موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: اليسر في الصيام في ضوء تعاليم الشريعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 15, 2021 1:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

اليسر في الصيام في ضوء تعاليم الشريعة
اليسر من اهم معالم التشريع الإسلامي، ورفع الحرج من أبرز سمات الشريعة الإسلامية؛ قال تعالى في ثنايا آيات الصيام:
{ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]

{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]

هذا ومن أهم مظاهر اليسر في الصيام ما يلي:
أولاً: إباحة الأكل والشرب والرفث من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، قال تعالى:
{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]

لما نزل صوم رمضان في بداية تشريعه كانوا لا يأكلون ولا يشربون إذا ناموا، وكذلك كان الرفث ، فخفف الله عنهم وأباح لهم الأكل والشرب والرفث من غروب الشمس حتى طلوع الفجر بهذه الآية الكريمة، وقد فرح المسلمون بالرخصة التي جاءت بها الآية فرحا شديدا،
روى البخاري بسنده عن البراء- رضي الله عنه- قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، إذا كان الرجلُ صائما ، فحضرَ الإفطارُ ، فنامَ قبل أن يفطرَ ، لم يأكلْ ليلتهُ ولا يومهُ ، حتى يمسيَ ، وإن قيس بنَ صرْمةَ الأنصاري كانَ صائما ، فلما حضر الإفطارُ ، أتى امرأتهُ ، فقال لها : أعندَكِ طعامٌ ؟ قالت : لا ، ولكن أنطَلِقُ فأطلبُ لك ، وكان يومَهُ يعملُ ، فغلبتهُ عيناهُ، فجاءتِ امرأَتُهُ ، فلما رأتهُ ، قالتْ : خيْبَة لكَ ، فلما انتصفَ النهارُ ، غُشِي عليه ، فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية { أُحِلَّ لكم ليلةَ الصيامِ الرفَثُ إلى نسائكم } [ البقرة : 187] ففرحوا بها فرحا شديدا ، ونزلت {وكلُوا واشربُوا حتى يتبيَّنَ لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفجْرِ }.

ولما صار الرفث حلالاً بعد أن كان حراما، كان الأكل والشرب بطريق الأولى، فلذلك فرحوا بنزولها وفهموا منها الرخصة، ولما كان حلهما بطريق المفهوم نزل بعد ذلك {وكلُوا واشربُوا حتى يتبيَّنَ لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفجْرِ }
ليعلم بالمنطوق تسهيل الأمر عليهم صريحا .... وهذا هو المعتمد وبه جزم السهيلي وقال: إن الآية بتمامها نزلت في الأمرين معا أي: إباحة الأكل والشرب والرفث في الليل.

ولذلك روى الإمام أبو داود بسنده عن ابن عباس قال:" كان الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلوا العتمة حرم عليهم الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَالنِّسَاءُ , وَصَامُوا إِلَى الْقَابِلَةِ فَاخْتَانَ رَجُلٌ نَفْسَهُ فَجَامَعَ امْرَأَتَهُ وَقَدْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَلَمْ يُفْطِرْ فَأَرَادَ اللهُ - عز وجل - أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ يُسْرًا لِمَنْ بَقِيَ , وَرُخْصَةً وَمَنْفَعَةً فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ، فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ، فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ، وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر}،
, وَكَانَ هَذَا مِمَّا نَفَعَ اللهُ بِهِ النَّاسَ , وَرَخَّصَ لَهُمْ وَيَسَّرَ.

المرجع: مجلة الأزهر
عدد رمضان سنة 1442هـ
يتبع بمشيئة الله تعالى


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: اليسر في الصيام في ضوء تعاليم الشريعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 16, 2021 12:54 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
موضوع جميل سلمت يداكي أختي الغالية حليمة وكل عام وانتي حبيبتي بألف خير وصحة وسعادة وأحبابك تسجيل متابعة

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: اليسر في الصيام في ضوء تعاليم الشريعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 17, 2021 1:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
molhma كتب:
موضوع جميل سلمت يداكي أختي الغالية حليمة وكل عام وانتي حبيبتي بألف خير وصحة وسعادة وأحبابك تسجيل متابعة


بارك الله فيكي اختي الفاضلة ملهمة وجزاكي الله كل خير وكل عام وانتي بألف خير والاسرة الكريمة
و اسعدني مروركي العطر الكريم

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: اليسر في الصيام في ضوء تعاليم الشريعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 17, 2021 1:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

ثانيا: إباحة الفطر لأصحاب الأعذار كالمريض والمسافر والكبير والمرضع والحامل والحائض والنفساء.
فأما الدليل على إباحة الفطر للمريض والمسافر، فقوله تعالى:
{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } [البقرة: 184]
وقوله:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185]

والمراد: من كان مريضا أو على سفر فأفطر فعليه أن يصوم بعد رمضان عدد ما أفطر فيه بسبب السفر أو المرض. " وضابط المرض الذي يبيح لصحابه الفطر- كما يرى الجمهور- هو: ما إذا خاف على نفسه لو تمادى على الصوم أو على عضو من أعضائه أوزيادة في المرض الذي بدأ به أو تماديه"
هذا، والمسافر لا يباح له الفطر في رمضان إلا إذا كان مسافراً في طاعة، ومسافراً مسافة قصر الصلاة نحو ما يقرب من ثلاثة وثمانين كيلو مترا؛ إذ لا عبرة بالوسيلة، ومتلبسا بالسفر؛ لذلك قال القرآن (او على سفر) هذا وخلاصة حكم السفر بالنسبة للصائم بعد استقراء الأحاديث الواردة في هذا الموضوع:" أن الصوم- في حق المسافر- لمن قوى عليه أفضل من الفطر، والفطر لمن شق عليه الصوم أوأعرض عن قبول الرخصة أفضل من الصوم ، وأنه متى لم تتحقق المشقة يخير بين الصوم والفطر". وأما الدليل على إباحة الفطر للكبير في السن والعجوز الذي لا يقدر على الصوم إلا بمشقة تناله،
فقوله تعالى:
{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]
قال ابن عباس- رضي الله عنهما- في تفسير هذه الآية" هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما؛ فيطعمان مكان كل يوم مسكينا"
وقال الإمام البخاري: " وأما الشيخ الكبير إذا لم يطق الصيام فقد أطعم أنس بعد ما كبر عاما أو عامين كل يوم مسكينا خبزاً ولحما"
وقول البخاري: فقد أطعم انس ...." الفاء جواب للدليل الدال على جواز الفطر وتقدير الكلام: وأما الشيخ الكبير إذا لم يطق الصيام فإنه يجوز له أن يفكر ويطعم؛ فقد أطعم أنس بعدما كبر- أسن- عاما أو عامين، كل يوم مسكينا خبزا ولحما. وحكى الإمام ابن المنذر الإجماع على ذلك؛ فقال : وأجمعوا على أن للشيخ الكبير والعجوز العاجزين عن الصوم أن يفطرا.
ومما سبق تبين أن الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم، يطعم عن كل يوم أفطر فيه مسكينا، ولا قضاء عليه لعجزه، وقد روي ذلك عن أنس، وكان يفعل ذلك بعد ما أسن وكبر، وهو قول أصحاب الرأين ومذهب الشافعي والأوزاعي.
وأما الدليل على جواز الفطر للحامل والمرضع فقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله – تعالى- وضع شطر الصلاة أو نصف الصلاة عن المسافر، وعن المرضع أو الحبلى".
وقول البخاري: " وقال الحسن وإبراهيم في المرضع والحامل إذا خافتا على أنفسهما، أو ولدهما تفطران ثم تقضيان".
وأما الحائض والنفساء فيفطران حتما ولا يصح صومهما، ويقضيان؛ قال الإمام بدر الين العيني:" أجمع العلماء: ان الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة حرجا؛ لأنهما خمس مرات في اليوم والليلة بخلاف الصوم؛ فإنه في السنة مرة واحدة" وإذا صامت امرأة أياما من رمضان ثم حاضت فإنها تبني إذا طهرت. أي: تعد ما صامته بعد الحيض على ما صامته قبل الحيض. هذا ومما يفرق فيه بين الصوم والصلاة في حق الحائض أنها لو طهرت قبل الفجر ونوت صح صومها في قول الجمهور، ولا يتوقف على الغسل، بخلاف الصلاة.

المرجع: مجلة الأزهر
عدد رمضان سنة 1442هـ
يتبع بمشيئة الله تعالى


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: اليسر في الصيام في ضوء تعاليم الشريعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 23, 2021 4:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

ثالثاً: النهي عن الوصال في الصوم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم:
الوصال هو: الترك في ليالي الصيام لما يفطر بالنهار بالقصد. وعقد البخاري في كتاب"الصيام" من صحيحه ترجمة بعنوان:"باب الوصال، ومن قال ليس في الليل صيام" لقوله تعالى:( ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه رحمة لهم وإبقاء عليهم وما يكره من التعمق.
وروى البخاري بسنده عن عائشة- رضي الله عنها-قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الوصال رحمة لهم، فقالوا: إنك تواصل.قال :"إني لست كهيئتكم، إني يطعمني ربي ويسقين".
هذا والراجح أن الوصال في الصيام كان من خصائصه صلى الله عليه وسلم، ونهى عنه أصحابه لما أرادوا الاقتداء به شفقة ورحمة ورفقا بهم .
قال ابن حجر:" واستدل بمجموع هذه الأحاديث على أن الوصال من خصائصه صلى الله عليه وسلم، وعلى أن غيره ممنوع منه؛ إلا ما وقع فيه الترخيص من الإذن فيه إلى السحر"
رابعاً:
جواز المضمضة والتبرد في نهار رمضان في اليوم الشديد الحر، ومثله الاستحمام أو الاغتسال، والسعوط إن لم يصل إلى الحلق شيء.

يدل على جواز المضمضة للصائم، وكذا الاغتسال، والتبرد في الحر الشديد ما يلي:
(1) روى البخاري عن الحسن البصري أنه قال : لا بأس بالمضمضة والتبرد للصائم وهذا الأثر عن الحسن وصله عبد الرازق بمعناه، ووقع بعضه في حديث مرفوع أخرجه مالك، وأبو داود من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:"رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعرج يصب الماء على رأسه- وهو صائم- من العطش أو من الحر".
وقال البخاري: وقال عطاء إن تمضمض ثم أفرغ ما في فيه من الماء لا يضيره إن لم يزدرد ريقه، وماذا بقى في فيه كأنه قال: وأي شيء يبقى في فيه بعد أن يمج الماء إلا أثر الماء فإذا بلغ ريقع لا يضره.

المرجع: مجلة الأزهر
عدد رمضان سنة 1442هـ
يتبع بمشيئة الله تعالى


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 67 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط