ولو شاهد الأفعال الربانية في ذاته لذابت ذاته وسالت : ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( وسمعته رضي الله عنه يقول: إن الأولياء يفعلون أمورا عظيمة، سخرهم الحق سبحانه فيها حتى يتعجب المتعجب من تلك الأفعال، وإذا نظرت بعين الحقيقة وجدت الفاعل لها هو الحق سبحانه، وهم محمولون كغيرهم من المخلوقات من غير فرق. فقلت: فالأولياء رضي الله عنهم يشاهدون أفعال الحق سبحانه، وإذا كانوا مشاهدين لأفعاله تعالى فكيف يشاهدون الفعل من أنفسهم؟ أم كيف ينسبون ذلك لذواتهم؟ فقال رضي الله عنه: إن الأولياء وغيرهم ممن أكرمه الله تعالى إنما يشاهدون أفعاله تعالى في غيرهم، ولا يطيق أحد من مخلوقات الله تعالى أن يشاهد أفعاله تعالى في ذات نفسه، ولو شاهد الأفعال الربانية في ذاته لذابت ذاته وسالت، وإنما يطيق المخلوق أن يشاهد أفعال الحق سبحانه بالوسائط وفي غير ذاته، أما مباشرة في ذاته فلا يطيق، ولا يطيق أحد من مخلوقات الله تعالى أن يشاهد أفعاله تعالى في ذات نفسه، ولو شاهد الأفعال الربانية في ذاته لذابت ذاته وسالت، وإنما يطيق المخلوق أن يشاهد أفعال الحق سبحانه بالوسائط وفي غير ذاته، أما مباشرة في ذاته فلا يطيق، ولا يطيق المخلوق أن يشاهد الفاعل في ذاته، ولذا خلق تعالى الوسائط وجعل الملائكة ظروفا تظهر فيها أفعاله لئلا تذوب المخلوقات، وإنما أطاقت الملائكة لأن ذواتها أنوار صافية وليست بأجرام ترابية. واعلم أن للملائكة خصوصية في توسطهم في الفعل ليست لغيرهم، حتى إنك إذا نظرت بعد الفتح وجدتهم لا يخلو منهم مكان من أمكنة المخلوقات، فتراهم في الحجب وتحتها، وفي العرش وتحته، وفي الجنة وفي النار، وفي السماء وفي الأرض، وفي الكهوف والجبال والأودية وسائر البحار. قال رضي الله عنه: ولأجل هذا النفع الحاصل بهم في التوسط بين الخلق والحق سبحانه وجب الإيمان بهم دون غيرهم من الموجودات العظام كالحجب ونحوها، والله ورسوله أعلم. ) ـــــــــــــــــــــــــــ الإبريز / الشيخ عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه ـــــــــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|