يتشبث الطاعنون في التراث بفهم سقيم قوامه أن أئمة الأمة المحمدية أو جلهم مجرد مجموعات من ضعاف العقول غلاظ القلوب قصيري النظر متحجري الفهم والعقل.
هذا ما تخرج به عزيزي القاريء إذا استمعت أو طالعت لما ينشره الطاعنين من أهل زماننا في تراث الأمة.
وحاشا أئمة الأمة من هذه الفريات البينات ، فلا يلزمهم فهم فاسدي العقول من أهل زماننا وكذا لا يلزمهم قلة بضاعة أولئك الطاعنين من علوم العقل والنقل و قصر نظرهم وعدم شمولية البحث والاستقصاء.
وكذا أئمتنا وتراثنا براء من سوء قصد كل طاعن كان طعنه عن تربص وأهداف خفية أو كان عن خيبة وتقليد أعمى وأهواء نفس لن تجد راحتها إلا في الانخلاع من ربقة الدين بالكلية.
والطعن في التراث مطية للطعن في الدين إجمالاً وتفصيلاً.
وقد لا يدري هؤلاء المتربصين ومن سلم لهم عقله يحشونه بتراهاتهم أن الخاتمة لكل تلك الجهود هي هدم الدين كل دين وأي دين سماوي كان أو غير سماوي.
الهدف النهائي لهذه الحملة الشعواء على الأديان هو القضاء عليها بالكلية لصالح الديانة الإبليسية ، كي يعبد اللعين إبليس في الأرض من دون الله ليس إلا.
النخبة الحاكمة للعالم أو من يرمز لهم بالقابعين في الظلام لا هم نصارى أو يهود حتى.
ما هم إلا عبدة إبليس اللعين.
الصهيونية والماسونية وغيرهما ما هي ألا أدوات في أيديهم ، وحتى اليهود مجرد أدوات ووسائل لإنفاذ مرادهم من أن يعبد إبليس اللعين في الأرض من دون الله عز وجل.
مخططات هدم دين الإسلام يجري تطبيقها على قدم وساق ، ومن ضمنها حالياً إسقاط أئمة الأمة والتراث من أعين المسلمين.
وتصوير أئمة المسلمين وعلمائهم في صورة الجهلة المتآمرين قصيري النظر متحجري العقل والقلب وأنهم أهل هوى وغرض في فهم نصوص الشريعة وكأنهم على اتساع أقطارهم وتباعد أوطانهم مجرد عصبة من المجرمين لا هم لهم إلا تقييد العقول وإيقاف مسيرة الأمة الحضارية - وحاشهم من ذلك عليهم رضوان الله بل على النقيض مما سبق كانوا -
وبالتبعية لذلك ينفتح الباب لكل أحد يقول في دين الله بغير علم أو فهم ، أو لكل مندس له أجندة في تدمير الأمة فيدخل بها من باب التجديد والتيسير ، وكذا لكل من أراد الانسلاخ عن الدين بحجة التراث ونقلته من أئمة الأمة وإجرامهم المزعوم.
وفي سبيل ما سبق جمعت كل طاعن وغامز ولامز في التراث ونقلته خصيصة واحدة هي تبشيع - إن صحت الكلمة لغة - المخرجات العلمية لأئمة المسلمين في نظر عامة الأمة حالياً بمقاييس غير سليمة تتماشى مع فهم خاطيء وضحالة علمية لا تخطؤهما عين بين غالب الأمة حالياً.
يضاف لذلك عدم أمانة النقل والاجتزاء المخل سواء بقصد أو بغير قصد - كمن يردد كالببغاء ولا يحقق ما يقول -
لذلك أشرع سائلاً الله عز وجل العون والتوفيق والسداد بتتبع أمثلة مما يقدمها أولئك في محاولاتهم لإظهار أئمة الأمة في صورة غير صحيحة خلافاً لما هم عليه.
وأبدأ ذلك بما يذيعه وينشره الطاعنون في أيامنا من أن أئمة الأمة في سبيل امتهان المرأة وتأسيس المجتمع الذكوري وتدمير نصف المجتمع والحط من شأنه .....الخ قد أخطأوا وكذبوا ودلسوا عندما قالوا بأن المراد من قوله تعالى في سورة النساء {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ} أن السفهاء هنا يراد بهم النساء.
وبقية وصلة الطعن معروفة من وجوب تنقية التراث وعدم اعتبار أقوال أمثال هؤلاء العلماء .... الخ ما يعرف من أدبيات الطعن والحط من قيمة وقدر العلماء والتراث إجمالاً.
وكأن فهم الطاعنين المنكوس وكذبهم وتدليسهم الذي لا يخلو من غرض وخبيئة سوء مصوغ لاجتثاث الأمة من جذورها.
ومال التراث وأئمة المسلمين بهذا ؟!!!!!!!
لا تلزموا الأمة بفهم سقيم لا يخلو من سوء نية وقصد وأمور دبرت بليل.
هذا أخي القاريء ما سيظهر بفضل الله في الحلقات القادمة من الموضوع.
والله المستعان على ما يصفون.
يتبع إن شاء الله.