موقع د. محمود صبيح
http://www.msobieh.com/akhtaa/

درجة الإحسان وما تحتويه وما فوقها
http://www.msobieh.com/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=35102
صفحة 1 من 1

الكاتب:  فراج يعقوب [ الأربعاء أكتوبر 13, 2021 5:52 pm ]
عنوان المشاركة:  درجة الإحسان وما تحتويه وما فوقها

درجة الإحسان وما تحتويه وما فوقها :
ـــــــــــــــــــــ
( درجة الإحسان وما تحتويه وما فوقها:
وهم المحسنون والأبرار والصادقون والصديقون والمقربون
فمن الناس من يقول فوق الإيمان خمس مراحل ومنهم من يقول أربع ومنهم من يقول ثلاث مراحل.
ومنهم من يقول إن الأبرار هم: الصادقون
وإن المقربين هم: الصديقون
وبالتالي فهي ثلاث مراحل: الإحسان, والأبرار (الصادقون) والمقربون (الصديقون)
ومنهم من يقول الإحسان درجتان:
الأولى: أن تعبد الله كأنك تراه
الثانية: فإن لم تكن تراه فإنه يراك, وهي لأهل الفناء والبقاء على مذهب قوم.
ومنهم من يقول الإحسان لفظ يشملهم كلهم لأن جبريل عليه السلام ما سأل إلا عن الإسلام والإيمان والإحسان, فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في ذلك: «أتاكم يعلمكم أمر دينكم». فيكون الإحسان الوعاء الجامع لكل ما فوق الإحسان.
كل ذلك عبارة عن الاتساع في المقام فإذا اتسع المرء في الإحسان دخل في الأبرار ومازال يصدق ويصدق حتى يكون من الصادقين, ثم يصدق ويصدق فيكون من الصديقين, والصديقون منهم صديقون من غير أولي القربى ومنهم أولو القربى وهذه عند بعض أهل الله درجة لا تنبغي إلا لأهل البيت, كرامة لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أن يكون أهل بيته ملحقين به, فما فوق هذه الدرجات إلا درجات الأنبياء والمرسلين.
فإذا تكلمنا عن الإحسان فسنُفَصِّل المراحل أحياناً، ونشير إليها إجمالاً في أحيان أخرى, وفي جميع الأحوال من وصل إلى هذه المراتب فقد جاوز العتبات الشريفة, وإن لم يفارقه الأدب اللائق وعظيم التوقير.
مراحل ما فوق الإيمان تتميز جميعها بمستوى راق جداً في المعاملات والصفات وفي كينونتهم, وفي تعرضهم لما لا يتعرض له من هو في درجات أقل, ففي المعاملات: الصدق وفي كينونتهم وصفاتهم تميز في العقل والنور والنفس وفي طبيعة رؤيتهم وأبصارهم وبصيرتهم وإسلام وجههم لله وأماناتهم ووراثاتهم, فلنلقي نظرة سريعة على هذه النفحات الإلهية لأصحاب هذه الدرجات العلا.

الصدق: مازال المرء في ترقي في درجات الإحسان يصدق ويصدق ويتسع في الإحسان وفي إسلام وجهه لله حتى يكتب من المحسنين الأبرار الصادقين الأخيار.
قال تعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة 112)
وهي درجة من درجات الولاية, لا تكون إلا للمحسنين فلذلك قال تعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) (البقرة 112).
وهذا إظهار للفرق بين العدل والإحسان
فمن الناس من أصحاب الدرجات من يسلم وجهه لله ... هذا عدل
وأما "وهو محسن " في توجيه وجهه ... فهذا إحسان
فما معنى يحسن توجيه وجهه لله؟
يُحسن ذلك بإدراك أنه لم يوجه وجهه لله بمجرد قدرته وإرادته, بل الله عز وجل متجلٍ عليه باسمه عز وجل "المحسن".
فإذا تجلى الله عليك باسمه المحسن انطبع فيك معنى الإحسان
وتدرك أن إحسانك ليس منك ...
لأن الله أحسن إليك فإنك تحسن على نفسك وتكرمها بإسلام وجهك له لأن الله تجلى عليها.
إحسانك وكرمك إياها بأن تنسب الشئ إلى أصله والأمر إلى أهله (نسبة الإحسان إلى الله)
هنا تشهد لك الخلائق فيقول الناس فيك: " إنك من المحسنين"
فيدرك المرء معنى " وجه الله "، ومعنى (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) (البقرة 115)، ومعنى كأنك تراه, ومعنى فإن لم تكن تراه فإنه يراك ... فيرى الله رؤية مخصوصة ليست بعين الجارحة, بل رؤية غيبية لا فيها أبعاض ولا أجسام ولا تخيل ولا تصور ولا توهم, فترى وتشهد الله في عظمته وإرادته وقدره وأمره.
المحسن عنده انجماع عن الخلق, متأثر ببقية أحوال المؤمن الذي هو في سجن الدنيا, حيث لا راحة له مع الخلق, المحسن أسقط الخلق, والمؤمن لا يستطيع إسقاطهم, المحسن إحسانه في تعبده لله عز وجل كأنما يراه, فإذا زاد في إحسانه كان من الأبرار الصادقين, ولا يدخل في الأبرار إلا بعد اختبارات وتعرضات لصفات القهر الإلهي وصفات أخرى فيما يُسمى الفناء, وبعده البقاء فيتسع في الإحسان في عبادته لربه, ومع نفسه ومع الناس ومع مخلوقات الله, حتى مع الجمادات. )
ــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب / على أعتاب الحضرة المحمدية / للأستاذ الدكتور السيد الشريف محمود صبيح حفظه الله
ـــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/