موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
عرف التعريف بالمولد الشريف https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=33888 |
صفحة 1 من 2 |
الكاتب: | حليمة [ الاثنين أكتوبر 05, 2020 2:00 pm ] |
عنوان المشاركة: | عرف التعريف بالمولد الشريف |
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ العالم العلامة، قاضي القضاه، شيخ القراء الرحلة، شمس الدين أبو الخير، محمد بن محمد بن محمد ابن عليِّ بن يوسف العمريُّ الدمشقي الشيرازي، الشهير بابن الجزري ـــ مشافهةً بالمسجد الحرام، قال رحمه الله: الحمدلله الذي جعل شهر ربيع الأول بالمولد الشريف ربيع القلوب؛ وجلا به عن عباده الغموم، وأزال بوجوده الكروب؛ وأطفأ به نار الشرك، وصدع به إيوان الإفك، ورفع به جميع النقائص والعيوب، وأضاء بنوره مشارق الأرض ومغاربها، إشارة إلى ظهور هذا الدين بها؛ فسبحان علام الغيوب! لهذا الشهر في الإسلام فضلٌ نحمده على أن جعلنا من أمته، ونشكره على أن هدانا لملته، ونسأله أن يميتنا على سنته ومحبته، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة مقتطف من هذا الشهر زهر الربيع، مختطف ما يبدو في لياليه من النور البديع. ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، ونبيه وصفيه، وحبيبه ونجيه، أرسله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه المنتجبين الأكرمين، خصوصًا الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين الذين قضوا بالحقِّ وبه كانوا يعدلون، صلاةً دائمةً باقيةً إلى يوم الدين، ما ولد مولودٌ، ووجد موجود، وسلم تسليمًا كثيرًا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين. وبعد: فهذا شهر مولد سيد الأولين والآخرين، وقائد الغر المحجلين، وحبيب رب العالمين، الذي أرسله الله تعالى للخلق أجمعين، وفضله على جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين، وخصه بالشفاعة العظمى يوم الدين. |
الكاتب: | حليمة [ الثلاثاء أكتوبر 06, 2020 1:03 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
[نسبه صلى الله عليه وسلم] فهو عليه الصلاة والسلام: محمَّدُ بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كِنانه بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. إلى هنا متفقٌ عليه، واختلفوا في تسمية بقية أجداده صلى الله عليه وسلم من آدم صلى الله عليه وسلم إلى عدنان، مع أتفاقهم على أن عدنان من ذرية إسماعيل الذبيح بن إبراهيم الخليل صلوات الله عليهما وسلامه. قال الشيخ المؤلف رحمه الله تعالى: أخبرنا الشيخ المسند الرحلة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم المقدسي رحمه الله بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الحنبلي، قال أخبرنا حنبل بن عبدالله الرصافي، قال: أخبرنا هبة الله بن الحصين قال: أخبرنا الحسنُ بن عليِّ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن الإمام أحمد ابن حنبل رحمهما الله تعالى، قال حدثني أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ شداد بن عَمَّارٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رضي الله عنه قَالَ:إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ ولد إِبْرَاهِيمَ، إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بني إِسْمَاعِيلَ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ»: أخرجه مسلم رحمه الله تعالى في "صحيحه"، والترمذي في "جامعه"، وقال: "حسنٌ صحيحٌ". ورواه الطبرني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى اختار خلقه، فاختار منهم بني آدم ثم اختار بني آدم فاختار منهم العرب، ثم اختار العرب فاختار منهم بني هاشم، ثم اختار بني هاشم فاختارني منهم، فلم أزل خيارًا من خيار، ألا من أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم" فالعرب خير أناس ثم خيرهم محمد فهو فيهم خير خيرهم إن تقرأ "النحل" تنحل جسم حاسدهم وفي"براءة" يبدو وجه جاههم وروينا أيضًا في "مسند" الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في طينته، وسأخبركم بأول ذلك: دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي؛ رأت حين وضعتني وقد خرج لها نورٌ أضاءت له قصور الشام" ورواه أيضًا الحاكم في " مستدركه على الصحيح" وقوله:"منجدل"؛ أي: مختلط ويقال: ملقى من:"جدله" إذا رماه بالأرض فانجدل، أي: سقط على الجدالة، وهي: الأرض. وقوله:"دعوة إبراهيم": يعني: قوله تعالى: { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } [البقرة: 129]. قوله:"وبشارة عيسى" يعني: قوله تعالى: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6]. ولا زال نوره صلى الله عليه وسلم ينتقل من الأصلاب الطاهرات إلى الأرحام الزاكيات إلى أن اتصل بأبيه عبد الله بن عبد المطلب. فلما تأهل للزواج زوجه من آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب، فلما تزوجها ودخل بها حملت بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيقال: كان ذلك في يوم الاثنين من شهر رجبٍ. وقال ابن الجزار: أيام مِنًى في شِعْبِ أبي طالبٍ عند الجمرة الوسطى. قال الحاكم أبو أحمد: وكان سنُّ عبد الله إذ ذاك ثلاثين سنةً. |
الكاتب: | حليمة [ الأربعاء أكتوبر 07, 2020 12:56 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
( [حمله وولادته صلى الله عليه وسلم] فحملت بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم أمه آمنة، فكانت تقول: "ما شعرت أني حملت به، ولا وجدت له ثقلا في بطني كما يجد النساء، إلا أني قد أنكرت رفع حيضتي، وربما كانت ترفعني وتعود" قالت آمنة:" وأتاني آتٍ وأنا بين النائم واليقظان فقال: هل شعرت أنك حملت؟ فكأنِّي أقول: ما أدري! فقال: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها؛ ثمَّ أمهلني، حتى إذا دنت ولادتي أتاني ذلك، فقال: قولي: أُعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، فإذا وضعتيه فسميه محمدًا، وآية ذلك أن يخرج معه نورٌ يملأ قصور بُصرى من أرض الشام" ويروي: أن الله تبارك وتعالى لمَّا أراد خلق نبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم في بطن أمه، وكان ذلك في ليلة الجمعة من شهر رجب، أمر في تلك الليلة رضوان خازن الجنان عليه السلام أن يفتح أبواب الفردوس، ونودي في السماوات والأرض أن النور المكنون المخزون الذي يكون معه النبي الهادي في هذه الليلة يستقرُّ في بطن أمه الذي يتم خلقه، ويخرج إلى الناس بشيرًا ونذيرًا. ثم لما حملت به أمه صلى الله عليه وسلم بعث عبد المطلب ابنه عبد الله إلى غزة من أرض الشام يمتار لهم طعامًا مع تجار من قريش، فلما رجعوا مرض عبد الله، فلما وصلوا إلى المدينة تخلف عند أخواله بني عدي بن النجار ثم مات بالمدينة وله ثلاثون سنة. ولما بلغت وفاته عبد المطلب وجد عليه وجدًا شديدًا. والصحيح أن ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم كان حملًا. وخلف عبد الله جاريته أم أيمن بركة الحبشية وخمسة أجمال وقطيع غنم فورث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أم أيمن تحضنه. [مولده صلى الله عليه وسلم ] وولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين بلا خلاف، في شهر ربيع الأول على الصحيح، ليلة الثاني عشر منه على الأصح، عام الفيل على المشهور، وذلك في ولاية العادل كسرى أنو شروان سنةَ سبع عشرة منها، وسنة ثمان وسبعين وخمسمئةٍ من رفع عيسى بن مريم عليه السلام إلى السماء، وسنة تسع وتسعمئة للإسكندر الرومي، ويقال: إن ذلك بعد هبوط آدم عليه اللام بستة آلاف وثلاث وأربعين سنة. قالت أمه صلى الله عليه وسلم:"فلما فصَل مني خرج معه نورٌ أضاء له ما بين المشرق والمغرب، ثم وقع على الأرض معتمدًا على يديه، جاثيًا على ركبتيه، رافعًا رأسه إلى السماء" قالت: "وولدته صلى الله عليه وسلم نظيفًا طيبًا ما به من قذرٍ؛ ليس كما تولد السخل". وروينا عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عن أمه فاطمة بنت عبد الله قالت: "حضرت ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت البيت حين وضع قد امتلأ نورًا، ورأيت النجوم تدنو حتى ظننت أنها تقع عليَّ" وذكر بقي بن مخلد في "تفسيره": أن إبليس رنَّ أربع رنَّات: حين لُعن، وحين أُهبط، وحين ولد النبي صلى الله عليه وسلم، وحين أُنزلت فاتحة الكتاب. قال: والرنين والنَّخار من عمل الشيطان.) |
الكاتب: | حليمة [ الخميس أكتوبر 08, 2020 2:47 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
(وولد النبي صلى الله عليه وسلم معذورًا مسرورًا، والمعذور: المختون، والمسرور: المقطوع السرة. هذا هو الأصح عندنا، كما رويناه مسندًا عن العباس عمه رضي الله عنه. وقيل: إن جده ختنه صلى الله عليه وسلم يوم السابع، وصنع مأدبة، وسماه محمدًا صلى الله عليه وسلم. وقيل إن جبريل عليه السلام ختنه حين طهَّر قلبه يوم شقته الملائكة عليهم السلام وهو صغير. ولما ولد صلى الله عليه وسلم ختم بخاتم النبوة، ذكر ذلك ابن عائذ، وحكاه عنه غيرُ وسمى صلى الله عليه وسلم محمدًا؛ فقيل: سمته بذلك أمه لما رأت وأمرت به وقيل: بل جده؛ ويحتمل أن تكون آمنة أمه لما أخبرت جده بما رأته سماه بذلك. وقال الإمام أبو القاسم السُّهيليُّ رحمه الله تعالى: "إن ذلك لرؤيا رآها جده عبد المطلب، ذكر حديثها أبو الحسن القيروانيُّ العابر في كتابه "البستان"، قال: "كان عبد المطلب قد أُري في منامه كأن سلسة من فضة خرجت من ظهره، لها طرفٌ في السماء، وطرفٌ في الأرض، وطرفٌ في المشرق، وطرفٌ في المغرب ثم عادت كأنها شجرةٌ، على كل ورقة منها نورٌ، وإذا أهل المشرق والمغرب يتعلقون بها؛ فقصها، فعبرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق وأهل المغرب، ويحمده أهل السماء والأرض" لطيفةٌ: النور الذي رأته أمه صلى الله عليه وسلم حين الولادة فأضاء له ما بين المشرق والمغرب، وكذا ما رآه جده، هو ما فتح الله تعالى على أمته من البلاد من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب، وأنَّ دِينه صلى الله عليه وسلم يمتد ما بينهما أكثر من امتداده ما بين الجنوب والشمال، وأنت تجد الأمر كذلك معانية. وكذا ما رآه خال بن سعيد بن العاص قبل المبعث بيسير كأنَّ نورًا يخرج من زمزم حتى ظهرت له البُسْرُ في نخيل يثرب، فقصها على أخيه عمرو، فقال : "إنها حفيرة عبد المطلب، وإن هذا النور يكون منهم" وهذا كان السبب لمبادرته إلى الإسلام. فانظر كيف كان بدء النبوة بمكة وظهورها بالمدينةــ يثرب ــ وقالت أمه صلى الله عليه وسلم :"لما ولدته خرج من فرجي نورٌ أضاءت له قصور بُصرى من أرض الشام". قلت: ولهذه لطيفةٌ أخرى، وهي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وصل بنفسه الكريمة إلى أرض بُصرى من الشام مرتين، ولم يتجاوز ذلك، فكان ذلك إشارة إلى ذلك، والله أعلم. وما أحسن قول العباس عمه رضي الله عنه مما أنشده فيه: وأنت لما ولدت أشرقت الـ أرض وضاءت بنورك الأفقُ فنحن في ذلك الضياء وفي النـ ــور وسبل الرشاد نخترقُ ولما جاء البشير إلى جده عبد المطلب بولادة آمنة سر بذلك سرورًا عظيمًا، وقام هو ومن كان معه من أشراف قومه حتى دخل عليها، وكانت قد وضعته تحت برمةٍ؛ ليكون جده أول من يراه، فإذا البرمةُ قد انفلقت عنه صلى الله عليه وسلم، وإذا هو قد شق بصره ينظر إلى السماء. وأخبرت أمه جده بما رأت وما قيل لها، فأخذه وأدخله الكعبة، وقام عندها يدعو الله تعالى ويشكره على ما أعطاه. وقال في ذلك شعرًا مشهورًا: الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان قد فاق في المهد على الولدان أُعيذه بالواحد الديان وأتت ثويبة جارية عمه أبي لهب، فبشرته بأنه قد ولد لأخيه عبد الها غلام، فأعتقها في الحال تلك الليلة، ثم جعلها ترضعه بعد ولادته أيامًا كما سيأتي إن شاء الله تعالى. وقد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم، فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار، إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين، وأمص من بين أُصبعي هاتين ماء بقدر هذا، وأشار لرأس أصبعه، وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبإرضعها له. قلت : وقد بلغنا معنى هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم. نكتةٌ إذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جُوزي في النار بالتحقيق بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم الذي يسر بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم؟! لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم!) |
الكاتب: | حليمة [ الخميس أكتوبر 08, 2020 9:28 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
[مكان ولادته صلى الله عليه وسلم وبركته] وكان مولده الشريف صلى الله عليه وسلم بالشعب، وهو مكانٌ بمكة معروف متواتر عند أهل مكة يخرج إليه أهل مكة كل عام يوم المولد ويحتفلون بذلك أعظم من احتفالهم بيوم العيد، وذلك إلى يومنا هذا. وقد زرته وتبركت به عام حجتي سنة اثنتين وتسعين وسبعمئة، ورأيت من بركته أمرًا عظيما. ثم كررت زيارته في مجاورتي سنة ثلاث وعشرين وثمانمئة، وكان قد تهدم فرممته, وقرئ كتابي:" التعريف بالمواد الشريف" علىَّ وسمعه خلق لا يحصون، وكان يوما مشهودًا. [عجائب ليلة المولد الشريف] وليلة مولده الشريف صلى الله عليه وسلم انشق إيوان كسرى حتى سُمع صوته، وسقطت منه أربع عشرة شُرفة. وقد أخبرني بعض من رآه أن الشق طولا في سقفه قدرما يثبه ويقفزه الشخص القوي، وهو باقٍ إلى اليوم آية من آيات الله تعالى. وخمدت نار فارس التي كانوا يعبدونها، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، بل كانت تضرم ليلًا ونهارًا، ففي تلك الليلة خمدت في أقطار بلادهم، ولم يقدروا على إيقادها؛ وتلك آيةٌ باهرةٌ ومعجزةٌ له صلى الله عليه وسلم ظاهرةٌ. وغاضت بحيرة ساوة، وكانت بحيرة عظيمة في مملكة عراق العجم بين "همذان" و"قم"، تُركب فيها السفن ويسافر بها إلى ما حولها من البلاد مثل مزدغان والري وما جاور ذلك، وكانت أكثر من ستة فراسخ، فأصبحت من ليلة مولده الشريف صلى عليه وسلم ناشفة يابسة؛ كأنه لم يكن بها شيٌ من الماء، واستمرت كذلك حتى بني في موضعها مدينة ساوة الباقية إلى اليوم. ورأى الموبذان ـــ وهو عالم الفرس وقاضيهم ــ أن الإبل تقود الخيل وقد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، وذلك إشارة إلى ملك العرب تلك الديار، وكذا كان. ورُميت الشياطين بالشهب الثواقب، وكانت من قبل تسترق السمع، وحُجب إبليس عن السماء كما روي، ولعله كان يصعد فيسترق السمع أيضًا. وروينا عن حسان بن ثابت رضي الله عنه انه قال:"إنِّي لغلامٌ يفعةٌ ابن سبع سنين أو ثمان أعقل كل ما سمعت، إذ سمعت يهوديا يصرخ على أطمة بيثرب: "يا معشر يهود!". حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له :"ويلك مالك؟!". قال:" طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به!". وروى عكرمة رضي الله عنه: أن نفرًا من قريش مروا بجزيرة من جزائر البحر، فإذا شيخ من جُرهُم، فقال: ممن أنتم؟ قالوا: نحن من أهل مكة من قري، فقال الشيخ ذات يوم: لقد طلع الليلة نجمٌ؛ لقد ولد فيكم نبيٌّ، قال: فنظروا فإذا النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولد تلك الليلة.) |
الكاتب: | حليمة [ السبت أكتوبر 10, 2020 6:03 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
[رَضُاعه صلى الله عليه وسلم] |
الكاتب: | حليمة [ الأحد أكتوبر 11, 2020 4:26 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
(ولما حضرته الوفاة أوصى أبا طالب بحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات وللنبي صلى عليه وسلم ثمان سنين، وكان عمه يحبه حبا شديدا ولما صار له صلى الله عليه وسلم اثنتا عشرة سنة راح مع عمه أبي طالب إلى الشام حتى بلغ بصرى، فرآه بحيراء الراهب فعرفه بصفته، فجاء وقال:" هذا سيد العالمين ورسول الله"، فقيل:" من أين علمت؟ قال: إنكم حين أقبلتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر له ساجدا، ولايسجدان إلا لنبي، وإنا نجده في كتبنا"، وأمر أبا طالب أن يرد به من بصرى خوفا عليه من اليهود، فرجع به عمه، ولم يتجاوز بصرى . |
الكاتب: | حليمة [ الاثنين أكتوبر 12, 2020 2:09 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
[تجارته صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة وزواجه بها] |
الكاتب: | حليمة [ الثلاثاء أكتوبر 13, 2020 12:18 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
[بعثته صلى الله عليه وسلم] |
الكاتب: | خلف الظلال [ الثلاثاء أكتوبر 13, 2020 8:23 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
اللهم صلي وسلم وبارك على حضرة سيدنا النبي وآله جزاكم الله كل خير |
الكاتب: | حامد الديب [ الثلاثاء أكتوبر 13, 2020 10:05 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
بارك الله فيكم |
الكاتب: | المهاجرة [ الثلاثاء أكتوبر 13, 2020 10:40 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
حامد الديب كتب: بارك الله فيكم |
الكاتب: | حليمة [ الثلاثاء أكتوبر 13, 2020 11:24 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
الأخوات والإخوة الأفاضل خلف الظلال ،د/حامد الديب ،المهاجرة جزاكم الله خيرا وأسعدني مروركم الكريم |
الكاتب: | حليمة [ السبت أكتوبر 24, 2020 12:06 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
[هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة] |
الكاتب: | حليمة [ الأحد أكتوبر 25, 2020 10:21 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: عرف التعريف بالمولد الشريف |
[حجة الوداع ووفاته صلى الله عليه وسلم] وحج النبي صلى الله عليه وسلم بالناس حجة الوداع، وتسمى:" حجة الإسلام" فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة يوم السبت، لخمس بقين من ذي القعدة سنة عشر، ومعه صلى الله عليه وسلم سبعون ألفا، ويقال: مئة ألف رضي عنهم، وكانت وقفته عليه الصلاة والسلام الجمعة. ودخلت سنة إحدى عشرة، ففي يوم الأربعاء آخر صفر، بدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه، فحم وصدع، ثم أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يصلي بالناس، وبقي تلك الجمعة في وجعه، وأفاق صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين الخامس من شهر ربيع الأول. وفي الأحد اشتد وجعه صلى الله عليه وسلم، وتوفى صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين بلا خلاف الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة شهيدا صلى الله عليه وسلم، حين زاغت الشمس، وقيل: حين اشتد الضحى، وله ثلاث وستون سنة، صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم ومجد وعظم. فصل في صفته صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا كان عليه أفضل الصلاة والسلام أكمل الناس خلقا، وأجملهم ذاتا، تام الملاحة، مكمل الجمال، وضيء الوجه ونيره، ربعة، معتدل القامة، لا بالطويل البائن ولا بالقصير، ذا بهاء وهيبة، أبيض اللون أزهره مشربا بحمرة، أزج الحاجبين، وهو دقة وطول يكون فيهما. أفلج الأسنان؛ وهو: تباعد ما بين الثنايا والرباعيات، وذلك بخلاف المتراص الأسنان. أشنب، والشنب: البياض والبريق في الأسنان، ويقال: برد الأسنان وعذوبتها، يراد به عذوبة الفم، ويقال: حدتها؛ ويراد بذلك طراوتها. ضليع الفم، أي: عظيمه واسعه، وذلك دال على القوة والشجاعة. أسهل الخدين، أي: غير رابيين ولا كثيري اللحم؛ فإنه يدل على العجز واللؤم. أدعج العينين أشكلهما ، والدعج: شدة سواد العين مع سعتها، والشكل: حمرة في بياض العين، وهو محبوب محمود. أهدب، أي: طويل أشفار العين، واسع الجبين. أقنى العرنين: والعرنين: تحت مجتمع الحاجبين من الأنف. والقناء في الأنف: طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه وهو مدح في الرجل، دال على كمال خلقه، وعيب في الخيل. بعيد ما بين المنكبين، المنكب: مجتمع عظم العضد والكتف، وهو غاية في كمال المحاسن. بسيط الكفين؛ أي: واسعهما, شثنهما؛ وهو الذي في أنامله غلظ، وهو يحمد في الرجال دون النساء، ضخم الرأس والقدمين، منهوس العقبين، أي: قليل لحم العقب، لم يتجاوز شعره شحمتي أذنه، توفى صلى الله عليه وسلم ولم يبلغ من شيبه عشرين شعرة بيضاء. بين كتفيه خاتم النبوة صلى الله عليه وسلم، قال السائب بن يزيد:" رأيت خاتم النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم مثل زر الحجلة" رواه البخاري، ومسلم رحمهما الله. والحجلة: بيت من ثياب كالقبة لها أزرار كبار وعرى تسمى بشخانة. وفي "صحيح" مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته، كان إذا ادهن لم يتبين، وإذا شعث رأسه تبين، وكان كثير شعر اللحية، فقال رجل: وجهه مثل السيف؟ قال:لا، بل مثل الشمس والقمر، وكان صلى الله عليه وسلم مستديرا، ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده صلى الله عليه وسلم. وشمط ــ بكسر الميم ــ أي: ابتدأ به الشيب، وشعث رأسه:أي تفرق شعره، وهو بكسر العين وروينا في "الصحيحين" عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، كأن غرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كفه صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكا ولا عنبرة أطيب من رائحته صلى الله عليه وسلم. وقد روينا من هذا الحديث السلسة بالمصافحة. "يتكفأ": قيل يتمايل يمينا وشمالا جبلة، وقيل: الصواب: يميل إلى قدام، وفي حديث عليِّ رضي الله عنه: إذا مشى يتقلع كأنما يمشي في صبب؛ وهو الحدور. |
صفحة 1 من 2 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |