، سواء كان كتابا أو مجلة أو صفحة نت ..... الخ.
ثم بعدها أكون فكرة عامة عن هذا الموضوع من خلال الذاكرة ، ثم أضع تخيل افتراضي أو تصور مبدئي للرد عليه .
يلي ذلك وضع رد عام على الموضوع ثم بداية هيكلته في صورته النهائية مع مطابقته في ذات الوقت مع الموضوع المراد الرد عليه وتنسيقه وترتيبه وفق ذلك .
كل هذا حاولته مع موضوعك سيدي الفاضل ، وقد ساعدتني الظروف كثيرا .
فيدي من البداية لم أجد لها اندفاعها المعهود ، فهل في لحظة صفاء وصدق وصراحة مع النفس أَحَست بأنها قد تكتب ما لم تعلم أو تعمل ، فأعذرت وتمهلت وتروت وتأنت على غير عادتها ؟!!!!
لا أدري إلى الآن .
أم هل عجزت عن ترجمة سيل دافق عليها من الأفكار والرؤى والخطرات ، فأَحَست ولأول مرة - على ما أذكر – بالعجز والقصور عن التعبير ، فكانت بفعلها هذا وكأنها تقر بالتسليم لسيد الخلق ، وتنادي بلسان الحال عن قصورها بلوغ مقام ترجمة مشاعر إنسان نحو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، فالعجز أحيانا هو خير دليل وأبلغ تعبير .
لا أدري إلى الآن . الموضوع صغير الحجم فهو ككل عبارة عن 3 كلمات :
[التسليم – لسيد – الخلق]
يعني تجزئته سهلة وميسورة .
ولكن سيدي الفاضل (الحفيد) عندما نظرت للموضوع مجزأ هكذا أو كلمة كلمة ازداد العجز وثقل الحمل .
ثم عندما نظرت للجملة ككل كان العجز السابق أهون والحمل السابق أخف .
فمعذرة لك سيدي الفاضل ولجميع الأخوة القارئين على ما ستجدونه من بعض اللغبطة – إذا جاز التعبير – ولتتجاوزا لأخيكم عما ستجدونه في الموضوع من آثار ليد وجلة قاصرة .
فقد بدأت بكلمة (التسليم) .
التسليم : الكلمة ككل مفادها الانقياد والاتباع .
وطالما قد سلمت وانقدت لشخص ما أو لمنهج ما ، فالسؤال الذي سيطرح نفسه هنا لمن ننقاد ونتبع ؟
إذا من نسلم له قيادنا لابد أن يكون أهلا لذلك .
وطالما قد أقر الفقير أو غيره بالتسليم لشخص ما أو منهج ما فهذا اعتراف ضمني بالنقص واعتراف ضمني آخر بالسعي لطلب الكمال من هذا النقص .
طيب ، كيف نصل لهذا الحال وهو حال التسليم ؟
هل هو تسليم رغبة أم تسليم رهبة ؟
هل هو تسليم محبة أم تسليم خوف وجبن ؟
ما هي شروطه وأسبابه ودواعيه ؟
هل تحققت بحاجتي للتسليم لشخص ما ؟ يعني هل أنا فعلا ينقصني جانب ما أحتاج فيه التسليم لشخص ما ليكملني فيه ؟
هل لدي جوانب كمال تجعل غيري في مقام التسليم لي ؟
كيف أتحقق من ذلك ؟ يعني كيف أدرك أنني ناقص في موضع كامل أو على درجة من الكمال في غيره ؟
ما هي وسيلتي لبلوغ هذه المعرفة ؟
إذا كان ذلك حادث بالفعل فكيف لا يطغى نقصي على كمالي ؟ أو العكس بفرض اجتماع الضدين ، وهذا هو الغالب على بني البشر . يعني كيف أرى في نفسي الحالين معا فلا يخفي أحدهما غيره .
كيف أفيد غيري – ممن هو في مقام تسليم لي - بما أنا فيه على درجة من الكمال؟ وكيف أستفيد من غيري – ممن أنا في مقام التسليم له –
هل تحققت بآداب التسليم مني لغيري ولغيري لي ؟
يعني هل التزمت بمعاني الأدب والاحترام والتوقير والطاعة والانقياد لمن أنا في مقام التسليم له ؟
وهل ضمنت لمن هو في مقام التسليم لي بما هو مفترض له عندي من رحمة وصدق نصيحة وحسن توجيه ؟
هل من سلمت وانقدت له تحققت فيه شروط القيادة والتوجيه ؟
هل من سلم لي كنت أمينا معه وكنت كشخص مؤهل لثقته تلك ؟
هل أنا أسعى بتسليمي هذا للكمال أم لاستكمال الكمال أم لبداية الكمال ؟
هل من هو في مقام التسليم لي يعلم بنقصي في جوانب أخرى أسعى للكمال فيها ، أم أنني كنت غير صادق معه في ذلك ؟ أم من مصلحته ألا يعلم بذلك ؟
فإذا جردنا كلمة التسليم من الألف واللام والتاء وصيرناها (سَليم)
فما هو المقصود بـ (سليم) هل هو القلب الذي يجب أن يكون كذلك ؟ إذ أن التسليم والانقياد من أعمال القلوب والجوارح .
أم في ذلك إشارة أنك بعد قطع ثلاث مراحل من المسافة في مقام التسليم تصل إلى أن تكون (سَليم) إذ أن الحروف الناقصة لتكملة الكلمة لتصبح (التسليم) هي 3 حروف .
فإذا جردنا كلمة التسليم من التاء تصير (السليم)
فهل ذلك إشارة إلى أن مقام التسليم قبل السير فيه يجب أن تمر بمراحل لتصل إلى (السليم) يعني يجب أن تمر بمراحل إعداد لتصل إلى (السليم) لتتهيأ لسلوك مقام التسليم ؟
إذ أن مقام التسليم مقام صعب الولوج فيه إلا للـ (السليم) إذا أنه مقام السادة إسماعيل وموسى وعيسى ومحمد صلى الله وسلم عليهم أجمعين ، وانظر بعدهم لمن صار وسار في هذا المقام تجد الإمام الحسين رضي الله عنه .
فإذا جردنا كلمة (التسليم) من الألف واللام والتاء والسين صارت (ليم) .
فهل هذا يعني أن السير في مقام التسليم سيكون سببا لوقوع اللوم والعداء للسائر فيه ؟ هل هذا نوع من البلاء يختبر به السائر في مقام التسليم – اللوم والعداء من الغير –
أم حال السائر في مقام التسليم فتنة للغير فيقع من يقع في لومه ومعاداته ؟
أم اللوم والعداء من الغير يجمع الحالين – بلاء واختبار للسائر وفتنة للغير –
فإذا انتهينا من كلمة التسليم وأتينا للكلمة الثانية من الجملة وهي :
[لسيد]
نجد الآتي : أنه طالما وجد سيد فبالتأكيد سيكون هناك مسود .
فللسيد آداب وللمسود آداب في التعامل فيما بينهم ، فما هي وهل علمناها ثم حاولنا التحقق بها ؟
وإذا كان هنالك سيدا فمن سوده هل رضي بسيادته عليه ؟
هل سوده رهبة أم رغبة حبا أم كرها أو هي سيادة عادة ؟ يعني المسود أتى فوجد السيد سيد فلم يبحث عن أسباب كونه سيدا وكونه هو مسودا .
هل لو بحث المسود عن أسباب سيادة سيده هل يقتنع بها ويسلم له حاله أم يحاول الفرار والفكاك من تلك السيادة ؟
ونلاحظ حرف اللام في كلمة (لسيد) نجد أنها تعبر عن الصلة بين السيد ومسوده ، فما هي هذه الصلة ؟ وما تعنيه اللام من صلة هل هي صلة مباشرة أم غير مباشرة ؟
وكون الصلة مباشرة أو غير مباشرة يرجع لمن للسيد أو للمسود ؟
يعني في حالة الصلة المباشرة ، من الذي قطع المسافات وتجاوز لام الصلة هل هو جد واجتهاد المسود وحبه وطاعته لسيده ؟ أم هو كرم وعطاء السيد وجبره لحال مسوده ؟ أم الأمرين معا ؟
وإذا كان الأمرين معا فأيهما مبني على الآخر ؟
يعني هل الكرم والعطاء من جانب السيد كان نتيجة لجد وحب واجتهاد المسود ؟ أم هو محض فضل من السيد للمسود ؟
أو بمعنى آخر لو لم يجد ويجتهد المسود في حبه لسيده هل السيد من الكرم والسخاء وتمكن الحال بمكان فيجود على مسوده رغم تقصيره في حقه ؟
لو جردنا كلمة (لسيد) من اللام والياء تصير الكلمة (سد) ولو جردنا كلمة (لسيد) من الياء تصير (لسد) .
وكلتا الكلمتين (سد) و (لسد) تعبران عن ستر وإحاطة وحماية وحجب وحبس .
فمتى يكون السيد لمسوده بمثابة الستر ؟
ومتى يكون السيد لمسوده بمثابة الإحاطة ؟
ومتى يكون السيد لمسوده بمثابة الحماية ؟
ومتى يكون السيد لمسوده بمثابة الحجب ؟
ومتى يكون السيد لمسوده بمثابة الحبس ؟
هل يتوقف هذا على السيد أم على المسود أم على الإثنين معا أم على الحال العام للمحيط العام بهما أم على كل ما سبق ؟
وهل المسود لو كانت له حرية الاختيار لسيده تحقق بأن هذا السيد سيكون له بمثابة الستر والإحاطة والحماية والحجب والحبس ؟
وهل السيد إذا كان قد سود نفسه على المسود ، وليس للمسود حيلة في ذلك ، قد ضمن أن يكون لمسوده بمثابة الستر والإحاطة والحماية والحجب والحبس ؟
فإذا أتينا للكلمة الأخيرة من الجملة وهي : [الخلق] وجدناها تشمل كل ما سوى الله عز وجل .
والخلق أنواع فمن أي هذه الأنواع كان السائر في مقام التسليم ؟
ومن أي هذه الأنواع كان السيد وكان المسود ؟
ولا أقصد يتنوع الخلق تنوع المادة فهذا معروف ولكن أقصد تنوع الأخلاق والتراكيب النفسانية .
وإذا جردنا كلمة (الخلق) من الألف واللام وجدناها صارت (خلق) وإذا وضعنا علامات إعراب على بعض حروفها صارت (خَلِق) يعني بلي وفني .
سبحان الله كلمة الخلق تحمل بداخلها حقيقتها في خير معبر عن نفسها وهي خير مذكر لكل منا بمصيره ونهايته – إلا من استثني من ذلك كالأنبياء عليهم الصلاة والسلام – فهل من مدكر فهل من معتبر ؟!!!!
والبلى والفناء ليس في فناء المادة وحدها ، فقد تفنى أخلاق الخلق ومشاعرهم وأحاسيسهم فيصيرون كالعدم ، قد بلوا وهم على ظهرها يمشون ، قد فنوا وهم على ظهرها يحيون .
إذا من فناء الخلق وعدمهم سواء كان هذا العدم والفناء عدم المادة أو الأخلاق أو الإثنين معنا ، يعطينا هذا مدلولا وإشارة على أن سيد هذا الخلق له من الخصائص والصفات ما يميزه عمن سواه .
إذ لو ساواهم لما تسود عليهم ، فعلم من ذلك أن له من الخصوصيات ما فضل بها عليهم .
ولو نظرنا للجملة ككل وهي :
[التسليم لسيد الخلق]
لجرنا ذلك إلى طوفان لا ينتهي من الخواطر والتعبيرات والأسئلة .
على سبي المثال :
لماذا التسليم لسيد الخلق وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟
هل سلمنا له حبا أم رغبة أم رهبة ؟
فإن كنا سلمنا له حبا فما السبب في ذلك الحب ؟
وإن كنا سلمنا له رغبة فما السبب في ذلك وما هي تلك الرغبة ؟ وفيما رغبنا فسلمنا ؟
وإذا كنا سلمنا له رهبة فما السبب في ذلك ومما نرهب ؟ وما الذي رهبناه فسلمنا بسببه ؟
هل سبق حبنا أو رغبتنا أو رهبتنا تسليمنا ؟ أم سبق تسليمنا حبنا أو رغبتنا أو رهبتنا ؟
إذا لم تكن هناك رغبة أو رهبة هل يكفي حبه صلى الله عليه وآله وسلم للتسليم له ؟
لماذا نحبه صلى الله عليه وآله وسلم ؟
هل حبه إلف عادة أم عبادة عن تثبت ويقين ؟
هل تسليمنا له عادة نشأنا عليها أم أمر مكتسب ؟ وإن كان مكتسب فكيف اكتسبناه ؟
ما أثر حبه صلى الله عليه وآله وسلم في تسليمنا له ؟
يعني هل حبه صلى الله عليه وآله وسلم من القوة بمكان حيث يكون تسليمنا له تاما كاملا ؟
هل نحن صادقين في حبنا وتسليمنا له صلى الله عليه وآله وسلم ؟
يعني هل نراعي في أعمالنا أنه صلى الله عليه وآله وسلم سيسره صلاحنا ويحزنه طلاحنا ؟
يعني هل أنا وأنت وأنتِ لا نشعر بالخجل منه صلى الله عليه وآله وسلم إذا رآنا ورأى أعمالنا ؟
هل نراعي خاطره صلى الله عليه وآله وسلم ؟
فالمحب الصادق هو الذي يراعي خاطر محبوبه ، والمسود يعلم أن جده واجتهاده سيدخل السرور على قلب سيده .
هو صلى الله عليه وآله وسلم تحققت فيه صفات السيادة ، فهل تحققنا نحن بصفات المسودين ؟!!!!!!!!!!!!
يارب سلم سلم
اللهم غوثا اللهم غوثا
رحماك يارب رحماك يارب[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|