اشترك في: الأحد ديسمبر 28, 2008 12:00 pm مشاركات: 1777
|
بحث فى أن المقام الزينبى فى مصر يخص عقيلة بنى هاشم السيدة زينب الطاهرة بنت سيدنا الإمام على كرم الله وجهه. هذا المقال منقول بتصرف يسير.
(((( والكلام هنا في خصوص تربة السيدة زينب الكبرى التي هي شقيقة الإمام الحسن و الإمام الحسين من أمهم وأبيهم والمعروفة ببطلة كربلاء. والظاهر أن تربتها في القاهرة بناء على ما أورده النسابة العبيدلي المذكور ، وهو شيخ الشرف أبو الحسين يحيى بن الحسن العقيقي ابن جعفر الحجة ابن عبد الله بن الأعرج المولود عام 214 والمتوفى 277 هـ . وهو أول من صنف من الطالبين وليس بوسع أي باحث الاستغناء عن النصوص والروايات التي أوردها العبيدلي في هذا الباب إذ ليس التاريخ إلا استنباطاً من النصوص المروية واستيعابها ثم الأخذ بأوثقها وهذا العبيدلي يعتبر أقدم واتقن النسابة وخاصة في هذا الموضوع . - وكتابه يسمى بـ ( أخبار الزينبات) جمع زينب، و من حسن التوفيق أن الأستاذ السيد قاسم المصري كان قد عثر على نسخة قديمة من الكتاب ونشره في القاهرة في عام 1333 هـ فجزاه الله خير الجزاء ، وقال : إن الأصل عنده كان بتاريخ 676 هـ وإن كاتبها الحاج محمد البلتاجي الطائفي المجاور بالحرم الشريف النبوي وأنه نقله عن الأصل بتاريخ 483 هـ مخطوط بخط السيد محمد الحسيني الواسطي الأصل المتوطن بحيدر آباد وعلى هذه الطبعة اعتمادي.
وقد أورد العبيدلي ثمانية أحاديث في ترجمة السيدة زينب أكتفي بحديثين منها :
*********** بالسند المرفوع إلى رقية بنت عقبة بن نافع الفهري قالت : كنت فيمن استقبل زينب بنت علي لما قدمت مصر لمصيبة ، فتقدم إليها مسلمة بن مخلد وعبد الله بن الحارث وأبو عمرة المزني فعزّاها مسلمة وبكى فبكت وبكى الحاضرون وقالت : « هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون » ، ثم احتملها إلى داره بالحمراء فأقامت به أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً وتوفيت وشهدت جنازتها وصلّى عليها مسلمة بن مخلد في جمع بالجامع ورجعوا بها فدفنوها بالحمراء بمخدعها من الدار بوصيتها . *********** حدثني إسماعيل بن محمد البصري عابد مصر ونزيلها قال : حدثني إسماعيل بن محمد ، قال : أخبرني الشريف أبو عبد الله القرشي قال سمعت هند تقول : توفيت زينب بنت علي عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة 62 هـ بالحمراء القصوى حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري . انتهى كلامه ، رفع مقامه . *************
ولغرض تعيين موقع الدار ولغرض تعيين موقع الدار هذه نترك الكلام للأستاذ المصري حسن قاسم في كتابه السيدة زينب الصفحة 67 فقد قال ما نصه : ( المنطقة التي يقع بها المشهد الزينبي الآن هي إحدى الحمراوات الثلاث التي عرفت في صدر الإسلام .. إلى أن قال : ـ ثم ما برحت هذه المنطقة تعرف كذلك إلى أن أفتتح المسلمون أرض مصر وابنتى بها عمرو بن العاص فسطاطه وبعد مضيّ سبعة أعوام على وفاة السيدة أعني في 69 هـ بنى عبد العزيز بن مروان بطرف من هذه المنطقة قنطرته التي أزيلت وعوض عنها بقنطرة السد وبها عرفت المنطقة ، ثم عرفت بخط قناطر السباع ) أهـ.
لمحة عن حياتها : ولدت رضى الله عتها و أرضاها في 5 / ج 1 / 6 للهجرة وسارت مع أبي الشهداء الحسين إلى مكة ثم إلى كربلاء وتوفيت في الرابع عشر من رجب سنة 62 هـ ـ 683 م وعمرها 57 عاماً . *** وكان زوجها عبد الله بن جعفر الطيار من الصحابة الأخيار وكان قد ولد في أرض الحبشة أيام الهجرة الأولى للمسلمين إليها وهو أول مولود بها في الإسلام ، روى عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) وعن أمه أسماء بنت عميس وعمّه علي بن أبي طالب وتوفي في عام 80 للهجرة ، ودفن بالبقيع ، ومن أولادها محمد الأكبر قتل بصفين ، وعون قتل بكربلاء . *** قال الأستاذ قاسم : ( ثم بعد مرور عام على وفاتها وفي نفس اليوم الذي توفيت فيه أجمع أهل مصر قاطبة وفيهم الفقراء والقراء وغير ذلك وأقاموا لها موسماً عظيماً برسم الذكرى على ما جرت به العادة ، ومن ذلك الحين لم ينقطع هذا الموسم إلى وقتنا هذا من يوم وفاتها إلى الآن وإلى ما شاء الله وهذا الموسم المذكور هو المعبر عنه بالمولد الزينبي الذي يبتدأ من أول شهر رجب من كل سنة وينتهي ليلة النصف منه وهي ليلة الختام وتحيى هذه الليالي بتلاوة آي القرآن الكريم ، والأذكار الشرعية ويكون لذلك مهرجان عظيم ويفد الناس من كلّ فج عميق إلى زيارة ضريحها الشريف ، ولذلك يقصدها النّاس بالزيارة بكثرة لا سيما في يوم الاحد وهي عادة قديمة ورثها الخلف من السلف ، والأصل في ذلك أن أفضل ما يزار فيه الولي من الأيام هو اليوم الذي توفي فيه ) ، انتهى . *** وقد استوفى البحث حول المرقد بما لا يستغني عنه الباحث المنصف .
توهمات و ردود:
[align=center]التوهم الأول :[/align] *** هناك من توهم أن صاحبة القبر المطهر في القاهرة هي زينب بنت يحيى المتوج ابن الحسن الأنور ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب عليه السلام. الحق أنه مجرد توهم ، قإن أصحاب هذا التوهم لم يقفوا على رسالة العبيدلي النسابة المعتمد في هذا الباب ، فإن العبيدلي الذي ذكر زينب الكبرى كما تقدم كذلك أيضاً ذكر في كتابه المذكور ( أخبار الزينبات ) زينب بنت يحيى المتوّج المذكور وإليك نص كلامه : ( زينب بنت يحى بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أمها أم ولد ، حدثني أبو جعفر الحسين عن محمد بن يحيى العثماني ، قال : كنت بمصر حين قدمت زينب بنت يحيى مع عمتها نفيسة بنت الحسن قال ، وسألتها كم لك في خدمة عمتك نفيسة ؟ قالت : أربعين سنة ، ماتت زينب بنت يحيى بمصر ولا عقب لها ) ، انتهى . وأما عن موضع قبرها فيقول الاستاذ قاسم المصري : ( في قرافة قريش شرقي مقام الشافعي مشهورة بالسيدة زينب بنت يحيى المتوج أخي السيدة نفيسة بنت السيد حسن المدني أمير المدينة في خلافة أبي جعفر المنصور ، دخلت مصر 193 هـ كما ذكره العبيدلي ) ، انتهى .
[align=center]التوهم الثانى : [/align] أن صاحب القبر هي زينب بنت أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد المعروف بابن الحنفية ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام . فإن العبيدلي ذكر هذه أيضاً قائلاً : ( زينب بنت أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد الحنفية بن علي بن أبي طالب ، ذكر لنا جعفر بن الحسن أنها دخلت مصر هي وأخ لها يدعى محمد في سنة 212 مائتين وإثني عشرة ، أو قال وثلاثة عشرة ) ، انتهى . وقد ذكر الأستاذ المصري ( حسن قاسم ) موضع قبرها قائلاً : ( خارج باب النصر ويعرف بمعبد السيدة زينب وهي بنت أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد الحنفية بن علي بن أبي طالب ذكر العبيدلي أنها قدمت مصر وعرف عن مشهدها المقريزي في الخطط ) ، انتهى .
( وبالجملة ) الزينبان المذكورتان هما غير زينب الكبرى وأنّهن جميعاً نزلن مصر وإن موضع تربة الزينبين المذكورتين معروفة ولا توهم أو اشتباه أو التباس لعد مطالعة رسالة العبيدلي التي تعتبر أقدم مصدر معتمد في هذا الباب.
|
|