حسن قاسم كتب:
( أةلا ) وجود هذه الاختلافات الكثيرة بين هؤلاء المؤرخين وهى لا تسفر عن نتيجة .
(ثانيا ) سكوت مؤرخى المدينة عن بيان محل دفنها من المدينة وعدم تعرضها لذلك أصلا كالعبيدلى وغيره .
( ثالثا) حكاية ما وقع لصاحبة الترجمة مع السيدة نفيسة بنت زيد والقصة مشهورة .
(رابعا) ما ذكر فى كتاب المزارات مؤلف الشيخ الأزهرى ( ومحصله ) أن هذه السيدة تزوجت بعد موت الأصبغ ، إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ( المتوفى بمصر سنة 95) على الصحيح ثم طلقت منه لأسباب مذكورة ( وإبراهيم المذكور ) دخوله إلى مصر مشهور ، دخلها هو وأخواه عمر وسهيل ورهط من بنى الزهرى ، ولكل منهم خطة كانت معروفة بهم قديما ومقابرهم بالقرافة مشهورة ( أحداهم تربة الشافعى ) وكانت تعرف قبل دفن الشافعى فيها بتربة بنى الزهرى ولهم مقبرة أخرى كانت مشهورة بهم قديما بالمنطقة التى تلى جهة الفتح وموضعها الآن منطقة حوش ذى النون المصرى وبعض مواضع متصلة به ، وكانت هى ومقبرة بنى المعافر متصلتين ببعضهما وبساتين عمر الزهرى بأول فسطاط مصر بالحمراء القصوى كذلك كانت معروفة وما برحت بعد موت عمر يتوارثها بنوه دهرا طويلا إلى ان كان منهم عبد الوهاب بن موسى بن عبد العزيز ابن عمر ، فاعتنى بشأنها حتى صارت من أجمل متنزهات مصر ، وبعد موته ثلاشى أمرها ولبنى الزهرى ذيل طويل بمصر ، استوطنت طائفة منهم تغر الاسكندرية وآخر أعلامهم الامام الفقية العوفى صاحب المدرسة العوفية الباقية إلى هذا التاريخ ظاهر الاسكندرية .
وذكر الأزهرى فى مؤلفه أن السيدة سكينة ر1ى الله عنها بعد أن طلقت من إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى أقامت بمصر ولم تبرحها ونقلها أحد أجواد بنى هاشم من منية الأصبغ إلى دارة وكانت بهذه الخطة التى هى موضع مزارها فظلت بها منقطعة للعبادة حتى أتاها اليقين .
وترتيب أزواجها على ما هو الصحيح ، عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالب ثسم مصعب ابن الزبير سثم عبد الله بن عثمان ثم إبراهيم الزهرى .
أما من ذكر من باقى هؤلاء فلا يصح أن يكونوا أزواجا لها للأسباب المذكورة - وفى كتاب الأغانى مؤلف أبو الفرج الأصبهانى أن أبا عذرتها عبد الله بن الحسن ثم خلفه عليها العثمانى ثم مصعب بن الزبير ثم الأصبغ - وقال عن الأصبغ إنه كان بتولى مصر فكتبت اليه سكينة إن مصر أرض وخمة فبنى لها مدينة عرفت به فبلغ عبد الملك تزوجه إياها فنفس بها عليه وكتب اليه اختر مصر أو سكينة فبعث اليه بطلاقها ولم يدخل بها وأمتعها بعشرين الف دينار . وقال المقريزى وفى هذا الخبر أوهام منها أن الأصبغ لم يل مصر وإنما كان مع أبيه عبد العزيز بن مروان .
زمنها أن الذى بناه الأصبغ لسكينة منية الأصبغ وهى ليست مدينة .
ومنها أن الأصبغ لم يطلق سكينة وإنما مات عنها قبل أن يدخل عليها وترجم للأصبغ هذا كثير من المؤرخين وقال أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفى فى كتاب الطبقات له .
ترجمة الاصبغ بن عبد العزيز
===============: أصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن عبد الحكم يكنى أبا ريان حكى عنه عبد الله بن عباد المغافرى وعون بن عبد الله وغيره ، توفى بمصر ليلة الجمعة لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة 86 قبل أبيه . فهذه الأخبار من الأوهام تثبت حقيقة دخول السيدة إلى مصر لسبب ما كان بينها وبين الأصبغ ويؤيده خبر زواجها بالزهرى لأن كليها كان بمصر وماتا بها .
والمنية المذكورة هى القرية التى عرفت قديما بالخندق بحرى مدينة القاهرة وهى الآن تبتدئ من قرية الدمرداش المنسوبة الى الشيخ دمرداش المحمدى مملوك السلطان قايتباى ورئيس صحبته التشريفية الى الجهات الممتدة غربا إلى المطرية وكان قد أقطعها له لأسباب مذكورة فعرفت به - وكانت فيما سلف لمسروح بن سندر الصحابى مولى روح بن زنباع الجذامى أقطعه إياها عمرو بن العاص فأمره أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وبعد موته اشتراها من ورثته ( الأصبغ ) لأنزال السيدة سكينة بها فلما لم يتيسر ذلك بقيت نسبتها اليه بحكم ذلك .
وأول بن بنى على مشهد السيدة سكينة المأمون البطائحى وزير الآمر بالله الفاطمى أنشألها مزارا وبنى عيه قبة بعد سنى 510 هـ . ثم تجدد بعد ذلك وفى سنة 1173 هـ ( 1760 م ) قام تبجديده الأمير عبد الرحمن كتخدا ثم حصلت فيه عمارة من طرف عباس باشا الأول وعمل على الضريح مقصورة من النحاس سنة 1266هـ وفى سنة 1322هـ أمر باعادة تجديده الخديوى عباس باشا حلمى الثانى وهو التجديد الباقى لليوم وأدخلت القبور التى كانت هناك تحت البناء وكان من بينها قبر الفقيه زين العابدين بن إبراهيم الحنفى أحد أئمة الحنفية أخذ عن العارف سليمان الخضيرى وعنه الامام عبد الوهاب الشعرانى توفى سنة 970هـ وله تصانيف منها شرح الكنز سماه الرائق فى فقه الحنفية ومن تلامذته أخوه عمر بن إبراهيم شارح الكنز أيضا توفى سنة 1005هـ ودفن إلى جانب اخيه ( وفى مقابلة السيدة سكينة ) قبر الشيخ البرماوى الذهبى الشافعى أحد علماء الأزهر متأخر الوفاة وهو داخل مقهى من مقاهى المنطقة .
وإلى لقاء مع مشهد السيدة سكينة بنت زين العابدين إن شاء الله )
الشريف على محمود محمد على
مشكور اخي على الموضوع