اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am مشاركات: 8042
|
كيف تصل هذه الأنوار والإنسان من بعد آدم إنما هو نطفة من ماء مهين؟ : ـــــــــــــــــــــــــــ ( كل إنسان له حظ من النور أو الظلمة أو كليهما, فإن قلت: كيف تصل هذه الأنوار والإنسان من بعد آدم إنما هو نطفة من ماء مهين؟ قلنا لك: يصل إليه كما وصل الشبه, أتدري كيف يكون شكلك وطولك وعرضك وملامح وتفاصيل وجهك وجسدك؟! , عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ خَلْقَ عَبْدٍ فَجَامَعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ، فَكَانَ مَاؤُهُ فِي كُلِّ عِرْقٍ وَعُضْوٍ مِنْهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ السَّابِعِ جَمَعَهُ اللَّهُ، ثُمَّ أَحْضَرَهُ كُلَّ عِرْقٍ لَهُ دُونَ آدَمَ ثمَّ قَرَأَ (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار » ومعنى الحديث أن ماء الرجل (المني) إذا دخل الرحم فإنه بعد سبعة أيام يكون كل عرق وعضو من المرأة شعر بهذا المني, وقد تخلل المرأة كتخلل الدم في عروقها, ثم يجمعه الله مرة أخرى بكينونة معينة وتُرَكب فيه وتعرض كل الشفرات الوراثية التي تحمل صفات كل الآباء من أول سيدنا آدم وحواء وحتى الأب والأم اللَّذَيْنِ حدث بينهما ما يكون بين الرجل والمرأة, ثم يكون التركيب على الصورة التي يقدرها الله من هذا الشبه, فكما يحدث تشابه من جدود الجدود للأبناء, وكل ذلك وراثة عن آدم, بنفس الميكانزم يكون لك قسمة من النور المحمدي يصل إليك فظَهْر سيدنا آدم حوى كل النطف بنصيبها ورزقها من صفات وأشكال, ونور أيضاً, فكل إنسان له نصيبه من وراثة آدم, كجسد وأنوار, وقد أثبت العلم منذ فترة ما يسمى بالـ DNA فهناك شفرة موجودة في النوع الإنساني, واعلم أنه إذا جاز التعبير فإن هناك شفرة أخرى وهي شفرة النور, لكل إنسان منها نصيب, كما أن لكل إنسان نصيباً من سيدنا آدم .. أبي البشر. فله نصيب أيضاً من الشفرة النورانية ... كما سموا النور المحمدي الخاص بـ (تنقل النور في الأصلاب) , فيا سعد من كان له نصيب من النور المحمدي الخاص أو العام. يأتي الملك قبل الولادة ليضع في ابن آدم أربع كلمات قدرية, قال عَبْدُ اللهِ بن مسعود، حَدَّثنا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِ مَلَكًا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيُكْتَبُ عَمَلُهُ، وَأَجَلُهُ، وَرِزْقُهُ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَيَدْخُلُ الجَنَّةَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ». هذه الكلمات الأربع قدرية توضع في الإنسان وهو في بطن أمه وكأنها فيما يسمى في عصرنا الحديث: " شريحة ... " Sim card, Chip card" مكتوب فيها كل المعلومات اللازمة عن رصيده, من حسنات وسيئات وتاريخ انتهاء الصلاحية, عند انتهاء الصلاحية يحدث الموت فيأتيه الأجل المحتوم وتتوقف جميع الأجهزة والحركة التي كانت تدب على وجه الأرض, كأنك نزعت الكهرباء عن جهاز, لا يمكن شحنه". أنواع من الأنوار توضع سواء نور الذات أم نور الهداية أم نور الأعمال لاتنس أن في عالم الذر, لما أخذ الله ذرية آدم من ظهره, رأى سيدنا آدم الأنبياء تختلف أنوارهم ورأى نور سيدنا داود ظاهراً, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ، فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ يُقَالُ لَهُ دَاوُدُ فَقَالَ: رَبِّ كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ؟ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَلَمَّا قُضِيَ عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ المَوْتِ، فَقَالَ: أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ قَالَ: فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ» ولا تنس ما قدمناه من قبل من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه في قوله عن سيدنا آدم لما أشهده الله عالم الذر: «فَقَالَ: رَبِّ لَوْ سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ، قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُشْكَرَ، فَرَأَى فِيهِمُ الْأَنْبِيَاءَ مِثْلَ السُّرُجِ عَلَيْهِمُ النُّورُ، وَخُصُّوا بِمِيثَاقٍ آخَرَ بِالرِّسَالَةِ، .. » ولا تنس أيضاً موضوع تنقل الأنوار الذي أشرنا إليه في بابه, ومن هنا كان أهل البيت هم أعظم الخلق نصيباً من أنوار الذات المحمدية, والذات المحمدية المقصودة هنا هي الحقيقة المحمدية النورانية, لا الجسد المحمدي المعظم المكرم, فإن بعض العلماء يقصدون بالذات المحمدية: الطبيعة البشرية. لكل إنسان قسمة من النور أو الظلمة, نور الذات, ونور الهداية, ونور الأعمال, ولكل إنسان قابلية لقبول النور وموانع تمنعه من استقبال النور على ما سيأتي بإذن الله وقد أخبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أمته بقسمتهم وقسمة الأمم قبلهم من النور فعنه صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قَالَ: «مَثَلُ المُسْلِمِينَ، وَاليَهُودِ، وَالنَّصَارَى، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ قَوْمًا يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلاً يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ، عَلَى أَجْرٍ مَعْلُومٍ، فَعَمِلُوا لَهُ نِصْفَ النَّهَارِ، فَقَالُوا: لاَ حَاجَةَ لَنَا إِلَى أَجْرِكَ الَّذِي شَرَطْتَ لَنَا، وَمَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ، فَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَفْعَلُوا، أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ، وَخُذُوا أَجْرَكُمْ كَامِلاً، فَأَبَوْا، وَتَرَكُوا، وَاسْتَأْجَرَ آخَرِينِ بَعْدَهُمْ، فَقَالَ: أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَلَكُمْ الَّذِي شَرَطْتُ لَهُمْ مِنَ الأَجْرِ، فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا كَانَ حِينُ صَلاَةِ العَصْرِ، قَالُوا لَكَ: مَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ، وَلَكَ الأَجْرُ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا فِيهِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ فَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ شَيْءٌ يَسِيرٌ، فَأَبَوا، فَاسْتَأْجَرَ قَوْمًا أَنْ يَعْمَلُوا لَهُ بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ، فَعَمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، وَاسْتَكْمَلُوا أَجْرَ الفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا، فَذَلِكَ مَثَلُهُمْ، وَمَثَلُ مَا قَبِلُوا مِنْ هَذَا النُّورِ». فهذا النور هو نور الهداية الذي أعقبه نور العمل, فما أتموا نور العمل إلا بنور الهداية, فلهم منه نصيب أعظم من نصيب الأمم السابقة, وهل كان النور إلا سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم!! قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) … (المائدة 15) فالنور هو سيدنا محمد كما قال سعيد بن جبير وقتادة والضحاك والزجاج وخلق كثير من العلماء قال الإمام الطبري: " الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) (المائدة 15) يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِهَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَاطَبَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ: قَدْ جَاءَكُمْ يَا أَهْلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ مِنَ اللَّهِ نُورٌ, يَعْنِي بِالنُّورِ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلّم , الَّذِي أَنَارَ اللَّهُ بِهِ الْحَقَّ, وَأَظْهَرَ بِهِ الإِسْلاَمَ, وَمَحَقَ بِهِ الشِّرْكَ فَهُوَ نُورٌ لِمَنِ اسْتَنَارَ بِهِ يُبَيِّنُ الْحَقَّ, وَمِنْ إِنَارَتِهِ الْحَقَّ تَبْيِينُهُ لِلْيَهُودِ كَثِيرًا مِمَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ" انتهى. فاللهم اجعلنا ممن كان لهم النصيب الأعظم من نور نبيك صلى الله عليه وآله وسلّم من غيب الغيب إلى عالم الشهادة, ومن بعده الخلود ببركة ما قاله رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَاللهُ المُعْطِي وَأَنَا القَاسِمُ، وَلاَ تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ، وَهُمْ ظَاهِرُونَ». ورواه الإمام مسلم بلفظ «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللهُ». وحتى لا تحدث المنازعة في داخل النفس وحتى لا يظن المتمسلفة والمتنطعة ومحدودو العقل والأفق في معني «أنا قاسم» نقول لهم: روى الإمامان البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للبخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلاَمٌ، فَسَمَّاهُ القَاسِمَ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: لاَ نَكْنِيكَ أَبَا القَاسِمِ وَلاَ نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وُلِدَ لِي غُلاَمٌ فَسَمَّيْتُهُ القَاسِمَ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: لاَ نَكْنِيكَ أَبَا القَاسِمِ، وَلاَ نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم: «أَحْسَنَتِ الأَنْصَارُ، فَسَمُّوا بِاسْمِي، وَلاَ تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ». وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم قَالَ: «مَا أُعْطِيكُمْ وَلاَ أَمْنَعُكُمْ، إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَضَعُ حَيْثُ أُمِرْتُ». وصلى الله وسلم وبارك على من أنزل الله عليه: (وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ) التوبة (74) الفاتحة لحضرة سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلّم . ) ــــــــــــــــــــــــــ من كتاب / على أعتاب الحضرة المحمدية / للأستاذ الدكتور السيد الشريف محمود صبيح حفظه الله ـــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|
|