موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

12 - مبادئ قضية الحسين عليه السلام
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=6683
صفحة 1 من 1

الكاتب:  حسن قاسم [ الجمعة إبريل 15, 2011 6:21 pm ]
عنوان المشاركة:  12 - مبادئ قضية الحسين عليه السلام

(3) أبن عساكر: عالم ومؤرخ سورى هو أبو القاسم على بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقى ولد فى غرة المحرم 449هـ 1105م وتوفى بدمشق 571هـ 1176م
وروى الترمذي عن يعلى بن مرة قال : قال رسول الله  ( حسين منى وأنا من حسين ، حسين سبط من الأسباط ) .عن جابر بن عبد الله أنه رأى الحسنين على ظهر جدهما فنظر إليهما وقال نعم الجمل جملكم فقال عليه الصلاة والسلام نعما الراكبان هما. وعن أم سلمه رضي الله تعالى عنها قالت : أقبلت فاطمة  تسعى إلى أبيها  فرحب بها وقال لها أين ابن عمك وأبنى حسن وحسين فعادت إلى البيت لتقول لعلى  أجب رسول الله أنت وأبنائك فأقبل على ومعه الحسن والحسين وجاءت فاطمة فأجلس الرسول الحسنين على فخذية وجلس هو بين على وفاطمة وأرضى على الجميع سترا وقد نزل قول الله تعالى  إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا 
وبشر الملائكة عن رب العزة بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وان السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين .
وفى تيسير الوصول لابن الديبع ص 85 ج3 وعن أنس  قال سئل النبي أي أهل بتك أحب إليك . قال ( الحسن والحسين ) وكان يضمهما ويشمهما . ( أخرجه الترمذي )
والسبط ولد الولد وأسباط بني إسرائيل أولاد يعقوب وهم فيهم كالقبائل فى العرب وقد جعل النبي حسينا واحدا من أولاد الأنبياء كذا فى التيسير – وفى النهاية لابن الأثير إنه أمة من الأمم فى الخير – على حد قوله تعالى . إن إبراهيم كان أمة ( وبالجملة ) فان فضائل هذا الأمام المجاهد المصلح تقف المهايع عن حد استقصائها وبكل البارع عن إحصائها .

مبادئ قضية الحسين
كل (1) الذين دونوا قضية الحسين أخذوا سلسلتها من أوساطها ، أي من حين البيعة ليزيد2فى حين أنها تبتدئ من عهد أبى سفيان وسيدنا محمد  إن لم نقل من قبل ، من عهد هاشم وعبد شمس فان أبا سفيان 3( جد يزيد ) إذ رأى محمد  ( جد الحسين ) قد نهض فى مكة سنة 610 م .
يدعو العرب إلى توحيد المعبود والاتحاد فى طاعته حسب أنه سيهدم مجد عبد شمس ويبنى لبنى هاشم بيت مجد مرصوص الأساس ويعم ظله الظليل عامة الناس فاندفع بكل قواه إلى معارضته ففعل ما فعل فى مقاومة النبي حتى كان ما كان بأيام بدر واحد وهما مثالان للحق والباطل – وأمر سيدنا محمد  يقوى انتشاره ومناره حتى رمى حزب آل سفيان آخر نبلة من كنانته ولم يفلح – وذلك أن الله سبحانه وتعالى فتح لنبيه مكة فتحا مبينا ونصره نصرا عزيزا ، وإذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا ،
انتهت الحركة السفيانية – ولكن فى الظاهر .......
فهذا مبدأ القضية الحسينية والتاريخ يعيد نفسه .
بعد ذلك قضى رسول الله  وتعاقبت الحوادث كالليل والنهار والحزب السفيانى يعمل فى إرجاع سلطانه ولكن تحت الستار حتى إذا ما تمت البيعة ليزيد . كان قلب الحسين دفترا ملؤه المؤلمات ولا بد وأن تكون هذه الموجدات فى الحسين وهو لم يكن بالذي يقيم على الضيم ، وهنا جرى بنا أن ندرس حالة الحسين ذلك المتفاني فى حب آله ، ماذا يجرى على قلبه بعد زوال ذلك الشبح الرهيب الذى مضى ساجدا لربه ، ورؤيته أحشاء شقيقه الحسن ، وانتهاك حرمة شريعة جده المصطفى 
كيف يبايع يزيد ؟
غريب والله أن يزيد يريد التقمص لخلافة النبي محمد  المبعوث لتكميل مكارم الأخلاق وذلك فى حياة الحسين ابن ذاك النبي وحبيبه ، فيزيد يعلم نفيسة الحسين ويعلم أن صدره أصبح بركانا قريب الانفجار ومع ذلك لا يقنع بسكونه وسكوته بل يريد منه فوق ذلك كله أن يعترف له بالخلافة عن الرسول وهل ذاك إلا ضربا من المحال .
إن اعتراف الحسين بخلافة يزيد عبارة ، عن أن الحسين ليس بالحسين إذ أن قبوله البيعة ليزيد فيه بيع كل مجده وكل شعور شريف للعرب وكل حق للمسلمين وكل آمال لقومه أفيبيعها جمعاء برضاء يزيد عنه ؟ هذا محال على الحسين . بل وعلى كل أبطال الفضائل ، وبعبارة أخرى اعترافه بتساوي الفضيلة بالرزيلة . واستواء العدل والظلم واتحاد الحق والباطل وتماثل النور والظلام. وإن العلم والجهل مستويان وإن الخفيف والثقيل سيان فى الميزان فهل يسوغ بعد هذا كله سكوت الحسين عن يزيد وسكونه ! كلا ثم كلا .
وقد يزعم البسطاء أن الحسين لو استعمل التقية وصافح يزيد لا تقي ببيعته شره ، ونجا من مكره وصان حرمته وحفظ مهجته ولكن ذلك وهم (بعيد)فان يزيد المتجاهر لا يقاس بمعاوية 4المتحفظ فبيعة مثل الحسين لمثل يزيد غير جائزة بظاهر الشريعة ولذلك تخلف عن بيعته سعد بن أبى وقاص وعبد الرحمن بن أبى بكر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير وأنكروا على معاوية استخلاف يزيد حتى فارقوا الحياة . والحسين أولى بهذا الامتناع والإنكار ومع هذا فهو يعلم ( بايع أو لم يبايع ) أن خصومه منطوون على نية التشفي من قتله وقد صرح في مواطن عديدة بأنهم غير تاركيه ولو كان فى جحر ضب وأنهم لا يدعونه حتى يخرجوا هذه العلقة من جوفه وأكد ابن زياد نية التشفي من قتله فى كتابه لأبن سعد حيث قال له : حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالتقي الزكي عثمان بن عفان وأعلن يزيد بقصده الانتقام منه فى شعره
لست من خندق إن لم انتقم
من بني أحمد ما كان فعل

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/