إخوانى الكرام .. تحية طيبة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أذكر لكم فى هذه المشاركة الفرق بين الشمائل و الخصائص , حتى تتضح المعانى ولا يلتبس الفهم بينهما .فأقول وبالله التوفيق ومنه العون والمدد .
أولا : الشمائل وهى جمع كلمة ( شمال ) ومعناها الطبيعة والسجية , وأما المعنى الشرعى أو الاصطلاحى فهو وصف الخلقة وهى صورة الإنسان الظاهرة , وكذلك ذكر الوصف الخلقى وهو عبارة عن الصورة الباطنة وأوصافها ومعانيها . ومثال ذلك لتقريب المعنى : أن حضرة النبى المختار المبارك صلى الله عليه وسلم كان عظيم اليدين , وكانت يده ألين من الحرير وأطيب من المسك _ كما وصفها سيدنا أنس بن مالك _ , فهذا وصف خاص بالطبيعة الخلقية الظاهرة . ثم ذكر أنه صلى الله عليه وسلم لم يضرب بيده امرأة ولاطفل ولا أحد إلا أن يقاتل فى سبيل الله , وكذلك ذكر عنه أنه كان أجود الناس , وأنه صلى الله عليه وسلم لم يرد يد سائل قط . فهذا وصف خاص بخلقه الشريف , وهذا هو الوصف الباطن , وكلاهما يعد من الشمائل .
ثانيا : الخصائص وهى جمع خصيصة وأصله خصص , والمعنى أن يفرد إنسان بعطاء دون غيره . والمعنى الاصطلاحى هو ذكر ما تفضل الله به على حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره من الخلق من عطايا وأحكام فى الدنيا وفى الآخرة .
- فمنها ما هو متعلق بذاته الشريفة : كزواجه بأكثر من أربعة نساء , وعدم وجوب ولى المرأة لمن أراد زواجها , ووجوب قيام الليل عليه , وغير ذلك .
- ومنها ماهو خاص ببركة نسبه الشريف الطاهر : كاعتبار أزواجه أمهات للمؤمنين , وأنه يضاعف لهن الأجر كما يضاعف لهن العذاب , حاشاهن ورضى الله عنهن المباركات الطاهرات , وحرمة الصدقة عليه وعلى آله , وغير ذلك .
- ومنها ما خاص ببركته فى أمته : فتكرم الأمة ببركة انتسابها إليه صلوات ربى الدائمة عليه , وتخص بعطايا إلهية , كحل الغنائم لها , وأن الأرض لها مسجد وترابها طهور , وأنها خير أمة أخرجت للناس , وغير ذلك .
وأذكر لكم الآن مجموعة من الكتب المؤلفة فى الخصائص والشمائل حتى تتم الفائدة .
- الشمايل بالنور الساطع الكامل لأبي الحسن على بن محمد بن إبراهيم الفزاري المعروف بابن المقرى الغرناطي المتوفى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة . أوله : الحمد لله الذي جعل الدنيا طريقا للآخرة الخ وهو مشتمل على أربعة اسفار وقسمه الى عشرين قسما كلها في شمائل النبي عليه الصلاة والسلام وسيره واخلاقه واوصافه
- شمائل النبي لأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري المتوفى سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة .
- شمائل النبي أو الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية لأبي عيسى محمد بن سورة الامام الترمذي المتوفى سنة تسع وسبعين ومائتين .
- شرحه الشيخ الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر المكى الهيثمي المتوفى سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة , وسماه ( أشرف الوسائل ) أوله : الحمد لله رب العالمين قال هذه عجالة علقتها لما قرئ على في رمضان سنة تسع وأربعين وتسعمائة بحرم مكة المكرمة وسميتها ( أشرف الوسائل الى فهم الشمايل ) . قال في آخره فرغت منه لثمانية عشر من رمضان سنة تسع وأربعين وتسعمائة . وكان الابتداء فيه ثالث رمضان من السنة المذكورة .
- وشرحها أيضا مصلح الدين محمد بن صلاح بن جلال اللارى المتوفى سنة تسع وسبعين وتسعمائة وهو شرح في العربي فرغ منه في رمضان سنة تسع وأربعين وتسعمائة وله شرح آخر فارسي .
- وصنف الشيخ السيوطي كتابا سماه ( زهر الخمايل على الشمايل ) .
- ولنور الدين على بن سلطان محمد القارى المتوفى سنة ست عشرة والف شرح سماه ( جمع الوسائل ) فرغ من تسويده بمكة المكرمة سنة ثمان والف .
- وهذبها الشيخ محمد بن عمر بن حمزة الأنطاكي وسماه ( تهذيب الشمايل ) حين قدم الروم واهداء الى السلطان بايزيدخان .
- وشرحها عصام الدين إبراهيم بن محمد الاسفرايني المتوفى سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة .
- وشرحها المولى محمد الحنفي وفرغ منه في جمادى الأولى سنة ست وعشرين وتسعمائة .
- وشرحها محمد عاشق بن عمر الحنفي , ذكر فيه انه رواه عن شيخه الشيخ عبد الله الأنصاري المعروف بمخدوم الملك بن شمس الدين .
- وشرحها الشيخ عبد الرؤوف المناوى وهو شرح ممزوج في مجلد أوله شمائل أهل الفضايل في الحديث والقديم الخ ذكر فيه ان من تصدى لشرحه عصام الدين الاسفرايني الشافعي وتلاه الفقيه الشهير الشهاب بن حجر الهيثمي نزيل مكة فاطال ثم شرح هو شرحا متوسطا .
- كتاب الشمائل لأبي بكر المقري الحافظ . - كتاب الأنوار في شمائل النبي المختار لأبي محمد حسين بن مسعود البغوي . رتبه على واحد ومائة باب على طريقة المحدثين بالأسانيد . - دلائل النبوة لأبي نعيم الحافظ . - ودلائل النبوة لأبي بكر البيهقي . وفيه يقول الذهبي : عليك به فإنه كله هدى ونور . - ودلائل النبوة لأبي بكر الفريابي . - ودلائل النبوة لأبي حفص بن شاهين . - وأعلام النبوه لأبي داود السجستاني . - ودلائل الرسالة لأبي المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس بن اصبغ القرطبي الحافظ . وهو في عشرة اسفار . - ودلائل الاعجاز لأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفرايني . - وكتاب الوفا في لأبي الفرج بن الجوزي , زادت أبوابه على خمسمائة في مجلدين . - وكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى لأبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي أصلا المالكي مذهبا المتوفى بمراكش سنة أربع وأربعين وخمسمائة ودفن بباب ايلان داخل المدينة .
قال العلامة الكتانى فى الرسالة المستطرفة : وفيه أحاديث – يعنى كتاب الشفا - كمال وأخرى قيل فيها انها موضوعة تبع فيها شفاء الصدور للخطيب أبي الربيع سليمان بن سبع السبتي , ولم ينصف الذهبي في قوله انهم حشو بالأحاديث الموضوعة والتأويلات الواهية الدالة على قلة نقده مما لا يحتاج قدر النبوة له . فإنه تحامل منه لا ينبغي كما واحد بل هو كتاب عظيم النفع وكثير الفائدة لم يؤلف مثله في الإسلام وقد جربت قراءته لشفاء الأمراض المزمنة وتفريج الكروب ودفع الخطوب شكر الله سعي مؤلفه وجازاه عليه بأتم جزاء واعظمه امين .انتهى
وغير ذلك يا أحبابى من كتب السيرة والمغازى , خشيت سردها لئلا أطيل , وتنظر فى كتاب الرسالة المستطرفة , وكتاب كشف الظنون , وكتاب أبجد العلوم , لمن شاء الاستزادة .
وصل اللهم وعظم وشرف وكرم مولانا رسول الله وآل بينه الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا .
|