اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6438
|
تابع مقال السيدة سكينة من كتاب المزارات المصرية للنسابة حسن قاسم :
==========================================
وروى أن رجلا سأل عبد الله بن الحسين عن أسم سكينة ، فقال أمينة ، فقال إن ابن الكلبى يقول أمينة ، فقال سل ابن الكلبى عن أمه وسلنى عن أمى - وقال المدائنى حدثنى أبو إسحاق المالكى ، قال سكينة لقب واسمها آمنة وهذا هو الصحيح -:
ثم ذكر فى ترجمة أمها الرباب ، عن الكامل لابن الأثير ، قال هى آمنة أم عبد الله الذى قتل معه ( أى مع أببيه الحسين ) وام ابنته سكينة ، وكانت قد حملت إلى الشام فيمن حمل من أهله ثم ردت إلى المدينة فخطبها الأشراف من قريش ، فقالت ما كنت لأتخذ حما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبقيت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا وقيل إنها أقامت على قبره سنة وعادت إلى المدينة فماتت أسفا عليه ( وروى ) أن امرئ القيس بن عدى الكلبى كان نصرانيا وأسلم على يد عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى خلافته فولاه عمر على من اسلم بالشام من قضاعة وخطب اليه ( على ) ابنته الرباب على ابنة الحسين ، فزوجه إياها . فولدت له عبد الله وسكينة ، وكانت من خيار النساء وأفضلهن ، وكان الحسين يحبها حبا شديدا وله فيها أشعار منها :-
لعمــــــــــــــــرك إنـــــــــــــــــنى لأحــــــب دارا==== تكــــون بهــــا سكينــــة والربــاب
فأهواهـــــا وأبـــــــــذل كل مـــــــــــــلـــــــــــى==== وليس لعـــاتب عنــدى عتـــــــاب
( أقول ) وعندى فى زواج صاحبة الترجمة بالأصبغ بن عبد العزيز بن مروان بعد زيد ( نظر ) إذا لتعارف خلاف ذلك كما سيأتى بيانه ، فان صح هذا الخبر فتكون السيدة المدفونة بمصر وصاحبة هذا المشهد الشهير ((( هى ابنــــة الحسيـن ))) لا ابنة زين العابدين .
والحاصل أن هذا الخلاف الواقع بين المؤرخين فى مثل ذلك قديم . والتفاصيل التى أوردوها ينقصها الاثبات - والزائر مثاب على كل حال حسب نيته وسعيه - ( ولما ) تكلم ابن قتيتة فى معارفه على أولاد الحسين رضى الله عنه قال : ما نصه وسكينة الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام فولدت له قرينا وله عقب ثم تزوجها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان وفارقها قبل أن يدخل بها ، ثم تزوجها زيد بن عمر وبن عثمان بن عفان ، فأمره سليمان بن عبد الملك بطلاقها ففعل وماتت بالمدينة فى خلافة هشام ( هذا ) قول ابى اليقظان ( قال ) الهيثم بن عدى حدثنى صالح بن حسان وغيره ( قال ) كانت سكينة عند عمرو بن حكيم بن حزام سثم تزوجها بعده عمرو بن عثمان بن عفان ، ثم تزوجها بعده مصعب ابن الزبير . ( وقال ) ابن الكلبى ، أول أزواج سكينة . الأصبح بن عبد العزيز أخو عمر بن عبد العزيز ثم مات عنها بمصر ولم يرها ، ثم خلف عليها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان ، ثم خلف عليها مصعب بن الزبير ثم خلف عليها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن مروان بن حزام فولدت له عثمان الذى يقال له قرين ، وكانت قد ولدت لمصعب جارية ثمخلف عليها إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف جد إبراهيم بن سعد الفقيه .
وذكر وفاتها المؤرخ جمال الدين أبو المحاسن فى النجوم الزاهرة فى وفيات سنة 117هـ قال ، وفيها توفيت سكينة ( بالرفع ) بينت الحسين بن على بن أبى طالب واسمها آمنة وأمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدى وكانت من أجمل نساء عصرها وفى درر الاصداف أن أول أزواجها عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالب فقتل عنها بالطف قبل أن يدخل بها ثم تزوجها مصعب بن عبد الله الزبيرى وفيه أيضا توفيت السيدة سكينة بمكة بيوم الخميس لخمس خلون من ربيع الأول سنة 126هـ وصلى عليها شيبة بن النطاح المقرئ ، نقله صاحب نور الأبصار ، وذكرنا فيما تقدم عن ابن خلكان وأبى المحاسن انها توفيت سنة 117هـ - ورجح ابن خلكان وفاتها بالمدينة وهذا ثول مشهور اتفق عليه فريق من المؤرخين وغيره فضعيف ينقصه الاثبات . وجمهرة المؤرخين الذين تناولوا ترجمة السيدة سكينة بنت الحسين وقع لهم من الاختلاف فى وفاتها وترتيب أزواجها اختلاف كبير لم يقع لغيرها فيما نعلم ويستظهر من ذلك والله أعلم أن لكثرة تعدد أزواجها فيى هذه الفترة اليسيرة وهى ما بين مصرع أبيها ووافاتها السبب الذى حكاه العبيدلى النسابة فى اخبار المدينة وابن الأعرج فى الثبت المصان وهو مما يرويانه عن أبيها الحسين رضى الله عنه أنه كان يقول فيها سكينة غالب عليها الاستغراق فهى لا تصلح لرجل وشاهد ذلك بين من سنى وفاة أزواجها - كما أن اختلافهم أيضا فى محل دفنها لهم فيه أوهام كثيرة وأخبر بعض المؤرخين أن ابن الأصبغ آخر أزواجها وأنه مات عنها بمصر ولم يرها ، زاد بعضهم قدومها إلى مصر وموت الأصبغ ليلة دخولها أبواب مصر والأصبغ مات قبل أبيه عبد العزيز بن مروان بيسير أى قبل سن 86هـ وهى السنة التى توفى فيها عبد العزيز المذكور ، وتواريخ وفاة أزواجها قبله قديمة يتعرفها من وقف على تراجمهم ( فأولهم ) وفاة عبد الله بن الحسين مات سنة 61هـ سثم مصعب الزبيرى توفى سنة 72هـ وآخرهم وفاة إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى .
وأما عمرو بن حكيم بن حزام وعمرو بن عثسمان والأصبغ فلم يثبت لهم زواج بالسيدة سكينة :
فعلى هذا يكون آخر أزواج السيدة إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
فذا ثبت دخول السيدة إلى مصر فتكون دخلتها فى خلافة هشام
هذه صنوف من تضارب أقوال المؤرخين أوردناها خلال هذا البحث زيادة فى التحقيق ومحصل ما استنتجناه من هذه التفاصيل يستصوب منها تحقيق دخول السيدة إلى مصر لكن ينقصها الأدلة القطعية الكافية ( وذكر ) العماد فى شذرات الذهب فى ترجمة السيدة أنها توفيت بالمدينة ( قال ) والعامة تقول بمكة بطريق العمرة .
فأنت ترى جل هؤلاء المؤرخين توقفوا فى حقيقة خبر وفاة هذه السيدة فقد تضاربت أقوالهم على وجوه شتى ولهم فى ذلك اضطرابات كثيرة .
على أنى إلى هذا اللحظة أكاد أقول إن هذا المشهد ربما قد يكون ضم جثمان هذه السيدة بلا خلاف فى ذلك ز ونسوف نستدل على ذلك بأدلة قاطعة إن شاء الله .
الشريف على محمود محمد على
|
|