اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6442
|
كهف السودان كانت هذه الزاوية قبل أن تؤول للبكتاشية – كهفا يعرف بكهف السودان نسبة لطائفة من السودان كانوا يوصفون بالصلاح ويتسمون بسمات التقديس والبركة وكان عددهم حوالى اثنى عشر نفرا أدركوا زمن المعز الفاطمى وصدرا من زمن العزيز وقد تخلفت منهم بقية بقيت إلى عهد المستنصر الفاطمى . وأستحدث هذا الكهف فى أواسط القرن الرابع الهجرى فى آخر حكم الأخشيديين ، وكان أبو الحسن على بن عبد الله الفقاعى أحد العلماء الأعلاء إذ أتاه آت يسأله الدعاء – يرسله اليهم – قال ابن الزيات فى الكواكب 0 وروى عنه أيضا أن بعض أصحابه أصابه وجع فى ركبتيه فجاء إليه وقال : يا شيخ أسألك الدعاء لى فى ذلك فقال له امض إلى الجبل المقطم فأنك تجد أثنى عشر رجلا من الصالحين فسأل أحدهم الدعاء يدعو لك – قال فمضيت إليه فرأيت رجلا قائما يصلى فجلست حتى فرغ فسلمت عليه وشكوت إليه ما أجد من وجع وسألته الدعاء فوضع يده على ركبتى فوجدت العافية من ساعتى – ثم قال من ذلك على فقلت الشيخ أبو الحسن الفقاعى فقال لى إذا وصلت إليه سلم عليه وقل له أنت باق على شهوتك فجئت إليه وأخبرته بذلك فبكى بكاء شديد وقال والله لو علمت أنه يقول لك ذلك ما دللتك عليه فقلت له يا سيدى عرفنى ما السبب فقال قم إلى حالك فقلت والله ما أقوم حتى تعرفنى فقال لى هؤلاء كانوا اثنى عشر يعبدون الله فى ذلك المكان كانوا كل ليلة تنزل لكل واحد منهم مائدة عليها أثنى عشر رغيفا وحوتــــــــــــــــــا فجلست معهم حتى جاءت نوبتى فقالوا قم فقمت ودعوت الله تعالى وقلت إلهى لا تفضحنى بين هؤلاء القوم فلم أشعر إلا وقد وضع بين يدى مائدة وعليها ثلاثة عشر رغيفا وحوتا فقلت فى نفسى لو كان معها قليل من الملح تذهب به حلاوة السمك وإذا بالملح قد وضع على المائدة فجئت بالمائدة إليهم ووضعها بين أيديهم فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا لى من أين هذا الملح فقلت أنا سببه فقالوا هل أشتهيته أم جاء بلا شهوة فقلت لهم وأنا كالفرحان أنا اشتهيته فقالوا نحن فى هذا المكان لا نشتهى شهوة وانت تتعرض وتشتهى فلا يصحبنا صاحب شهوة فتركتهم ومضيت وها أنا أبكى على ما وقع منى – وقد ذكرنا هذه العبارة دون تصرف وبلا تمحيص – للدلالة على معرفة هؤلاء السودان الذى نسب إليهم هذا الكهف وفى أى عصر كانوا ، وفى أى عصر أحدث هذا الكهف لأن المقريزى حينما ترجم له فى خططه لم يتعرض لذلك وسكت عليه وستمر معنا عبارته بنصها – حتى إن ابن الزيات نفسه أتى بصيغة التضعيف ذكره له ص 014
|
|