موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 23 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تركة وميراث حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 07, 2010 6:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله
أجمعين ... وبعد

السلام عليكم أخوانى الكرام ورحمة الله وبركاته

من المعلوم أن الإنسان إذا أحب أنسانا .. وشغله .. فإنك تجده يتلمس أخبار محبوبه .. فى عموم حياته .. وفى خصوصها .. كيف يمشى .. كيف يتكلم .. من أحبابه .. وهكذا ..

حتى يصير المحب كأنه من أهل وخاصة محبوبه ... فإذا ماترك المحبوب أشياء كأنها ميراث .. سارع المحب إلى السؤال عنها حتى يكون له منها حظ .

وهذا موضوع – عساه أن يكون جديدا فى الموقع المبارك – عن ميراث وتركة سيدنا ومولانا حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وهذا الميراث نوعان :

- ميراث العلم النبوى الشريف ... وهذا دائم لاينقطع أبدا .

- وميراث من المتاع الدنيوى .. مثل المخلفات النبوية الشريفة والدواب وغير ذلك .

أما عن النوع الأول .. فقد أخرج أصحاب السنن – واللفظ لأبى داود (2/341) – بإسناد صحيح , وذكره البخارى تعليقا فى صحيحه – كتاب العلم – (1/37 ) باب العلم قبل القول والعمل ,
عن كثير بن قيس قال :
كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال : يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ما جئت لحاجة قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة , وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم , وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء , وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب , وإن العلماء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما , ورثوا العلم , فمن أخذه أخذ بحظ وافر " .

ويقول قائل ... وهل عرض على سيدى ومولاى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ميراث مادى من أعراض الدنيا ؟ وماذا كان رده الشربف ؟

والجواب .. نعم .. وتعال واسمع ماورد فى ذلك من الأحاديث ..
عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عرض علي ربي عز وجل ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا ، فقلت : لا يا رب ، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما ، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك ، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك » . أخرجه الترمذي (4/575 ) وقال : هذا حديث حسن .

وعن أبي مويهبة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل فقال :

« يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع ، فانطلق معي » فانطلقت معه . قال : فلما وقف بين أظهرهم قال :

« السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس ، لو تعملون ما نجاكم الله منه , أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى » ثم أقبل علي فقال :

« يا أبا مويهبة إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا ، والخلد فيها ثم الجنة ، خيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة » قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة قال :
« لا والله يا أبا مويهبة ، لقد اخترت لقاء ربي والجنة
» .
ثم استغفر لأهل البقيع , ثم انصرف فبدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبضه الله فيه حين أصبح .

أخرجه الإمام أحمد (3/489) والدارمي (1/50) والطبرانى فى المعجم الكبير (17/279)

ويتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 13, 2010 6:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله
أجمعين ... وبعد

أستكمل مع حضراتكم مابدأناه ... وأقول :

تلك مجموعة أحاديث توضح لنا أن الهمة العلية لحضرة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشغله الشاغل كان .. ربه تبارك وتعالى .

وتعلمنا من حضرته صلى الله عليه وآله وسلم أن الزاهد لا يعد زاهدا بحق ... حتى يملك الدنيا أو شيئا منها .. ثم يعرض عنها بقلبه .. فقالوا .. لا زهد حقيقى إلا مع تملك .. كما لا عفو إلا مع قدرة على إنفاذ العقوبة .

عن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال : انطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيناه ، فأنخنا بالباب , وما في الأرض أبغض إلينا من رجل نلج عليه ، فما خرجنا حتى ما في الناس أحب إلينا من رجل دخلنا عليه قال : فقال قائل منا : يا رسول الله , ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان ، فضحك ثم قال « فلعل لصاحبكم عند الله عز وجل أفضل من ملك سليمان ، إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبيا قط إلا أعطاه دعوة , فمنهم من أخذ بها دنيا فأعطيها ، ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها ، وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها شفاعة لأمتي »

أخرجه ابن أبي شيبة فى المصنف (7/432) , ومن طريقه ابن أبى عاصم فى الآحاد والمثاني (4/443) والحاكم فى المستدرك (1/217) وغيرهم .

ويتبع بمشيئة الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 13, 2010 6:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346

وعن عقبة بن عامر :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم فصلي على أهل أحد صلاته على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر ، فقال :

« إني فرط لكم ، وأنا شهيد عليكم ، والله إني لأنظر إلى حوضي الآن ، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض ، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها »

أخرجه البخاري (5/124) ومسلم (11/415) .

ومعنى ( فرط لكم ) سابقكم لأهيئ لكم طيب المنزل والمقام .

فانظروا أحبابى الكرام ... حتى سبق حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى الجنة – مع رفيع قدره – تضمن رفقه بأمته والحرص عليها ... صلى الله عليك وسلم يا أحن وأرحم خلق الله .. يسبق أمته إلى الجنة .. لماذا ؟؟

ليمهد لهم ... فقال ( إني فرط لكم ) .. ومن قبل ذلك ( فرطكم على الحوض ) .

اللهم لا تحرمنا من رسول الله وآل بيته .. لا فى الدنيا .. ولا فى القبر .. ولا فى الحشر .. ولا بعد الحشر .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 14, 2010 9:39 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 28, 2008 12:00 pm
مشاركات: 1776
[align=center]اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين
يا رب العالمين
مدد يا سيدى يا حبيبى يا رسول الله
[/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 19, 2010 7:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346

عن عروة ، عن عائشة ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول « ما من نبي يمرض إلا خير

بين الدنيا والآخرة » فلما كان في مرضه الذي قبض فيه أخذته بحة شديدة سمعته يقول « ( مع

الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ) »

قالت : فعلمت أنه يـُخيّر .

__________
البحة : الخشونة والغلظة في الصوت


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 18, 2010 2:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله
أجمعين ... وبعد

ليست التركة ... مال ومتاع .. وجاه .. ولكن أعظم من ذلك .. تعفف .. وأدب لم تر البشرية مثله أبدا .

- عن ابن أبي ليلى ، عن علي قال :
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي (1) ، فقال علي لفاطمة عليهم السلام : قد مددت في سقي الماء حتى قرح صدري ، فقالت فاطمة : وأنا والله قد طحنت حتى قرحت (2) يداي ، فقال لها : فاذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسليه خادما يخدمنا من السبي الذي أتي به من الخمس , فذهبت فقال لها : « ما جاء بك يا بنية ؟ » فاستحيت أن تسأله ، ورجعت فأخبرته , فأتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره علي الخبر ، وسألاه الخادم ، فقال : « ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ تسبحان الله إذا أويتما إلى فراشكما ثلاثا وثلاثين ، وتحمدانه ثلاثا وثلاثين ، وتكبرانه أربعا وثلاثين ، فذلك خير لكما من خادم »

حديث صحيح متفق عليه , أخرجه البخاري (12/41) ومسلم (13/259) .
__________
(1) السبي : الأسرى
(2) قَرِح : جُرِح وتغير جلده


يتبع بمشيئة الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 18, 2010 3:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346

ووجه آخر من أوجه التربية النبوية الشريفة .. مع سيدة نساء العالمين .. ووالله تلك هى التركة والميراث الحق .

- عن ابن عمر :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج كان آخر عهده فاطمة عليهما السلام ، فإذا رجع كان أول عهده بفاطمة عليهما السلام ، فلما رجع من غزوة تبوك وقد اشترت مقينعة ، فصبغتها بزعفران (1) ، وألقت على بابها سترا ، أو ألقت في بيتها بساطا (2) ، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم رجع فأتى المسجد ، فقعد فيه ، فأرسلت إلى بلال فقالت : اذهب فانظر ما رده عن بابي ؟ , فأتاه فأخبره فقال ( إني رأيتها صنعت ثمة كذا وكذا ) فأتاها فأخبرها ، فهتكت الستر وكل شيء أحدثته ، وألقت ما عليها ، ولبست أطمارها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فجاء حتى دخل عليها فقال : (كذلك كوني فداك أبي وأمي ) .

أخرجه حماد بن إسحاق فى تركة النبى صلى الله عليه وآله وسلم – واللفظ له - , وأصله فى صحيح البخاري (9/77) وسنن أبي داود (11/197) ومسند أحمد (10/33) .
__________
(1) الزعفران : نوع من الطيب يستخدم أيضا في الصباغة
(2) البساط : نوع من الفرش ينسج من الصوف ونحوه



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 23, 2010 5:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346

وفى لفظ آخر عن ابن عمر :

أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى منزل فاطمة عليها السلام فرجع ولم يدخل ، وجاء علي عليه السلام فذكرت ذلك له ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال « إني رأيت على بابها سترا ومالي وللدنيا »

قال : وكان الستر موشيا (1)

قال : فذكر ذلك علي لفاطمة عليهما السلام , فقالت : يأمرني بما أحب ، فذكر ذلك علي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال « ابعثوا به إلى آل فلان فإن بهم إليه حاجة » .
__________
(1) موشيا : مزخرفا منقوشا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 23, 2010 5:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346

وروى هذا الحديث عن ثوبان ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر كان آخر عهده من أهله فاطمة عليها السلام ، وأول من يدخل عليها إذا قدم .

فقدم من غزاة (1) ، وقد علقت مسحا (2) ، أو سترا على بابها ، وحلت الحسن والحسين عليهما السلام قلبين من فضة فقبض ولم يدخل ، فظنت أنما منعه أن يدخل ما رأى ، فهتكت الستر ، وفككت القلبين عن الصبيين فبكيا ، وقطعته بينهما ، فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما يبكيان فأخذهما منهما فقال :

« يا ثوبان اذهب بهذا إلى فلان ، أو إلى أبي فلان - قال : أهل بيت بالمدينة - إن هؤلاء أهل بيتي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا ، يا ثوبان اشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين (3) من عاج (4) » .

أخرجه أبو داود (11/281) .
__________
(1) الغزاة : الغزوة ، من الغزو وهو الخروج إلى محاربة العدو
(2) المسح : كساء غليظ من الشعر
(3) السّوار : من الحُلِىِّ معروفٌ ، وكل ما يلبس حول المعصم
(4) العاج : ناب الفيل


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 01, 2010 7:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346

ومن أجزاء التركة والميراث النبوى ... الزهادة فى الدنيا ... ودرس فى تحمل الجوع .

أخرج الحاكم فى المستدرك (20/57) واللفظ له , والإمام أحمد فى مسنده (32/191) وغيرهما
عن داود بن أبي هند ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، حدثني طلحة النضري قال :

كان الرجل منا إذا قدم المدينة نزل الصفة ، وإن كان له بها عريف نزل على عريفه ، وإن لم يكن له بها عريف نزل الصفة ، فقدمت المدينة ولم يكن لي بها عريف ، فنزلت الصفة ، وكان يجيء علينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم مد من تمر بين اثنين ، ويكسونا الخنف (1) ، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض صلوات النهار ، فلما سلم ناداه أهل الصفة يمينا وشمالا : يا رسول الله ، أحرق بطوننا التمر وتخرقت (2) عنا الخنف ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منبره فصعد فحمد الله وأثنى عليه ، ثم ذكر شدة ما لقي من قومه حتى قال :

« ولقد أتي علي وعلى صاحبي – يعنى أبا بكر - بضع عشرة ما لي وله طعام إلا البرير (3) » - قال داود : فقلت لأبي حرب : وأي شيء البرير ؟ قال : طعام سوء ثمر الأراك - « فقدمنا على إخواننا هؤلاء من الأنصار وعظيم طعامهم التمر , فواسونا فيه ، ووالله لو أجد لكم الخبز واللحم لأشبعتكم منه , ولكن عسى أن تدركوا زمانا أو من أدركه منكم يغدى (4) ويراح عليكم بالجفان (5) ، وتلبسون مثل أستار الكعبة » .

قال داود : قال لي أبو حرب : يا داود وهل تدري ما كان أستار الكعبة يومئذ ؟ قلت : لا ، قال : ثياب بيض كان تؤتى بها من اليمن .

قال داود : فحدثت بهذا الحديث الحسن بن الحسن ، فقال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« أنتم اليوم خير منكم يومئذ ، أنتم اليوم إخوان بنعمة الله ، وأنتم يومئذ أعداء يضرب بعضكم رقاب بعض » .

قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .
__________
(1) الخُنُف : جمْعُ خَنِيف، وهو نَوْعٌ غَلِيظٌ من أرْدَأ الكَتَّان
(2) تخرق : بلي وتقطع
(3) البرير : ثمر الأراك إذا اسود وفسد
(4) يغدى عليه : يطاف عليه في وقت الصباح الباكر
(5) الجفان : جمع جفنة وهي القصعة أو البئر الصغيرة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 11, 2010 1:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : قالت عائشة رضي الله عنها :

لقد كنا نبقى شهرا ما نوقد نارا ، وما معنا من الطعام ما يأكله ذو كبد , قلت : يا أم المؤمنين ما كنتم تأكلون ؟

قالت : كان لنا جيران من الأنصار - جزاهم الله خيرا - لهم غنيمة ، وكانوا يرسلون إلينا - تعني اللبن - فقال لها رجل من الأنصار : ولا مصباح ؟

قالت : لو كان لنا ما نصطبح به أكلناه .

أخرجه حماد بن إسحاق فى تركة النبى صلى الله عليه وسلم (1/24) واللفظ له , وأخرجه
الإمام أحمد فى مسنده بنحوه عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ :

يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ الْوَفْرَةِ وَدُونَ الْجُمَّةِ , وَايْمُ اللَّهِ يَا ابْنَ أُخْتِي إِنْ كَانَ لَيَمُرُّ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْرُ مَا يُوقَدُ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَارٍ إِلَّا أَنْ يَكُونَ اللُّحَيْمُ , وَمَا هُوَ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ الْمَاءُ وَالتَّمْرُ .

إِلَّا أَنَّ حَوْلَنَا أَهْلَ دُورٍ مِنْ الْأَنْصَارِ - جَزَاهُمْ اللَّهُ خَيْرًا فِي الْحَدِيثِ وَالْقَدِيمِ - فَكُلُّ يَوْمٍ يَبْعَثُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَزِيرَةِ شَاتِهِمْ يَعْنِي فَيَنَالُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ اللَّبَنِ .

وَلَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا فِي رَفِّي مِنْ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا قَرِيبٌ مِنْ شَطْرِ شَعِيرٍ فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ لَا يَفْنَى , فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ , فَلَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ كِلْتُهُ .
وَايْمُ اللَّهِ لَأَنْ كَانَ ضِجَاعُهُ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ .

صلى الله عليك وآلك وسلم ياسيدى يارسول الله .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 11, 2010 1:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346

وعن أم المؤمنين السيدة عائشة قالت :

والذي ذهب بنفسه ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا (1) من خبز البر (2) حتى قبض صلى الله عليه وسلم .

أخرجه البخاري (17/30) ومسلم (14/223) .
__________
(1) تباعا : متوالية
(2) البر : القمح


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: الزهد غير المال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 14, 2010 11:56 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 04, 2010 4:00 pm
مشاركات: 8
[size=18]ماذكر في هذا الموضوع جيد ولكنه خلط بين زهد النبي صلى الله عليه وآله وبين غناه فالثابت أن الله قد جعل سهما كبيرا في مال المسلمين للرسول خاصة كسهم خمس الغنائم وكل الأنفال وقد امتد مال النبي ليشمل أهل بيته في قوله تعالى "وأتي ذا القربى حقه" فوهب النبي فدك وهي من خالص مال النبي لبنته فاطمة الزهراء.
أما عن زهد النبي فهو مما لا شك فيه وأن النبي كان يستخذم ماله وكذا أهل بيته في سبيل الله. وهذا أمر يعود لهم لا لغيرهم.

وشكرا
[/size]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 15, 2010 1:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله
أجمعين ... وبعد

الأخ الفاضل / توفيق حسين .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على المشاركة ... ولكن اسمح لى باستدراك على كلامك .

أولا .. بفضل الله تعالى .. ليس هناك خلط بين زهد حضرة سيدى ومولاى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وبين غناه – على حد قولك - .
وذلك لأن هذا الموضوع اسمه (ميراث وتركة سيدنا ومولانا حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) .

وقد صدر العبد الفقير بالكلام على هذا الاسم .. بأن قلت :

(( وهذا الميراث نوعان :
- ميراث العلم النبوى الشريف ... وهذا دائم لاينقطع أبدا .
- وميراث من المتاع الدنيوى .. مثل المخلفات النبوية الشريفة والدواب وغير ذلك .

أما عن النوع الأول .. فقد أخرج أصحاب السنن – واللفظ لأبى داود (2/341) – بإسناد صحيح , وذكره البخارى تعليقا فى صحيحه – كتاب العلم – (1/37 ) باب العلم قبل القول والعمل عن كثير بن قيس قال :
كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال : يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئت لحاجة قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة , وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم , وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء , وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب, وإن العلماء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما , ورثوا العلم , فمن أخذه أخذ بحظ وافر " .
ويقول قائل ... وهل عرض على سيدى ومولاى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ميراث مادى من أعراض الدنيا ؟ وماذا كان رده الشربف ؟
والجواب .. نعم .. وتعال واسمع ماورد فى ذلك من الأحاديث

عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عرض علي ربي عز وجل ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا ، فقلت : لا يا رب ، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما ، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك ، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك " أخرجه الترمذي (4/575 ) وقال : هذا حديث حسن.
وعن أبي مويهبة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل فقال :" يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع ، فانطلق معي " فانطلقت معه . قال : فلما وقف بين أظهرهم قال :

" السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس ، لو تعملون ما نجاكم الله منه , أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى"
ثم أقبل علي فقال:
" يا أبا مويهبة إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا ، والخلد فيها ثم الجنة ، خيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة " قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة قال:
" لا والله يا أبا مويهبة ، لقد اخترت لقاء ربي والجنة" , ثم استغفر لأهل البقيع , ثم انصرف فبدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبضه الله فيه حين أصبح.
أخرجه الإمام أحمد (3/489) والدارمي (1/50) والطبرانى فى المعجم الكبير (17/279)

وثانيا ... لى توجيه لكلمة ( غناه ) التى ذكرتها مقابل كلمة ( زهده ) .

فما من مخلوق غنى بربه .. أغنى من حضرة سيدى ومولاى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. بربه عز وجل .. فإن كان هذا مقصودك من كلمة ( الغنى ) فبها ونعمت .. وهو حق لا ريب فيه .

وأما إن كان المقصود .. كثرة المال والعرض والذهب والفضة .. فهذا لا أعرفه .. ولم أجد الأحاديث التى أوردتها بخصوص حاله الشريفة .. من طعام وشراب ومتاع .. تدل على وجود هذا الغنى .

أما مسألة خمس المغنم .. والأنفال .. وفدك .. فذلك لا يعدو أن يكون رزقا مخصوصا لسيدنا رسول الله ... كما قال حضرته ( وجعل رزقى تحت ظل رمحى ) أخرجه البخارى تعليقا عن ابن عمر , وأخرجه مسندا الإمام أحمد وغيره .

وليس فيه دلالة فهم على الغنى .. بالمعنى الثانى .. والله أعلم

وعلى فكرة .. هذا الموضوع – أعنى تركة وميراث حضرة سيدى ومولاى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – لم ينته فيه الكلام بعد .

وجزاك الله خيرا .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 16, 2010 1:12 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 09, 2004 7:41 pm
مشاركات: 1591
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أستأذن شيخنا مريد الحق بالمشاركة فى هذا الموضوع و إيضاح نقطتين للأخ توفيق حسين ...
النقطة الأولى
تذكرة ً لى و له و لنا جميعا ً بالحديث الذى رواه ابن حبان:
"صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فلما رقي عتبة قال آمين ثم رقي عتبة أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين ثم قال أتاني جبريل فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قلت آمين قال ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله قلت آمين فقال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل آمين فقلت آمين "

بالإضافة إلى تعليق الأخ الفاضل ذا النون فى هذا الرابط قائلا "بدايه أخونا الكريم يجب التوضيح أنه عندما يذكر أسم أحد الصحابة الكرام فيجب الترضى عنه أو ذكر كلمة سيدنا قبل النطق بإسمه الشريف .."
viewtopic.php?t=5274&highlight=

النقطة الثانية
ذكر شيخنا بعض الأحاديث التى لم تدع مجالاً للخلط بين زهد النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و إلى ما غير ذلك.
منها حديث طلب السيدة فاطمة و سيدنا على عليهم السلام من الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام خادما ً يخدمهم ، فقد بوب الإمام البخارى رضى الله عنه هذا الحديث تحت عنوان جميل و هو:
باب: الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمساكين، وإيثار النبي صلى الله عليه وسلم أهل الصفة والأرامل، حن سألته فاطمة وشكت إليه الطحن والرحى: أن يخدمها من السبي، فوكلها إلى الله.

و صل اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 23 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 44 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط