إن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يحتفلون بذكرى ميلاد خير البشريّة في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عامٍ، ويكون الاحتفال على هدي النبي- صلى الله عليه وسلّم-؛ فيجتمع الناس يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، ويُكثرون من الصّلاة على النبيّ وآله؛ حتى ينالوا الثّواب الجزيل من ربّ العالمين،
إن المولد النبوي الشريف يتم الاحتفال به منذ مئاة السنين
والفضل ما شهدت به الأعداء
سأذكر وصف الفرنسيين لاحتفال المصريين بالمولد النبوي الشريف
مع التحفظ على بعض الكلمات
أما مولد النبي فيستمر الاحتفال به عدة أيام، وخلال هذه المدة شاهدت جميع الشوارع مضاءة، وفي ميدان الأزبكية ترتفع السوارى بالكثير من البيارق ذات اللون الأحمر والأخضر، كما تقام السرادقات، وفي رابع أيام العيد، تطلق المدافع خمسين طلقة عند غروب الشمس، وفي الليل يقبل الدراويش إلى الميدان. ويجلس هؤلاء المسلمون الورعون في حلقات مربعي السيقان ومتمتمين بالدعاء، كما أنهم يتمايلون برؤسهم يمينا ثم يسارا في حركة مستمرة متزايدة السرعة، محدثين صوتا يشبه أنين الحيوان. وهي عادة مضنية إلى أبعد حد، حتى بالنسبة للمشاهدين،حيث يسقط الضعفاء من هؤلاء سريعا لتتقلص الحلقة شيئا فشيئا إلى أن يبقى واحد فحسب من هؤلاء الأتقياء هو الذي قد استمر في هذه الحركات دون أن يتوقف للحظة واحدة، وهذا هو الذي يحمل حينئذ لقب الولي أو الشيخ. ويشاهد في الميدان عدد كبير من الحلقات المشابهة، ويشارك في هذا العيد جمع كبير جدًا.

(كتاب وصف مصرالجزء العاشر ص 316)