وتلألأت الكائنات بطوالعه السعودية , وافتخرت الخلائق بقدومه والعرب والأعجام , وعكفت على بيت آمنة طيور مناقيرها من الزمرد الأخضر وأجنحتها من اليواقيت الجوهرية , وتدلت الكواكب من السماوات وأقبل إلى بيت آمنة الغمام , ورأت رجالاً وقفوا فى الهواء بأيديهم أباريق من فضة بالسلاسل الذهبية , فيها ماء من السلسبيل فشربت فزال ما بها من الآلام , ولم تزل السيدة تشاهد من غرائب معجزاته أموراً نورانية , ومن عجيب آياته ما لا تحيط به العقول والأفهام , وذلك فى ليلة الإثنين من بعد العشاء إلى طلوع اللمعة الفجرية , فأخذها المخاض ووضعته صلى الله عليه وسلم نوراً يتلألأ كالبدر ليلة التمام , ويجب علينا معشر الحارين والسامعين القيام عند ذكر مولده الشريف تعظيماً لقدوم ذاته البهية , فيا سعادة من وقف تعظيماً له على الأقدام ********* وَهَذِهِ قَصِيدَةُ تُقَالُ وَقْتَ ذِكْرِ الْقِيَام **********
صَلاَةُ اللهِ رَبِّى ذِى الْجَلاَلِ = عَلَى نُورِ الهُدى بَاهِى الجمَالِ وَتَسْلِمٌ مِنَ الموْلَى الْقَدِيمِ = عَلَى طَهَ الْمُكَمَّلِ بِالْكمالِ إِمَامِ الْمُرْسَلِينَ وَمُنْتَقَاهُمْ = سِرَاجِ الْعَالمِينَ بِلاَ مُحَالٍ هُوَ الْبَدْرْ الْمُنِيرُ رَفيعُ جَاهٍ = شَرِيفٌ أصْلُهُ عَالٍ وَغَالى لهُ وَجْهُ جَمِيلٌ لوْ تَرَاهُ = تَرى قَمَراً مُنِيراً فى الْعلالى لهُ شَعْرُ يُحَارُ الْعَقْلُ فيهِ = وَيَخْتَطِفُ الْفُؤَادَ بِلاَ اخْتِلاَلِ يَلوّحُ النُّورُ مِنْ وَضْحِ الْجَبين = كحِيلُ الطَّرْفِ مِنْ غَيْرِ اكْتِحَالِ مُنِيرُ الخَدِّ مَا أَبْهَى ضِيَاهُ = مُتَوَّجْ بِالمهَابَةِ والجلال بَسِيمُ الثَّغْرِ تَفْلَتُهُ شِفَاءُ = فَصِيحُ النُّطْقِ عَذْبُ فِى المقَالِ لهُ عُنُقُ مُنِيرُ كَوْكَبِىُّ = ظَرِف آخِذُ فِى الإعْتِدَالِ وَقَلْبُ لَيْسَ يَغْفَلُ فِى منامٍ = وفى التَّسْبيحِ دَوْماً فِى اشْتغالِ سَليمُ الصَّدْرِ مَمْلُوءُ بِعلمٍ = وَحِكْمَتُهُ تَعَالَتْ عَنْ مِثالِ كَرِيمُ الْكَفِّ أَجْوَدُ مِنْ سَحابٍ = سَرِيعُ فى الْعَطَاءِ وفى النَّوَالِ لهُ قَدَمُ إلى الطَّاعاتِ يَسْعى = بهِ وَيَقُومُ فى دَاجى اللَّيالى حَبيبى جَلَّ مَنْ سَوَّاكَ خَلْقاً = ولم يَخْلُقْ مَثيلَكَ فى الرِّجالِ كَسَاكَ الْحُسْنُ أَكْمَلهُ وَخَصَّكَ = بِتَاجِ النُّورِ مَعْ حُسْنِ الْخِصَالِ وَفَوْقَ المرْسَلِينَ رُفِعتَ قَدْراً = وَكَمَّلَكَ المهَيْمِنُ بِالْكمالِ فَما فى الملْكِ مِثْلَكَ مِنْ رَسُولٍ = حَوَيْتَ الْفَخْرَ وَالرُّتَبَ الْعَوَالى وَحُزْتَ الْفَضْلَ مِنْ دُونِ الْبَرايَا = وَنِلْتَ الْعِزَّ مَعْ كلِّ الأَمالى وَحُبُّكَ يا حَبيبى فَرْضُ عَيْنٍ = وَقَلْبى فِيكَ مَشْغُولُ وَبالى أَنَا عَبْدُ ضَعيفُّ مِنْ ذُنُوبى = وَجِسّمى مِنْ عَظِيم الذَّنْبِ بالى وَلاَ أَدْرِى أَعَفْوُ أَمْ جَزَاءُ = وَلاَ فى الحشْرِ أَدْرِى كَيْفَ حالى أَنَا ابْنُ مُحَّمدٍ أُدْعى المنَاوى = أَنَا مِنْ صالح الأعمالِ خالى أَنَا الْعَبْدُ الذَّلِيلُ وَأَنْتَ جَاهُ = أَنا فى الْعالمينَ سِوَاكَ مالى أنا يا مُصْطَفى كَثُرَتْ ذُنُوبى = وَأَرْجُو الْعَفْوَ مِنْ مَوْلَى الموالِى فَكُنْ لِى شافِعاً يا مُصْطَفانا = وَعَوناً فِى المهِمَّاتِ الثِّقالِ فَمَنْ لِى أَرْتَجِيهِ لِكَشْفِ ضُرِّى = وغَوْثى فى الشَّدَائِدِ وَالنَّوَالِ عَلَيْكَ صَلاَةُ رَبِّى كلَّ وَقْتٍ = معَ التسْليمِ فى كلِّ المَجالِ ولما بدا من بطن أمه كالشمس البهية , سقط على يد أم عبد الرحمن ابن عوف أحد البرره الكرام , فسجد لمولاه على الأرض وأومأ بطرفه إلى السماء العلية , وفى ذلك الرَّفْعِ إشارة إلى علو قدره والمقام , ثم عطس فقال الحمد لله رَبِّ العالمين بفصيح العربية , فقالت له الملائكة يرحمك رَبُّكَ يا خير الأنام , ثم غشيته سحابة من النور فأخذته الملائكة فغيبته عن أمه ساعة زمانية , وطافوا به جميع الكائنات فعرفه أهل السماوات والأرضيين وكل منهم فى محبته هام , ثم ردته الملائكة إلى أمه وهو ملفوف فى ثياب خضرٍ سندسية , وَمَلَكُ يقول يا عز الدنيا ويا شرف الآخرة من قال بمقالتك وشهد بشهادتك حشر تحت لوائك يوم الزحام , وولد نبينا صلى الله عليه وسلم ظريفاً مختوناً مسروراً مكحول العينين بكحل العناية الربانية , كامل الجمال مستوراً بالهيبة والجلال التام متخلقاً بأخلاق الأنبياء من فصاحة وفطانة وسخاوة , وقوة وشجاعة وعفة وسماحة وحسن قوام , وقيل ختنه جده عبد المطلب يوم سلبع ميلاده وسماه مُحمَّدَّا وصنع وليمة وبذل فيها همته الجهدية , فسئل عن ذلك فقال رجوت أن يُحْمدَ فى السماوات والأرض وقد حقق الله رجاءه وما رام ******************************************************************** ( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )
_________________ 
كرام ياآل البيت
|