موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: نور العمل ونور الإيمان ونور الذات وحظ كل مقام منها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 10:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7641
نور العمل ونور الإيمان ونور الذات وحظ كل مقام منها :
ـــــــــــــــــــــــــــ
( ومما هو جدير بالذكر الإشارة إلى نور العمل ونور الإيمان ونور الذات وحظ كل مقام منها.
الأنوار الثلاثة - نور الأعمال ونور الإيمان ونور الذات - وردت في قوله تعالى:
(يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى? رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ? نُورُهُمْ يَسْعَى? بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ? إِنَّكَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم 8)
(نُورُهُمْ يَسْعَى? بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) نور الإيمان
(وَبِأَيْمَانِهِمْ) نور الأعمال
(أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا) نور ذواتهم
نور الأعمال: اعلم عبد الله أن كل عمل صالح من أعمال الجوارح تعمله يصعد إلى السماء في صورة نور, فلكل عمل نوره, فالذكر له نوره: "عليك بذكر الله فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء", والوضوء له نوره, والصلاة نور, وقراءة القرآن لها نورها, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» , والمشي إلى المساجد في الظلمة له نوره كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» , والاستغفار نور, عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ?)
(الأنبياء 104) قَالَ: "السِّجِلُّ مَلَكٌ فَإِذَا صَعِدَ بِالاِسْتِغْفَارِ قَالَ: اكْتُبْهَا نُورًا ".
وفي القبر وفي البرزخ إلى يوم البعث, ثم في البعث والنشور, والحساب, وجنة أو نار غلبة النور للظلمة أو العكس, والعياذ بالله.
أعمال الكافرين: أما الذين كفروا فأعمالهم ليس لها نور, وأعمالهم الخيرة يجزون عنها في الدنيا برزق أو توسعة أو نعيم دنيوي أو جاه أو ما شابه, أما في الآخرة فكما قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (النور 39 - 40)نور الإيمان (نور الهداية):
هذا النور المقصود به النور المتمكن في القلب, وللمسلم منه حظ, وللمؤمن حظ أكبر, ثم تعظم الحظوظ لأهل الإحسان والبر والصادقين والصديقين.
لعل في قوله تعالى: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى? نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ? ذَ?لِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (الحديد 12)،
وقوله: (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ? نُورُهُمْ يَسْعَى? بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ? إِنَّكَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم 8) توضيح لنور الأعمال ونور الإيمان.
فنور الأعمال في قوله تعالى: (وَبِأَيْمَانِهِمْ)
فبأيمانهم كتابهم ينطق بالحق وهو كتاب الأعمال, يأخذونه بأيمانهم حين تتطاير الكتب.
وأما نور الإيمان ففي قوله تعالى: (نُورُهُمْ يَسْعَى? بَيْنَ أَيْدِيهِمْ)
وقدم الله تعالى نور الإيمان على نور الأعمال لتعظيم نور الإيمان, إذ أن نور الأعمال ثمرة من ثمرات نورالإيمان, فنور الإيمان حياة ألا ترى إلى قوله تعالى: (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ)
(الأنعام 122) , بنور الإيمان تحيا القلوب.
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و آله وسلم: «وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ». وأعلم العلم العلم بالله, فنور العالم أشد من نور العابد
قال الصالحون: "واشهد الحي لتحيا بحياة لافوت فيها, ولا موت, ولا صفو يعقبه كدر".
على قدر نور إيمانك تكون درجتك, هل أنت من المسلمين, أم من المؤمنين, أم من المحسنين، أو ما هو أكثر كالصديقية مثلاً.
على قدر نور إيمانك لا على قدر نور أعمالك يكون ما أشرنا إليه, فماذا يعني ذلك؟!
يعني لو أن إنساناً عمل كثيراً جداً ونور إيمانه غير كافٍ للانتقال من درجة الإسلام إلى درجة الإيمان, أو من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان ... وهكذا، فإن ما يأخذه هذا الإنسان في الجنة يكون بحجم مساحة العمل أفقياً حتى لو كانت مساحة ما لَهُ في الجنة أكبر من الأرض ألف ألف مرة (مليون مرة) غير أنه لا يصعد إلى الجنة الأعلى, إلا بشفاعة.
وأنت تعلم أن في الجنة جنات وأنها أنواع كثيرة, فمن الجنات: جنات النعيم, جنة المأوى, جنة الخلد, جنات عدن, دار السلام, جنة الفردوس .. إلى آخر الجنات.
ولبعض العلماء تحديد الجنات بأربع كما في سورة الرحمن:
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ) (الرحمن 46 - 48) ,
و (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ) (الرحمن 62 - 64).
ولعلنا نتكلم عن بعض الأمور المتعلقة بالجنات في الكلام عن درجات الإحسان.
إذاً, بلغة العصر الحديث هناك توسع رأسي وتوسع أفقي
فالتوسع الرأسي الصعود لأعلى كدرجة, والتوسع الأفقي التوسع بالعرض كمساحة, ومثال البيت العظيم المسمى بالدين الإسلامي يوضح ما نقوله الآن, فأصحاب الدور الأول غير أصحاب الدور الثاني, حتى يصعد؛ يصعد بنور الإيمان اللازم لدرجة الإيمان. فمن كان في درجة وقصر به نور إيمانه عن الارتقاء لرتبة أو درجة أكبر, وله عمل يأخذ المكافأة والجزاء بالتوسع العرضي فيأخذ مساحة وأراضي أكبر في نفس جنته (في نفس دوره).

نور الذات:
خُلق النبي صلى الله عليه وآله وسلّم من نور كما أسلفنا من قبل, ولم يخلق من البشر أحد من النور غيره , وخلقت الملائكة من نور أيضاً , لكن شتان بين النورين , بين من خُلق نوراً لحب الله فيه, ومن خُلق من نور للخدمة.
نور سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم تحدثنا عنه في النور المحمدي, وتحدثنا أن نور الأنبياء كالسرج (كـ: السُرُج) وليس (سُرُجاً) أما سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فوصفه ربه بأنه (وَسِرَاجًا مُّنِيرًا) (الأحزاب 46) , والسراج منير بذاته كالشمس, فإن كانت الشمس كلها نوراً بذاتها وسلمت بذلك, ورفضت كون نبيك نوراً (سراجاً) فأنت وشأنك، أَوَ أملك لك أن نزع الله البصيرة من قلبك فأعماك وأعمى فؤادك؟ فإن قلت كيف يكون منيراً بذاته كالشمس ولا يحترق البدن؟ قلنا لك: سبحان القادر على كل شيء, سبحان من جعل نور النبي صلى الله عليه وآله وسلّم مستوراً, (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ? نُّورٌ عَلَى? نُورٍ ? يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ) (النور 35)
قال خَالِدُ بْنُ مَعْدَان (*) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَكًا نِصْفُهُ مِنْ نُورٍ، وَنِصْفُهُ مِنْ ثَلْجٍ، يُسَبِّحُ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ يَا مُؤَلِّفَ الثَّلْجِ إِلَى النُّورِ، وَلَا يُطْفِئُ النُّورُ بَرْدَ الثَّلْجِ، وَلَا بَرْدُ الثَّلْجِ حَرَّ النُّورِ، أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ». وقد روته عبدة بنت خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: «إِنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكًا نِصْفُهُ نُورٌ وَنِصْفُهُ ثَلْجٌ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ كَمَا أَلَّفْتَ بَيْنَ هَذَا النُّورِ وَهَذَا الثَّلْجِ، فَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ لَهُ تَسْبِيحٌ غَيْرُهُ»، وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحَضْرَمِيُّ (*): «إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا اسْمُهُ رُوبِيلُ نِصْفُهُ ثَلْجٌ وَنِصْفُهُ نُورٌ، صَلَاتُهُ يَقُولُ: اللهُمَّ كَمَا أَلَّفْتَ بَيْنَ هَذَا النُّورِ وَبَيْنَ هَذَا الثَّلْجِ فَلَا الثَّلْجُ يُطْفِئُ النُّورَ وَلَا النُّورُ يُطْفِئُ الثَّلْجَ فَأَلِّفْ بَيْنَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ وُكِّلَ بِالصِّيَامِ».
وَعَنْ يَعْلَى بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلّم قَالَ: «تَقُولُ النَّارُ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: جُزْ يَا مُؤْمِنُ، فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي»
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلّم، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ»
(وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (النور 40) كما مثلنا الإسلام والإيمان والإحسان بمثلين: البيت العظيم, ومثل الدوائر, نضرب الآن مثلاً لنور المسلم والمؤمن والمحسن وقدرات كل أصحاب درجة بمثلين, مثل تعليمي ومثل الكواكب
فنقول:
المثل التعليمي: المراحل التعليمية في عصورنا هذه تشمل:
المرحلة الأولى الأساسية:
أ ـ مراحل ما قبل الابتدائية والمرحلة الابتدائية
ب ـ الإعدادية
المرحلة الثانية: مرحلة الثانوية العامة (أو البكالوريا) أو ما يعادلها
ج ـ الثانوية أو ما يعادلها
فعدد جميع المراحل الإلزامية السابقة 12 (اثنتا عشرة) سنة (في المدارس العادية أو الدولية)
المرحلة الثالثة وتشمل:
مرحلة الكليات والمعاهد وتتراوح بين 2 ـ 5 للمعاهد وبين 4 ـ 7 سنين للكليات
المرحلة الرابعة:
طلبة الدراسات العليا وتشمل: الدبلوم ـ ماجستير ـ دكتوراه.
كل مرحلة من المرحلتين الأولى والثانية (ابتدائي وما قبله ـ إعدادي ـ ثانوي) لها زي معين, بل قد يكون لكل سنة زي معين.
الفروق بين كل سنة وسنة في المرحلة الواحدة قريبة, لكن شتان ما بين مرحلة وأخرى.
تخيل أن الإسلام هو المرحلة الابتدائية وما قبلها ... والإيمان هو المرحلة الإعدادية, والإحسان هو المرحلة الثانوية.
واضع المناهج واحد وقد ائتمن واحداً لإدارة المدرسة وأعطاه صلاحيات شبه مطلقة, إن لم تكن مطلقة.
اجعل هذا المثال في ذهنك, لتفهم مقامات الإسلام والإيمان والإحسان، وسنضرب به المثل في عالم الملك والملكوت والجبروت, وسنضرب به المثل في البرازخ (ما بين مرحلتين) وسنضرب به المثل في خصوصيات الواحد الأحد وخصوصيات المؤتمن على المدرسة, كل ذلك بمشيئة الله عز وجل, على قدر ما يتسنى.
ولا تنس أن عقلية وقدرات وفهم الطلاب والمناهج الموضوعة لتدريسها لهم تختلف على حسب نمو الطلاب.
ولا تنس اختلاف درجات المدرسين ومدى السماح لهم بمعرفة أمور صاحب المدرسة, والمؤتمن عليها, وأمور المدرسة والطلبة بل معرفة بعضهم البعض. ولا تنس طريقة التعليم وأنواعه من شفوي وتحريري ونظري وعملي وتحريري وتطبيقي ولا تنس أنواع العلوم التي تُدرس وكثافة المادة المدرسة.
هذا هو المثل التعليمي.

التمثيل بالكواكب:
حتى تتخيل الإسلام والإيمان والإحسان والقوى الموضوعة في المسلم والمؤمن والمحسن تخيل أن هناك عدة كواكب أحدها وهو أقربها يسمى " كوكب الإسلام", وآخر أعلى منه واسمه "كوكب الإيمان", وآخر أعلى وأعلى واسمه "كوكب الإحسان" ... وهكذا
على كل كوكب سكان
وكل كوكب مختلف في طبيعة ساكنيه .. وقدراتهم
خلقهم الله هكذا
فسكان كوكب الإيمان أقوى وأعلى من سكان كوكب الإسلام من جميع الأوجه ....
فإذا ما ذهب واحد من كوكب الإيمان إلى كوكب الإسلام بهرهم بما عنده وما حباه الله من نعم وقدرة وعقل ورؤية
فإذا ما جاء أهلَ كوكب الإسلام أحدٌ من كوكب الإحسان, ما ازدادوا له إلا تعظيماً ... وأذعنوا له بالخضوع أكثر مما خضعوا لمن جاءهم من كوكب الإيمان
هذا هو حال العقلاء من أهل كوكب الإسلام.
أما المجانين فيتهمونهم بشتى التهم, فالكوكب الذي فيه الإسلام فيه أنواع عديدة
من السكان, منهم العقلاء ومنهم قوم يشبهون القرود والخنازير والكلاب ...... منهم الخوارج ...
من السهل جداً لسكان الكواكب الأعلى توقيف قدراتك, وسلبك منها, سكان كل كوكب يعرفون بعضهم بعضاً, كما يعلم الإنس شكل الإنس, وكما يعلم الجن شكل الجن. سكان كل كوكب لهم زيهم وقدراتهم وإن اختلفوا بينهم لكن التميز واضح بين سكان كل كوكب والكواكب الأخرى. مثل الكواكب التمسناه مما جاء عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلّم قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُقِ، مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ المَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لاَ يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ: بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ، وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ».

وعن بعض تفاوت القدرات حسب الكواكب نسوق مثلين:
روى البزار عن الحارث بن عميرة: «انْطَلَقَ الْحَارِثُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى سَلْمَانَ بِالْمَدَائِنِ فَلَمَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ قَالَ: مَكَانَكَ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ، قَالَ الْحَارِثُ: وَاللَّهِ مَا أَرَاكَ تَعْرِفُنِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَلَى، عَرَفَتْ رُوحِي رُوحَكَ قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَكَ إِنَّ الْأَرْوَاحَ عِنْدَ اللَّهِ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا فِي غَيْرِ اللَّهِ اخْتَلَفَ». عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ الْعَبْدِيِّ قَالَ: «قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَلَمْ يَكُنْ لِي بِهَا هَمٌّ إِلَّا أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ أَطْلُبُهُ وَأَسْأَلُ عَنْهُ، حَتَّى سَقَطْتُ عَلَيْهِ جَالِسًا وَحْدَهُ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ نِصْفَ النَّهَارِ، يَتَوَضَّأُ وَيَغْسِلُ ثَوْبَهُ، فَعَرَفْتُهُ بِالنَّعْتِ، فَإِذَا رَجُلٌ لَحِمٌ، أَدَمُ، شَدِيدُ الْأَدَمَةِ، أَشْعَرُ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ, يَعْنِي لَيْسَ لَهُ جُمَّةٌ, كَثُّ اللِّحْيَةِ، عَلَيْهِ إِزَارٌ مِنْ صُوفٍ، وَرِدَاءٌ مِنْ صُوفٍ، بِغَيْرِ حِذَاءٍ، كَبِيرُ الْوَجْهِ، مَهِيبُ الْمَنْظَرِ جِدًّا، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ وَنَظَرَ إِلَيَّ، فَقَالَ: حَيَّاكَ اللَّهُ مِنْ رَجُلٍ؟ فَمَدَدْتُ يَدِي إِلَيْهِ لِأُصَافِحَهُ، فَأَبَى أَنْ يُصَافِحَنِي، وَقَالَ: وَأَنْتَ فَحَيَّاكَ اللَّهُ، فَقُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أُوَيْسُ وَغَفَرَ لَكَ، كَيْفَ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ ثُمَّ خَنَقَتْنِي الْغَيْرَةُ مِنْ حُبِّي إِيَّاهُ، وَرِقَّتِي لَهُ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حَالِهِ، مَا رَأَيْتُ حَتَّى بَكَيْتُ وَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: وَأَنْتَ فَرَحِمَكَ اللَّهُ يَا هَرِمُ بْنَ حَيَّانَ كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي؟ مَنْ دَلَّكَ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: اللَّهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا، حِينَ سَمَّانِي وَاللَّهِ مَا كُنْتُ رَأَيْتُهُ قَطُّ، وَلَا رَآنِي، ثُمَّ قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ عَرَفْتَنِي، وَعَرَفْتَ اسْمِي، وَاسْمَ أَبِي، فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُ رَأَيْتُكَ قَطُّ قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ، قَالَ: نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ، عَرَفَتْ رُوحِي رُوحَكَ حَيْثُ كَلَّمَتْ نَفْسِي نَفْسَكَ، إِنَّ الْأَرْوَاحَ لَهَا أَنْفَسٌ كَأَنْفُسِ الْأَحْيَاءِ، إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَتَحَدَّثُونَ بِرُوحِ اللَّهِ، وَإِنْ لَمْ يَلْتَقُوا، وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمُوا وَيَتَعَارَفُوا، وَإِنْ نَأْتِ بِهُمُ الدِّيَارُ، وَتَفَرَّقَتْ بِهُمُ الْمَنَازِلُ».
الرؤية الجديدة والإيمان الجديد مفتاح لبداية تذوق الأحوال وبداية وجود المقامات
والحال يزول ويرتحل, والمقام أثبت.
فقد علمنا من النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أن الإيمان له طعم يتذوق, وله حلاوة بشروط خاصة أشد.
والفرق بين طعم الإيمان وحلاوة الإيمان عظيم ....
الذوق: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا».
والذوق يكون من طرف اللسان, فإذا قوي الرضا, طمع المتذوق في الاغتراف والأكل وليس في التذوق فقط, فإذا زاد وزاد زاد الإيمان, فإذا زاد الإيمان زاد الحب, حتى يكون الله ورسوله أحب للمؤمن مما سواهما, عندها يجد المؤمن حلاوة الإيمان التي ما بعدها حلاوة.
الرضا له حال التذوق, التذوق لطعم الإيمان, وتجد حلاوة الإيمان نفسه بكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما, فهذا تذوق, وهذا وجود.
فعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلّم قَالَ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ». لا تنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال في هذا الحديث: «مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا» ... قال «مِمَّا سِوَاهُمَا» وجمع بيه وبين الله, بالتثنية (مثنى) , ولم يقبل ذلك ممن قال: "مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا، فَقَدْ غَوَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم: «بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ».
فلكل مقام مقال, والحاضرون كان فيهم من هو في المقامات العلا من الصديقية ومنهم من كان من الأعراب أو المنافقين, فجملة: «أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا» تقال في حضرة المؤمنين الخُلص, فهم أثبت إيماناً وأبعد عن نقاشات الخوارج, ومن كان في دينه ضعيفاً أويخشى عليه من الشرك, فيقال لهم: " بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ". وكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال لمن قال:" ومن يعصهما فقد غوى" ما معناه: "ليس لك هذه الرتبة", ما أنت بالذي يحدد ما يكون وإن كان حقاً.
فلو قال لك إنسان لا تعرفه: قل: لا إله إلا الله, فقل أقول لا إله إلا الله وأكمل في نفسك من داخلك: "لا لقولك ولكن لقول الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم قال ", فلا تدري فلعل الدجال أو الشيطان في صورة بشرية يقولان قل ذلك ويقصد الدجال نفسه.
سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم راعى حالة كل واحد.
ذاق طعم الإيمان, ووجد حلاوة الإيمان من الرضا ومن الحب وكلاهما عمل قلبي وليس بالجوارح. فالإيمان عمل القلب, عمل الباطن . )
ــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب / على أعتاب الحضرة المحمدية / للأستاذ الدكتور السيد الشريف محمود صبيح حفظه الله
ـــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 26 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط