موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أولية الوجود المحمدي :النور المحمدي: الأولية في الإيجاد (الو
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 07, 2021 5:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8041
أولية الوجود المحمدي :النور المحمدي: الأولية في الإيجاد (الوجود)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(أولية الوجود المحمدي
النور المحمدي
الأولية في الإيجاد (الوجود):
أما الأولية في الوجود فمعروفة مستقرة في قلوب الذين آمنوا, وحتى عهد قريب كان المؤذنون يقولون بعد الآذان وبعد الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم:
يا أول خلق الله يا نور عرش الله
ومازال المبتهلون قبيل الفجر يشدون بذلك, وكان صلاح الدين الأيوبي قد أمر المؤذنين بالصلوات على النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قبل الفجر من على المآذن, فاستمر ذلك سنوات طوال, حتى كانت فتنة أبي العز, فأمر القاضي الشافعي المؤذنين بالجهر بالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلّم عقب صلاة الصبح, كما سبق.

في هذه الجزئية الخاصة بأولية الوجود نذكر:
أولا: ما قيل في أول المخلوقات
ثانيا: أولية الوجود المحمدي كأول خلق الله.
أولا: ما قيل في أول المخلوقات: من العلماء من قال إن النور المحمدي هو أول المخلوقات, ومنهم من قال أول المخلوقات القلم, ومنهم من قال العرش, ومنهم من قال الماء, ومنهم من قال العقل, ومنهم من قال اللوح المحفوظ, ومنهم من قال النور والظلمة, ومنهم من قال نقطة صيرها (جعلها) ألفاً فبدأ بها المخلوقات, ومنهم من قال أول مخلوق جوهرة (أو درة أو ياقوتة أو زمردة) , ومنهم من قال بالوقف فيقول الله أعلم أي ذلك كان, ومنهم من قال بالتوفيق بين هذه الروايات بأن الأولية نسبية، وكل شيء قيل فيه أنه أول فهو بالنسبة إلى ما بعده, ومنهم من فصَّل أكثر على ما سيأتي بإذن الله. نظراً لطول الكلام نسبياً عن النور المحمدي فنبدأ بشرح مبسط لهذه الأقوال بدءاً من القلم وانتهاءً بالنور المحمدي, وكل من ننقل عنهم أئمة أعلام لنفوت الفرصة على من يدعي أنه سلفي والسلف منه براء.
1 ـ قول من قال أول المخلوقات القلم: واستدلوا بحديث عبادة بن الصَّامت قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْقَلَمُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ اكْتُبْ قَالَ وَمَا أَكْتُبُ قَالَ الْقَدَرَ قَالَ فَكَتَبَ مَا يَكُونُ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ»
واختار هذا القول الحسن البصري وعطاء ومجاهد ورجحه الطبري وابن الجوزي.
قال ابن ناصر في جامع الآثار (2/ 200): "علم الله عز وجل قديم لا يستند إلى سنين معدودة، فعُلم أن المراد بالقدر: كتابة المقدور".
2 ـ قول من قال أول المخلوقات العرش: واستدلوا بحديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم، يَقُولُ: «كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ». وبما ورد عن ابن عباس قال: «إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا، فَكَانَ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ " .. » إلى آخره،
وحديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: «إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ، قَالُوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، فَقَالَ: اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ، قَالُوا: قَبِلْنَا، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ مَا كَانَ، قَالَ: كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ».
3 ـ قال الحافظ أبو العلاء الهمداني: "الأكثر على خلق العرش قبل القلم". ـ قول من قال أول المخلوقات الماء: واستدلوا بحديث أَبِي رَزِينٍ قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ، قَالَ: «كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ»، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي وَقَرَّتْ عَيْنِي فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ فَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ» قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنْبِئْنِي عَنْ أَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَالَ «أَفْشِ السَّلاَمَ وَأَطْعِمِ الطَّعَامَ وَصِلِ الأَرْحَامَ وَقُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، ثُمَّ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ». قَالَ الإمام الطبري:" وقال آخرون " بل خلق الله عز وجل الْمَاءَ قَبْلَ الْعَرْشِ " ثم روى عَنِ السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس- وعن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود- وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم - قَالُوا: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَلَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا غَيْرَ مَا خَلَقَ قَبْلَ الْمَاءِ».
4 ـ قول من قال أول المخلوقات العقل: واستدلوا بما روي عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْعَقْلُ, فَقَالَ: أَقْبِلْ, فَأَقْبَلَ, ثُمَّ قَالَ: أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ, ثُمَّ قَالَ: مَا خَلَقْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْكَ, بِكَ آخُذُ, وَبِكَ أُعْطِي». ومعظم العلماء على تضعيف أحاديث العقل وما ورد فيها.
5 ـ قول من قال أول المخلوقات اللوح: قاله مقاتل.
6 ـ قول من قال أول المخلوقات النور والظلمة: قاله محمد بن إسحاق (151 هـ) قال: وَكَانَ أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النُّورَ وَالظُّلْمَةَ، ثُمَّ مَيَّزَ بَيْنَهُمَا، فَجَعَلَ الظُّلْمَةَ لَيْلًا أَسْوَدَ، وَجَعَلَ النُّورَ نَهَارًا مُضِيئًا مُبْصِرًا. والراوي عن ابن إسحاق أثبت من روى عنه بالعراق.
7 ـ قول من قال أول المخلوقات نقطة فصيّرها ألفاً فبدأ بها المخلوقات.
8 ـ قول من قال أول المخلوقات جوهرة أو درة أو ياقوتة أو زمردة: قال وهبُ: "أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ مَكَاناً مُظْلِماً، ثُمَّ خَلَقَ جَوْهَرَةً فَأَضَاءَتْ ذلِكَ الْمَكَانَ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْجَوْهَرَةِ نَظَرَ الْهَيْبَةِ، فَصَارَتْ مَاءً وَارْتَفَعَ بُخَارُهَا وَنبَذ زَبَدُهَا، فَخَلَقَ مِنَ الْبُخَار السَّمَاواتِ؛ وَمِنَ الزَّبَدِ الأرْضِيْنَ". قال ابن رجب الحنبلي: "وقيل: خلقَ اللَّهُ تعالى زمردةً خضراءَ كغلظِ السماواتِ والأرضِ، ثم نظرَ إليها نظرَ العظمةِ، فانْماعَتْ، يعني ذابتْ فصارتْ ماءً، فمن ثمَّ يُرى الماءُ دائمًا يتحرَّك من تلكَ الهيبةِ"
قلت: وقد ذكر العلامة الحافظ ابن رجب كلام وهب:" أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ مَكَاناً مُظْلِماً، ثُمَّ خَلَقَ جَوْهَرَةً فَأَضَاءَتْ ذلِكَ الْمَكَانَ" ولم يتعقبه.
9 ـ وقول من قال بالوقف: قَالَ حَيَّانُ الْأَعْرَجُ،: "كَتَبَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ إِلَى جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ يَسْأَلُهُ عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ، قَالَ: الْعَرْشُ وَالْمَاءُ وَالْقَلَمُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ بَدَأَ قَبْلُ".
معظم هذه الأقوال رواها الواقدي في حوار بين قس والفضل بن العباس بن عبد المطلب في فتح المسلمين لعزاز, قال الواقدي:"قال القس: أخبرني عن أي شيء خلقه الله تعالى قبل خلق السماوات والأرض؟ فقال الفضل: أول ما خلق اللوح والقلم, ويقال العرش والكرسي, ويقال الوقت والزمان, ويقال العدد والحساب, ويقال أول ما خلق الله جوهرة فنظر إليها فصارت ماء, ثم خلق العرش ياقوتة, وكان عرشه على الماء, وأنه نظر إلى الماء فاضطرب وارتعد وصعد منه دخان, فخلق الله منه السماء ثم خلق الأرض, وقيل خلق أولاً العقل؛ لأنه أراد أن ينتفع به الخلق, وقيل أول ما خلق الله نوراً وظلمة ثم دعاهما إلى الإقرار فأنكرت الظلمة وأقر النور, فخلق منه الجنة لرضاه عنه وخلق النار من الظلمة لسخطه عليها, وخلق أرواح السعداء من النور وأرواح الأشقياء من الظلمة, فلأجل ذلك كل منهم يرجع إلى مستقره, ويقال أول ما خلق الله نقطة فنظر إليها بالهيبة فتضعضعت وسالت ألفاً فجعلها مبدأ كتابه العزيز, فسبحان من ألف كتابه من نقطة, وخلق خلقه من نقطة, ثم يميتهم بقبضة ويحييهم بنفخة. فلما سمع القس ذلك من كلام الفضل بن العباس قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله هذا هو العلم الذي استأثر به أنبياء الله تعالى فلما نظر أهل عزاز إلى قسهم وقد أسلم أسلموا عن آخرهم إلا قليلاً منهم والله أعلم".
الواقدي توفي سنة 207 هجرية, أي قبل الإمام أحمد والإمام البخاري ومسلم وغيرهم, والواقدي لا غنى عنه في السير والمغازي وإن كان ضعيفاً في الحديث.
يجب التنويه على أن استدلالات من قال بأولية القلم أو العرش أو الماء عليها مآخذ, فيُرد على من يقول بأولية القلم بأمرين:
الأول: بأدلة العلماء القائلين أن أول المخلوقات العرش أو الماء أو غيرهما.
ثانيهما: بأن القلم من نور, فيكون النور سبق القلم في الخلق.عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «لَوَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْقَدَرِ فَوَجَأْتُ رَأْسَهُ، قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ لَوْحًا مَحْفُوظًا مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، دَفَّتَاهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ، قَلَمُهُ نُورٌ وَكِتَابُهُ نُورٌ، وَعَرْضُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، يَنْظُرُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سِتِّينَ وَثَلَاثَمِائَةِ نَظْرَةٍ، يَخْلُقُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ وَيُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ، وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ». وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:" إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم قَالَ: «إِن الله خلق لوحًا مَحْفُوظًا مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ صَفْحَاتِهَا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ قَلَمُهُ نُورٌ، وَكِتَابُهُ نُورٌ، لِلَّهِ فِيهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ لَحْظَةً، يَخْلُقُ وَيَرْزُقُ، وَيُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُعِزُّ وَيُذِلَّ، وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ» وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ خَلَقَهُ مِنْ هَجَا قَبْلَ الْأَلْفِ وَاللَّامِ، فَتَصَوَّرَ قَلَمًا مِنْ نُورٍ فَقِيلَ لَهُ اجْرِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ قَالَ: يَا رَبِّ بِمَاذَا؟ قَالَ: بِمَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ وَكَّلَ بِالْخَلْقِ حَفَظَةً يَحْفَظُونَ عَلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ، فَلَمَّا قَامَتِ الْقِيَامَةُ عُرِضَتْ عَلَيْهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَقِيلَ (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (الجاثية 29) عَرَضَ بِالْكِتَابَيْنِ فَكَانَا سَوَاءً " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَسْتُمْ عَرَبًا؟ هَلْ تَكُونُ النُّسْخَةُ إِلَّا مِنْ كِتَابٍ؟»., وعن ابن مسعود قال: أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال: أخبرني عن شهد الله بماذا شهد ربنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: «إنه لما خلق الله اللوح وسماه محفوظاً جعل دفتيه من ياقوتة حمراء ثم خلق الله القلم من لؤلؤة رطبة .... » إلى آخره". وفي حديث ضعيف عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آله وسلم: «الْكُرْسِيُّ لُؤْلُؤٌ، وَالْقَلَمُ لُؤْلُؤٌ، وَطُولُ الْقَلَمِ سَبْعُمِائَةِ سَنَةٍ، وَطُولُ الْكُرْسِيِّ حَيْثُ لَا يَعْلَمُهُ الْعَالِمُونَ».
وقد روى أبو الشيخ عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْيَرَاعَ أَوَّلَ مَا خَلَقَ مِنَ الْأَشْيَاءِ، وَالْيَرَاعُ الْقَصَبُ، ثُمَّ خَلَقَ الْقَلَمَ مِنْ ذَلِكَ الْيَرَاعِ، ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "
فالقلم نفسه من نور, واللوح المحفوظ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، دَفَّتَاهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ! فكيف يكون القلم أو اللوح المحفوظ أول ما خلق الله؟
ما يقال رداً على أولية القلم بكونه مخلوقاً من شيء (سواء نور أو اليراع) يقال أيضاً على أولية العرش, فبالإضافة إلى أن العرش على الماء فيكون الماء قبله, فإن بعض التابعين قال إن العرش من ياقوتة حمراء! قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 405):" فَقَدْ أَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) (هود 7) قَالَ هَذَا بَدْءُ خَلْقِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاءَ وَعَرْشُهُ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ" انتهى.
قلت: وإسناده ظاهر الصحة, ولم ينفرد قتادة بهذا القول, فعَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: «الْعَرْشُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ». وعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ (146 هـ) قَالَ: «أُخْبِرْتُ أَنَّ الْعَرْشَ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ». وقد ذكر الذهبي عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ: «أول مَا خلق الله الْعَرْش من نور». وروى أبو الشيخ عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «وَالْعَرْشُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ السِّتْرِ»
يعني: العرش مخلوق من نور أو ياقوتة حمراء.
فالقول بأن القلم أواللوح أوالعرش مخلوق من شئ قبله أمر معروف قاله التابعون وأتباع التابعين ونقل ذلك أهل السنة بلا نكير, أو استهجان.
أما من قال بأولية الماء لخلق الماء قبل العرش فنقول له: انظر ما قاله ترجمان القرآن حبر الأمة سيدنا عبد الله بن العباس رضي الله عنهما, فعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)
(هود 7) قَالَ: "عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كَانَ الْمَاءُ؟ قَالَ: «عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ». وهو واضح في الدلالة أن الماء كان على الريح, فيكون الريح أسبق في الخلق! ثم إن الماء مادة مركبة من أكسجين وهيدروجين, فأي مادة خلقت أولاً؟
هذه التعارضات في تحديد أول المخلوقات لا تدل فقط على أن سبب الاختلاف راجع للروايات, أو لفهم الرواة ونقلهم للنص بالمعنى, ولكن تدل أيضاً على أن الجزم بتحديد أولية ما خلق الله بأنه القلم أو العرش أو الماء أو اللوح أوما شابه بعيد المنال, وأنه على الأقل ليس هناك أمر بات في هذا الشأن يمكن الاعتماد عليه يقيناً, ويتبقى أقوال من جمع بين هذه الأقوال, وعلى ما أعلم معظمهم ممن يقول بأوّلية النور المحمدي. )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب / على أعتاب الحضرة المحمدية / للأستاذ الدكتور السيد الشريف محمود صبيح حفظه الله
ـــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أولية الوجود المحمدي :النور المحمدي: الأولية في الإيجاد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 08, 2021 12:37 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2841
اللهم أرزقنا رؤياه ورؤيته صلى الله عليه وسلم
---
اللهم ٠٠٠
صل على نور الأنوار وسر الأسرار وترياق الأغيار ومفتاح باب اليسار سيدنا محمد المختار وآله الأطهار وأصحابه الأخيار عدد نعم الله وإفضاله آمين.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي النور الحبيب العالي القدر العظيم الجاه وأطلعنا على أسرار لا إله إلا الله وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 30 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط