بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين ... وبعد
السلام عليكم أخوانى الكرام ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أن الإنسان إذا أحب أنسانا .. وشغله .. فإنك تجده يتلمس أخبار محبوبه .. فى عموم حياته .. وفى خصوصها .. كيف يمشى .. كيف يتكلم .. من أحبابه .. وهكذا ..
حتى يصير المحب كأنه من أهل وخاصة محبوبه ... فإذا ماترك المحبوب أشياء كأنها ميراث .. سارع المحب إلى السؤال عنها حتى يكون له منها حظ .
وهذا موضوع – عساه أن يكون جديدا فى الموقع المبارك – عن ميراث وتركة سيدنا ومولانا حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وهذا الميراث نوعان :
- ميراث العلم النبوى الشريف ... وهذا دائم لاينقطع أبدا .
- وميراث من المتاع الدنيوى .. مثل المخلفات النبوية الشريفة والدواب وغير ذلك .
أما عن النوع الأول .. فقد أخرج أصحاب السنن – واللفظ لأبى داود (2/341) – بإسناد صحيح , وذكره البخارى تعليقا فى صحيحه – كتاب العلم – (1/37 ) باب العلم قبل القول والعمل , عن كثير بن قيس قال : كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال : يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ما جئت لحاجة قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة , وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم , وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء , وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب , وإن العلماء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما , ورثوا العلم , فمن أخذه أخذ بحظ وافر " .
ويقول قائل ... وهل عرض على سيدى ومولاى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ميراث مادى من أعراض الدنيا ؟ وماذا كان رده الشربف ؟
والجواب .. نعم .. وتعال واسمع ماورد فى ذلك من الأحاديث .. عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عرض علي ربي عز وجل ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا ، فقلت : لا يا رب ، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما ، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك ، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك » . أخرجه الترمذي (4/575 ) وقال : هذا حديث حسن .
وعن أبي مويهبة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل فقال :
« يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع ، فانطلق معي » فانطلقت معه . قال : فلما وقف بين أظهرهم قال :
« السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس ، لو تعملون ما نجاكم الله منه , أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى » ثم أقبل علي فقال :
« يا أبا مويهبة إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا ، والخلد فيها ثم الجنة ، خيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة » قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة قال : « لا والله يا أبا مويهبة ، لقد اخترت لقاء ربي والجنة » . ثم استغفر لأهل البقيع , ثم انصرف فبدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبضه الله فيه حين أصبح .
أخرجه الإمام أحمد (3/489) والدارمي (1/50) والطبرانى فى المعجم الكبير (17/279)
ويتبع بمشيئة الله تعالى
|