موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
خمسة موضوعات عن الصوفية فى المصرى اليوم https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=5627 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | ذا النون [ الاثنين مايو 17, 2010 12:35 pm ] |
عنوان المشاركة: | خمسة موضوعات عن الصوفية فى المصرى اليوم |
الطرق الصوفية: مواطنون على «طريق النور» أعد الملف أسامة المهدى ومى سعيد ١٧/ ٥/ ٢٠١٠ عالم فريد مغلق على «أصحاب المعرفة والحقيقة» يضم ١٥ مليون مواطن، حسب المجلس الأعلى للطرق الصوفية.. رجال ونساء وأطفال فى ٧٧ طريقة صوفية معترف بها يقيمون علاقات خاصة مع السماء، علاقات ينظمها «دستور العارفين» وتجمعها «الألفة» مع «الولى» والارتباط بـ«الضريح» وأصحابه، وإخفاء «الكرامات» وأملهم الوحيد الوصول إلى «طريق النور». فى هذا المجتمع الذى ظل ساكنا منذ قرون ثمة تغيرات تحدث، شباب من «مواليد الإنترنت» يبدأون إنشاء منظومة صوفية جديدة تلغى قاعدة «الطاعة العمياء» من المريد لشيخه، ليبدأ النقاش داخل المجتمع الصوفى. يعيش هذا المجتمع حاليا حالة من الغليان، بدأت مع تولى عبدالهادى القصبى رئاسة المجلس الأعلى للطرق الصوفية، لتتطور بعد ذلك لمواجهات واحتكاكات مع أجهزة الدولة، خاصة بعد قرار وزارة الصحة تقليص عدد حضور مولد السيدة زينب، خوفا من انتشار أنفلونزا الخنازير، ونهاية بقرار وزير الأوقاف منع «حلقات الذكر» فى المساجد، لأسباب أمنية. فى هذا الملف ترصد «المصرى اليوم» كواليس مجتمع الصوفية من الداخل، وتبحث مع «المريدين» عن خريطة «العشق الإلهى». فى الملف أيضا الوجه الآخر للتصوف، نساء يشاركن فى المشهد الصوفى العام ويحلمن بـ«الأمان» من «الولى» مباشرة، وأضرحة تمثل البنية التحتية للتصوف لا تجد من ينقذها من مياه الصرف الصحى وعدم اكتراث المواطنين. http://www.almasry-alyoum.com/article2. ... sueID=1773 |
الكاتب: | ذا النون [ الاثنين مايو 17, 2010 12:39 pm ] |
عنوان المشاركة: | |
دستور «العارفين»: الحب ذخيرتى.. والذكر وسيلتى.. والجنة هدفى ١٧/ ٥/ ٢٠١٠ «ده حب كبير لأسيادنا.. وفرحة دايمة فى قلوبنا.. فرحة صعب تعرفها لو قلبك مش طاهر».. هذه هى العبارة الأساسية التى يرددها باستمرار مريدو الطرق الصوفية.. عبارة تبدو بسيطة وسلسة، حتى يبدأ الصوفى فى شرح المعانى ويغرق بك فى «عالم الباطن». الحب عند المتصوفة «حب خالص لذات الله وصفاته، لا يجد معه فى القلب شريكا بالحب ولا شريكا من الحب، ولا شريكا للحب.. فهو الله الأحق بالحب كله، فهو الحب، والحبيب لذاته وصفاته وبذاته وصفاته» كما تنص أدبيات التصوف من السهروردى وحتى ابن عربى. والحب عند الصوفية «نعمة يعرفها المختارون من الحبيب» وكى يعرف الصوفى أنه «مختار» عليه بثلاثة يعتبرها المتصوفة أساسيات لتطهير القلب. الأولى المواظبة على «الذكر» لشهور وربما سنين طويلة، والثانية «إنكار الدنيا وتطهير القلوب بالذكر»، وفى تلك المرحلة يبتعد المتصوف عن كل ما يعطل رياضته الروحية، فهو يعتبر «الحضرة» وسيلته إلى «بساط القرب»، ويعتبر نفسه «خادما للطريقة» منفذا لأوامر الشيخ مهما كانت ودون نقاش أو غضب، فالشيخ ليس مفتيا فى أمور الدنيا فقط لكنه «مرشد روحى» أيضا. أما ثالث الرياضات الروحية فهو الكتمان، وهى مرحلة يقول المتصوفة إن أبناء الطرق يصلون إليها عبر رياضات روحية شاقة، وهى مرحلة يبدأ فيها ظهور «كرامات شخصية» للزاهد، وهنا يكون الاختبار الأكثر قسوة، فعلى «صاحب الكرامة» إخفاؤها عن العيون خشية «فتنة العوام»، وفى الوقت نفسه عليه أن يرى الكرامة «منة من المنان» وليست نتيجة لعمل متواصل فى «الخلوة». فى عالم الصوفية يبتعد الصوفى عن «الدنيا وما فيها» ويعيش متوحدا مع الذكر. بهدوء يحكى مجدى سيد، أحد مريدى الطرق الصوفية، عن رحلة تصوفه قائلا: «هنا عرفت الحب الحق، وهو حب الله ورسوله وآل بيته، فحب آل البيت عند الصوفية فرحة، حيث يجد المرء نفسه مرتبطا بأحد أحفاد رسول الله»، يضيف مجدى: «التصوف يجعلك تشعر فى أعماقك بفرحة اقترابك من الجنة، سكون وطمأنينة شديدة تجعل المرء متشوقا للقاء الحبيب»، عرف مجدى الصوفية عبر صديقه فى الجامعة «كان متصوفا وكان يخفى ذلك عنى لمدة ٣ سنوات زاملته فيها، حتى دلنى على الطريق، فذهبت لأستكشف حتى وجدت نفسى أنجذب إلى طريق العارفين». «هل يكره أحد أن أحب آل البيت.. هل تمانع إذا قلت لك إنى أحب أحد أحفاد رسول الله عليه الصلاة والسلام، خاصة أن الرسول أوصى بأهل بيته وعترته؟».. هكذا بدأ لطفى عطية حديثه مدافعا عن التصوف وانتسابه لإحدى الطرق الصوفية . يضيف عطية: «ولدت صوفيا فى بيت تربى على حب الله ورسوله وآل بيته، فى برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ، حيث نشأت، تعلمت كيف أجلهم وأعطيهم حقهم، علمنى أهلى أن التصوف طريق العارفين إلى الجنة، ومن ثماره حب آل البيت، فهم أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وفى قريتى دعانى أحد مشايخ الطرق الصوفية، حيث كنت مواظبا على حلقات الذكر، وأصبحت أحد دعاة الطريقة بالقرية ودعوتنا هى حب الله ورسوله وتبجيل آل البيت». يتابع المريد: «مدد مدد لأسيادنا.. إنت مش عارف انك لو حبيت آل البيت تكسب حب الرسول فى الآخرة».. هكذا وبلهجته النوبية بدأ عبدالفتاح ميريد يحكى قصته مع التصوف من أمام أحد الأضرحة بالدراسة: «دى نعمة واللى مش عاجبه حبنا ليهم يبقى يورينا وشه يوم لقاء الرسول فى الآخرة». ويضيف: «فيه ناس بتشكك فى حب آل البيت وبتكفرنا لأننا بنحبهم.. الناس دى لازم تعرف إن حب آل البيت هو اللى باقى للمسلمين، ولو راح قولوا علينا يا رحمان يا رحيم». بعيدا عن عبدالفتاح وعشقه الإلهى، يعطى أيمن مثالا آخر على المتصوفة الآن. أيمن شاب ميسور الحال تخرج فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة واتخذ طريقه على درب التصوف بمجرد النظر: «دراستى فى الجامعة الأمريكية وتخرجى فيها عمره ما يمنعنى من حب آل البيت، وده كان طريقى للتصوف، كنت بسمع كلامهم وأفهمه، وبحس إنى فى أمان، وعايش بجد فى الدنيا ومطمن فى الآخرة». يضيف أيمن: «بدأت رحلتى مع التصوف بزيارة لمسجد السيدة زينب فى مولدها، هناك تعرفت على بعض المريدين فى حلقة ذكر داخل المسجد.. لفت انتباهى إخلاصهم فى الذكر»، عرف أيمن بعد ذلك أن الذكر ليس مقصودا بحد ذاته عند المتصوفة، فهو «وسيلة لتطهير القلوب بأسماء الله» كما يقولون فى جلسات الحضرة. واظب أيمن على حضور حلقات الذكر، حتى أصبح التصوف جزءاً من حياته اليومية. http://www.almasry-alyoum.com/article2. ... sueID=1773 |
الكاتب: | ذا النون [ الاثنين مايو 17, 2010 12:43 pm ] |
عنوان المشاركة: | |
الوجه الآخر للضريح: البنية التحتية للتصوف تتآكل ١٧/ ٥/ ٢٠١٠ ظل الضريح مكانا شبه مقدس بالنسبة للمصريين جميعا حتى وقت قريب. ففيه يرقد الولى، وإليه تتجه الشكاوى والمظالم والدعوات. كان هذا هو البروتوكول المصرى المتبع دائما مع ضريح أو مقام الشيخ. أما الآن فالوضع تغير، و«الحى» ليس فقط «أبقى من الميت» لكنه يتجاهله أيضا. ظلت الأضرحة والمقامات تمثل البنية التحتية للتصوف فى مصر، فمنها يستمد المتصوف «شرعية البركة» وفيها يقيم الصوفيون حلقات الذكر. فى القاهرة يعوم مسجد السيدة رقية بنت على بن أبى طالب الذى يحوى ضريحها فى المياة الجوفية التى أدت لتآكل جدران المسجد، وقلصت عدد المريدين الذين أتوا من أجل البركة وخرجوا من المكان مشبعين بالمياه والطحالب والروائح الكريهة. على بعد أمتار من السيدة رقية تحاصر نفس المياه مقامى سيدى على الجعفرى، والسيدة عاتكة. المياه التى لا تجد من ينهى تسربها تسببت فى إنهاء حالة القدسية والاحترام التى كان مثلث رقية – على – عاتكة يتمتع به، فوسط تجاهل من مسؤولى الحى ووزارة الأوقاف ظلت المياة الجوفية تتسرب لتأكل جدران وأعمدة الأماكن الأثرية. وفى السيدة زينب تحول أحد المقامات الموجود أمام موقف النقل العام إلى محطة انتظار سيارات «السرفيس»، وحين تسأل عن صاحب المقام بعد زوال أغلب معالمه وتحوله إلى «فرشة تابعه لمقهى مجاور» يرد عليك القهوجى قائلا: «تلاقيه حد كويس علشان كده عملواله مقام». وحين تنتقل بين تلك الأضرحة المجهولة تجد ضريحاً بلا أسم أمام مسجد الظاهر بيبرس وبالقرب من مسجد سيدى عواض، هذا المكان تحول لمركز لتجارة الخضروات والفطير. فى زفتى بمحافظة الغربية لا تجد أثراً لضريح المغازى الشهير الذى حاصرته المدافن داخل مسجده ليدخل ضمن توسيع ليختفى تحت المسجد فيقول حسن عبدالعزيز، وكيل الضريح، اختفى المقام وصاحبه عمدا بفعل جماعات متشددة حاربت لمنع بناء مسجد يضم الضريح. أما فى برج البرلس بكفر الشيخ تحول مقام الشيخ عيسى وهو أحد الأولياء المشهورين بالمحافظة، فتحول لحائط يفصل بين مدرستى بنين وبنات تابعتين للأزهر الشريف. يرصد الداعية الصوفى أيمن محمود ظاهرة إهمال الأضرحة فيقول: «منذ ظهور الجماعات المتشددة والأمر يسير من سيئ إلى أسوأ خاصة مع إهمال الإدارات المتعاقبة هذه المقامات، فبعضها يسبح فى مياة الصرف الصحى، ومقامات أخرى تغرق فى المياه الجوفية» ويضيف أيمن: «يبدو أن الجماعات والتيارات السلفية والوهابية تريد أن تمنع حب المصريين للأولياء وآل البيت.. فما يحدث تدهور مرعب حتى لفكرة كون هذا المكان قبرا لأحد الأولياء». أما «جبرتى» الأضرحة والمقامات كما اشتهر بين مشايخ الطرق الصوفية لرئاسته لجنة الأضرحة والمقامات، الشيخ على الخضيرى فيقول: «فين مكان وقيمة الضريح، أغلبها ضاع دلوقتى بعد ما كانت محفوظة ومصانة من زوارها ومريديها، لكن الجماعات السلفية شغالة دعاوى وفتن وفتاوى وعندهم دلوقتى قنوات فضائية بيقولوا فيها كل اللى عايزينه». http://www.almasry-alyoum.com/article2. ... sueID=1773 |
الكاتب: | ذا النون [ الاثنين مايو 17, 2010 12:45 pm ] |
عنوان المشاركة: | |
نساء فى «مقام الولى»: الجنة ليست للرجال فقط ١٧/ ٥/ ٢٠١٠ يبدو وضع المرأة فى عالم التصوف فريدا من نوعه، ففى الوقت الذى تمنعها فيه «التقاليد والشرائع» من الحصول على مكانة «تنظيمية» فى «الهرم الصوفى» رسميا وشعبيا، فإن أبواباً خلفية تفتح لأجلها دائما على «حضرة النور» حيث لا تفرقة بين ذكر وأنثى. المتصوفات أمر ليس جديدا على الطرق الصوفية، فهناك المثال الأكثر شهرة، السيدة رابعة العدوية. تقول عطيات محمد (٦٠ عاما): «أزور الحسين بحثا عن الأمان، ففى مقامات أهل البيت والولاية وأبناء البردة ندرك أى قيمة تركنا، ونعرف أن مصدر السعادة دائما هناك». الحاجة عطيات التى تواظب على زيارة «أولياء الله الصالحين» ترى عطيات أن دعواتها فى الحسين «مقبولة باذن الله» فهى كما تقول طريقها إلى الجنة حيث لا فرق بين ذكر وأنثى. لا تختلف حسنية عبدالعظيم (٤٥ سنة) عن الحاجة عطيات، فهى أيضا من المريدين، توضح: «أنا مش حافظة أوى لكن فيه حديث بيقول إذا ضاقت بكم الصدور زوروا القبور، ودى حاجة زى كده، وانا بحب أروح السيدة نفيسة وسيدنا الحسين طبعا.. هناك بحس إنى قريبة أكثتر وبدعى ربنا بكل شىء ييجى فى بالى وببقى حاسه إنى أقرب من أى مكان تانى». أما أسماء «٢٥سنة» التى تعمل مدرسة فتقول إنها تحب زيارة آل البيت كنوع من التعبير عن حبها لهم، فتقول: لأنهم من نسل الرسول، وتوافقها فى الرأى شادية عبدالله، خريجة كلية الدراسات العربية والإسلامية «كفاية إن اللى مش بيصلى عليهم لا تقبل صلاته، وزيارتهم نوع من العظة والعبرة. خديجة سيدة فى السادسة والثلاثين من عمرها، متزوجة ولديها أطفال، تحرص على زيارة الأولياء لأسباب تتعلق بتطهير القلب لا بالمنفعة فتقول: «هنا أشعر أن الروح أصفى والقلب بيتطهر بالزيارة.. وأن الأولياء يجلبون لى ولأولادى السعادة، وحبى لهم شىء موروث من آبائنا، ولما كنت بنت صغيرة أمى كانت تاخدنى معاها لكل ضريح تروحه زى ما انا دلوقتى باخد أولادى»، تضيف خديجة: «أنا باجى هنا مرة كل أسبوع وبلاقى ناس كتير واتعرفت على ستات كتير جدا بييجوا هنا.. ولو بطلت الزيارة فترة الولى الصالح صاحب المقام يزورنى فى المنام ويأمرنى بالزيارة». إلهام، الطالبة بكلية الحقوق، كانت تبحث عن الأمان فى مقامات الأولياء، فتقول: «هنا بحس إنى مستريحة ومطمنة أوى.. هنا بحس بالأمان الكامل فعلا والوقت بيعدى بسرعة وانا قاعدة فى الضريح.. ولما بخرج بلاقى عندى قدرة أفضل على ترتيب حياتى». http://www.almasry-alyoum.com/article2. ... sueID=1773 |
الكاتب: | ذا النون [ الاثنين مايو 17, 2010 12:48 pm ] |
عنوان المشاركة: | |
المتصوفون الجدد: من «الحضرة» إلى الـ«Facebook» ١٧/ ٥/ ٢٠١٠ لم يكن الفتح الإسلامى لمصر مجرد ضم أراض، فعلى ضفاف النيل حيث انتشرت الجيوش والثكنات الإسلامية، انتشر أيضا آل البيت وبعض التابعين، الذين احتضنهم شعب حديث العهد بالدين الجديد وبدأ معهم ثانى تجربة روحية يعيشها المصريون بعواطفهم وآمالهم وآلامهم بعد تجربة الرهبنة المسيحية. نشأت مجتمعات الصوفية من عشق المصريين لآل البيت منذ وصولهم إلى مصر، حيث التف حولهم فى المساجد والمناطق التى استقروا آلافا رأوا فيهم «خير سلف لخير نبى»، واعتبروا طريقهم «درب النور» المؤدى إلى الجنة. وسرعات ما بدأ الجيل الثانى من المتصوفة المصريين يخرج من عباءة «أهل البردة»، لتبدأ دورة حياة الصوفية فى مصر على يد تلاميذ من الجيل الثالث حملوا هموم المصريين إلى مقامات وأضرحة اعتبروها «الملجأ الأخير للغلابة». شىء فشىء أصبح التلاميذ بدورهم شيوخا، وبدأ الاتصال بالحركة الصوفية الأكثر تنظيما فى بلاد المغرب العربى، حيث كانت تسيطر الأفكار الصوفية على معظم بلاد المغرب والجزائر، فضلا عن «السوس» فى موريتانيا حاليا. ومن المغرب جاء غالبية «الأولياء»، الذين اختاروا مصر مستقرا، واختارهم شعبها «قادة روحيين». أبرزهم «الأقطاب الأربعة» إبراهيم الدسوقى، مؤسس الطريقة الدسوقية البرهامية، وأحمد الرفاعى، مؤسس الطريقة الرفاعية، وعبدالقادر الجيلانى، مؤسس الطريقة القادرية، وأحمد البدوى مؤسس الطريقة الأحمدية بالإضافة إلى أبوالحسن الشاذلى صاحب أحد أهم مناهج التصوف فى مصر. وبمرور الوقت نظم المتصوفة أنفسهم حسب تعاليم منهج المشايخ وإشارات «الأقطاب» ولوامع الأبدال، حتى وصل عدد الطرق الصوفية المسجلة رسميا ٧٧ طريقة، تضم نحو ١٥ مليون مواطن.فى عالم التصوف تبدو مفردات الدنيا شحيحة للغاية، فهم بالأساس أصحاب «الخلوة» الذين يفضلون الابتعاد عن «خضراء الدمن» لصالح «العشق الإلهى». لكن الجيل الجديد من المتصوفة، ومع انتشار التكنولوجيا والثورات المتتالية فى وسائل الاتصال بدأوا فى نشر تعاليم الصوفية عبر وسائل أكثر اتساعا من الحضرة، فمن الموبيل إلى مواقع الإنترنت المتخصصة، ونهاية بالموقع الاجتماعى الأشهر «Facebook» كان التصوف يرتدى حلة جديدة هذه المرة على مقاس جيل، وجد فى يده أدوات لم تكن متاحة من قبل. يلخص عصام محيى، مدير مركز الدراسات والأبحاث الصوفية، شكل التطور الجديد فى زى الجيل الجديد الذى يعتبر حاليا جيل قادة المتصوفين، فسابقا كان من المعتاد أن يخرج «أقطاب» التصوف من الأزهر، لكن وبمرور الزمن وانتشار التعليم المجانى ترأس خريجو الجامعات المدنية طرقا صوفية حاولوا تطويرها شكلا ومضمونا. يركز عصام على الجيل الجديد الذى يرتدى «البدل الإفرنجية» بأحدث ماركاتها فى الموالد وحلقات الذكر فى ظل استنكارات البعض من الجيل المحافظ، الذى تمسك بجلبابه. يضيف مدير المركز أن التغييرات بدأت تظهر على الطريقة نفسها خاصة تحت ضغط الجماعات الإسلامية المتشددة على الصوفية، ليتصدر الجيل الجديد الدفاع والهجوم بالتعاون مع مشايخهم ويبدأ فصل جديد من تطور العلاقة بين الشيخ ومريده فى النقاش، مما غير مفهوم «الطاعة التامة» من المريد لشيخه. ويشير محيى إلى تشكيل ما يمكن أن نطلق عليه «لوبى من أبناء المشايخ والشباب الجدد، الذين وجدوا أنفسهم فى لحظات تطوير قوالب الصوفية الجامدة، وبدأوا يحاولون الإسهام فى تطوير طرقهم بالشكل الذى يرونه فيتواصلون مع أبناء جيلهم من شباب الإنترنت بفكر جديد اكتسبوه من مزج التصوف بوسائل الاتصال الحديثة، حيث تعلموا كيف يديرون صراعا فكريا بشكل جاد، بعيدا عن الشعارات القديمة». وفى الوقت نفسه انتشرت محاضرات التصوف، التى تباع على شكل «CD» أو شرائط كاسيت، فضلا عن مواقع الإنترنت المنتشرة على الفضاء الإلكترونى. محمد عطية، أحد المتصوفين الشبان، الطالب بكلية التجارة جامعة عين شمس، وصف ما يحدث بأنه «تكسير قوالب قديمة مع الحفاظ على روح التصوف» وأضاف محمد «حاليا نستخدم الإنترنت بكثافة للرد على الوهابيين والأفكار السلفية، التى تكفر المتصوفة وتروج الخرافات حولهم دون علم ولا مناقشة، فلدينا الآن ٣٠ موقع إلكترونياً عن الصوفية تشرح وتحلل بهدوء، فضلا عن ٨٠ مجموعة وصفحة على موقع «Facebook» لنشر أفكارنا والرد على الاتهامات التى يروجها المتشدوين». ويرى «عطية» أن أهم علامات الجيل الجديد هى «تلك الدراسات والتسجيلات التى ترد على منتقدى التصوف. محمد نفسه شعر بتغير فى الجيل القديم: «ربانى والدى على مبدأ أن طاعة المريد لشيخه واجبه، ولا نقاش فيها ولا غضب ولا تذمر.. لكن شيخى الآن يناقشنى ويأخذ منى ويرد علىّ، فهو يدرك أنى مطلع على عالم آخر جديد عليه وبعيد عنه». http://www.almasry-alyoum.com/article2. ... sueID=1773 |
صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |