170 - قَالَ: عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ، دثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، دثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، دَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " يُحْشَرُ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ إِلَى صِقْعٍ مِنَ الْأَرْضِ فَيَأْخُذُونَ مَقَامَهُمْ مِنْهَا، ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ سِبْطًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيُطِيفُونَ بِالْجِنِّ وَالْإِنْسِ، أَيْ يُحْدِقُونَ بِهِمْ، ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ سِبْطًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، يُطِيفُونَ بِالْمَلَائِكَةِ وَبِالْجِنِّ وَالْإِنْسِ، ثُمَّ يُنْزِلُ سِبْطًا ثَالِثًا، وَرَابِعًا، وَخَامِسًا، وَسَادِسًا، وَيَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى فِي السِّبْطِ السَّابِعِ مُجْتَنَبَاهُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا رَأَوْهُ الْخَلَائِقُ. . . فَيَقُولُ: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ مَا لُكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} [الصافات: 25] . {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} "
171 - دثنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ادنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، ادنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ادنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، دثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: قَوْلُ الْمُؤْمِنِ حِينَ يَقُولُ لِقَوْمِهِ: {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ} [غافر: 33] ، قَالَ: «يُرْسَلُ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ أَمْرٌ فَيُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ، ثُمَّ تَسْتَجِيبُ لَهُمْ أَعْيُنُهُمْ بِالدَّمْعِ، فَيَبْكُونَ حَتَّى يَنْفَدَ الدَّمْعُ، ثُمَّ تَسْتَجِيبُ لَهُمْ أَعْيُنُهُمْ بِالدَّمِ فَيَبْكُونَ دَمًا، حَتَّى يَنْفَدَ الدَّمُ، ثُمَّ تَسْتَجِيبُ لَهُمْ أَعْيُنُهُمْ بِالْقَيْحِ، فَيَبْكُونَ حَتَّى يَنْفَدَ الْقَيْحُ، وَتَعُودُ أَبْصَارُهُمْ كَالْحِدَقِ بِالطِّينِ»
172 - دثنا حَمْزَةُ، ادنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، ادنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ادنا رَجُلٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ " أَنَّهُ يُمَثَّلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْمُؤْمِنِ عَمَلُهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ وَجْهًا، وَثِيَابًا، وَأَطْيَبَهُ رِيحًا، فَيَجْلِسُ إِلَى جَنْبِهِ، كُلَّمَا أَفْزَعَهُ شَيْءٌ أَمَّنَهُ، وَكُلَّمَا تَخَوَّفَ شَيْئًا هَوَّنَ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبٍ خَيْرًا، مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَوَمَا تَعْرِفُنِي وَقَدْ صَحِبْتُكَ فِي دُنْيَاكَ، وَفِي قَبْرِكَ؟ أَنَا عَمَلُكَ، كَانَ وَاللَّهِ حَسَنًا، فَلِذَلِكَ تَرَانِي حَسَنًا، وَكَانَ طَيِّبًا فَلِذَلِكَ تَرَانِي طَيِّبًا، فَارْكَبْنِي، فَطَالَمَا رَكِبْتُكَ فِي الدُّنْيَا، فَهُوَ قَوْلُهُ: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقُوا بِمَفَازَتِهِمْ} [الزمر: 61]
[ص:135] حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ إِلَى رَبِّهِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ كُلَّ صَاحِبِ عَمَلٍ فِي الدُّنْيَا قَدْ أَصَابَ فِي عَمَلِهِ، وَكُلُّ صَاحِبِ تِجَارَةٍ قَدْ أَصَابَ بِتِجَارَتِهِ غَيْرَ صَاحِبِي، قَدْ شُغِلَ فِي نَفْسِهِ، فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ: فَمَا تَسْأَلُ لَهُ؟ فَيَقُولُ: الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ، أَوْ نَحْوَهُ، فَمَا يَقُولُ: فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ وَرَحِمْتُهُ، ثُمَّ يُكْسَى حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، وَيُجْعَلُ عَلَيْهِ تَاجُ الْوَقَارِ، فِيهِ لُؤْلُؤَةٌ تُضِيءُ مِنْ مَسِيرَةِ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ أَبَوَيْهِ قَدْ كَانَ شُغِلَ عَنْهُمَا [ص:136]، وَكُلُّ صَاحِبِ عَمَلٍ وَتِجَارَةٍ قَدْ كَانَ يُدْخِلُ عَلَى أَبَوَيْهِ مِنْ عَمَلِهِ وَتِجَارَتِهِ، فَيُعْطَيَا مِثْلَ مَا أُعْطِيَ، وَيُمَثَّلُ لِلْكَافِرِ عَمَلُهُ فِي صُورَةٍ أَقْبَحَ مَا خَلَقَ اللَّهُ وَجْهًا، وَأَنْتَنَهُ رَائِحَةً، فَيَجْلِسُ إِلَى جَنْبِهِ، كُلَّمَا أَفْزَعَهُ شَيْءٌ زَادَهُ فَزَعًا، وَكُلَّمَا تَخَوَّفَ شَيْئًا زَادَهُ خَوْفًا، فَيَقُولُ: بِئْسَ الصَّاحِبُ أَنْتَ، فَقِيلَ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: لَا , فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ، كَانَ قَبِيحًا فَلِذَلِكَ تَرَانِي قَبِيحًا، وَكَانَ مُنْتِنًا، فَلِذَلِكَ تَرَانِي مُنْتِنًا، طَأْطِئْ لِي حَتَّى أَرْكَبَكَ، فَطَالَمَا رَكِبْتَنِي فِي الدُّنْيَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
يتبع بمشيئة الله تعالى