كيفية في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم من أبلغ الكيفيات وأجمع الصلوات , وقد اشتملت من صفاته الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم على أكمل الصفات : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1 ـ بعض فضائل الخمسة أهل العباء : أما سيدهم " رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ": فمبلغ العلم فيه أنه بشر * وأنه خير خلق الله كلهم لم يصل إلى ما وصل إليه صلى الله عليه وآله وسلم , من الكمال والقرب من ذي الجلال نبي مرسل , ولا ملك مقرب , وقد صرح الأئمة الأعلام كالفخر الرازي وابن حجر وغيرهما , بأن فضائل سائر الرسل والأنبياء لو اجتمعت في واحد وقوبلت بفضائله صلى الله عليه وآله وسلم , لرجحت فضائله صلى الله عليه وآله وسلم عليها , فهو أفضلهم خصوصا وعموما , وكما أنه صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الخلق على الإطلاق , فشريعته أفضل الشرائع , وأمته خير الأمم , وآله خير الآل , وأصحابه خير الأصحاب , ويجب على كل مسلم مطالعة الكتب التي ألفت في فضائله وأوصافه الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم , كالشفاء والمواهب وكتب السير , حتى يعرف منزلة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم , وما خوله الله تعالى مما تعجز عن بيان حقيقته الألسنة والأقلام , ولا يزيد إلا جدة على تقادم الليالي والأيام , ومجمل القول فيه : أنه خير خلق الله تعالى وليس فوقه إلا الله . أماتنا الله تعالى على ملته , وحشرنا في زمرته بجاهه صلى الله عليه وآله وسلم. وقد حبب لي أن أذكر هنا كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم لسيدي العارف بالله تعالى محمد بن أبى الحسن البكري الكبير رضي الله تعالى عنه , لأنها من أبلغ الكيفيات وأجمع الصلوات , وقد اشتملت من صفاته الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم على أكمل الصفات وهي: صلاة سيدي محمد البكري رضي الله تعالى عنه: " اللهم صل وسلم على نورك الأسنى , وسرك الأبهى , وحبيبك الأعلى , وصفيك الأزكى , واسطة أهل الحب , وقبلة أهل القرب , روح المشاهد الملكوتية , ولوح الأسرار القيومية , ترجمان الأزل والأبد , لسان الغيب الذي لا يحيط به أحد , صورة الحقيقة الفردانية , وحقيقة الصورة المزينة بالأنوار الرحمانية , إنسان الله المختص بالعبارة عنه , سر قابلية التهيؤ الإمكاني المتلقية منه , أحمد من حَمد وحُمد عند ربه , محمد الباطن والظاهر بتفعيل التكميل الذاتي في مراتب قربه , غاية طرفي الدورة النبوية المتصلة بالأول نظرا وإمدادا , بداية نقطة الانفعال الوجودي إرشادا وإسعادا , أمين الله على سر الألوهية المطلسم , وحفيظه على غيب اللاهوتية المكتم , من لا تدرك العقول الكاملة منه إلا مقدار ما تقوم عليها به حجته الباهرة , ولا تعرف النفوس العرشية من حقيقته إلا ما يتعرف لها به من لوامع أنواره الزاهرة , منتهى همم القدسيين وقد بدوا مما فوق عالم الطبائع , مرمى أبصار الموحدين وقد طمحت لمشاهدة السر الجامع , من لا تجلى أشعة الله لقلب إلا من مرآة سره , وهي النور المطلق , ولا تتلى مزاميره على لسان إلا برَنّات ذكره وهو الوتر الشفعي المحقق , المحكوم بالجهل على كل من ادعى معرفة الله مجردة في نفس الأمر عن نفَسه المحمدي , الفرع الحدثاني المترعرع في نمائه بما يمد به كل أصل أبدي , جنَى شجرة القدم , خلاصة نسختي الوجود والعدم , عبد الله ونعم العبد الذي به كمال الكمال , وعابد الله بالله بلا حلول ولا اتحاد ولا اتصال ولا انفصال , الداعي إلى الله على صراط مستقيم , نبي الأنبياء وممد الرسل , عليه بالذات وعليهم منه أفضل الصلاة وأشرف التسليم , يا الله يا رحمن يا رحيم , اللهم صل وسلم على جمال التجليات الاختصاصية , وجلال التدليات الاصطفائية , الباطن بك في غَيابات العز الأكبر , الظاهر بنورك في مشارق المجد الأفخر , عزيز الحضرة الصمدية , وسلطان المملكة الأحدية , عبدك من حيث أنت كما هو عبدك من حيث كافة أسمائك وصفاتك , مستوى تجلي عظمتك وعلمك ورحمتك وحكمك في جميع مخلوقاتك , من كحّلت بنور قدسك مقلته فرأى ذاتك العلية جهارا , وسترت عن كل أحد من خلقك في باطنه لك أسرارا , وفلقت بكلمة خصوصيته المحمدية بحار الجمع , ومتعت منه بمعرفتك وجمالك وخطابك القلب والبصر والسمع , وأخرت عن مقامه تأخيرا ذاتيا كل أحد , وجعلته بحكم أحديتك وتر العدد , لواء عزتك الخافق , لسان حكمتك الناطق , سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه , وشيعته ووارثيه وحزبه , ياالله يارحمن يارحيم. اللهم صل وسلم على دائرة الإحاطة العظمى , ومركز محيط الفلك الأسمى , عبدك المختص من علومك بما لم تهيء له أحدا من عبادك , سلطان ممالك العزة بك في كافة بلادك , بحر أنوارك الذي تلاطمت برياح التعين الصمداني أمواجه , قائد جيش النبوة الذي تسارعت بك إليك أفواجه , خليفتك على كافة خليقتك , أمينك على جميع بريتك , من غاية المُجِدّ المُجيد في الثناء عليه : الاعتراف بالعجز عن اكتناه صفاته , ونهاية البليغ المبالغ أن لا يصل إلى مبالغ الحمد على مكارمه وهِباته , سيدنا وسيد كل من لك عليه سيادة , محمدك الذي استوجب من الحمد بك لك إصدارَه وإيرادَه , وعلى آله الكرام , وأصحابه العظام , ووراثه الفخام , { الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى } سبعا ": أى يكرر هذه الآية تالي الصلوات سبع مرات . ثم يقول: { سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين } , ويقرأ الفاتحة , ويهديها لمنشئ هذه الصلوات , ويقول: { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم }, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وإخوانه من الأنبياء والمرسلين { والحمد لله رب العالمين } " . هذه الصلوات الشريف تلقاها صاحبها القطب الكبير سيدي محمد البكري رضي الله تعالى عنه من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , كما صرح بذلك سيدي العارف بالله السيد مصطفى البكري رضي الله تعالى عنه فى شرحه عليها , والشيخ محمد البديري القدسي فى ثبتة , وذكر لها فضلا عظيما , ومزايا جليلة , ذكرتها في كتابي " أفضل الصلوات على سيد السادات " صلى الله عليه وآله وسلمفمن شاءها فليرجع إليه وهو كتاب نفيس في بابه , جامع لغرز صيغ الصلوات على النبي صلى الله عليه وآله وسلم , لا يستغني عنه كل مسلم . ) ــــــــــــــــــــــــــ من كتاب / الشرف المؤبد / للعارف النبهاني رضي الله عنه ـــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|