موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: كلاكيت تانى مرة : مقال للدفاع عن ابن تيمية بالأهرام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 30, 2009 8:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 09, 2004 7:41 pm
مشاركات: 1594
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كلاكيت تانى مرة : مقال للدفاع عن ابن تيمية بالأهرام
قبل عرض المقال على حضراتكم أستأذن بسرد بعض الملاحظات ...
1- الكاتب نفسه دافع عن ابن تيمية بمقال مشابه منذ عام تقريبا ً (أكتوبر 2008)
تجدونه فى هذا الرابط
viewtopic.php?t=3662&highlight=

2-ليس غريبا ً أن نجد من يدافع عن ابن تيمية فهم كثير ، لكن الخطورة أن يكون الدفاع من خلال الجريدة الرسمية للبلاد.

3- المقال جاء فى صفحة كاملة. و هذا يثير التساؤل ؟؟
مع العلم أن الصفحات و المواضيع الدينية لا نجدها فى أكثر من نصف صفحة فى الجريدة نفسها ، حتى فى المواسم (كرمضان و المولد و الحج).

4- الكاتب لم يترك بريده الإلكترونى (كعادة كتاب الأهرام ) حتى يتسنى التواصل معه.
و أذكر أن شيخنا -أعزه الله و أعز الدكتور محمود - أراد توضيح بعض الشبهات للكاتب فى المقال الأول العام الماضى و لم يستدل على عنوانه.

5- الكاتب استعان بـ :
أ- الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الاسلامية
ب- الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الاسلامية

6- أول ما رأيت المقال و قبل قراءته سألت الوالدة الحبيبة "عمرهم عملوا صفحة زى دى للإمام الشافعى؟!!!"

7- المقال عبارة عن مبررات و دفاع و مدح لإبن تيمية. يزيد على ذلك رمى شبهات على الصوفية و تكفير بعضهم.

أهم ما تناول المقال هو:
أ- رأى ابن تيمية فى قوله تعالى'‏ الرحمن علي العرش استوي‏'
ب- قوله في الأسماء الحسني كما جاءت فى حديث الترمذى.
جـ- اعتراض علي أطواق الرفاعية.
د- وصف البعض من الصوفية بالكفر والإلحاد كابن عربي .
هـ- تقييمه لـ‏'‏ أبي حامد الغزالي‏' و كتابه الإحياء
و- خلافه مع الفقهاء
ز- كيف كان سجنه خلوة مع القرآن

أترك حضراتكم مع المقال


http://friday.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=deen1.htm&DID=10116

ابن تيمية

‏..‏ سبعة قرون من الجدل المستمر‏!‏

تحقيق‏:‏ عمرو جمال


سبعة قرون ولا يزال الجدل مستمرا حول ابن تيمية وفتاواه‏,,‏ فما أن يذكر اسمه إلا ونجد أنفسنا أمام فريقين أحدهما يبالغ في معارضته إلي حد العداء والخصومة وتحميله مسئولية نشر الفكر المتشدد والارهاب‏,‏ والفريق الآخر يرفعه إلي عنان السماء ويجعله في مكانة تقارب منزلة صحابة النبي صلي الله عليه وسلم ويعتبرونه مجدد الدين وشيخ عصره‏.‏

هذا التناقض بين الفريقين أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب التي جعلت المتطرفين يستمدون من أقواله هذا التشدد والعنف ولماذا بقي تراثه حيا رغم الجدل المثار حوله طيلة هذه السنين ؟‏...‏ فهل الامام ابن تيمية ظالما أم مظلوما ؟

حاولنا من خلال هذا التحقيق الوصول إلي الحقيقة واستيضاح ملامح فكر هذا العالم المجتهد الذي ترك لنا تراثا ضخما من آلاف الفتاوي والمؤلفات‏,‏ وقبل استصدار أي حكم عليه ندعو مؤيديه ومعارضيه لإعادة قراءته بشمول وعقلانية‏,‏ ولسنا نهدف من وراء ذلك فقط اثبات براءة ابن تيمية أو إدانته بقدر ما يهمنا الاستفادة من تراثه العلمي والفقهي الغزير حتي لا ينفرد به أصحاب الفكر المتشدد ويسيئون فهمه وتطبيقه‏,‏ كما يعنينا معرفة مدي صلاحية هذا الامام كقدوة للمجددين والمجتهدين في عصرنا الذي نحن في أمس الحاجة فيه لظهور من يجدد لهذه الأمة دينها بفكر مستنير واجتهاد يناسب روح العصر دون الخروج عن ثوابت الدين‏.‏

مجدد الإسلام
يوجه الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الاسلامية الدعوة لمؤيدي ابن تيمية ومعارضيه لإعادة قراءته وفقه عباراته العميقة لان كلا الفريقين لم يحسن قراءة فكر هذا العالم الكبير فقد تعرض للظلم من كلا الطرفين ويقول عنه‏:‏

إن ابن تيمية يمثل‏'‏ فيلسوف السلفية‏'‏ وأبرز مجدديها فقد استطاع أن يزيل أوهاما في عقول أنصاره وخصومه أجمعين فانتصر للعقل والعقلانية‏,‏ واعتمد القياس الصحيح الشرعي والعقلي كآلية أصيلة من آليات النظر بالموازين العقلية‏,‏ واتسم بالتوازن والموضوعية في بيان تأويل ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر‏,‏ وفي قضية التكفير تصدي للمسارعة في التكفير بغير حجة ولا برهان وأوضح أن كفر المقولة لا يستلزم كفر قائلها‏,‏ كما رفض ابن تيمية تكفير المجتهد المخطئ حتي ولو كان الاجتهاد الخاطئ في المسائل العقدية‏,‏ وفتح باب الاجتهاد الصحيح وفق القرآن والسنة وأقوال بعض الصحابة‏,‏ وبهذا استطاع ابن تيمية تجديد دنيا المسلمين بتجديد الاسلام من خلال هذا المزيج المتوازن بين العقلانية والنصوص‏.‏

موازنة بين النص والعقل
الظروف التي شهدها ابن تيمية في عصره من تفشي البدع والخرافات‏,‏ وانتشار علم الكلام والمنطق‏,‏ وتسلط المذاهب المخالفة لأهل السنة والجماعة وعقائد السلف‏,‏ وجمود الفقهاء‏,‏ وانتشار التشيع‏,‏ واعتداء التتار‏,‏ وفوق ذلك كله غياب المنهج السلفي واندثاره‏,‏ كل هذه الأمور جعلت قضية ابن تيمية الأولي هي إزالة الركام عن منهج السلف القائم علي الاستدلال بآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية وليس كما يظن البعض أنه منهج السلف هو الأخذ بظاهر النصوص‏,‏ فاستوعب ابن تيمية نظريات وآراء مخالفيه ثم جعل نصوص الكتاب والسنة هي ميزانه الذي يزن به الأفكار والنظريات‏,‏ وصاغ منهجه علي ذلك فلم يضعف قولا أو ينصر رأيا علي آخر إلا بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله صلي الله عليه وسلم‏.‏

ونجح ابن تيمية في تأكيد أن الكتاب والسنة بهما عامة مسائل أصول الدين من التوحيد والنبوة والصفات والقدر وغيرها‏,‏ وأن آيات الله السمعية توافق الآيات العقلية ولا تعارض بينها‏.‏

فجمع بين اعتنائه بالنصوص‏(‏ قرآنا وسنة‏)‏ وبين احترام العقل والعقلانية‏,‏ وأكد أن النصوص الصحيحة لا تتعارض مع التفكير الصحيح وأن الحكمة أخت الشريعة‏,‏ فكلاهما مصدرهما إلهي‏.‏

وكان من أعظم مآثره كتاب درء تعارض العقل والنقل‏(9‏ مجلدات‏),‏ والذي صحح فيه المفهوم المغلوط عن السلفية وأبطل اتهامها بالسطحية والجمود‏,‏ وأظهر أن الاسلام هو دين العقل وليس النص فقط‏.‏

معركة‏'‏ الفتوي الحموية‏'‏
لم تمر علي ابن تيمية فترة من الزمن إلا ويتعرض لمحنة أو تقع بينه وبين الآخرين مخاصمة أو مناظرة حتي ختمت حياته بقلعة دمشق‏.‏ ومن أشهر المحن التي تعرض لها الامام ابن تيمية معركته مع أهل الكلام‏,‏ حيث وجهوا للشيخ سؤالا عن مذهب السلف في أسماء الله وصفاته‏,‏ وما يتعلق بالصفات الخبرية علي وجه الخصوص وكان مجال الخلاف في صفة العلو في قوله تعالي‏'‏ الرحمن علي العرش استوي‏',‏ فأجابهم ابن تيمية بما عرف بـ‏(‏ الفتوي الحموية الكبري‏)‏ مبينا إحكام الرسول صلي الله عليه وسلم لباب الإيمان بالله اعتقادا وقولا‏,‏ ثم رد علي مقولة مشهورة موجودة عند أهل الكلام وهي أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم‏,‏ وبين خطأها‏,‏ ثم وضح ما المقصود بالسلف والخلف‏,‏ مشيرا إلي أن هؤلاء الخلف هم ضرب من المتكلمين الذين كثرت أخطاؤهم في باب العلم بالله ومعرفته‏.‏ وذكر شيئا من أدلة علو الله عز وجل علي خلقه من الكتاب والسنة‏,‏ موضحا أنه لا يوجد في كلام السلف ما يخالف ظاهر هذه النصوص ومفهومها‏.‏

وحذر من الطوائف المنحرفة عن طريقة السلف موضحا أنهم ينقسمون إلي ثلاثة أقسام‏:‏ أهل التخييل‏,‏ والتأويل‏,‏ والتشبيه‏,‏ ثم ذكر أقوال السلف في تحقيق صفات الله عز وجل‏.‏

وقد اعتمد هؤلاء المتكلمون علي التأويل‏(‏ المذموم‏)‏ في تحريف آيات أسماء الله الحسني وصفاته بدعوي مخالفتها للعقل‏,‏ وهو ما اعتبره ابن تيمية مخالفا لما كان عليه سلف الأمة في قضية الأسماء والصفات‏,‏ إذ أنهم تحاكموا فيها إلي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وطوعوا لها المفاهيم العقلية ولم يثبت عن أحد منهم أنه عارض النصوص بعقله‏,‏ وعلي اثر ذلك استقر الحسد في قلوب كثير من الفقهاء فأثاروا علي ابن تيمية بعض الولاة‏,‏ ولكن التتار كانوا مستمرين في زحفهم‏,‏ ففر الولاة والفقهاء من جهاد التتار وصمد لها ابن تيمية‏.‏ ومن المصاعب التي واجهها الامام ابن تيمية ما حدث بينه وبين أبي حيان في القاهرة سنة‏700‏ هـ‏,‏ وكان أبو حيان قد استقبل شيخ الإسلام استقبالا حسنا وامتدحه بأبيات من نظمه ثم دار بينهما كلام فجري ذكر سيبويه فأغلظ ابن تيمية القول في سيبويه‏,‏ فقال‏:‏ ما كان سيبويه نبي النحو ولا كان معصوما بل أخطأ في الكتاب في ثمانين موضعا ما تفهمها أنت‏,‏ فكان ذلك سبب مقاطعته إياه وذكره في تفسيره البحر بكل سوء وكذلك في مختصره النهر‏.‏

قوله في الأسماء الحسني
قضية الأسماء الحسني وإحصائها وعدم صحة بعض الأسماء الواردة في حديث الترمذي ليست قضية حديثة كما يظن البعض بل هي من القضايا التي شغلت الكثير من العلماء‏,‏ ومن بينهم الامام ابن تيمية الذي أوضح أنه لم يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم حديث عن تعيين الأسماء الحسني‏,‏ والحديث المروي في تعيينها ضعيف وقال ابن تيمية في الفتاوي‏: (‏ فتعيينها ليس من كلام النبي صلي الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه‏),‏ ورد علي من حاول تصحيح هذا الحديث فقال‏:‏ إن هذا أمر عظيم لأنها توصل إلي الجنة فلا يفوت علي الصحابة أن يسألوه صلي الله عليه وسلم عن تعيينها‏,‏ فدل هذا علي أنها قد عينت من قبله صلي الله عليه وسلم‏.‏

وقد عرف الشيخ ابن تيمية أسماء الحسني قائلا‏: (‏ الأسماء الحسني المعروفة هي التي يدعي الله بها وهي التي جاءت في الكتاب والسنة‏,‏ وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها‏),‏ وقد استقي ابن تيمية ذلك من قوله تعالي‏: (‏ ولله الأسماء الحسني فادعوه بها‏),‏ فقوله‏(‏ هي التي يدعي بها‏)‏ مأخوذ من قوله تعالي‏: (‏ فادعوه بها‏)‏ وقوله‏: (‏ هي التي وردت في الكتاب والسنة‏)‏ مأخوذ من قوله‏: (‏ الأسماء‏)‏ فالألف واللام هنا للعهد‏,‏ فالأسماء بذلك تكون معهودة ولا معروف إلا ما نص الله عليه في كتابه أو سنة رسوله صلي الله عليه وسلم‏,‏ وقوله‏(‏ وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها‏)‏ مأخوذ من قوله تعالي‏: (‏ الحسني‏)‏ فالحسني تأنيث الأحسن‏,‏ والمعني أن أسماء الله أحسن الأسماء وأكملها‏,(‏ فما كان مسماه منقسما إلي كمال ونقص وخير وشر لم يدخل اسمه في الأسماء الحسني‏).‏

اعتراض علي أطواق الرفاعية
ومن المحن التي تعرض لها ابن تيمية ما حدث له بسبب الطائفة الأحمدية الرفاعية سنة‏705‏ هـ‏,‏ وكانوا يلبسون أطواق الحديد في أعناقهم ويدهنون بدهن خاص ثم يدخلون النار لا يحترقون‏,‏ فاشتد إنكارالشيخ ابن تيمية عليهم حتي شكوه إلي نائب السلطنة وطلبوا أن يكف الشيخ عنهم وأن يتركهم وحالهم فقال الشيخ‏:‏ هذا لا يمكن ولابد لكل أحد أن يدخل تحت الكتاب والسنة قولا وفعلا‏,‏ ومن خرج عنهما وجب الإنكار عليه‏,‏ ومن أراد منهم أن يدخل النار فليدخل أولا الحمام ويغسل جسده جيدا ثم يدخل إلي النار بعد ذلك إن كان صادقا‏,‏ ولو فرض أن أحدا من أهل البدع دخل النار بعد أن يغتسل فإن ذلك لا يدل علي صلاحه ولا علي كرامته‏,‏ بل حالة من أحوال المخالفة للشريعة إذا كان صاحبها علي السنة فما الظن بخلاف ذلك‏,‏ وانتهي الحال علي أن يخلعوا أطواق الحديد من رقابهم‏,‏ وأن من خرج عن الكتاب والسنة ضربت عنقه‏.‏

شد وجذب مع الصوفية
انتقد شيخ الإسلام ابن تيمية منهج التصوف الذي نشأ بعد ظهور ما عرف بسلطان الأولياء من غير العرب وبخاصة الفرس‏,‏ وابتعاد العبادات والأعمال عن الهدي النبوي وانقطاع الناس عن الدنيا لعبادة الله تعالي ومناجاته‏,‏ حتي انتهي الأمر بفكرة وحدة الوجود عند ابن عربي والحلول عند الحلاج‏(‏ بمعني أن الله سبحانه وتعالي قد حل في جميع أجزاء الكون‏,‏ في البحار والجبال والصخور والأشجار والإنسان والحيوان‏...‏ الخ‏,‏ أو بمعني أن المخلوق عين الخالق‏,‏ فكل الموجودات المحسوسة والمشاهدة في هذا الكون هي ذات الله تعالي وعينه‏).‏

ومع ذلك فقد أثني ابن تيمية علي بعض الصوفية ممن رأي في طريقتهم التقيد بالكتاب والسنة كـ‏'‏الجنيد‏'‏ و‏'‏ الجيلاني‏'‏ وغيرهم‏,‏ فقال ابن تيمية في أول فتوي في المجلد‏:'‏ فطائفة ذمت الصوفية والتصوف‏,‏ وقالوا إنهم مبتدعون خارجون عن السنة‏,‏ وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم‏..‏ والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله‏,‏ كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله‏,‏ ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده‏,‏ وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين‏,‏ وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ‏,‏ وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب‏

ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه‏,‏ عاص لربه‏.'‏ وتحامل علي بعض الصوفية لما رأي منهم المغالاة في تعظيم الصالحين‏,‏ ووصف البعض منهم بالكفر والإلحاد كابن عربي فقال‏:'‏ وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة‏,‏ ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم كالحلاج مثلا‏,‏ فإن أكثر مشايخ الطريق أنكروه وأخرجوه عن الطريق‏.‏ ووضع ابن تيمية ضابط التصوف الصحيح فقال‏: (‏ طريق الله لا تتم إلا بعلم وعمل يكون كلاهما موافقا الشريعة‏,‏ فالسالك طريق‏'‏ الفقر والتصوف والزهد والعبادة‏'‏ إن لم يسلك بعلم يوافق الشريعة وإلا كان ضالا عن الطريق وكان ما يفسده أكثر مما يصلحه‏

والسالك من‏'‏ الفقه والعلم والنظر والكلام‏'‏ إن لم يتابع الشريعة ويعمل بعلمه وإلا كان فاجرا ضالا عن الطريق‏,‏ فهذا هو الأصل الذي يجب اعتماده علي كل مسلم‏)).‏ ولابن تيمية مؤلفات تبين جهوده الإصلاحية في مواجهة التصوف الخاطئ‏,‏ فبين رأيه في الولاية والأولياء كما في كتابه‏(‏ الفرقان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن‏),‏ وأوضح رأيه في قضية التوسل كما في كتاب‏(‏ الاستغاثة‏),‏ ووضح الفرق بين الزيارة الشرعية والزيارة البدعية للقبور في كتابه‏(‏ الزيارة‏),‏ إذ أن ابن تيمية لم يحرم زيارة القبور علي الوجه المشروع‏,‏ بل حض عليها في حدود ما جاءت به النصوص الشرعية وأقوال أهل العلم‏.‏

وفي تقييمه لـ‏'‏ أبي حامد الغزالي‏',‏ أحد رموز التصوف في عصره‏,‏ أشار إلي أن الغزالي خلط علومه بالفلسفة وعلم الكلام‏,‏ واختار التصوف طريقا ومنهجا‏,‏ ولكنه نبه إلي انحرافات الفلاسفة وانتقد غلاة الصوفية كالحلاج‏,‏ وأبطل دعوي سقوط التكاليف عند الإباحية من المتصوفة‏.‏

وعندما سئل ابن تيمية عن إحياء علوم الدين فأجاب بأن فيه فوائد كثيرة‏,‏ لكن يشتمل علي مواد مذمومة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة‏,‏ وفيه أحاديث وآثار ضعيفة بل وموضوعة‏,‏ وفيه مع ذلك من كلام المشايخ العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة‏,‏ ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة لهذا اختلف فيه اجتهاد الناس‏.‏

خلوة مع القرآن
دخل الامام ابن تيمية السجن أكثر من مرة بسبب كثرة أعدائه من مختلف الفرق الذين تارة يعتبروه خارجا عن إجماع الفقهاء وتارة عدوا سياسيا كما حدث في عصر الملك المظفر بيبرس الذي كان تلميذا لنصر المنبجي الصوفي الذي يأخذ عن ابن عربي آراءه وأقواله‏,‏ ولكن ذلك لم يثن شيخ الاسلام ابن تيمية عن نشر العلم وهداية الناس‏,‏ فاستمر ينشر العلم حتي توجه الجيش المصري قاصدا غزو التتار‏,‏ فلما وصل معهم إلي عسقلان توجه إلي بيت المقدس ومنه إلي دمشق‏,‏ حيث عاد لنشر العلم وتصنيف الكتب والإفتاء‏,‏ ليخوض هناك آخر معاركه بعد أن أفتي الشيخ ابن تيمية في الحلف بالطلاق بعدم الإلزام‏,‏ وأنه لا يقع به طلاق‏

وفرق بينه وبين الطلاق المعلق‏,‏ وخالف ما كان عليه الأئمة الأربعة‏,‏ واستنكر الفقهاء فتوي الشيخ‏,‏ وانعقد مجلس بدار الحكم بحضرة نائب السلطة والقضاة والفقهاء فتقرر حبسه‏,‏ وفرح الشيخ بالحبس هذه المرة‏,‏ وكان يقول‏'‏ حبسي خلوة‏,‏ وقتلي شهادة‏,‏ وإخراجي من بلدي سياحة‏..',‏ واستمر في تأليف الكتب في سجنه‏,‏ حتي ورد مرسوم السلطان بإخراج ما عنده من كتب وأوراق ومحابر وأقلام ومنع منعا باتا من الكتابة‏,‏ وعكف بعدها الشيخ علي كتاب الله عز وجل‏,‏ فكان يختم كل عشرة ايام ختمه‏,‏ فختمه إحدي وثمانين ختمة انتهي في آخر ختمة عند قوله تعالي‏'‏ إن المتقين في جنات ونهر‏.‏ في مقعد صدق عند مليك مقتدر‏',‏ ثم توفي الشيخ رحمه الله ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة سنة‏728‏ هـ وكان قد بلغ السابعة والستين من عمره‏.‏

وصايا من داخل السجن
لم يستسلم الامام ابن تيمية لمنعه من الكتابة داخل سجنه فقام بإرسال رسائل إلي تلاميذه وإخوانه من داخل سجنه يحثهم فيها علي طلب العلم‏,‏ وقد كتبها بالفحم بعد مصادرة أوراقه وكتبه ومنعه من الكتابة يقول في إحدي هذه الرسائل‏:'‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏,‏ سلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏,‏ ونحن لله الحمد والشكر في نعم عظيمة تتزايد كل يوم ويجدد الله تعالي من نعمه نعما أخري‏,‏ وخروج الكتب كان من أعظم النعم فإني كنت حريصا علي خروج شيء منها لتقفوا عليه‏,‏ وبهذا يظهر ما أرسل الله به رسوله من الهدي ودين الحق‏.‏ فإن هذه المسائل كانت خفية علي أكثر الناس‏,‏ فإذا ظهرت فمن كان قصده الحق هداه الله ومن كان قصده الباطل قامت عليه حجة الله‏,‏ واستحق أن يذله الله ويخزيه‏'.‏

وفي رسالة أخري يدعو أقاربه بدمشق لنصرة الحق فيقول‏:'‏ والحق دائما في انتصار وعلو وازدياد والباطل في انخفاض وسفال ونفاد‏,‏ وقد أخضع الله رقاب الخصوم وأذلهم غاية الذل‏,‏ وطلب أكابرهم من السلم والانقياد ما يطول وصفه‏,‏ ونحن ولله الحمد قد اشترطنا عليهم في ذلك من الشروط ما فيه عز الإسلام والسنة وانقماع الباطل والبدعة‏,‏ وقد دخلوا في ذلك كله وامتنعنا‏,‏ فلم نثق لهم بقول ولا عهد‏,‏ ولم نجبهم إلي مطلوبهم‏,‏ حتي يصير المشروط معمولا والمذكور مفعولا‏,‏ ويظهر من عز الإسلام والسنة للخاصة والعامة ما يكون من الحسنات التي تمحو سيئاتهم‏.'‏

..‏ يخالف المذاهب الأربعة‏!‏
علي الرغم من أن آراء الأئمة الأربعة ليست ملزمة إلا ان لها عند الجميع منزلة عظيمة حيث يعدها البعض من ثوابت الفقه لذا فمخالفتها أمر يثير الدهشة والحذر‏,‏ كل هذا لم يمنع الامام ابن تيمية من أن يجتهد ويخالف المذاهب الأخري ـ مع احترامه وتقديره لاجتهاداتهم‏-‏ حيث يقول في فتاواه‏:'‏ إن أقوال بعض الأئمة كالفقهاء الأربعة وغيرهم ليست حجة لازمة‏,‏ ولا إجماعا باتفاق المسلمين‏,‏ بل قد ثبت أنهم نهوا الناس عن تقليدهم إذا رأوا قولا في الكتاب والسنة أقوي مما قالوا به‏,‏ بل إنهم أمروا أن يأخذوا بما دل عليه الكتاب والسنة‏'.‏

وانتقد ابن تيمية المقلدين من الفقهاء أتباع المذاهب الذين يخالفون ما صح من كتاب الله تعالي وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم تقليدا لأئمتهم‏,‏ ووجه ابن تيمية اللوم لأولئك الذين يتبعون الأقوال من غير معرفة أدلتها ووجه الحق فيها‏.‏ كما بين أن أئمة المذاهب الأربعة نهوا عن اتباع آرائهم إن كانت مخالفة لنصوص الكتاب والسنة‏,‏ كما قال الإمام مالك إمام المدينة‏: (‏ ما منا إلا ورد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر‏'‏ رسول الله‏'),‏ وأوضح الامام ابن تيمية أن من وقع منه ما يخالف الكتاب أو السنة الصحيحة من الأئمة فله أعذار عديدة قوية ترفع الملام عنه‏,‏ وأن الواجب تقديرهم وتوقيرهم والإقرار بفضلهم دون التعصب لأقوالهم‏,‏ وله في ذلك رسالة باسم‏)‏ رفع الملام عن الأئمة الأعلام‏).‏

انفراداته الفقهية
لم يكن ابن تيمية معصوما‏,‏ بل كان عالما مجتهدا له صوابه وخطؤه‏,‏ وقد رد علي أناس كثيرين ورد عليه أيضا أناس كثيرون‏,‏ وكانت له العديد من الأحكام التي استند فيها لترجيحات بعض الصحابة والتي تخالف غيره من أئمة الفقه أو المشهور من أقوالهم ومن هذه الغرائب‏:‏

*‏ القول بقصر الصلاة في كل ما يسمي سفرا‏,‏ طويلا كان أو قصيرا‏.‏
‏*‏ سجود التلاوة لا يشترط له وضوء‏,‏ وهو مذهب ابن عمر‏.‏
‏*‏ من أكل في شهر رمضان معتقدا أنه ليل فبان نهارا لا قضاء عليه‏.‏

*‏ المتمتع يكفيه سعي واحد بين الصفا والمروة‏.‏
‏*‏ جواز بيع ما يتخذ من الفضة للتحلي وغيره‏,‏ بالفضة‏.‏
‏*‏ جواز التيمم لمن خاف فوات العيد والجمعة باستعمال الماء‏.‏

*‏ توريث المسلم من الكافر الذمي‏.‏
‏*‏ جواز المسح علي النعلين والقدمين‏.‏
‏*‏ تارك الصلاة عمدا لا يجب عليه القضاء ولا يشرع له‏.‏

يرد علي المتطرفين
يعد ابن تيمية رمزا كبيرا في صياغة الذهنية الفقهية الإسلامية‏,‏ مما يجعل من الضروري البحث بدقة في أفكاره وآرائه بعيدا عن محاولات القراءة المبتسرة التي تمارسها جماعات التطرف والعنف‏,‏ خصوصا بعد أن اعتمد كثير من منظري العنف الديني الإسلامي المعاصرين علي فتاواه‏.‏ وقد رد الامام ابن تيمية بأسلوب علمي مفصل علي القائلين بأن قتال الكفار شرع لمجرد كفرهم لا بسبب مقاتلتهم للمسلمين واعتدائهم عليهم‏,‏ فقال في نص فقهي مكثف‏:'‏ وكانت سيرته صلي الله عليه وسلم‏,‏ أن كل من هادنه من الكفار لم يقاتله وهذه كتب السير والحديث والتفسير والفقه والمغازي تنطق بهذا‏,‏ وهذا متواتر من سيرته فهو لم يبدأ أحدا من الكفار بقتال‏,‏ ولو كان الله أمره أن يقتل كل كافر لكان يبتدئهم بالقتل والقتال‏'.‏

وتوجه ابن تيمية برسالة لأصحاب هذا الفكر المتطرف موضحا لهم أنه يتبع رأي جمهور الفقهاء المؤيد بالكتاب والسنة‏,‏ فإن الله سبحانه قال‏:‏ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم فقوله‏:‏

{‏ الذين يقاتلونكم‏}‏ تعليق للحكم بكونهم يقاتلوننا‏,‏ ثم قال‏:‏ ولا تعتدواوالعدوان هو مجاوزة الحد‏,‏ فدل علي أن قتال من لم يقاتلنا عدوان‏,‏ ثم قوله تعالي فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم فدل علي أنه لا تجوز الزيادة‏.‏

ويستمر ابن تيمية في رسالته مقررا أن سبب تشريع قتال الكفار ليس بسبب كفرهم وإنما بسبب عدوانهم وظلمهم للمسلمين وفتنتهم عن دينهم‏,‏ وعندما شرع في تفسير قوله تعالي وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدينيقول‏:‏ كثيرا ما يقول البعض آية السيف‏,‏ وآية السيف اسم جنس لكل آية فيها الأمر بالجهاد‏,‏ والبعض يريد بآية السيف قوله في سورة التوبة‏:‏ فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم‏,‏ولا تناقض بين الآيتين‏,‏ فالمشرك له حال لا يجوز قتاله فيها‏,‏ مثل أن يكون له أمان أو عهد‏,‏ كذلك إذا لم يكن من أهل القتال‏.‏ وأيضا قوله‏:‏ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي وهذا نص عام أننا لا نكره أحدا علي الدين‏,‏ فلو كان الكافر يقتل حتي يسلم لكان هذا أعظم الإكراه علي الدين‏,‏ وإذا قيل‏:‏ المراد بها أهل العهد‏.‏ قيل‏:‏ الآية عامة وأهل العهد قد علم أنه يجب الوفاء لهم بعهدهم فلا يكرهون علي شيء‏.‏

اتهامه بالتكفير‏..‏ باطل
ترك ابن تيمية تراثا علميا كبيرا ومتنوعا من بينها منهاج السنة النبوية‏,‏ واقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم‏,‏ والصارم المشهور علي شاتم الرسول صلي الله عليه وسلم‏,‏ والاستقامة‏(‏ مجلدان‏),‏ والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان‏,‏ والسياسة الشرعية للراعي والرعية‏,‏ والتحفة العراقية في الأعمال القلبية‏,‏ ونقض المنطق‏,‏ وأمراض القلوب وشفاؤها‏,‏ وقاعدة جليلة في التوسل والوسيلة‏,‏ ومقدمة في علم التفسير‏.‏ إلا أن أشهر آثاره العلمية التي أثارت جدلا وحصد من جرائها انتقادات واتهامات عديدة كانت‏,‏ مجموع الفتاوي‏(37‏ مجلدا‏),‏ والفتاوي الكبري‏(5‏ مجلدات‏),‏ وذلك بسبب جمود وعدم فقه المطالعين لها لحقيقة موقف الاسلام وموقف الامام ابن تيمية من القضايا التي تحتويها‏.‏

فقد رد ابن تيمية من خلال هذه الفتاوي علي من اتهموه زورا وبهتانا بأنه من التكفيريينوالتكفيري هو من يكفر من لم يكفره الله ورسوله بنصوص قاطعة‏,‏ فنهي وحذر من خطورة تكفير المخالفين والمجتهدين حتي ولو كان الاجتهاد خاطئا‏,‏ فقال لأصحاب الفكر المتطرف وكأنه يستشعر ما يحدث في عصرنا‏:'‏ وأما تكفير شخص علم إيمانه بمجرد الغلط في ذلك فعظيم‏,‏ فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم قال‏:‏ ولعن المؤمن كقتله‏,‏ ومن رمي مؤمنا بكفر فهو كقتله‏,‏ وثبت في الصحيح أن‏:‏ من قال لأخيه‏:‏ يا كافر‏,‏ فقد باء به أحدهما‏.‏

وقال‏:'‏ هذا مع أني دائما من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلي تكفير وتفسيق ومعصية‏,‏ إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية‏,‏ التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا أخري وعاصيا أخري‏,‏ وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها‏,‏ وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العلمية‏.(‏ فتاوي ابن تيمية‏3/229).‏

كيف نفهم آراءه؟
الدكتور عبد المعطي بيومي الأستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر يقول‏:‏ إن ابن تيمية علم من أعلام الاسلام ولكن يجب أن نراعي معيارين ونحن نعيد قراءته حتي نعرف قيمة هذا العالم‏,‏ الأول هو اختلاف الرؤية‏,‏ فنحن أمام عالم مجتهد يمثل عصره بكل تحدياته وبالتالي فلابد أن نفهمه في ضوء مواقفه ووفق الظروف المحيطة به وبخاصة أن الأمة وقتها كانت تعيش في حالة حرب مع التتار لذا غلب عليه فتاواه التطرق للحديث عن الجهاد‏,‏ وهذا كان أحد أهم أسباب هجومه علي الصوفية في ذلك الحين‏,‏ لانهم تركوا مواقع الجهاد وتفرغوا للعبادات والعزلة وأعمال القلوب ولم يكن هذا ما تقتضيه المرحلة‏.‏

لذا فيجب علينا الاستفادة من فقه ابن تيمية واجتهاداته ولكن مع مراعاة انتقاء ما يصلح لعصرنا كما فعل هو في عصره‏,‏ ولكن المشكلة التي ظلمنا ابن تيمية وغيره من الأئمة بسببها أننا نتعامل معهم علي أنهم النبي صلي الله عليه وسلم فنأخذ جميع ما قالوا ونعدها ثوابت ومسلمات لاتحتمل المخالفة‏.‏ أما المعيار الثاني فهو الإلمام بكامل أقوال ابن تيمية في المسألة الواحدة‏,‏ فأغلب من يقرأون لابن تيمية حتي من أنصاره لايستمرون في قراءته لآخر معلوماته في المسألة التي يتحدث فيها‏,‏ ففي مسألة الولاء والبراء علي سبيل المثال يقتصر كثيرون‏,‏ ممن يحسبون من المؤيدين لابن تيمية‏,‏ علي بداية ما تحدث عنه الامام وعليه يعلنون براءتهم من غير المسلمين علي الاطلاق‏,‏ لكنهم إذا استمروا في القراءة سيروا ان ابن تيمية أعلن التبري فقط ممن يتخذون مواقف عدائية ضد الاسلام والمسلمين‏.‏

مجتهد مذهب‏..‏
المؤسسة الدينية في مصر وعلي رأسها الأزهر الشريف يرد إليها الكثير من القضايا العامة والخاصة وتستعين لجانها الفقهية بآراء وفتاوي الفقهاء القدامي المعتبرين فهل ابن تيمية يعد إحدي هذه المرجعيات ؟ الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الاسلامية يؤكد أن الامام ابن تيمية هو أحد علماء الشريعة الكبار أصحاب الكتابات المتعددة في الفقه وأهمها‏'‏ السياسة الشرعية و‏'‏ القواعد النورانية الفقهية‏',‏ وعلي الرغم من أن آراء ابن تيمية أثارت في حياته معارضات شديدة إلا اننا كثيرا ما نعود إليها ونستمد منها الكثير من القوانين في مختلف القضايا وبخاصة في قضايا الأحوال الشخصية‏,‏ فكثير من المعاصرين الذين هاجموا آراء ابن تيمية التي كان يخالف فيها الجمهور أعادوا النظر في أقواله بعد التحقيق العلمي فوجدوا وجاهة تلك الآراء‏

مثل قضية الطلاق ثلاث مرات بلفظة واحدة‏(‏ انت طالق بالثلاثة‏),‏ حيث يعدوها الأئمة الأربعة ثلاث طلقات بينما يري ابن تيمية أنها تعادل طلقة واحدة فقط‏,‏ وكذلك الحال في الطلاق المعلق كما لو قال الرجل لزوجته‏(‏ إن فعلت كذا أنت طالق‏)‏ فيري ابن تيمية أنه إن كان بقصد التأديب لايقع وإنما يعامل معاملة اليمين وعليه كفارة حلف اليمين‏(‏ إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام‏).‏

ويوضح ان مخالفة ابن تيمية للمذاهب الأربعة لم تكن عن هوي أو للشهرة وإنما كان يبين رأيه ويدلل عليه‏,‏ ونحن نطلق علي ابن تيمية‏'‏ مجتهد مذهب‏'‏ وليس مجتهدا مطلقا‏,‏ لانه بالرغم من كونه مجتهدا فإنه لم يستقل بقواعد خاصة به وإنما كان اجتهاده في نطاق أصول وقواعد استاذه الامام أحمد بن حنبل‏,‏ علي الرغم من خلافه معه في الفروع‏.‏

لقد امتاز ابن تيمية بالفكر المستقل والجرأة في إبداء رأية حتي إن خالف جمهور العلماء وهذا ما جعل مخالفوه يشنعون عليه ويتهمونه بالتشدد والغلو ولكن الحقيقة أن آراءه لا تخرج عن الأدلة الشرعية‏,‏ وأكبر دليل علي هذا انه ضد فكرة تغيير الحاكم بالثورة عليه وضد الخروج علي الحاكم كما فعلت الخوارج‏,‏ ولكنه يفضل الموعظة والتغيير بالطرق السلمية المشروعة وهذا يتفق مع قوانين العالم العصرية‏.
إنتهى المقال

و لا حول و لا قوة إلا بالله

وصل اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم


[web]http://friday.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=deen1.htm&DID=10116[/web]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 30, 2009 9:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
الأخ الحبيب [طلحة]

خبر جميل أخي الحبيب طلحة يبعث على التفاؤل - على عكس ما قد يرى البعض -

- تكرار الدفاع عن ابن تيمية بهذا الشكل المكثف يؤكد اهتزاز أذنابه بشدة وارتعابهم من بدء تنامي تيار جديد في أوساط الأمة بدأ العمل بكثافة على إظهار قبائح ابن تيمية ودواهيه .

- لغة المقال لم تعد كما كان سائدا في الماضي - لغة تسلط واستعلاء وتقرير أمر واقع - بل اتخذت منحى الإيحاء بمنهجية البحث ومحاولة تقرير باطلهم وفق منهج علمي مزعوم .

- كثرة الهجوم على ابن تيمية بكثافة قد تكون غير ظاهرة على مستوى النخبة أكثر منها في أوساط الجماهير في مستويات أقل وهو ما بقلق أذناب ابن تيمية من تعرض مكانة ابن تيمية للاهتزاز بشدة لدى القاعدة العريضة من الجماهير .

في الروابط التالية صورة بسيطة للقيمة الحقيقية لابن تيمية

viewtopic.php?t=3401

viewtopic.php?t=3399

viewtopic.php?t=3395[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 193 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط