موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: إحراق المسجد الأقصى النكسة الثانية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 18, 2004 9:20 am 
غير متصل

اشترك في: السبت يوليو 10, 2004 1:37 am
مشاركات: 136
ما زالت قضية القدس من أعقد القضايا التي يواجهها العرب في صراعهم مع العدو الإسرائيلي ، فمنذ النكبة 1948 والقدس تُسحب رويدا رويدا من ايدي العرب لتتعرض للانتهاكات والاعتداءات الإسرائلية ، والتي تمادت حتى طاولت المقدسات الإسلامية ولا سيما المسجد الأقصى الذي تعرض للإحراق في ( 21 ءاب 1969) .

بعد نكبة ( 1948) ألحقت الضفة الغربية والقدس الشرقية التي تضم الأقصى والأحياء العربية والتراثية القديمة بالأردن وأصبحت تابعة لها . أما القدس الغربية التي تقع خارج الأسوار المحيطة بالقدس الشرقية ، فهي تتكون بمجملها من الأحياء التي بناها ويقطنها اليهود .

في حرب ( 1967 ) تمكن الإسرائيليون من احتلال القدس الشرقية بأكملها ، ولم يتمهل اليهود حتى انتهاء الحرب ، بل شرعوا منذ الأيام الأولى للعدوان بأعمال الهدم والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمعالم التراثية العربية . كما بدأوا بالتخطيط للاستيلاء على الأقصى تمهيدا لهدمه وبناء ما يزعمون أنه هيكل سليمان .

وقد كشفت العديد من الوثائق أن خطة لتفجير الأقصى كان يُعَد لها خلال الحرب حيث اقترح الحاخام العسكري " شلومو غورن " تفجير الأقصى خلال العمليات الحربية بحيث لا تُلصق هذه التهمة بالإسرائيلين بحجة أن التفجير ناتج عن أعمال حربية ، هذا بالإضافة إلى إلقاء 100 كيلو غرام من التفجيرات على مسجد عمر ، إلا أن واقع الحرب لم يمكن اليهود من تنفيذ هذا المخطط .

وإن كان الأقصى قد نجا من خطة التفجير تلك ، إلا أنه تعرض لاعتداءات منظمة ومدروسة منها اقتحام الكولونيل " مردخاي غور " الأقصى بمجزرة ورفعه العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة في ( حزيران 1967) ، وتدمير قوات العدو لحي المغاربة المحاذي للمسجد بأكمله في ( تشرين الثاني 1967) .

واستمرت مثل هذه الاعتداءات حتى كانت النكسة الثانية في ( 21 ءاب 1969 ) عندما أقدم المتطرفون اليهود على إحراق المسجد الأقصى ، فامتدت النيران إلى أرجائه مما أدى إلى احراق جزء كبير من القسم الجنوبي الشرقي للمسجد ، واحتراق منبر السلطان صلاح الدين الأيوبي ، كما دمرت واجهة الأقصى الأمامية ومئذنة باب الرحمة .
ومما أكد تواطؤ الحكومة الإسرائيلية في هذا الأمر تعمد تأخير وصول سيارات إطفاء مدينة القدس ، مما اضطر الأهالي إلى محاولة إخماد الحريق بالوسائل البدائية المتاحة ، وقطعت المياه عن منطقة المسجد الأقصى أثناء الحريق ، حتى كادت النيران تأتي على كامل الأقصى لولا وصول سيارات الإطفاء من بلدتي رام الله والخليل .

لقد ادعت سلطات الاحتلال أن الحريق تم نتيجة احتكاك كهربائي وليس مفتعلا ، وحملت " شركة كهرباء القدس " مسؤلية هذا الحادث ، فأرسلت الشركة خبراءها لإجراء تحقيق حوله ، وتبين لهم بطلان مزاعم سلطات الاحتلال ، مما أدى بهذ الأخيرة إلى إلصاق التهمة بشاب استرالي أجرت له محاكمة صورية ادعت خلالها أنه مختل عقليا ، وأدخلته مستشفى للأمراض العقلية . وقد تمكث فيها فترة وجيزة أخلي سبيله بعدها وعاد إلى استراليا .
لقد هدف المتطرفون اليهود بالتواطؤ مع سلطاتهم إلى تدمير الأقصى تدميرا شاملا ليقيموا على أنقاضه هيكلهم المزعوم لذا أخذ اليهود المتطرفون وخاصة الأحزاب اليمينية المتشددة على عاتقهم إعادة بناء الهيكل المزعوم .

ولم يسلم الأقصى بعد إحراقه عام ( 1969 ) من الاعتداءات و الانتهاكات ، ففي ( كانون الثاني 1971 ) أقام المتطرفون اليهود ما يزعمونه صلاتهم داخل باحة المسجد .

وفي أيار ( 1980) تم اكتشاف كميات كبيرة من المتفجرات في إحدى المدارس اليهودية القريبة من الأقصى ، بالإضافة إلى محاولات التفجيرالمتعددة التي كان حراس المسجد يكتشفونها في الوقت المناسب ، هذا فضلا عن إطلاق النار على المصلين ، ومحاولات اقتحام المسجد من قبل متطرفين مسلحين حيث سُجلت( 45 ) محاولة في عام ( 1988 ) فقط ، و ( 63 ) محاولة ما بين عامي ( 1992 ) و ( 1993 ) ، بالاضافة إلى توزيع النشرات الداعية إلى هدم الأقصى وإعادة بناء الهيكل المزعوم .

ولعل أشهر محاولة حديثة لتقويض دعائم الأقصى هو النفق الذي حفر تحت أساساته والذي افتتح في عهد حكومة " نتنياهو " بحجة السياحة ، إلا أنه من الواضح أن هذا النفق يرمي إلى زعزعة أساسات الأقصى حتى ينهار شيئا فشيئا فلا يتحمل الصهاينة تبعة هذا الأمر على زعمهم .

لقد أثبتت سلسلة الاعتداءات على الأقصى وغيره من المقدسات الإسلامية أنها ليست من فعل اليمين المتطرف وحسب ، بل هي بتواطؤ سلطات الاحتلال على مر العقود المختلفة ، فاليهود مهما تعددت مشاريعهم ما بين شرقي وغربي ، ومهما تنوعت انتماءاتهم ما بين يمينيين متطرفين ومعتدلين ، تسيطر عليهم فكرة واحدة وهي ضرورة القضاء على كل ما هو إسلامي في فلسطين وتهويدها بحيث تعود إليهم وحدهم أرضا وتاريخا وشعبا .

ولما كان الأقصى من أبرز المعالم العربية الإسلامية الشامخة والدالة على عروبة القدس وفلسطين ، كان لا بدّ في رأيهم من هدمه واستبداله بمعلم يدل على اليهود ويرمز إلى دولتهم وهو الهيكل .

وما دامت هذه الفكرة مترسخة في مبداىء الممارسات الإسرائيلية ، سيبقى الأقصى ومعه الوجود العربي في القدس عرضة لخطر الزوال ، خاصة أن " شارون " المعروف بتطرفه لا يتورع عن القيام بأي عمل شأنه تحقيق تلك الفكرة .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 178 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط