شهر شعبان ..... وجبر الخواطر
تحت هذا العنوان جاء مقال د . محمود محمد النجار معلم أول بالأزهر الشريف، يقول فيه:
اهتم القرآن في مواضع متعددة بجبرخاطر النبي صلى الله عليه وسلم، لكن شهر شعبان له خصوصية بجبرين لخاطر النبي صلى الله عليه وسلم
الجبر الأول : حادث تحويل القبلة، والذي كان جبرا لخاطره، وتحقيقا لرغبته صلى الله عليه وسلم حيث عبر القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالى( فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) (سورة البقرة :144)
وكان هذا الجبر ممتدا لأمته من بعده صلى الله عليه وسلم فما من متوجه إلى القبلة مخلصا في صلاته ودعائه إلا وجبر الله خاطره وحقق له أمانيه
وأما الجبر الثاني: شهادة القرآن الكريم في شهر شعبان وإخباره عن ذلك الجبر الرباني ، والثناء الملائكي على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاةعليه وأمر المؤمنين أن يرتقوا بالصلاة والسلام عليه، والتسليم لأوامره ونواهيه،وجعل ذلك من كمال الإيمان حيث نزل قوله تعالى:
[ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] (سورة الأحزاب: 56)

وحينما جبر الله خاطر نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الشرف، جعل الله لأمته جبرا من نوع خاص، كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم:( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا)
فإذا كان شهر شعبان شهرا جبر فيه خاطر النبي صلى الله عليه وسلم، فحرى بكل مسلم أن يتخذ من هذا الشهر نقطة انطلاق لنشر أنوار عبادة جبر الخاطر بادئا بنفسه فيتجنب ما من شأنه أن يدخله في ضعوط نفسية أو عصبية أو ما يؤثر على صحته ويهدد سلامتها وإمداد نفسه بشيء من الترويح عنها دون إخلال بعبادة أو ارتكاب لمحرم ثم ليجبر خاطر أسرته وذويه فيلملم شتاتهم ويرأب تصدعات نفوسهم
ويجبر خاطر كل من حوله بتفريج الكروب وإزاحة الهموم ونشر الأمل وإغاثة الملهوف والتيسير على كل من تعسرت به الحياة أو وقع في أنيابها
دعونا نحيي هذه العبادة المنسية كفالة ليتيم وعونا لأرملة وقضاء لحاجات المساكين فهي سهلة ميسورة لكن أثرها عظيم وثوابها أعظم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار )
دعونا نجدد دائما نياتنا ليتقبل الله سعينا ويكون لنا حظ ونصيب من العناية الربانية وكما قيل من جبر الخواطر شملته عناية الله وهو في جوف المخاطر)
دعونا نجبر الخواطر في شعبان لنكون أهلا للجبر بالعتق من النيران وعفو الله وغفرانه في شهر رمضان.) انتهي النقل