موقع د. محمود صبيح

هل ضايق العنوان من يقرؤه؟؟

أقول لكم الحق هذا واقع يضايقني تماما

بالأمس كنت في مجلس مع جماعة من الأحباب و كنا نتكلم حول هذه النقطة

الآن الشباب المفتقدين للروحانيات أماهم طريق من ثلاثة

فواحد منهم يقتضي أن يكون شابا مثقفا نوعا ما لأنه سيروي ظمأه بكتابات الدلالي لاما و بوذا و تمرينات التأميل و اليوجا في برامج التنمية البشرية

و ثاني غير مثقف فهذا فريسة سهلة جدا للتيار السلفي ، ما أن يصاحب واحد بلحية حتى يجد مساجدا سلفية و شرائطا سلفية و كتبا سلفية و مشايخا من السلفية و قنوات دش من السلفية

و الاخير يهديه الله لشيخ مربي يرشده للتصوف و لتزيكة القلب

واضح جدا أن البندين أولا و ثانيا في منتهى السهولة

فبرامج التنمية الذاتية منتشرة انتشارا مذهلا بحلوها و مرها
و التيار السلفي ما شاء الله و لا أمريكا بإعلامها ...و ليس هذا فقط..أي ليس فقط يقنعونك بفكرهم و لكنهم و من ضمن البضاعة التي تشتريها منهم يكفرون كل من سواهم و بالأخص طبعا الصوفية القبورية الوحشين اللي مش فاهمين و طبعا لازم يغطي على حقيقة أن السيوطي و العز و النووي و صلاح الدين و محمد الفاتح و الحصري و الشعراوي كانوا صوفية!!!!!!!

فتجد الشاب في ظمأه الروحي يتجه إما لتيار سلفي يسقيه سما بدلا من الماء
أو يتجه للتأمل الذاتي و حكم بوذا و الدلالي لاما و الله أعلم ما الذي يدس له في العسل!!!!!

وجهة نظري أن التصوف يحتاج لتحرك جديد يناسب هذا العصر

و أنا أتكلم و انا كل خجل من مجرد الطرح لهذا الفكر و كأن التصوف ينقصه أن أضيف أنا له

و لكنه نصح إذا قيل لي هذا نصح في غير محله أوافق على الفور

و نصيحتي كالتالي

كتبا و دوريات تطفي ظمأ الجانب الروحي عند الشباب في هذا الزمان العجيب

لا داعي أن تكون كل الكتابات موجهة لرد الشبهات - و هو واجب طبعا على من يقدر-

و لكن مقصدي ألا يكون الهم كله فقط الرد

و لكن أن نخاطب الشباب بمنج عملي ، نعم لا يغني عن الشيخ و لكن يجهز الشاب نوعا ما حتى إذا وجد الشيخ كان قد قطع و لو خطوة
فإن لم يكرمه الله به كان قد فعل ما يقدر عليه في الوقت الحالي

و أوضح أكثر ألا يكون الكلام من عينة التحذير فقط من أمراض القلب و خطورتها

و لكن توضيح و لو خطوة واحدة عملية لبدء تنقية القلب من تلك الأمراض

كيف يتجنب الكبر ، العجب ، الحقد، الكذب ، الغضب...............؟؟

منهج عملي يخاطبه

نبين له كثافة التراث الصوفي الموجه للنفس

الأنفس السبعة
الترقي في الوصول إلى الله

كيف يعالج المشايخ تلك الأمراض

وجهة نظري ألا نشغل باله بما لا يحتاجه

أي أن الشاب الذي يشتري كتابا صوفيا لا يجد فيه حربا صوفية وهابية و لكن يجد جوابا لحيرته

يجد يدا ممدودة له تعينه و تفتح له على الأقل مداركه لوجود بعد آخر للدين يحتاج لتنميته

هذا هو رأيي و الله أعلم