هل يجب على المصلى أن يغير مكانه بعد صلاة الفريضة إذا أراد أن يصلى السنة أم لا ؟
الإجابة : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله ومن والاه وبعد :
فقد استحب الفقهاء للمصلى إذا انتهى من صلاة الفريضة وأراد أن يصلى النافلة أن يغير مكانه أو يفصل بين الفريضة والنافلة بكلام .
وعلة ذلك : تكثيرا لمواضع سجوده ، أو تمييزا بين الفريضة والنافلة .
فعن عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ، أَرْسَلَهُ إِلَى السَّائِبِ - ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ - يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيَةُ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: نَعَمْ، صَلَّيْتُ مَعَهُ الْجُمُعَةَ فِي الْمَقْصُورَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ الْإِمَامُ قُمْتُ فِي مَقَامِي، فَصَلَّيْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْسَلَ إِلَيَّ، فَقَالَ: «لَا تَعُدْ لِمَا فَعَلْتَ، إِذَا صَلَّيْتَ الْجُمُعَةَ، فَلَا تَصِلْهَا بِصَلَاةٍ حَتَّى تَكَلَّمَ أَوْ تَخْرُجَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا بِذَلِكَ، أَنْ لَا تُوصَلَ صَلَاةٌ بِصَلَاةٍ حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ». صحيح مسلم (2/ 601).
قال الإمام النووى معلقا على هذا الحديث :
(فيه دليل لما قاله أصحابنا أن النافلة الراتبة وغيرها يستحب أن يتحول لها عن موضع الفريضة إلى موضع آخر وأفضله التحول إلى بيته وإلا فموضع آخر من المسجد أو غيره ليكثر مواضع سجوده ولتنفصل صورة النافلة عن صورة الفريضة وقوله حتى نتكلم دليل على أن الفصل بينهما يحصل بالكلام أيضا ولكن بالانتقال أفضل لما ذكرناه والله أعلم ) شرح النووي على مسلم (6/ 170) .
ومعنى التحول : أن يغير المكان الذى صلى فيه الفريضة إما إلى بيته وهو أفضل ، وإما إلى مكان أخر فى المسجد .
وعليه : فيستحب للمصلى إذا أراد أن يصلى النافلة بعد الفريضةأن يغير مكانه إلى مكان آخر ، وإذا صلاها فى بيته أفضل ، أو يفصل بين الفريضة والنافلة بكلام .
والله أعلى وأعلم .
المصدر:https://gate.ahram.org.eg/Question/2086.aspx
وفي مصدر آخر:
كتب - هاني ضوه :
في كثير من الأحيان نجد بعض المصلين بعد كل صلاة فريضة يسعون إلى تغيير المكان الذي أدوا فيه الصلاة إلى مكان آخر لكي يصلوا صلاة السنة "النافلة" .. وهذا يجعلنا نتساءل: هل لهذا الفعل أصل في سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أم هو من قبيل العادات التي اعتاد عليها الناس؟.
يوجد دليل من السنة الشريفة يقول إن هذا الأمر بالفعل له أصل صحيح، حيث جاء في صحيح سنن الإمام أبي داود وسنن الإمام ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا صَلَّى أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ أَوْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ" يَعْنِي : السُّبْحَةَ أي: صلاة النافلة بعد الفريضة.
وهناك في صحيح الإمام مسلم ما يدل على ذلك أيضًا، فعن السائب قال: صليت معه "أي معاوية" الجمعة في المقصورة. فلما سلم الإمام قمت في مقامي. فصليت. فلما دخل أرسل إلي فقال: لا تعد لما فعلت. إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذك. أن لا توصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج".
وفي شرح هذا الحديث قال النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: "فيه دليل لما قاله أصحابنا - يعني فقهاء الشافعية - أن النافلة الراتبة وغيرها يستحب أن يتحول لها عن موضع الفريضة إلى موضع آخر، وأفضله التحول إلى البيت، وإلا فموضع آخر من المسجد أو غيره ليكثر مواضع سجوده، ولتنفصل صورة النافلة عن صورة الفريضة. وقوله (حتى نتكلم) دليل على أن الفصل بينهما يحصل بالكلام أيضا ، ولكن بالانتقال أفضل لما ذكرناه.".
والحكمة من تغيير المكان الذي يصلي فيه الإنسان صلاة النافلة عن المكان الذي صلى فيه صلاة الفريضة ذكرها الإمام الإمام الرملي في كتابه "نهاية المحتاج" حيث قال: "ويسن أن ينتقل للنفل أو الفرض من موضع فرضه أو نفله إلى غيره تكثيراً لمواضع السجود، فإنها تشهد له، ولما فيه من إحياء البقاع بالعبادة، فإن لم ينتقل إلى موضع آخر فصل بكلام إنسان".
المصدر: https://www.masrawy.com/islameyat/makal ... %84%D9%83-
وفي مصدر ثالث:
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، إن من بين السنن المأثورة عن النبي تنزيه صلاة الفرض عن النافلة، فكان صلى الله عليه وسلم، إذا صلى الفرض في مكان صلى النافلة في مكان آخر، لافتًا إلى أن موضع سجود الإنسان سيشهد له عند الله يوم القيامة.
وأضاف لـ" صدى البلد"، في إجابته عن سؤال ما الحكمة من تغيير المصلى مكان صلاة النافلة والسنة ؟ قائلا: روى مسلم في صحيحه عن عمرو بن عطاء أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب ابنِ أختِ نَمِر يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة فقال : نعم صليت معه الجمعة في المقصورة ، فلما سلم الإمام قمت في مقامي فصلّيت ، فلما دخل أرسل إلي فقال : لا تعد لما فعلت.
وأوضح الأطرش هذا الحديث يوضح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا ، ألا تُوصلَ صلاةٌ بصلاة حتى نتكلم أو نخرج ، فإذا تكلّم بعد الفريضة فإنه لا يكون قد وصل صلاة بصلاة أخرى ، ومنه التسبيح والأذكار.
وأوضح رئيس الفتوى الأسبق أن الأفضل صلاة النافلة في البيت لقوله صلى الله عليه وسلم : فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة.
المصدر: https://www.elbalad.news/4089476