molhma كتب:
خصوصية التي يتمتع بها نسب ال البيت دون ألأنساب الأخرى، فالإطلاق في الآية الكريمة " فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون" مقيد بنص الحديث الشريف:
{إن الأنساب تنقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وصهري} الذي يذكره كثير من المفسرين منهم الحافظ إبن كثير عند تفسيره للآية حيث يقول ما نصه: [ يخبر تعالى أنه إذا نفخ في الصور نفخة النشور ، وقام الناس من القبور " فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون" أي لا تنفع الأنساب يومئذ ولا يرثي والد لولده ولا يلوي عليه ، قال الله تعالى: (ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم) [12] أي لا يسأل القريب عن قريبه وهو يبصره ولو كان عليه من الأوزار ما قد أثقل ظهره وهو كان أعز الناس عليه في الدنيا ما التفت إليه ولا حمل عنه وزن جناح بعوضة قال الله تعالى ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ) [13]
وقال ابن مسعود : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم نادى مناد : ألا من كان له مظلمة فليجئ فليأخذ حقه - قال - فيفرح المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته وإن كان صغيرا ، ومصداق ذلك في كتاب الله والله تعالى يقول: { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } [14]
وقال الإمام أحمد حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عبد الله بن جعفر حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبد الله بن أبي رافع عن المسور - هو ابن مخرمة - رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ فاطمة بضعة مني يغيظني ما يغيظها وينشطني ما ينشطها ، وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وصهري }
وهذا الحديث له أصل في الصحيحين عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما آذاها " وقال الإمام أحمد حدثنا أبو عامر حدثنا زهير عن عبد الله بن محمد عن حمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر:
{ ما بال رجال يقولون إن رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومه ؟ بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة وإني أيها الناس فرط لكم إذا جئتم " قال رجل يا رسول الله أنا فلان بن فلان " فأقول لهم : أما النسب فقد عرفت ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى }
وقد ذكرعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من طرق متعددة عنه أنه لما تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال : أما والله ما بي إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " كل سبب ونسب فإنه منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي " رواه الطبراني و البزار الهيثم بن كليب و البيهقي والحافظ الضياء في المختارة][15] انتهى.
[12] سورة المعارج الآية (11)
[13] سورة عبس الآية (34-36)
[14] سورة المؤمنون الآية (101)
[15] تفسير ابن كثير ج 3 ص 267 ط " دار المعرفة".أنظر أيضا تفسير الطبري ج 4 ص 105 حيث يقول ما نصه
[ قال كثير من العلماء : إن قوله صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين لما باهل " ندع أبناءنا وأبناءكم " وقوله صلى الله عليه وسلم في الحسن : ( إن ابني هذا سيد ) مخصوص بالحسن والحسين أن يسميا ابني النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرهما ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي)]
اللهم صلي وسلم وبارك عليه واله