بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
قال الشيخ محيى الدين ابن العربى الحاتمى فى كتابه الفتوحات المكية (7/5) – السفر ( 33 ) – الباب ( 558 ) – حضرة الشفاء .
( فقول ابراهيم الخليل (وإذا مرضت) نهاية , وقوله (يشفين) بداية , وقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا شفاء إلا شفاؤك) نهاية النهاية فهي أتم , والإتيان بالأمرين أولى وأعم , فجمع الله الأمرين لمحمد صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه كما صليت على ابراهيم الذي أمرنا الله أن نتبع ملته لتقدمه فيها , لا لأنه أحق فيها من محمد صلى الله عليه وسلم
فللزمان حكم التقدم لا في المرتبة , كالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم , الذي كان من حكمة الله تعالى أنه أعطاها أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علياً بحسب أعمارهم
وكل لها أهل في وقت أهلية الذي قبله
ولا بد من ولاية كل واحد منهم وخلع المتأخر لو تقدم
لا بد منه حتى يلي من لا بد له عند الله في سابق علمه من الولاية
فرتب الله الخلافة ترتيب الزمان للأعمار حتى لا يقع خلع مع الاستحقاق في كل واحد من متقدم ومتأخر , وما علم الصحابة ذلك إلا بالموت .
ومع البيان الإلهي فبقي أهل الأهواء في خوضهم يلعبون مع إبانة الصبح لذي عينين بلسان وشفتين .
نسأل الله العصمة من الأهواء , وهذه كلها أشفية إلهية تزيل من المستعمل لها أمراض التعصب
وحمية الجاهلية , والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ) . انتهى النقل
|