موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 18 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: عن العلم اللدني أسأل لأفهم فأعينوني رجاء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 7:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء مارس 25, 2009 2:02 pm
مشاركات: 152
بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على سيدي رسول الله و على آله الأخيار و الصحب الأطهار

و بعد سيدي الدكتور صبيح

أخوتي في الله

في هذه الفترة تعرفت على شاب خارج لتوه من براثن السلفية ليسقط في براثن العلمانية

و قد سبق و أن أخبرني أن للتصوف في ذهنه صورة سيئة مليئة بالشبهات و من ثم اتفقنا في احد المنتديات على طرح ما يريده من أسئلة و شبهات و التي بحمد الله و توفيقه وفقني الله للرد عليها على كثرتها

و لكن تنقصني نقطة العلم اللدني

فالإجابة على توفرها في ذهني إلا أنني لا أجد المصادر التي أرجع اليها
خاصة و ان هذا مبدأي معه منذ البدء أن احيله لكتب أهل العلم و ارائهم لا رأيي أنا

فهلا ساعدتموني اخواني رجاء


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 23, 2009 11:08 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء مارس 25, 2009 2:02 pm
مشاركات: 152
أجدد رجائي سادتي

أو حتى أن تضعوا لي رابطا أو ترشيح لكتاب جزاكم الله خيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 24, 2009 12:54 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm
مشاركات: 5740
سيدى الفاضل الشاعر

منذ الامس, و موضوعك شاغلنى

طلبت نقطة العلم اللدنى!

كلمة واسعة جدا جدا , هل تستطيع ان تكون اكثر تحديدا و لو على شكل نقاط معينة

ماذا تريد ان تعرفه عن العلم اللدنى,او ما هى اسئلة زميلك الذى ذكرته و ما هى استفساراته عن العلم اللدنى

العبد لله مثل حضرتك يريد ان يعرف, فمن فضلك اطرح نقاط التساؤل و انا عن نفسى حابدأ ادور و أسأل عنها ان شاء الله

فى انتظارك

و ربنا يعينا و يعينك ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 24, 2009 10:01 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء مارس 25, 2009 2:02 pm
مشاركات: 152
أخي الحبيب محب مولانا الحسين

الموضوع أن هذا الشخص أخبرني أنه مستعد للفهم لو أني أقنعته

و حتى الآن تناقشنا في سبع نقاط كاملة و بقي مثلهم

و أنا منذ البدء تعاهدت ألا أنقل له قناعاتي و لكن أنقل له أقوال أئمة لا جدال حولهم

فإن رفض ما يقولوه فقد أعذرت نفسي

و نقطة العلم اللدني هي شبهة من ضمن الشبهات التي طرحها

مدارها أنه لا يؤمن بوجودها

و لا بحجيتها

و أنها سبيل لمن يريد أن يشرع بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم

الآن أنا أعرف الرد جيدا و لكن تنقصني المصادر

مثلا ما الذي قاله العلماء حول مفهوم العلم اللدني

أدلة القرآن؟

أدلة السنة؟؟

قول الأئمة من أهل التصوف حول العمل بالعلم اللدني أو الالهام و ماذا إن خالف ظاهر الشريعة

و هل يمكن أصلا أن يخالف ظاهر الشريعة ؟؟

هل وصل لك أخي ما أبحث عنه؟


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 24, 2009 4:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 09, 2004 7:41 pm
مشاركات: 1586
بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و على آله و صحبه أجمعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أستأذن بالمشاركة البسيطة
بالطبع ده موضوع كبير و حساس
كبره و حساسيته تأتى لأنه خاص بعباد الله الذين اصطفاهم لوهبهم هذا العلم
و ما كان خاص بهؤلاء الأسياد فيخجل المرء الكلام عنه
إلا إذا كان بقصد الحب أو التبرك أو إزالة شبهة أو إلى هذه النوايا الحسنة
لذا أدعو الله أن يباركلك أخى الشاعر و يفتح لك

بالنسبة للأدلة التى طلبتها ، فالموضوع يبدأ من قصة سيدنا موسى مع الخضر عليهما السلام ، لذا بدأت بكتاب "المعالم الصوفية فى قصة سيدنا موسى و الخضر عليهما السلام" للأستاذ الدكتور محمد أبو اليزيد المهدى ، و تتبعت منه قول بعض العلماء.
لكن فى البداية نبدأ بآيات الله البينات :

[color=#000000]{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة282
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً{3} الطلاق

و العلم هو رزق من الله. فما بالنا لو رزقنا الله بعلم من حيث لا ندرى و لا نحتسب.[/color]

من كتاب المعالم الصوفية فى قصة سيدنا موسى و الخضر عليهما السلام
للأستاذ الدكتور محمد أبو اليزيد المهدى أستاذ و رئيس قسم التفسير و علوم القرآن الكريم و عميد كلية القرآن الكريم بطنطا

"فالمعلم الأول الذى نتعرفه فى آيات هذه القصة هو ثبوت حقية العلم اللدنى و هو العلم الخاص الذى لا يعلم إلا من جهته تعالى و هو المثبت بقوله صلى الله عليه و سلم (إن للقرآن ظهرا و بطنا و حدا و مطلعا) – أخرجه ابن حبان فى صحيحه عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه و خرجه عنه الحافظ العراقى فى (المغنى عن حمل الأسفار بتحقيق ما فى الأحياء من الأخبار) أنظر بحاشية الإحياء للإمام الغزالى ١ / ٨٨ : العثمانية. – و بقوله صلى الله عليه و سلم (إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله ، فإذا نطقوا به لا ينكره إلا أهل الغرة بالله عز و جل) – أخرجه الديلمى فى مسند الفردوس عن سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه. أنظر الجامع الكبير للحافظ السيوطى ١ / ٢٧٠ و كنز العمال ١٠ / ١٨١ – و يعاضد ذلك ما رواه الإمام البخارى عن سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال : (حفظت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وعاءين من علم ، فأما أحدهما فبثته ، و أما الآخر : فلو بثته قطع هذا البلعوم) –أنظر صحيح البخارى : كتاب العلم." إنتهى

مفاتيح الغيب (التفسير الكبير) للإمام الفخر الرازى
"المسألة الثالثة: قوله: {وعلمناه من لدنا علما} يفيد أن تلك العلوم حصلت عنده من عند الله من غير واسطة، والصوفية سموا العلوم الحاصلة بطريق المكاشفات العلوم اللدنية، وللشيخ أبي حامد الغزالي رسالة في إثبات العلوم اللدنية، وأقول تحقيق الكلام في هذا الباب أن نقول:
إذا أدركنا أمرا من الأمور وتصورنا حقيقة من الحقائق فإما أن نحكم عليه بحكم وهو التصديق أو لا نحكم وهو التصور، وكل واحد من هذين القسمين فإما أن يكون نظريا حاصلا من غير كسب وطلب، وإما أن يكون كسبيا، أم العلوم النظرية فهي تحصل في النفس والعقل من غير كسب وطلب، مثل تصورنا الألم واللذة، والوجود والعدم، ومثل تصديقنا بأن النفي والإثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان، وأن الواحد نصف الإثنين.
وأما العلوم الكسبية فهي التي لا تكون حاصلة في جوهر النفس ابتداء بل لا بد من طريق يتوصل به إلى اكتساب تلك العلوم، وهذا الطريق على قسمين.
أحدهما: أن يتكلف الإنسان تركب تلك العلوم البديهية النظرية حتى يتوصل بتركبها إلى استعلام المجهولات.
وهذا الطريق هو المسمى بالنظر والتفكر والتدبر والتأمل والتروي والاستدلال، وهذا النوع من تحصيل العلوم هو الطريق الذي لا يتم إلا بالجهد والطلب.
والنوع الثاني: أن يسعى الإنسان بواسطة الرياضات والمجاهدات في أن تصير القوى الحسية والخيالية ضعيفة فإذا ضعفت قويت القوة العقلية وأشرقت الأنوار الإلهية في جوهر العقل، وحصلت المعارف وكملت العلوم من غير واسطة سعي وطلب في التفكر والتأمل، وهذا هو المسمى بالعلوم اللدنية، إذا عرفت هذا فنقول: جواهر النفس الناطقة مختلفة بالماهية فقد تكون النفس نفسا مشرقة نورانية إلهية علوية قليلة التعلق بالجواذب البدنية والنوازع الجسمانية فلا جرم كانت أبدا شديدة الاستعداد لقبول الجلايا القدسية والأنوار الإلهية، فلا جرم فاضت عليها من عالم الغيب تلك الأنوار على سبيل الكمال والتمام، وهذا هو المراد بالعلم اللدني وهو المراد من قوله: {رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال} وأما النفس التي ما بلغت في صفاء الجوهر وإشراق العنصر فهي النفس الناقصة البليدة التي لا يمكنها تحصيل المعارف والعلوم إلا بمتوسط بشري يحتال في تعليمه وتعلمه والقسم الأول بالنسبة إلى القسم الثاني كالشمس بالنسبة إلى الأضواء الجزئية وكالبحر بالنسبة إلى الجداول الجزئية وكالروح الأعظم بالنسبة إلى الأرواح الجزئية.
فهذا تنبيه قليل على هذا المأخذ، ووراءه أسرار لا يمكن ذكرها في هذا الكتاب." إنتهى

لطائف الإشارات للإمام القشيرى
"{ وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً } : قيل العلم من لدن الله ما يتحصل بطريق الإلهام دون التكلف بالتّطَلُّب .
ويقال ما يُعرَّف به الحقُّ - سبحانه - الخواصَ من عباده .
ويقال ما يعرَّف به الحق أولياءَه فيما فيه صلاح عباده .
وقيل هو ما لا يعود منه نَفْعٌ إلى صاحبه ، بل يكون نفعُه لعباده مِمَّا فيه حقُّ الله - سبحانه .
ويقال هو ما لا يَجِد صاحبُه سبيلاً إلى جحده ، وكان دليلاً على صحة ما يجده قطعاً؛ فلو سألتَه عن برهانه لم يجد عليه دليلاً؛ فأقوى العلوم أبعدها من الدليل ." إنتهى

روح المعانى للإمام الألوسى
"وكذا في قوله سبحانه : وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً أي علما لا يكتنه كنهه ولا يقادر قدره وهو علم الغيوب وأسرار العلوم الخفية ، وذكر لَدُنَّا قيل لأن العلم من أخص صفاته تعالى الذاتية
وقد قالوا : إن القدرة لا تتعلق بشيء ما لم تتعلق الإرادة وهي لا تتعلق ما لم
يتعلق العلم فالشيء يعلم أولا فيراد فتتعلق به القدرة فيوجد.
وذكر أنه يفهم من فحوى مِنْ لَدُنَّا أو من تقديمه على عِلْماً اختصاص ذلك باللّه
تعالى كأنه قيل علما يختص بنا ولا يعلم إلا بتوقيفنا ، وفي اختيار عَلَّمْناهُ على
آتيناه من الإشارة إلى تعظيم أمر هذا العلم ما فيه ، وهذا التعليم يحتمل أن يكون
بواسطة الوحي المسموع بلسان الملك وهو القسم الأول من أقسام الوحي الظاهري كما وقع
لنبينا صلّى اللّه عليه وسلّم في أخباره عن الغيب الذي أوحاه اللّه تعالى إليه في
القرآن الكريم ، وأن يكون بواسطة الوحي الحاصل بإشارة الملك من غير بيان بالكلام
وهو القسم الثاني من ذلك ويسمى بالنفث كما في حديث إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا اللّه تعالى واجملوا في الطلب والإلهام على ما يشير إليه بعض عبارات القوم من هذا النوع ، ويثبتون له ملكا يسمونه ملك الإلهام ، ويكون للأنبياء عليهم
السّلام ولغيرهم بالإجماع ، ولهم في الوقوف على المغيبات طرق تتشعب من تزكية
الباطن.
والآية عندهم أصل في إثبات العلم اللدني ، وشاع إطلاق علم الحقيقة والعلم الباطن
عليه ولم يرتض بعضهم هذا الإطلاق ، قال العارف باللّه تعالى الشيخ عبد الوهاب
الشعراني عليه الرحمة في كتابة المسمى بالدرر المنثورة في بيان زبد العلوم المشهورة
ما لفظه : وأما زبدة علم التصوف الذي وضع القوم فيه رسائلهم فهو نتيجة العمل
بالكتاب والسنة فمن عمل بما علم تكلم بما تكلموا وصار جميع ما قالوه بعض ما عنده
لأنه كلما ترقى العبد في باب الأدب مع اللّه تعالى دق كلامه على الافهام ، حتى قال
بعضهم لشيخه : إن كلام أخي فلان يدق على فهمه فقال : لأن لك قميصين وله قميص واحد
فهو أعلى مرتبة منك ، وهذا هو الذي دعا الفقهاء ونحوهم من أهل الحجاب إلى تسمية
علم الصوفية بالعلم الباطن وليس ذلك بباطن إذ الباطن إنما هو علم اللّه تعالى وأما
جميع ما علمه الخلق على اختلاف طبقاتهم فهو من العلم الظاهر لأنه ظهر للخلق فاعلم
ذلك انتهى.
والحق أن إطلاق العلم الباطن اصطلاحا على ما وقفوا عليه صحيح ولا مشاحة في
الاصطلاح ، ووجهه أنه غير ظاهر على أكثر الناس ويتوقف حصوله على القوة القدسية دون
المقدمات الفكرية وإن كان كل علم يتصف بكونه باطنا وكونه ظاهرا بالنسبة للجاهل به
والعالم به ، وهذا كإطلاق العلم الغريب على علم الأوفاق والطلسمات والجفر وذلك
لقلة وجوده والعارفين به فاعرف ذلك. وزعم بعضهم أن أحكام العلم الباطن وعلم
الحقيقة مخالفة لأحكام الظاهر وعلم الشريعة وهو زعم باطل عاطل وخيال فاسد كاسد ، وسيأتي إن شاء اللّه تعالى نقل نصوص القوم فيما يرده وأنه لا مستند لهم في قصة موسى
والخضر عليهما السّلام." إنتهى

و أخيرا ً إذا كان هذا الشخص يأتم بإبن تيمية فأعرض عليه قوله فى العلم كنوع من المعجزة للنبى أو الكرامة للولى

مجموع الفتاوى لإبن تيمية المجلد الحادى عشر
"قاعدة شريفة فى المعجزات والكرامات وإن كان اسم المعجزة يعم كل خارق للعادة فى اللغة وعرف الأئمة المتقدمين كالامام احمد بن حنبل وغيره ويسمونها الآيات لكن كثير من المتأخرين يفرق فى اللفظ بينهما فيجعل المعجزة للنبى و الكرامة للولي وجماعهما الأمر الخارق للعادة."
ثم يكمل بعدها ...
"فما كان من الخوارق من باب العلم فتارة بأن يسمع العبد مالا يسمعه غيره وتارة بأن يرى مالا يراه غيره يقظة ومناما وتارة بأن يعلم مالا يعلم غيره وحيا وإلهاما أو انزال علم ضرورى أو فراسة صادقة ويسمى كشفا ومشاهدات ومكاشفات ومخاطبات فالسماع مخاطبات والرؤية مشاهدات والعلم مكاشفة ويسمى ذلك كله كشفا و مكاشفة اى كشف له عنه." إنتهى

عفوا ً للإطالة
و صل اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 24, 2009 5:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 20, 2004 11:42 am
مشاركات: 12730
بسم الله الرحمن الرحيم


{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58

{ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً }النساء70


العلم اللدنى هو محض فضل من الله على عبد من عباده سواء كانوا من الأنبياء والرسل

أو من أولياء الله الصالحين

وقد يكون هذا العلم هو كالإخبار بأسماء الأشياء مثل موضوع سيدنا آدم صلى الله عليه وسلم

قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ{33}


وقديكون العلم بالفهم والعدل أو التسخير مثل موضوع سيدنا سليمان وسيدنا داوود عليهما السلام


{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء79

{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ }سبأ10

{إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ }ص18


وقد يكون بالوحى لغير الأنبياء وأيضا بالفهم والرعاية للأنبياء كموضوع أم سيدنا موسى عليه السلام

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }القصص7

{أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي }طه39


وقد يكون بالحنان والرحمة

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107

107 - (وما أرسلناك) يامحمد (إلا رحمة) أي للرحمة (للعالمين) الإنس والجن بك


{وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً }مريم13

13 - (وحنانا) رحمة للناس (من لدنا) من عندنا (وزكاة) صدقة عليهم (وكان تقيا) روي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها



{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }آل عمران8


والآن مع موضوع سيدنا الخضر وأثنين آخرين من بنى إسرائيل :


{فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً }الكهف65

65 - (فوجدا عبدا من عبادنا) هو الخضر (آتيناه رحمة من عندنا) نبوة في قول وولاية في آخر وعليه أكثر العلماء (وعلمناه من لدنا) من قبلنا (علما) مفعول ثان أي معلوما من المغيبات روى البخاري حديث أن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك قال موسى يا رب فكيف لي به قال تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم فأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون حتى أتيا الصخرة ووضعا رأسيهما فناما واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا وأمسك الله عن الحوت جريه بالماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كانا من الغداة قال موسى لفتاه آتنا غداءنا إلى قوله واتخذ سبيله في البحر عجبا قال وكان للحوت سربا ولموسى ولفتاه عجبا الخ


{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40

40 - (قال الذي عنده علم من الكتاب) المنزل وهو آصف بن برخيا كان صديقا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) إذا نظرت به إلى شيء فقال له انظر إلى السماء فنظر إليها ثم رد بطرفه فوجده موضوعا بين يديه ففي نظره إلى السماء دعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتي الله به فحصل بأن جرى تحت الأرض حتى نبع تحت كرسي سليمان (فلما رآه مستقرا) ساكنا (عنده قال هذا) الاتيان لي به (من فضل ربي ليبلوني) ليختبرني (أأشكر) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه (أم أكفر) النعمة (ومن شكر فإنما يشكر لنفسه) لأجلها لأن ثواب شكره له (ومن كفر) النعمة (فإن ربي غني) عن شكره (كريم) بالافضال على من يكفرها



{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ }الأعراف175

175 - (واتل) يا محمد (عليهم) أي اليهود (نبأ) خبر (الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) خرج بكفره كما تخرج الحية من جلدها وهو بلعم بن باعوراء من علماء بني إسرائيل ، سئل أن يدعو على موسى وأهدي إليه شيء فدعا فانقلب عليه واندلع لسانه على صدره (فأتبعه الشيطان) فأدركه فصار قرينه (فكان من الغاوين)


وغيرها من الأدلة والله سبحانه وتعالى أجل وأعلم

تفسير الآيات من تفسير الجلالين



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

_________________
المواجهة النبوية الشريفة

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 24, 2009 10:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
أحبتي في الله كل عام وجميعكم بألف خير وأتم صحة وعافية ، وهذه مشاركة من الفقير معكم في هذا الموضوع ، أنقلها لكم من موسوعة التصوف الإسلامي / إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – وزارة الأوقاف المصرية – جمهورية مصر العربية – 1430 هـ - 2009 م .

وهذه المقالة بعنوان العلم اللدني ، إعداد ، أ .د / محفوظ عزام ، من صـ 580 : 589 .


العلم اللدني

أ) تعريفه:


قد لانجد في المعاجم اللغوية ما يفيدنا في تعريف " العلم اللدني " لهذا فلن نتحدث عن المعنى اللغوي لهذا المصطلح ، وإنما يمكن تناوله من الناحية الاصطلاحية فحسب .

والمعنى الاصطلاحي إنما يرجع – في الواقع – إلى ما جاء في القرآن الكريم عن العبد الصالح " في سورة الكهف " . وهو الخضر عليه السلام ، حيث قال سبحانه عنه {آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا }( الكهف : 65 ) فمن هذه الآية الكريمة جاء مصطلح " العلم اللدني " .

فجاء هذا المصطلح في كتب التفسير ، وفي كلام الصوفية الذين توسعوا في الحديث عنه في كتبهم ومقالاتهم المختلفة ورسائلهم ، حتى وجدنا حجة الإسلام أبا حامد الغزالي يقدم لنا رسالة يسميها " الرسالة اللدنية " وقد طبعت ضمن مجموعة رسائله المسماة " القصور العوالي من رسائل الإمام الغزالي " [1] كما ورد المصطلح في بعض المؤلفات التي تتناول أسماء العلوم والكتب والمؤلفين في العصور المختلفة ، مثل كتاب " أبجد العلوم " وغيره .

ومن الجدير بالذكر أن نقول إن الإمام فخر الدين الرازي قد أشار إلى رسالة الغزالي بقوله : " وللشيخ أبي حامد الغزالي رسالة في إثبات العلوم اللدنية " [2].

على أية حال نجد " القنوجي " يُعرّف " العلم اللدني بأنه " العلم الذي تعلمه العبد من الله تعالى ، من غير واسطة ملك أو نبي بالمشافهة والمشاهدة كما كان الخضر عليه السلام ، قال تعالى : {آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا }( الكهف : 65 ) .

وقيل : هو معرفة ذات الله تعالى وصفاته علمًا يقينيًا من مشاهدة وذوق ببصائر القلوب " [3].

ونجد مجموعة من المفسرين يعرفونه بأنه " يعني الإخبار بالغيوب ، وقيل : العلم اللدني ما حصل للعبد بطريق الإلهام " . وأنه علم الغيوب " ، وأنه " علم الباطن إلهاما " . وأنه " علم الكوائن " [4] .

ويعرفه القرطبي بأنه " علم الغيب " ويذكر عن ابن عطية قوله " كان علم الخضر علم معرفة بواطن قد أوحيت إليه ، لا تُعطي ظواهر الأحكام أفعاله بحسبها ، وكان علم موسى علم الأحكام والفتيا بظاهر أقوال الناس وأفعالهم " [5] .

ويذكر ابن كثير عن البخاري أن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسُئل أي الناس أعلم ؟ فقال موسى : أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه أن لي عبدا هو أعلم منك يعني الخضر فذهب إليه موسى وقال له : أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا ، فقال له الخضر : إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه ، وهذا دليل على أن العلم اللدني عطاء من الله وليس كسبا من العبد [6].

ويقول " الرازي " عند تفسير قوله تعالى : { وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا }( الكهف : 65 ) إن ذلك يُفيد أن تلك العلوم حصلت عنده من عند الله من غير واسطة ، والصوفية سموا العلوم الحاصلة بطريق المكاشفات : العلوم اللدنية [7] .

ونجد بعض المفسرين المحدثين يقول في تفسير هذه الآية : " أي علما خاصا بنا لا يعلم إلا بتوفيقنا ، وهو علم الغيوب قال العلماء : هذا العلم الرباني ثمرة الإخلاص والتقوى ويسمى (العلم اللدني) يورثه الله لمن أخلص العبودية له ، ولا ينال بالكسب والمشقة وإنما هو هبة الرحمن لمن خصه الله بالقرب والولاية والكرامة " [8] .

كما نجد " الغزالي " يرى " أن القلب إذا طهر من أدران المعاصي وصقل بالطاعات أشرقت صفحته فانعكس عليها من اللوح المحفوظ ما شاء الله أن يكون ، وهذا هو العلم المعروف بالعلم اللدني " [9] . أخذا من قوله تعالى : { وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا }( الكهف : 65 ) ويعبر الغزالي أيضا عن العلم اللدني بأنه " سريان نور الإلهام " [10] .

هذا هو تعربف " العلم اللدني " عند المفسرين والصوفية وغيرهم من اللذين أرخوا للعلوم والمعارف الإسلامية .

ولقد تناول بعض المتكلمين كالفخر الرازي ، وبعض الصوفية كالإمام الغزالي ، هذا المصطلح بالتحليل والشرح ضمن حديثهم عن العلم والعالم والمعلوم ، وأصناف العلوم وأنواعها ، وبينوا حقيقة العلم اللدني ضمن منظومة العلوم المختلفة .

وها نحن نبين ما قالوه في هذا الصدد .

ب) العلم والعالِم والمعلوم :

هناك علم وعالِم ومعلوم : فالعلم إنما هو تصور النفس الناطقة – نفس الإنسان – المطمئنة حقائق الأشياء ،وصورها المجردة عن المواد بأعيانها وكيفياتها وكمياتها وجواهرها وذواتها إن كانت مفردة .

والعالِم هم ذلك الإنسان المحيط المدرك المتصور .

والمعلوم هو ذات الشيء الذي ينتقش علمه في النفس ، وأفضل المعلومات وأعلاها وأشرفها وأجلها هو الله سبحانه الصانع المبدع الحق الواحد [11] .

والعلم له فضل عظيم ؛ فهو شريف بذاته من غير نظر إلى جهة المعلوم " [12] . ، وذلك لأن العلم ضد الجهل ، والجهل من لوازم الظلمة ، والظلمة من حيز السكون ، والسكون قريب من العدم ، ويقع الباطل والضلالة في هذا القسم ، فإذا الجهل حكمه حكم العدم ، والعلم حكمه حكم الوجود ، والوجود خير من العدم ، والهداية والحق والنور كلها في سلك الوجود ، فإذا كان الوجود أعلى من العدم فالعلم أشرف من الجهل ، فإن الجهل مثل العمى والظلمة ، والعلم مثل البصر والنور {وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ} ( فاطر : 19 – 20 ) . وصرح المولى سبحانه بهذه الإشارات فقال : {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}( الزمر : 9 ) .

جـ) أنواع العلم وأقسامه :

العلم تصور وتصديق ، فنحن إذا أردنا إدراك أمر من الأمور وتصور حقيقة من الحقائق فإما أن نحكم عليه بحكم أو لا نحكم فإن حكمنا كان هذا هو التصديق ، وإلم نحكم ، كان هذا هو التصور ، وكل من التصور والتصديق إما أن يكون نظريا حاصلا من غير كسب ولا طلب أو يكون بكسب وطلب .

فأما التصور النظري أو العلوم النظرية فهي التي تحصل في النفس والعقل من غير كسب ولا طلب ، مثل تصور الإنسان للألم واللذة ، والوجود والعدم ، ومثل تصديقنا بأن النفي والإثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان ، وأن الواحد نصف الاثنين .

وأما العلوم الكسبية فهي التي لا تكون حاصلة في جوهر النفس ابتداء بل لا بد من طريق يتوصل به إلى اكتساب تلك العلوم ، وهذا الطريق على قسمين :

أحدهما : أن يتكلف الإنسان تركب تلك العلوم البديهية النظرية حتى يتوصل بتركبها إلى استعلام المجهولات . وهذا الطريق هو المسمى بالنظر والتفكر والتدبر والتأمل والتروي والاستدلال ، ويتم بالجهد والطلب .

أما الثاني : فهو أن يسعى الإنسان بواسطة الرياضات والمجاهدات حتى تشرق الأنوار الإلهية في جوهر العقل ، وتحصل المعارف وتكمل العلوم من غير واسطة سعي وطلب في التفكر والتأمل ، وهذا هو المسمى بالعلوم اللدنية [13] .

فالنفس الإنسانية جواهرها مختلفة بالماهية ، فقد تكون النفس نفسا مشرقة نورانية إلهية علوية ، قليلة التعلق بالجواذب البدنية والنوازع الجسمانية ، فهي شديدة الاستعداد لقبول التجليات القدسية والأنوار الإلهية ، ومن ثم تفيض عليها من عالم الغيب تلك الأنوار على سبيل الكمال والتمام ، وهذا هو المراد بالعلم اللدني ، وهو المراد من قوله تعالى : {آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } .

أما النفس التي لم يصف جوهرها ولم يشرق عنصرها فهي النفس الناقصة البليدة ، التي لا يمكنها تحصيل المعارف والعلوم إلا بمتوسط بشري يحتال في تعليمه وتعلمه " [14] .

ومن جهة أخرى ينقسم العلم إلى شرعي ، وإلى عقلي ، والشرعي ينقسم إلى ما هو علمي وهو ما يسمى بالأصول ، وهو علم التوحيد وعلم التفسير وعلم الحديث ، وإلى ما هو عملي وهو علم الفروع ، وهو علم الفقه وعلم الأخلاق .

أما العقلي فهو العلم الرياضي والطبيعي ، والنظر في الموجود والصانع .. الخ . وأكثر العلوم العقلية الشرعية عند عارفها " [15] . {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } [النور: 40] .

فالعلوم الشرعية هي المأخوذة بطريق التقليد عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وتحصل بالتعلم لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

أما العلوم العقلية فهي ما تقضي به غريزة العقل ، وغير كافية في سلامة القلب ، وهي إما ضرورية لا يدري من حصلت ولا كيف حصلت ، أو مكتسبة بالتعلم والاستدلال ، وهي دنيوية وأخروية " [16] .

ويقسم الغزالي العلوم التي ليست ضرورية وتحصل في القلب في بعض الأحيان إلى قسمين :

الأول هو : " الإلهام " وفيه يهجم العلم على القلب من حيث لايدري ، وبغير اكتساب وحيلة دليل ، وبغير تعلم . وهذا ينقسم إلى ما لايدري العبد كيف حصل ولا من أين حصل ، وإنما هو إلهام ونفث في الروع ؛ وهذا النوع من العلم يختص به الأصفياء والأولياء ؛ وإلى ما يطلع معه على السبب الذي منه استفاد ذلك العلم ، وهو مشاهدة الملك الملقى في القلب . وهذا العلم يسمى وحيا ويختص به الأنبياء عليهم السلام .

أما القسم الثاني من العلوم التي ليست ضرورية وتحصل في القلب في بعض الأحيان فهي تكتسب بطريق الاستدلال والتعلم ، وفيها يكون القلب مستعدا لأن تتجلى فيه حقيقة الحق في الأشياء كلها ، وإنما حيل بينه وبينها بأسباب معينة ؛ وهذا النوع من العلم يختص به العلماء [17] .

هذا ، ويقسم بعض الصوفية " العلم " إلى نوعين : ظاهر ، باطن .

أما العلم الظاهر ، فهو علم الشرائع التي يأتي بها الأنبياء إلى أممهم . وأما العلم الباطن ، فهو علم الحقيقة ، وهو الذي يعلمه الأولياء .

فابن عربي يفسر قول الخضر لموسى : {مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا}( الكهف : 68 ) بقوله : " أي أني على علم لم يحصل لك عن ذوق ، كما أنت على علم لا أعلمه أنا " [18] .

ويظهر من جميع ما أورده " ابن عربي " من قصة موسى مع الخضر ، والطريقة التي خرّج بها الآيات الواردة عنهما في سورة الكهف ، أنه يستعمل الإسمين رمزا لصاحبي نوعين من العلم : العلم الظاهر الذي يأتي به الأنبياء إلى أممهم ، وهو علم الشرائع ؛ والعلم الباطن الذي يعلمه الأولياء ، وهو علم الحقيقة .

ويقول " القاشاني " في شرحه لفصوص الحكم :" إعلم أن الخضر ، عليه السلام ، صورة اسم الله الباطن ، ومقامه مقام الروح ، وله الولاية والغيب وأسرار القدر ، وعلوم الهوية والأنية والعلوم اللدنية .. وأما موسى عليه السلام فهو صورة اسم الله الظاهر وله علوم الرسالة والنبوة والتشريع " [19] .

د) طريق تحصيل العلم :

العلم الإنساني – عند الغزالي – يحصل من طريقين :

أحدهما : التعلم الإنساني ، والثاني : التعلم الرباني .

أما التعلم الإنساني ، وهو طريق معروف يقر به جميع العقلاء ، فإنه يكون على وجهين :

أحدهما : من خارج ، وهو التحصيل بالتعلم ؛ وثانيهما : من داخل ، وهو الاشتغال بالتفكر ، والتفكر من الباطن بمنزلة التعلم من الظاهر . وبعض الناس يحصلون العلوم بالتعلم ، وبعضهم يحصلون بالتفكر ، ولا ريب أن التعلم يحتاج إلى التفكر .

فالتعلم أو التعليم الإنساني اكتسابي ، قوامه الفطرة الصحيحة ، والاستعداد للتلقي والتعلم والتعليم القائم على الكتاب والسنة من المربي السليم ذي القدوة الحسنة ، وهو طريق معروف معهود ، ومسلك محسوس" [20].

أما التعليم الرباني ، وهو الطريق الثاني ، فإنه على وجهين أو نوعين :

الأول : إلقاء الوحي ؛ فالنفس إذا أكملت ذاتها يزول عنها دمث الطبيعة ، ودرن الحرص والآمال الفانية ، فإنها تُقبل بوجهها على بارئها سبحانه ، وتتمثل بوجود مبدعها ، وتعتمد على إفادته وفيض نوره ، والله تعالى بحسن عنايته يقبل على تلك النفس إقبالا كليا ، فيحصل جميع العلوم لتلك النفس ، وينتقش فيها جميع الصور من غير تعلم وتفكر ؛ ومصداق هذا قوله تعالى لنبيه : صلى الله عليه وسلم {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ }( النساء : 113 ) .

فعلم الأنبياء أشرف مرتبة لأن حصوله على الله تعالى بلا واسطة ووسيلة ، وإنما هو الوضوء من سراج الغيب يقع على قلب صاف فارغ لطيف . ومن هنا فقد تكرر عند العقلاء أن العلم الغيبي المتولد عن الوحي أقوى وأكمل من العلوم المكتسبة ، وصار علم الوحي إرث الأنبياء وحق الرسل ، وأغلق الله سبحانه باب الوحي من عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . وإنما كان علمه أكمل وأشرف وأقوى لأنه عن التعلم الرباني ، وما اشتغل قط بالتعلم والتعليم الإنساني . قال تعالى : {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى }(النجم :5) .

أما الوجه الثاني : فهو الإلهام ، وهو يحصل للنفس على قدر صفائها وقبولها وقوة استعدادها ، والإلهام أثر الوحي ؛ فإن الوحي هو تصريح الأمر الغيبي ، والإلهام هو تعريضه . والعلم الحاصل عن الوحي يسمى علما نبويا ، والذي يحصل عن الإلهام يسمى علما لدنيًا ؛ والعلم اللدني هو الذي لا واسطة في حصوله بين النفس وبين الباريء . فالوحي حلية الأنبياء ، والإلهام زينة الأولياء ، فالولي دون النبي ، فكذلك الإلهام دون الوحي [21] .

ويرى "الغزالي" أن العلم اللدني يكون لأهل النبوة والولاية ، كما كان للخضر عليه السلام ، حيث أخبر الله تعالى عنه فقال : { وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } .

فإذا أراد الله سبحانه بعبده خيرا رفع الحجاب بين نفسه وبين النفس التي هي اللوح ، فتظهر فيها أسرار بعض المكنونات ، وانتقش فيها معاني تلك المكنونات ؛ وتعبر النفس عنها كما تشاء لمن يشاء من عباده .

وحقيقة الحكمة تنال من العلم اللدني ، ومالم يبلغ الإنسان هذه المرتبة لا يكون حكيما ، لأن الحكمة من مواهب الله تعالى : {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ} (البقرة : 269) ؛ وذلك لأن الواصلين إلى مرتبة العلم اللدني مستغنون عن كثرة التحصيل وتعب التعليم ، فيتعلمون قليلا ويعلمون كثيرا .

ومما لا ريب فيه أن الوحي قد انقطع وباب الرسالة قد انسد ، أما باب الإلهام فلا ينسد " [22] .

ويتحدث " الغزالي " عن خطوات العلم اللدني ، فيقول : " العلم اللدني ، وهو سريان نور الإلهام ، يكون بعد التسوية ، كما قال الله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} (الشمس : 7) ؛ وهذا الرجوع يكون بثلاثة وجوه :

الأول : تحصيل العلوم جميعها وأخذ الحظ الأوفر من أكثرها .

الثاني : الرياضة الصادقة ، والمراقبة الصحيحة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى هذه الحقيقة فقال : { من عمل بما علم أورثه الله علم مالم يعلم } (أخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث أنس وضعفه) .

والثالث : التفكر ؛ فإن النفس إذا تعلمت وارتاضت بالعلم ، ثم تتفكر في معلوماتها بشروط التفكر ينفتح عليها باب الغيب ، كالتاجر الذي يتصرف فيماله بشرط التصرف "السليم" ينفتح عليه أبواب الربح ، وإذا سلك طريق الخطأ يقع في مهالك الخسران . فالمتفكر إذا سلك سبيل الصواب يصير من ذوي الألباب ، وتنفتح روزنة (أي كوة أو طاقة صغيرة) من عالم الغيب في قلبه فيصير عالما كاملا عاقلا ملهما مؤيدا . [23] .

هـ) العلم اللدني أحد منازل الأولياء :

يرى " ابن عربي " ، في شرحه للمسائل الروحانية في كتاب ختم الأولياء أن للأولياء منازل ، وهذه المنازل على نوعين :

حسية ومعنوية . فمنازلهم الحسية في (الآخرة) الجنان ؛ ومنازلهم الحسية في الدنيا أحوالهم ، التي تنتج لهم خرق العوائد . فهذه منازلهم الحسية في الدارين .

وأما منازلهم المعنوية في المعارف فهي كثيرة ولكنها تنحصر في أربعة مقامات :

1- مقام العلم اللدني .
2- علم النور .
3- علم الجمع والتفرقة .
4- علم الكتابة الإلهية .

فأما العلم اللدني ، فمتعلقه الإلهيات وما يؤدي إلى تحصيلها من الرحمة الخاصة . وأما علم النور ، فظهر سلطانه في الملأ الأعلى ، قبل وجود آدم بآلاف السنين من أيام الرب . وأما علم الجمع والتفرقة فهو البحر المحيط الذي اللوح المحفوظ جزء منه [24] .

هكذا يتضح لنا المعنى الاصطلاحي لمفهوم " العلم اللدني " كما جاء عند المفسرين والصوفية وعلماء التصنيف ، وكيف يأتي ضمن أقسام العلم المختلفة ، وأنواعه المتعددة ، وطرق تحصيله ومعنى أن " العلم اللدني " أحد منازل الأولياء .

هوامش :

1- نشر مكتبة الجندي – مصر .
2- الفخر الرازي : التفسير الكبير ، دار إحياء التراث ، بيروت جـ 21 / 149 .
3- القنوجي : أبجد العلوم – الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم – دار الكتب العلمية – بيروت لبنان جـ 2 / 469 .
4- ابن عباس ، البيضاوي ، الخازن ، النسفي : كتاب مجموعة من التفاسير ، دار إحياء التراث العربي – بيروت جـ 1 / 123 .
5- القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ، دار الريان للتراث جـ 6 / 4055 .
6- تفسير ابن كثير جـ 3 / 92 ، 93 ط الحلبي ، سورة الكهف .
7- الفخر الرازي : مفاتيح الغيب جـ 21 / 149 .
8- الصابوني "محمد عليّ" : صفوة التفاسير ، دار القرآن ، بيروت ، المجلد الثاني صـ 198-199 .
9- الغزالي : المنقذ من الضلال صـ 27 ، نقلا عن د/ عبد القادر محمود : الفلسفة الصوفية في الإسلام صـ 229 .
10- الغزالي : الرسالة اللدنية صـ 122 ، ضمن القصور العوالي من رسائل الإمام الغزالي .
11- السابق ، صـ 98 – 99 .
12- الغزالي : الرسالة اللدنية ، صـ 100 .
13- الفخر الرازي : التفسير الكبير جـ 21 / 149 – 150 .
14- المرجع السابق .
15- الغزالي : الرسالة اللدنية ، صـ 106 .
16- الغزالي : إحياء علوم الدين ، جـ 3 / 18- 19 .
17- الغزالي : إحياء علوم الدين ، جـ 3 / 20 .
18- ابن عربي : فصوص الحكم ، جـ 1 / 206 .
19- عبد الرازق القاشاني : شرح فصوص الحكم لابن عربي ، صـ 412 ، نقلا عن تعليقات د/ أبو العلى عفيفي على الفصل الخامس والعشرين من فصوص الحكم ، جـ 2 / 305 .
20- الغزالي : الرسالة اللدنية ، صـ 112 ، 113 .
21- الغزالي : الرسالة اللدنية ، صـ 114 ، 115 ، 116 .
22- المرجع السابق صـ 117 ، 118 .
23 – المرجع السابق صـ 122 .
24 – الحكيم الترمذي : كتاب ختم الأولياء ، تحقيق عثمان يحيى ، المطبعة الكاثوليكية ، بيروت ، صـ 142 ، 143 . [/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 25, 2009 3:22 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm
مشاركات: 5740
تفسير البغوى

(فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة ) أي نعمة ( من عندنا وعلمناه من لدنا علما ) أي : علم الباطن إلهاما ولم يكن الخضر نبيا عند أكثر أهل العلم .


تفسير القرطبى (و نقله كلام الإمام ابن عطية)
وعلمناه من لدنا علما أي علم الغيب ، ابن عطية : كان علم الخضر علم معرفة بواطن قد أوحيت إليه ، لا تعطي ظواهر الأحكام أفعاله بحسبها ; وكان علم موسى علم الأحكام والفتيا بظاهر أقوال الناس وأفعالهم .


تفسير الأندلسي المسمى بالتفسير الكبير المسمى البحر المحيط

"والرحمة التي آتاه الله إياها هي الوحي والنبوة . وقيل : الرزق . ( وعلمناه من لدنا علما ) ، أي : من عندنا ، أي : مما يختص بنا من العلم وهو الإخبار عن الغيوب . وقرأ أبو زيد عن أبي عمرو ( من لدنا ) بتخفيف النون وهي لغة في لدن وهي الأصل .



تفسير الشوكانى فى تفسيره فتح القدير

"ثم وصفه الله سبحانه فقال : آتيناه رحمة من عندنا قيل : الرحمة هي النبوة ، وقيل : النعمة التي أنعم الله بها عليه وعلمناه من لدنا علما وهو ما علمه الله سبحانه من علم الغيب الذي استأثر به ، وفي قوله : ( من لدنا ) تفخيم لشأن ذلك العلم ، وتعظيم له . قال الزجاج : وفيما فعل موسى - وهو من جملة الأنبياء - من طلب العلم ، والرحلة في ذلك ما يدل على أنه لا ينبغي لأحد أن يترك طلب العلم وإن كان قد بلغ نهايته ، وأن يتواضع لمن هو أعلم منه ."



تفسير الإمام بن عجيبة الحسنى

يقول السيد ابن عجيبة -رضى الله عنه- في تفسير قوله تعالى: { وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا }الكهف-65، العلم اللدني : هو الذي يفيض على القلب من غير اكتساب ولا تعلم ، قال عليه الصلاة والسلام : (من عَمِلَ بِمَا عَلِمَ أَوْرَثَهُ اللهُ علمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، وذلك بعد تطهير القلب من النقائص والرذائل ، وتفرغه من العلائق والشواغل.

فإذا كمل تطهير القلب ، وانجذب إلى حضرة الرب ، فاضت عليه العلوم اللدنية ، والأسرار الربانية ، منها ما تفهمها العقول وتدخل تحت دائرة النقول ، ومنها ما لا تفهمها العقول ولا تحيط بها النقول ، بل تُسلم لأربابها ، من غير أن يقتدى بهم في أمرها.

ومنها ما تفيض عليهم في جانب علم الغيوب؛ كمواقع القدر وحدوث الكائنات المستقبلة ، ومنها ما تفيض عليهم في علوم الشرائع وأسرار الأحكام ، ومنها في أسرار الحروف وخواص الأشياء ، إلى غير ذلك من علوم الله تعالى



و بشهادة ابن القيم أيضا فى كتابه مدارج السالكين (3 / 382)

" والعلم اللدني ، ثمرة العبودية والمتابعة ، والصدق مع الله ، والإخلاص له ، وبذل الجهد في تلقي العلم من مشكاة رسوله . وكمال الإنقياد له . فيفتح له من فهم الكتاب والسنة بأمر يخصه به ، كما قال على بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ : وقد سئل " هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس ؟ فقال : لا والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة . إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه " فهذا هو العلم اللدني الحقيقي . " ا.هـ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 25, 2009 3:44 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm
مشاركات: 5740
تقسيم الإمام الشافعى للعلوم و أن هناك علم للخاصة و أخر للعامة
( الرسالة للإمام الشافعي ص 154 ) .


" العلم علمان : علم عامة لا يسع بالغا غير مغلوب على أمره جهله ( ... ) و علم خاص بما ينوب العباد من فروع الفرائض و ما يخص به من الأحكام و غيرها مما ليس فيه نص كتاب و لا في أكثره نص سنة . و إن كانت في شيء منه سنة فإنما هي من أخبار الخاصة لا أخبار العامة " .

كلام الإمام مالك عن ان العلم مسحة ملك على القلب

قال الإمام مالك : " إن الحكمة مسحة ملك على قلب العبد " .
و قال : " يقع بقلبي أن الحكمة الفقه في دين الله و أمر يدخله الله القلوب من رحمته و فضله "
( نقلا عن " الموافقات " للشاطبي ج 4 ص 61 ) .


الإمام الحسن البصرى و توضيحه ان هناك علمان , علم فى القلب و علم على اللسان

روى ابن أبي شيبة و الدارمي حديثا مرسلا بإسناد حسن عن الإمام حسن البصري قال : " العلم علمان : فعلم في القلب فذاك العلم النافع . و علم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 26, 2009 1:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 09, 2004 7:41 pm
مشاركات: 1586
جزاكم الله خيرا ً على مشاركة المعرفة

أخى الفاضل سهم النور ...
بالنسبة إلى "الرسالة اللدنية" للإمام الغزالى ، بالفعل أشار إليه الإمام فخر الرازى فى تفسيره كما تفضلت و ذكرت.
و أثناء بحثى عن الرسالة المذكورة وجدت بعض المواقع تطعن فى نسبها إلى الإمام الغزالى.
كهذا الموقع
http://www.ghazali.org/articles/not-ghazali.htm

و الأسباب التى ذكرها هى

الرسالة اللدنية : أو رسالة في بيان العلم اللدني . لم تثبت للغزالي:

1 - لم يذكرها السبكي ولا المرتضى وهذين ذكرا عدداً كبيراً من مؤلفات الغزالي.

2- يتضح من التحليل الداخلي لنص الرسالة : ان احد الأشخاص وهو صديق الغزالي على ما تقول الرسالة ، قد حاجج احد العلماء في العلم اللدني ثم ان ذلك العالم حجَّه وانكر العلم اللدني فجاء هذا الشخص الى الأمام الغزالي ليتقوى بحججه ضد ذلك العالم فقال للإمام الغزالي:

" أريد ان تذكر طرفاً من مراتب العلوم وتصحيح هذا العلم [اي اللدني] وتعزيه انت لنفسك وتقر على اثباته" ( رسائل ج3ص 58)

مما يدل على أن بعض الناس كان يحب ان ينتصر لرايه أو مذهبه فيتقوى بأسماء العلماء المشهورين أو ينسب افكاره اليهم.

3- في الرسالة احالة الى كتب لم يذكر الغزالي اسماؤها على خلاف عادته.

4 - في الرسالة احالة الى انه سيكتب في موضوعات مثل العلوم الثلاثة وشرائط التفكير....ولم يكتب الغزالي في شيء من ذلك.

5 - والرسالة تحاول ان توجد خرقاً في صفوف المسلمين باثارة الفرقة بين الفقهاء والمتصوفة، ولا يعقل ان يصدر مثل هذا التأليف عن فقيه كالإمام الغزالي الذي كان همه وحدة صفوف المسلمين ونبذ الخلافيات، كما هو واضح في كتلبه: "فيصل التفرقة" ففيه جهد كبير لتوحيد صفوف أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وإبعاد الناس عن الخوض في تكفير بعضهم البعض.

6 - وممن شك فيها من المستشرقين أسين بلاثيوس ومونتجمري واط.

7 - وأرى أن واضع هذه الرسالة هو نفسه واضع كتاب "المضنون به على غير أهله" لتشابه اللغة والمصطلح وطريقة البحث.


بالطبع ممكن يكون الكلام ده غلط.
لذا أرجو منك التوضيح إن أمكن.

و صل اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 27, 2009 9:20 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء مارس 25, 2009 2:02 pm
مشاركات: 152
اخواني بارك الله فيكم و زادكم من علمه

و لكني ما زلت اطمح في ادلة السنة ليكتمل الموضوع

جزاكم الله خيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 27, 2009 7:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
الأخ الحبيب [طلحة]

معذرة على تأخري في الرد

أخي الحبيب :

القضية موضوع التباحث في هذا الموضوع هي : العلم اللدني - تعريفه - أدلته - أقوال أهل العلم فيه .

أما عن رسالة العلم اللدني وصحة نسبتها من عدمه لحجة الإسلام الغزالي فذلك يحتاج إلى إفرادها بموضوع مستقل لبحث هذا الموضوع .

أخي الحبيب :

- النقل الذي أوردته في مشاركتي اعتمد فيه كاتبه على توثيق الإمام الرازي لنسبة هذه الرسالة للإمام الغزالي، فليس لأن الإمامين السبكي والزبيدي لم يذكراها ضمن ما ذكرا من مؤلفات للإمام الغزالي نردها ، فمن علم حجة على من لم يعلم .

- كاتب الموضوع اقتصر في نقله من هذه الرسالة على ما يفيد في توضيح وشرح العلم اللدني ولم يتعداه إلى نقل ما أشرت إليه أنت في مشاركتك من أن هذه الرسالة تحتوي على ما يسبب فرقة بين الفقهاء والمتصوفة .

- أما عن أن الإمام الغزالي في هذه الرسالة أحال إلى أنه سيكتب في موضوعات مثل العلوم الثلاثة وشرائط التفكير....ولم يكتب الغزالي في شيء من ذلك.، فأقول :

ومن أدرانا أنه لم يكتب ؟!!!

قد يكون رحمه الله قد كتب ولم يصلنا ما كتبه وفقد وضاع .

أو أن القدر لم يمهله ليكتب وتوفي إلى رحمة الله قبل ذلك .

على كل حال ما يهمنا في هذا الموضوع ، هو ما استدل به كاتبه من أقوال في هذه الرسالة ، وعند النظر إليها نجد أنها تخدم الموضوع قيد البحث ولا تتعداه إلى خلاف ذلك .

على أنه لو ثبت وأن احتوت هذه الرسالة على ما يخالف ظاهر الشريعة الغراء ، وتقررت هذه المخالفات ممن نثق في كلامه من أهل العلم ونعتبر أقواله ، فإنني أميل إلى أن للإمام الغزالي رضي الله عنه رسالة بهذا الاسم على ما أشار إلى ذلك الإمام الرازي ، بيد أن يدا عابثة قد تكون عبثت بمضمونها أو نحلت رسالة كاملة ونسبتها للإمام الغزالي انتصارا لرأي باطل ، أو تشويها وتنقيصا من قدر هذا الإمام الجليل .

هذا والله أعلى وأعلم .[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 30, 2009 6:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 09, 2004 7:41 pm
مشاركات: 1586
أخى الحبيب سهم النور
شكرا ً على الرد الهادئ و أميل إلى وجهة نظرك.

الفاضل الشاعر ، برجاء توضيح مفهوم "أدلة السنة"

و صل اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 03, 2009 4:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء مارس 25, 2009 2:02 pm
مشاركات: 152
الأخوة الأحباب جزاكم الله كل الخير على الطرح

الآن أنا أقف عند فهم مدلول العلم اللدني من القرآن الكريم بأقوال المفسرين

أود أن أتحرك خطوة للأمام نحو تأصيل هذا المعنى من احاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم

ثم إذا سمحتم لي بالتقدم خطوة أخرى من أقوال أهل العلم

و تتبعها خطوة عما إذا حدث تعارض بين ما افاده العلم اللدني و ظاهر الشرع - تماما مثلما حدث في قصة سيدنا موسى صلى الله عليه و سلم و قصة سيدنا الخضر-

فكيف يكون العمل؟

أنا أعتذر لكم عن طلباتي الكثيرة و لكنكم أهل ذلك بإذن الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 04, 2009 5:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 20, 2004 11:42 am
مشاركات: 12730
بسم الله الرحمن الرحيم

تفضل أخونا الكريم الشاعر

http://www.4shared.com/file/137509349/b ... nline.html

_________________
المواجهة النبوية الشريفة

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 18 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 63 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط