موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سيدتنا الرباب ووفائها لمولانا الحسين رضي الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 11:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 14, 2004 9:28 pm
مشاركات: 174
مكان: ***( حضن سيدنا النبي)***
[font=Arial]بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله الأطهار، سفن النجاة، الذي من تمسك بهم نجا، كذا الصلاة والسلام على صحابته الغر الميامين، لاسيما أسيادنا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وعن الصحابة أجمعين؛ ثم أما بعد:

كثيراً ما نسمع كلمة (( الوفاء )) وكثيراً ماتروى القصص والروايات في (( الوفاء )) ولكن ليس كل وفاء مثل الآخر .. فوفاء الحبيب لحبيبة يكون ذا طابعٍ آخر ، له أثره في النفوس ، حيث أن هذا النوع من (( الوفاء )) عزيز في كل الأزمنة ، وهذا يعود لان الناس يتبعون مصالحهم وإلا لما ذكر (( الوفاء )) وقد ذكرت هذه الكلمة قي كتاب الله العزيز قال الله تعالى : [الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ] وقال تعالى :[يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ].

والوفاء هي صفة ضد الغدر ضد الخيانة ضذ النكث بالعهود ، وقد ذكر الادباء أساطير الاولين في وجود (( الخل الوفي )) ولكن هذه المرة أقف أمام أنثى نقضت هذا المعنى وجعلته يذهب أدراج الرياح ، وكأنها تحاكي قول إبراهيم ناجي والذي أتى بعد عصرها بقرون كثيرة وهو يقول : ـ


يرى صورة الجرح طي ... الفؤاد مازال ملتهبا محرقا

ويأبي الوفاء عليه إندمالا .. ويأبي التذكر أن يشفقا


لن أطيل سادتي في التمهيد لمن أريد أن أذكر (( وفاءها )) والذي قد يكون تناساها البعض بسبب أو من غير السبب فالبحث في الأدب العربي قد يكون ممل لدى البعض ، ولكنه ليس ممل لمن يريد أن يغنم الدرر من سير النبلاء ، الدرر من سير العظماء ..

هي فعلاً إمرأة عظيمة ، أصيلة بأصالة العروبة التي تنتمي لها ، فليس غريب عليها فهي سيدتنا الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي أحد سادة قبيلة بني كلب القضاعية، أتى ابوها إلى المدينة في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان نصرانياً وأعلن إسلامه ، فأحب سيدي الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أخلاق هذا الرجل الكريم المحتد فخطب منه إبنته الرباب لسيدي الامام الحسين رضي الله عنه . ـ

تزوج سيدي الحسين عليه السلام هذه المرأة الكريمة ابنة الكرام ، ذات الحسن والجمال والأدب والفضل ، وقد أحبها حباً شديداً ، و هي كذلك أحبت ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حباً لايوصف وكيف لا تحبه وهو من هو ، وقد أنجب منها السيدة سكينة رضي الله عنها وعبدالله .. ويبرهن سيدي الحسين عن حبه لزوجته حين بدارها فيقول : ـ


لَعَمرِكَ إنَّني لأُحِبُّ دَاراً.. تِحِلُّ بِها سُكينة والربَابُ

أُحبُّهُمَا وأبذل جُلَّ مَالِـي ..وَليس لِلائِمِي فيها عِتابُ

وَلَستُ لَهُم وإن عَتَبُوا مُطِيعاً.. حَياتِي أو يُعَلِّينِي الترَابُ


دارت الايام ، وأستهشد سيدي أبا عبدالله الحسين في واقعة كربلاء بعد ان إنتصر على الظلم والبغي ، فقدم درساً للناس اجمع ، في الحرية والكرامة ونبذ الظلم والجور والتي ضحى بروحه وروح أبناءه وأبناء أخيه في سبيلها ، فهو أبو الأحرار رضي الله عنه.

خرجت سيدتنا الرباب مع من خرج مع الامام الحسين من أهل بيته .. فاستشهد أمامها يا له من منظر، أعز الناس وأحبهم لقلبها يقتل وهي تراه ... وترى رأسه الشريف عليه السلام وتأخذه وتقبله ياله من حب .. وتقول في الحبيب الماضي إلى جنان الخلد :


واحُسَيناً فَلا نسيتُ حُسيناً.. أَقْصَدَتْهُ أَسِنَّةُ الأعدَاءِ

غَادَرُوهُ بِكربلاءَ صَريعاً .. لا سَقَى اللهُ جَانِبَيْ كَربلاءِ

ولم تكتفي بذلك بل قالت فيه أبيات ترثيه رضي الله عنه وأرضاه : ـ

إنَّ الذي كَان نوراً يُستَضَاءُ .. بِهِ بِكَربلاءَ قتيلٌ غَير مَدفونِ

سِبطَ النَّبي جزاكَ اللهُ صالحةً .. عَنَّا وجُنِّبتَ خُسرَانَ المَوازينِ

قد كنتَ لِي جَبَلاً صعباً ألوذُ بِهِ .. وكنتَ تَصحبُنَا بالرَّحمِ والدِّينِ

مَن لِليتَامَـى وَمَن للسَّائلينَ ومن .. يُغنِي ويُؤوِي إِليهِ كُلَّ مِسكينِ

واللهِ لا أبتغِي صِهراً بِصِهْرِكُمُ .. حتَّى أُغَيَّبُ بين الرَّملِ والطينِ


وعاشت سيدتنا الرباب بقية عمرها حزينة على فراق زوجها و أحب الناس إليها الإمام الحسين عليه السلام ، حتى قضت نحبها وأنتقلت إلى الرفيق الاعلى .. وقد سارع إلى خطبتها علية القوم وسراهم ولكنها قالت تلك الكلمات التي خلدت في كتب (( الوفاء)) وأسفاره .. قالت رضي الله عنها : ما كنت لأتخذ حَمْواً بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فو الله لا يؤويني ورجلاً بعد الحسين سقفٌّ أبداً . ـ

هذه الكلمات كتبها أخي الحبيب السيد رضا بن عبدالقادر بن أحمد مشهور الحداد العلوي الحسيني، من أرض الحجاز وقد استأذنته في نشرها فأذن جزاه الله خيرا ..

نسالكم الدعاء
[/font]

_________________
بئس الانام ثلاثة و إمامهم ذاك الخبيث الأحمق الحراني
تلميذه ابن القيم النزِق الذي ذم الكرام بقوله البهتــان
وخليفة الاثنين ناشر كفرهم ذَنَّبٌ يسمى ناصر الألبانــي


***(اللهم اجعلني من المهتدين واجعلني سببًا لمن إهتدى )***


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 65 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط