اشترك في: الاثنين ديسمبر 20, 2004 11:42 am مشاركات: 12928
|
بسم الله الرحمن الرحيم
من كتاب حسن المحاضرة فى أخبار ملوك مصر والقاهرة
للإمام جلال الدين السيوطى
ذكر من ملك مصر بعد الطوفان قال ابن عبد الحكم: أنبأنا عثمان بن صالح، أخبرنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس العتباني، عن حنش بن عبد الله الصنعاني، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: كان لنوح عليه الصلاة والسلام أربعة من الولد: سام، وحام، ويافث، ويحطون. وإن نوحا رغب لله، وسأله أن يرزقه الإجابة في ولده وذريته حتى يتكاملوا بالنماء والبركة، فودعه ذلك، فنادى نوح ولده، وهم نيام عند السحر، فنادى ساما، فأجباه يسعى، وصاح سام في ولده فلم يجبه أحد منهم إلا ابنه أرفخشد، فانطلق به معه حتى أتياه، فوضع نوح يمينه على سام، وشماله على أرفخشد، وسأل الله أن يبارك في سام أفضل البركة، وأن يجعل الملك والنبوة في ولد أرفخشد. ثم نادى حاما فتلفت يمينا وشمالا ولم يجبه، ولم يقم إليه ولا أحد من أولاده، فدعا الله نوح أن يجعل ولده أذلاء، وأن يجعلهم عبيدا لولد سام. قال: وكان مصر بن بيصر بن حام نائما إلى جنب جده حام، فلما سمع دعاء نوح على جده وولده، قام يسعى إلى نوح فقال: يا جدي، قد أجبتك إذ لم يجبك أبي، ولا أحد من ولده، فاجعل لي دعوة من دعوتك. ففرح نوح، فوضع يده على رأسه، وقال: اللهم إنه قد أجاب دعوتي؛ فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة، التي هي أم البلاد، وغوث العباد، التي نهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات، وسخر له ولولده الأرض وذللها لهم، وقوهم عليها.
_________________ المواجهة النبوية الشريفة 
|
|